بيان إلى الرأي العام من منسقية روجافا في المقاطعات (الجزيرة- كوباني- عفرين)

33

14741145_1429901737024668_1946341698_n

“نحن في المنسقية العامة للإدارة الذاتية الديمقراطية للمقاطعات الثلاث في شمال سورية بتاريخ ١١-١٠-٢٠١٦ قمنا بعقد اجتماع لتقييم المستجدات السياسية المتسارعة في الساحة السورية والمنطقة بشكل عام، ونظرا للمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا ارتأينا أن نبدي عن مواقفنا بصدد الوضع السياسي والمستجدات الحاصلة.

إننا ومنذ اليوم الأول من الحراك الشعبي في سورية اعتمدنا نهج السياسة الديمقراطية، وبالرغم من كل المصاعب والضغوطات التي واجهتنا إلا اننا لم نحيد بتاتا عن هذا الخط السياسي الذي يضع حقوق ومتطلبات الشعوب السورية فوق كل المصالح والاعتبارات الضيقة. هذا وكنا القوة الرادعة لكل القوى التي سعت لتمزيق و تشتيت النسيج الاجتماعي والثقافي السوري، و قدمنا أعظم التضحيات من أجل حماية شعوبنا من الكوارث التي عانى و مايزال يعاني منها. و نود أن نؤكد على أن معظم مشاريعنا في الحل كانت في نطاق وحدة سوريا، لأننا نؤمن تماما بأن تقسيم سورية و الحلول الجزئية ستؤدي بالنسبة لجميع الشعوب السورية إلى نتائج و تداعيات خطيرة بحيث لا يمكن مواجهتها بأي شكل من الأشكال.

ونوه المجتمعون على أن الفيدرالية الديمقراطية كمشروع الحل الذي طرحناه، هو ليس فرض حل أحادي الجانب كما تروج له بعض الأطراف، إنما هو ضرورة يفرضها علينا الواقع السياسي المتأزم الذي تعيشه البلاد.

وكي ننأ بمناطقنا احتمالات أن تصبح عرضة للفوضى وتتفاقم فيها الأزمات، قمنا بتنظيم مناطقنا وفق نظام إداري يؤمن للمناطق المحررة من داعش الاستقرار والأمان.

جدير بالذكر بأننا منذ البداية ولغاية اللحظة كنا وما نزال نطالب بأن نكون جزء من المباحثات والمفاوضات الجارية في جنيف ومثيلاتها، ولكن القوى الخارجية وأتباعها من بعض القوى المحلية هي التي قامت بإقصائنا، وبالرغم من كل هذه التقربات فقد كثفنا جهودنا وعملنا على تنظيم مناطقنا وحمايتها معتمدين على قوانا الذاتية. ونؤكد أيضا أننا مستعدون وبوفد مستقل للجلوس الى جانب أطراف المعارضة السورية الأخرى في عملية الحوار على طاولة المفاوضات إن كان في جنيف و أي مكان آخر من أجل مناقشة وحل القضية السورية. أما بالنسبة لموقفنا من قوى المعارضة، فنود أن نؤكد بأننا نشكل جزء وقوة رائدة في المعارضة الوطنية الديمقراطية، و قمنا بمحاربة النظام قبل الثورة وأثنائها و قدمنا تضحيات كبيرة من أجل تغيير الواقع السياسي المفروض علينا. إلا إن السياسات العنصرية و المتطرفة اللاديمقراطية التي تبنتها، بالإضافة إلى سياساتها الاقصائية وعدم اعترافها بأي شكل من الأشكال بوجودنا كشعوب و كمكونات، ابعدتنا عن العمل المشترك، هذا بالاضافة إلى إن تواجد القوى المتطرفة كجبهة النصرة و أحرار الشام وغيرها في صفوف المعارضة، أخرجت المعارضة من مسارها الثوري و جعلتها تخدم الأجندات الخارجية، لذلك نرى بأنه في حال قيام قوى المعارضة في الائتلاف بإعادة النظر في مواقفها الإنكارية و العنصرية وإن أبعدت القوى الإرهابية المتطرفة من بين صفوفها و اعتمدت سياسية وطنية ديمقراطية فإننا مستعدون للحوار و التفاوض و عقد العلاقة معهم.

