تسعة معارضين تحدثوا لـ”النهار”: هؤلاء هم المسؤولون عن “سقوط” حلب!

34

557293-01-08_342682_large

صحيفة النهار- Buyerpress

بعد أربعة شهور من الصمود، “ستالينغراد” سوريا على شفير السقوط. ففي الأمس تم الإعلان عن أن حلب باتت بأيدي نظام بشار الأسد الذي أطبق والميلشيات التي تقاتل معه مدعوماً من روسيا على حلقة مفصلية في الحرب السورية. مشاهد الحرق والدمار وأخبار الجثث الملقاة في شوارع أكبر مدن سوريا أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي التي حمّل روادها المعارضون المسؤولية إلى جهة أو جهات داخلية وخارجية، متحدثين عن إبادات جماعية مارستها شبيحة النظام بحق المدنيين.

المعارك لم تنته كلياً والاشتباكات تستمر بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان “بوتيرة عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، قرب دوار المالية ومسجد الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء الواقع في الأطراف الغربية من مدينة حلب، إثر هجوم للفصائل في محاولة للتقدم في الحي، وتأتي عملية الهجوم هذه مع تمكن قوات النظام من تضييق الخناق وقضم المزيد من القسم الجنوبي الغربي المتبقي للفصائل في أحياء حلب الشرقية، حيث سيطرت خلال الـ 24 ساعة الفائتة على أحياء بستان القصر والكلاسة وجسر الحج والفردوس وما تبقى من حلب القديمة، مع مواصلتها لقصفها المكثف على ما تبقى من أحياء تحت سيطرة الفصائل وهي أجزاء من صلاح الدين وسيف الدولة والعامرية وأحياء المشهد والأنصاري وأجزاء واسعة من السكري”، ما يطرح السؤال عن المسؤول عن هذا الانهيار في صفوف المعارضة الذي سمح للنظام التقدم و”الانتصار”؟

“النهار” استطلعت آراء معنيين بالشأن السوري الذين حمّل كل منهم مسؤولية ما آل إليه الوضع الميداني في حلب إلى جهات عدّة، منهم:

لؤي حسين: المعارضة السياسية

رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين الذي حمّل المعارضة السياسية المسؤولية الكبرى بسبب ما قال إنه “تعثرها بالمفاوضات وطريقة التقاطها للقرار الدولي 2254، ومن ثم انسحابها من مفاوضات جنيف، فكانت الأمور واضحة أنها تسير باتجاه تمكين النظام بقيادة روسيا من تحقيق انتصارات عديدة، ليس فقط في حلب بل كل ريف دمشق الآن ما عدا الغوطة الشرقية أو دوما ومحيطها باتت بيد النظام”.

حسين وضع كلمة الثورة بين قوسين، لأن “من سميت بهذا المعنى كانت بأغلبها فصائل جهادية تريد دولة إسلامية أو القتال تحت راية الله، أعتقد أن هذه الثورة قد انتهت الآن، بمعنى أنها كانت تعتمد على السلاح والعنف وسيلة لاسقاط النظام، هذا العنوان تمّ التوقف عنده منذ اجتماع فيينا الثاني في 14 تشرين الثاني من العام الماضي”. وأضاف: “لم تسقط حلب بشكل نهائي نحن لا نزال نسمع العويل ربما اليوم أو غدا ستسقط، وأعتقد ان النظام بعد هذا الانتصار العسكري سيكون فاشياً وسيحكم الشوارع والمدن بميليشيات متعددة على الطريقة التشبيحية”.

لؤي المقداد: مسؤولية سورية أولاً

مدير مركز مسارات الناطق السابق باسم الجيش الحر لؤي المقداد رأى أن مسؤولية سقوط حلب، مسؤولية سورية بالدرجة الأولى، أي مسؤولية فصائل متناحرة بالداخل، وعدم ارتقائها إلى مستوى الدم السوري، وثانياً مسؤولية الدول العربية التي لم تتخذ قرارا بضرورة أن تفعل شيئاً، فالدول المتعاطفة مع الثوة السورية يبدو وكأنها نتيجة حسابات معينة في ظل تغييرات في الإدارة الاميركية وعدم وضوح ما سيحصل في ذلك البلد فضلت أن تنَسق مع موسكو أو تغض نظر عما تفعله روسيا، كما هي مسؤولية مجتمع دولي واضح”. وشرح أن ” مجموعة عوامل أدت الى سقوط حلب، وعلى ما يبدو هناك رغبة لبعض الدول في تسريع وتيرة الحل في سوريا. حصل غض نظر من بعض الدول، ومن بعضها رغبة سريعة بالحسم تحديدا من روسيا، ولو كان هناك قرار حاسم من قبل الروس لدخلوا حلب يوم الثلاثاء الماضي، لكنهم أوقفوا غارات الطيران، ومع ذلك لم نتوقع أن يدخلوها بأي ثمن”.

