بين أن تكون إبرة أو دبوساً.. أن تكون قشة أو عوداً..!
نجاح هيفو
مازالت العيون تترقب بحالة يغلب عليها اليأس, فلا العالم منحها طوق النجاة ولا الواقع فرض نفسه بجدية كان ركوب المواقف المتأرجحة عنوة ليهزنا الموقف بين وبين..
بين أن تكون إبرة أو تكون دبوساً, بين أن تكون قشة أو أن تكون عوداً,تناقضات يمليها عليك واقع الحال المؤسف, لتكون أمام خيارين الأول في الإبرة والدبوس فتثبت خطواتك بتأنّ تترابط معها افكارك بخيط متين يخلق في نهاية الدرزة ثوباً متماسكاً لا تشوبه عيوب ولا يشاهد عليه أية رقعة غريبة, أما القماش نريده أصلياً مصنوعاً من خيوط البلد, والسبب في الرغبة أنه حين قدّم للخياط كهدية كان ثمنه دماء ودموع وغربة وحسرة وطن, أو نختار القشة والعود فتكون الخطوة سريعة تلتهب بسرعة عجيبة, فتلتهم كل ما يدور حولك, وهذا حالها في القشة. فكان الذين أشعلوا الشرارة تماثيلاً أو بقايا بشر أطفؤا سراج الحياة في ذاكرة النور لديهم فسلبهم معنى الانسانية. أو أن تكون العود فتبقي كلما يدور حولك مُناراً دون أن تلتهم أحداً, دون أن تقصي اًحداً أو تتراكض للركوب على الأكتاف وكأن الحياة ستنتهي غداً, وكأن المنصب سيعلن موته في فصل الثورة, الكل في عجالة لأن عصر الكراسي ولد عندنا, لذا نأمل أن لا تكون قرارات مرجعيتنا في الدبوس والقشة كي لا نواجه آمالاً معسولة وفي الوقت ذاته آمالاً مؤقتة وتتفكك الدرزة من أول سحبة. نريد آمالاً تنير دروبنا كإنارة القشة أو كإنارة ضوء المصباح ليس من المولدة الحارة بل من الخط الرئيسي. نعرف أن أوان الدعاء فات, وكل ما تبقى بقايا انتظار, وكثير من الأحلام.
في النهاية نريد أن يكون الثوب جميلاً ملوناً بألوان الربيع محاكاً بجدية, يرتديه الجميع دون خوف ومحسوبية واقصاء, والأهم دون مخاطرة. ملّ الشعب وهو يسير بين أبناء الوطن وينظر خلفه في كل خطوة يخطوها خوفاً من البقاء تارة وتارة أخرى من الرحيل, أن تأتي القياسات هذه المرة مناسبة دون توسيع أو تضيق, دون خلاف على لون الأزرار أو شكل الدانتيل الذي قد يشكل عرقلة في جمال الثوب, كل ما نريد قوله ونتمناه فقط هذه المرة أن يكون الخياط جديراً بالمسؤولية.
التعليقات مغلقة.