خاص – Bûyerpress
– من غير المستحسن أن نزجّ بشبابنا في معارك منبج أو الرقّة، على الشباب الكرديّ أن يستشهد على الحدود الكرديّة
– كان المجلس ينظر إلينا دوماً نظرة الشك والريبة، نظرة الخصم، ولم ينظروا إلينا – يوماً- نظرة الحليف
– إدارة PYD للبلاد إدارة مغلوطة، وتعامله مع الأحزاب الكرديّة غير صائب
أكّد سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبدالحميد درويش أنهم كانوا ولا يزالون يدعون – دون خوف أو وجل – إلى أن يكون هناك حوار بينهم وبين الحكومة وأن يحلّ الشعب السوري مشكلته بنفسه، وليس عن طريق جهات أخرى، منّوهاً إلى أن العودة إلى المقالات التي كتبت من قبلهم في العام 2015 هي خير دليل لصحّة هذا الكلام.
وتابع درويش في حوار له على فضائية “روناهي” أمس الخميس السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر:” رفضنا رسالة الرئيس السوري في بداية الثورة، وسأقولها بصراحة ليتسنى “للمتهجّمين” علينا انتهاز الفرصة، ويتهجّموا ثانية، أقولها أخطأنا حينها، عندما رفضنا اللقاء بالرئيس السوري، لو أننا تحاورنا، لربّما كنا استطعنا حينها التخفيف على الشعب الكردي والسوري عامة أيضاً، فقد كنا حوالي اثنا عشر حزبا، وكانت الآراء مختلفة حول سبب عدم اللقاء بالنظام، ولكن كانت بالمجمل متفقة على شيء واحد وهو أن التعامل والنقاش مع السلطة أمر غير مقبول”.
وأضاف درويش :” بعد الثورة بشهر ونصف أرسل في طلبي سعيد بخيتان نائب الرئيس السوريّ بشار الأسد وذلك عن طريق أمين فرع حزب البعث بالحسكة، وقد لبّيت الطلب، وسافرت مع عضو المكتب السياسي لحزبنا أحمد سليمان، وقال لي نائب الرئيس السوري حينها أن الرئيس يسأل عن رأي حزبكم في هذه القضية، فقلت أن رأينا هو التحاور مع الحكومة، على شرط أن يكون هناك مؤتمر وطني جامع لعموم السوريين من سياسيين مثقفين ورؤساء عشائر واقتصاديين. وطلب مني حينها مهلة ثلاثة أيام لنقل الحل المقترح من قبلنا – وكانت الثورة في بدايتها وامكانات الحل كثيرة – إلى الرئيس السوري، ومضت الأيام الثلاثة، ولم نتلقّ حتى الآن أيّ جواب.. برأيي أن عدم استجابة الحكومة السورية لمطلبنا كان خطأ فادحا، واعتقدوا أنه بوسعهم حلّ المسألة بالسلاح “.
وعن أسباب وتداعيات انسحاب حزبهم “التقدّمي الكرديّ” من المجلس الوطني الكرديّ قال درويش:” حزبنا من المؤسسين للمجلس الوطني الكردي، وكنا مختلفين جدا مع بعض الأعضاء فيه، ورويدا رويدا انسحبنا من هذا المجلس الذي تحول من مجلس وطني كردي إلى مجلس وطني لحزب واحد ومهيمن، وهذا أمر غير مقبول وخاطئ. حاورنا المجلس كي نحل هذه الاشكاليّة، وهذا ما لم نستطع تحقيقه أيضاً، فتنحينا جانباً، وهذا التنحّي أيضاً ربّما فيه شيء من عدم الصواب، ولكنه كان الحلّ الوحيد لحزبنا”.
وأشار درويش إلى المخططات والمكائد التي حيكت ضد حزبهم بالقول:” كانت هناك العديد من المخططات والمكائد ضد حزبنا، فعلى سبيل المثال، بعد ابتعادنا عن المجلس، بحوالي شهر، أتم إرسال رسالة للائتلاف فحواها أن هذا الحزب ليس من المعارضة، وأنما هو حزب مؤيّد للنظام، ويجب عدم قبولهم بيننا، وللأسف رفاقنا في المجلس اتبعوا ممارسات غير لائقة لإبعادنا عن المجلس، ودفعونا لأن يتخندق كل منا في خندق مغاير، وكان الأولويّة لديهم أن يحارب أحدنا الآخر، لم يكن يروق لهم بقائنا وتقاربنا، ومنذ ابتعادنا عن المجلس وحتى اليوم، لم يسألنا أولئك الرفاق عن السبب، بل ولم يقترحوا علينا حلولا للتقارب ثانية، أقولها للأسف – ثانية – كانوا ينظرون إلينا دوماً نظرة الشك والريبة، نظرة الخصم، ولم ينظروا إلينا – يوماً- نظرة الحليف.. ولا أستبعد أن يكون للائتلاف دور قذر في إبعاد حزبنا عن المجلس الوطني الكرديّ “.
وأوضح درويش أن مشاكلهم بدأت مع الائتلاف في مفاوضات جنيف، حين اقترحوا أن تـُحلّ المشكلة السوريّة سلميا، ولكن كان رأي الائتلاف إسقاط الحكم بقوة السلاح، وهذا خطأ:” كانوا يتحاورون مع النظام في جنيف، وكانوا يقولون في نفس الوقت أننا لن نتحاور معهم. وطبعا كانت لتركيا أيضا اليد الطولى في ذلك الأمر”.