ولفت المقداد الى ان “مساعدات السلاح التي كانت تصل إلى التشكيلات المعارضة المعتدلة خلال الأشهر الاخيرة غير كافية كي تستخدم في حفل زفاف وليس على جبهة ضدّ روسيا وايران وبشار الاسد وميليشياته، بعد مناشدات كل كوكب الأرض كان يرسل لنا “كم” صاروخ غراد، لا يمكنه تحقيق نتيجة فعلية في أرض المعركة لا من ناحية وقف الطائرات أو الدبابات ولا أي تقدم برّي”. واعتبر أن”سقوط حلب سيسرع في سقوط بشار الأسد، فروسيا لم تحسم الموقف هناك إلّا ضمن خطة معينة وضعتها لسوريا، وبوتين يعلم جيداً أنه بوجود الاسد لا حل”.

جمال سليمان: الرهانات الخاطئة

الفنان جمال سليمان عضو لجنة المتابعة في مؤتمر القاهرة للمعارضة السوريه وبعد أن أعرب عن إدانته الشديدة لكل من مارس الوحشية والقتل ضد المواطنين العزل حمّل مسؤولية سقوط حلب إلى “الرهانات الخاطئة التي سارت وراءها القوى المسلحة ومن وراءها بعض قوى المعارضة السياسية بدءا من الدخول إلى الأحياء المدنية والتمركز المسلح فيها وانتهاء بخطابها المتطرف وتحالفها مع تنظيم إرهابي ينتسب علنا للقاعدة، مرورا بانعدام الرؤية السياسية لدى هذه القوى العسكرية”.

سليمان شرح ” لقد حاولت القوى السياسية المدنية المعارضة جاهدة أن تدفع باتجاه عملية التفاوض عبر جنيف و التركيز على المشروع الوطني، واعتباره الخيار الوحيد الذي تتحد عليه كل قوى المعارضة، لكن هذا الطرح غالبا ما كان يواجه بالريبة لصالح الخيار العسكري الذي راهن على العنصر الخارجي. بالتأكيد الوقت غير مناسب الآن لإجراء جردة حساب وهي لابدّ منها في المستقبل، لكن لابدّ من التذكير بأن البناء على رهانات دولية وإقليمية كان خطأ جسيما لأن الوضع الدولي متغيّر وغير مضمون، محاولة الانقلاب في تركيا على سبيل المثال، صحيح أنها لم تنجح إلا أنها أحدثت تغيرا كبيرا جدا في فعالية تركيا في الملف السوري وخاصة فيما يتعلق بحلب، حيث كانت الفصائل تعول على الدور التركي، والحقيقة أن التقارب الروسي التركي فتح الطريق إلى حلب”.

لكن ماذا بعد؟ أجاب سليمان ” أظن أن استعادة حلب سوف تحدث تغييرا كبيرا في المشهد السوري. هناك مقابل لما جرى وأظن أن الروس مع ترامب سينتقلون إلى مرحلة جديدة تعيد ترتيب المشهد بصورة كبيرة. لذلك أظن أن بعض المحتفلين قد يكتشفون في الأشهر القليلة القادمة أنهم قد تسرعوا في الاحتفالات”.

سمير نشار: الأشقاء والأصدقاء

رئيس الأمانة العامة لـ “إعلان دمشق” سمير نشار ردّ سبب سقوط حلب إلى” الأشقاء والأصدقاء الذين تعهدوا للسوريين بتقديم كافة أشكال الدعم ومن ثم تخلوا عنهم. أشقاء الشعب السوري تخلوا عن مدينة حلب، لم يقدموا لها وسائل الدعم، لم يطلب أحد تدخلهم مباشرة، أو مساعدتهم العسكرية المباشرة، وإنّما طلب منهم فقط وسائل يمكنهم من خلالها الدفاع عن أنفسهم”. وأضاف “ما يجري في حلب وصمة عار للدول الشقيقة والصديقة، الثورة لم تنطلق من تلك المدينة لذلك ستستمر سواء سقطت ام لم تسقط، إلى حين سقوط بشار الأسد تحديدا”.

