بأي حال عدت يا عيد..

39

إحدى المناسبات التي توارثتها الأجيال عبر القرون, ولها أصول دينية أو لها علاقة بفصول السنة, وما يجمعها أجواء الفرحة والسرور التي يعيشها الناس بفترة العيد.

فيما يخص أجواء العيد في المنطقة بشكل خاص, يتم التحضير لها عادةً خلال الأيام القليلة قبل يوم العيد, حيث يقوم الناس بشراء الملابس الجديدة وخاصة للأطفال, كما يتم تحضير بعض أنواع الحلوى وخاصةً (الكليجة) وبعض أنواع الكعك والبسكويت. أمّا هذه الأيام فقد أصبح العيد مأزقا حقيقيا لرب العائلة الذي يضطر لاستدانة مبالغ كبيرة من المال لشراء مستلزمات العيد من ألبسة جديدة وحلوى وغيرها.

تقول أم سليمان بعد بدء الثورة لم تعد تقام طقوس العيد في الكثير من المناطق, حيث لا توجد عائلة إلا وقد نالت نصيبها من الهجرة أو الشهادة أو الفقدان, إضافةً الى الغلاء المعيشي وصعوبة إقامة هذه الأجواء.

أبو سليمان يتذكر أيام العيد بحسرة: كانت ألعاب العيد سابقا قليلة جدا ومنها المراجيح, حيث تنصب كل حارة أرجوحتها الخاصة ,وكانت تسير رحلات بالعربيات التي تجرها الأحصنة في المدينة, أما الآن فكثرت الألعاب النارية ومقاهي الانترنت وألعاب الكمبيوتر وألعاب البلياردو وغيرها.

أما أم ريبر فتتحدث عن العيد الذي يبدأ عادةً بصلاة العيد, ثم يبدأ الرجال بالتجول بين بيوتات الحيّ للتعايد والتهنئة, ويبدأ الاطفال كذلك بزيارة المنازل لينالوا نصيبهم من الحلوى والسكاكر والعيدية التي ينتظرونها منذ زمان.

كما تقوم النساء بزيارة القبور وتوزيع الحلوى على الأطفال هناك. ثم يقوم الاطفال بزيارة الملاهي والحدائق ,ثم يبدأ الكبار بمعايدة الاهل والاقارب .

الاستاذ(ابو كمال) يقول: مع تقدم الحياة نحو المدنية تلاشت معظم هذه الطقوس لتضيق الحلقة وتقتصر على المقربين فقط. ويفقد العيد رونقه وسحره الخاص وما زاد الطين بلة هو الغلاء المعيشي الفاحش حيث لم يعد بالإمكان تأمين القوت اليومي للمواطن.

العيد, ذلك الضيف القادم, قد يبدو لكثيرين ضيفاً يثقل الكاهل, وهم أرباب الأسر الفقيرة, بينما هو ضيف عزيزي منتظر منذ زمان لدى آخرين وهم شريحة الأطفال الذين لا يفقهون منه سوى ركوب المراجيح والحلويات والملابس الجديدة, إضافة إلى العيديّة التي لا يكتمل العيد دونها.

10353104_350591945091823_8775498481888263163_n

 

 

 

 

 

 

 

10530688_350592148425136_5419856932090019757_n

 

 

 

 

 

 

 

10583954_350591878425163_2693012715937180986_n

تقرير: نالين شيخي

 

 

التعليقات مغلقة.