التصريحات والقرارات الأخيرة، منها أن سوريا دولة عربية اسلامية، وعدم الإشارة حتى لذكر مصطلح الكرد، وعدم تطرّق ديمستورا في وثيقته إلى الكرد، ووصف ممثل المفاوضات أسعد الزعبي الكرد بالبهائم، كل هذه الأمور وأمور غيرها تجعل من بقاء بعض الكرد في الائتلاف أمر خاطئ وغير مقبول البتّة،على حدّ وصف القيادي حميد درويش.
وفي سياق الحديث عن ثورة روجآفا قال درويش:” أن ثورة روجآفا تنقسم لقسمين، إحداها الثورة السياسية والمتمثلة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والقسم الثاني يمثله وحدات حماية الشعب والمرأة، وأنا أجلّهم وأحترمهم كفصيل كردي محارب استطاع ايصال صورت الكرد إلى العالم، أباركهم على هذه التضحيات، وأنحني أمام شهدائهم”
وأبدى درويش رأيه بحزب الاتحاد الديمقراطي مشيراً إلى الكثير من الأخطاء التي يرتكبها، وهذا يؤثّر بدوره على (YPG)(YPJ)، ويعطي نظرة غير لائقة عنهما حسب تعبيره.
وطلب درويش من حزب الاتحاد الديمقراطي أن يعالج ما يقع فيه من أخطاء، لأنه الوجه السياسي لوحدات حماية الشعب والمرأة:” فإدارتهم للبلاد إدارة مغلوطة، وتعاملهم مع الأحزاب الكرديّة غير صائب، فمثلا اليوم اعتقلوا ستة قياديين من يكيتي وقبلها مجموعة من حزب الديمقراطي الكردستاني، أنا لاأرى مبرراً لهذه الاعتقالات، لمجرد أنهم يمارسون عملهم الحزبي، والكثير من السياسات الأخرى المرتبطة بحياة الموطنين في الجزيرة خاصة هي خاطئة، فمثلا حتى الآن ساعات الكهرباء المتوفرة لا تخدم المواطن بشكل جيد في حياته اليوميّة، والرز والسكر في غلاء فاحش. أنا أطلب من حزب الاتحاد الديمقراطي التركيز على هذه المسائل الخدميّة جيّدا”.
ونوّه درويش بأنه ليست لديهم أية مشكلة مع حزب الاتحاد الديمقراطي، فقط لو أنهم قبلوا الشراكة، لكنهم لا يقبلون بالشراكة في القرار السياسي، ولو قبلوها سيتمّ التحاور معهم، ومع المجلس الوطني الكردي أيضاً، للعمل معاً.
ورأى درويش أنه من غير المستحسن أن نزجّ بأيّ من شبابنا في منبج أو الرقّة، وأنه على الشباب الكرديّ أن يستشهد على الحدود الكرديّة، وقال:” لنا رأي خاص في حملة منبج والرقة، بوسعنا أن نطرحه، ونتحاور فيه، فبعض العرب يستغلون توجه قواتنا إلى تلك المناطق مدّعين أننا نحتلها، هذا فوق تضحياتنا من أجل هؤلاء الناس.. وبرأيي الدفاع عن المنطقة الكرديّة كالدفاع عن سورية، أما المنطقة العربية، فليحمها من يسمّي نفسه بالجيش الحرّ، ولو استشهدت جميع قواتنا في مناطقنا وعلى حدودنا فهو أمر مقبول، وهذا من حقّنا”.
وعن عدم مشاركتهم في الادارة الذاتية حتى الآن قال درويش:” لأن هؤلاء الرفاق لم يبدو موقفا تجاه شراكتنا، ترى هل يقبلوننا كشركاء؟ يجب أن تسألهم بداية. وما أشيع عن طلبنا بنسبة ثلاثين بالمائة في الإدارة كلام عار عن الصحّة، ولكني أؤكد في الوقت نفسه أن جميع الاتفاقات المبرمة من هولير الأولى والثانية، واتفاقة دهوك كان حزب الاتحاد الديمقراطي – وأقولها بضمير حيّ- السبب في عدم نجاحها واستكمالها، ولولا ذلك لما ابتعدنا عن حزب الاتحاد الديمقراطي”.
ووصف درويش اعتقال البرلمانيين الكرد من قبل الحكومة التركية:” أنها ضدّ الحياة الديمقراطية والقوانين البرلمانية، فحرمان ستين برلمانيا، ومائة رئيس بلدية أمر سيء جداً، تركيا تجه نحو الديكتاتوريةّ.. ولو صرّحت دولة موزامبيق بأنها ستمنح الكرد بعضا من حقوقهم لاعترض أردوغان، هذا شيء بديهي، هم لا يتقبلون فكرة حصول الكرد على حقوقهم”.
وشدد درويش على الوحدة منوّهاً إن لم نكن يدا واحدة في الثورة سنخسرالكثير:” يجب أن نتحاور، ونصل للنتائج، وإلا فأنه سيأتي يوم وسنندم، كما ندم الكرد على طول الزمان.أتمنّى لو أن نورالدين ظاظا كان حيّا بيننا الآن في هذه الأزمة، كان سياسيّاً ماهراً، وكان موضع فخر، كما أتمنى لو أن جكرخوين أيضاً كان حياً، وحاضرا في هذه الأزمة. على الكرد أن يتّحدوا، ويتبعوا سياسة جيّدة، ونحن كحزب تقدّمي، سنبقى متابعين لعملنا حتى ننجح، وهذه السياسات العرجاء لن تخدم القضية الكرديّة، لذا على جميع الكرد العمل على هذه القضية”.
واختتم سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبدالحميد حج درويش حديثه مشيراً إلى أن المثقف الكردي لم يقم بالدور الملقى على عاتقه حتى الآن، متمنيّاً أن ينهض بدوره، ويمارس ويخطط لسياسة جيّدة تخدم شعبه وأمته.
التعليقات مغلقة.