رامي عبد الرحمن: تركيا أولا

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن حمّل” تركيا أولا المسؤولية بعد أن سحبت مقاتلين من جبهات الحرب الغربية ومن جبهة مدينة حلب باتجاه قوات درع الفرات، ثانيا الفصائل السورية التي مارست السلطة الأمنية التي لا تختلف عن سلطة المخابرات في أحياء حلب الشرقية، ثالثا القوة النارية الهائلة التي استخدمتها قوات النظام”.

وأضاف ” ليس لدينا توثيق عن إعدامات ميدانية بل عن جثث في الشوارع، فما لا يقل عن ستين جثّة حصيلة الأمس في أحياء الشيخ سعيد وبستان القصر والكلاسة، تركوا قبل أن ينسحب المقاتلون من هذه الأحياء، بالإضافة إلى مئات الأشخاص بين مدنيين وعسكريين تحت الأنقاض”. وفيما يتعلق بالخبر الذي تداول عن إعدام الطاقم الطبي لمستشفى الحياة أجاب” ليس لدينا توثيق لهذه العملية”. وختم” قلت سابقا من ينتصر في معركة حلب سيبقى منتصرا على المدى المنظور، ولا نعلم ماذا سيحصل على المدى البعيد”.

وائل الخالدي: تخاذل دولي

مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي قال إن “هناك تخاذلاً دولياً واضحاً وصريحاً، لا يمكننا أن نلوم فقط المعارضة على الرغم من أن الإسلاميين لعبوا دورا سيئا في تغليب أهمية الفصيل على أهمية الثورة، إضافة إلى أن التدخل الروسي كان عنيفا، وقطعا ستسقط حلب من يد النظام كونه لا يمكنه أن يقف طويلا فقد بات حجمه واضحا”، وعن موضوع الإعدامات الميدانية أجاب أنّ “هناك مبالغة، ولا يمكن الحديث عن توثيق فالوضع جدا سيء”. وختم أن “الحرب مع النظام حرب وجودية، وليست معركة أمتار، سيطرة النظام على حلب لا تزيد عن 20 بالمئة من سوريا، وذلك بعد أربعة شهور واستخدام أقوى سلاح هو السلاح الروسي بدعم 98 ميليشيا أجنبية، وهو ما أخذه الشعب عندما أراد بأربعة أيام وبأدوات بسيطة”.

معاذ الحاج يوسف: الفصائل بشكل خاص

رئيس المكتب السياسي بتيار سوريا المستقبل معاذ الحاج يوسف قال إن “عدم توحّد الفصائل بشكل خاص، وتعطيل عملية الاندماج التي خطط لها وتشكيل قيادة واحدة لكل الفصائل كانت السبب الرئيسي للسقوط، بالإضافة إلى خذلان المجتمع الدولي والإقليمي وترك حلب وحيدة”، مؤكدا أنّه” كان متوقعا سقوطها بعد الهجمة البربرية التي واجهتها وسط الصمت العالمي”. وختم أنّ “سقوط حلب سيشعل الثورة السورية، هذه الصفعة ستكون صفعة صحوة ورص الصفوف من جديد”.

ثائر الحاجي: مدروس ومتّفق عليه

ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية سابقاً ثائر الحاجي اعتبر أن” سقوط حلب مدروس ومتّفق عليه والاتفاقات التي حصلت في تركيا تحت رعاية أنقرة كانت أحد أسباب إخلاء مدينة حلب بحجّة “جبهة النصرة” الغير موجودة بشكل كبير في المدينة”. وأكّد أنّ “لا شيء انتهى، الثورة مستمرة ولن تسقط، نعم سيتغيّر الكثير، وسيكون لشباب الثورة السورية كلمة أخرى في هذه الحركات، هناك اجتماعات تعقد في اوروبا لنسف الأجسام الثورية الوهمية في المجلس الوطني والائتلاف الوطني، وإعادة استقلالية القرار السوري”.

أحمد القصير: اتفاقات دولية

الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية أحمد القصير رأى أنّ ما حصل سببه” اتفاقات دولية روسية –أميركية -تركية، وتحويل مقاتلين إلى درع الفرات وتخاذل بعض الفصائل الموجودة في الريف. ومع ذلك بعض الفصائل الموجودة في حلب لا تزال تقاتل حتّى في الأحياء المحاصرة”. وأشار إلى أن “سقوط حلب كان متوقعاً نتيجة التحرك الروسي السريع قبل استلام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع ذلك الثورة السورية لا تعتمد على منطقة معينة، ولو سيطر النظام على كل المدن لن يستطيع السيطرة على الثورة داخل الشعب، وبعد ما آلت إليه الاوضاع ننتظر أن تتجه الأمور إلى إعادة وضع الثورة على طريقها الصحيح”.

 

التعليقات مغلقة.