سلط الاجتماع الضوء على علاقاتنا مع الجوار سواء أكانت تركية أم إقليم كردستان. ليؤكد على أنه ومنذ أن قمنا بإدارة مناطقنا، اتخذنا مبدأ حسن الجوار أساسا، و لم نقم باتخاذ أي موقف عدائي تجاه دول الجوار بما فيها تركيا. لهذا وبالرغم من إن انعكاسات الحرب التي تشنها الدولة التركية ضد شعبنا في شمال كردستان تؤثر يوميا وبشكل مباشر على شعبنا الكردي هنا، إلا إننا حاولنا كل جهودنا من أجل حماية مبدأ حسن الجوار و لم تشكل حدودنا أي تهديد أمني لسيادة الدولة التركية، هذا والجدير بالذكر إن الدولة التركية هي التي تطاولت علينا و مازالت يوميا تقوم بقتل المواطنين الأبرياء على الحدود، و تهدد أمن شعبنا في المناطق الحدودية.

وهنا نود أن ننوه إلى أن ادعاءات الدولة التركية حول قيامنا بتقديم الدعم المادي و المعنوي لحزب العمال الكردستاني وبأننا نتلقى تعليماتنا وتوجيهاتنا منه لا صحة لها البتة.

نحن في حالة حرب مع داعش وبحاجة إلى من يدعمنا ماديا ومعنويا، وهذا ما يثبت أننا لم نقدم أي شيء مادي للحزب من جهتنا، علاقتنا مع حزب العمال الكردستاني كما علاقتنا بالأحزاب الكردية الاخرى، وهذا لا ينفي كوننا قوة مستقلة ونتخذ قراراتنا بإرادة مجالسنا و مؤسساتنا و كل ما تدعيه الدولة التركية بهذا الخصوص هي مجرد محاولات يائسة لمعاداتنا وضرب تجربتنا وتشويه صورة وحقيقة ثورة روج افا.

نود أن نؤكد أيضا بإن الحرب والصراع الدائر في تركيا و ما تقوم به الدولة التركية من مجازر سياسية، ثقافية و جسدية بحق الشعب الكردي سيؤدي بتركيا إلى الهلاك، لذلك ندعو القوى الدولية بأن تلعب دورها لإيقاف هذه الحرب التي تدمر مستقبل كل الشعوب في تركيا، وأن تبتدر بدعوة الطرفين لوقف إطلاق النار و البدء بالمفاوضات. وإننا نبدي استعدادنا للعب دورنا والقيام بكل ما يقع على عاتقنا من أجل المساعدة على تحقيق حل سلمي ديمقراطي في تركيا.

ونود أن نؤكد إنه وفي حال قامت الدولة التركية باحترام حقوق الجوار وفق المواثيق والمعاهدات الدولية وتركت سياستها العدائية ضد شعبنا الكردي فلا مانع لدينا من تطوير الحوار معها.

كما تطرق اجتماعنا إلى علاقتنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في جنوب كردستان، حيث اننا كنّا نطمح بأن يصبح اقليم كردستان نافذة لشعبنا من أجل مواجهة الأخطار التي تحدق بنا. و بالرغم من كل الممارسات المنافية لحقوق الأخوة بيننا فإننا لم نتوقف عن محاولة خلق علاقات تخدم وحدة شعبنا و قضيتنا. إن قيام حزب الديمقراطي الكردستاني بفرض الحصار علينا و الذي استهدف من ورائها تجويع شعبنا وتفريغ مناطقنا. بالاضافة الى تدخله في شؤوننا الداخلية أثر و بشكل سلبي جدا على علاقاتنا.

أعلنا سابقا ونعلنها مرة أخرى بإننا كشعب مصيرنا مشترك، و يجب أن نعمل معا من أجل مواجهة المخاطر التي تواجهنا. والسبيل الوحيد لذلك هو الوحدة الوطنية الديمقراطية، وذلك من خلال عقد مؤتمر وطني يوحد الإرادة السياسية لشعبنا. ولأننا نؤمن بإن الخلاف الكردي- الكردي لن يخدم إلا أعداء شعبنا. فإذا ما تم قبول الادارة الذاتية من قبله و من قبل الأحزاب التابعة له يمكن أن نطور علاقات جيدة معهم.

أخيرا نود أن نقول بإن مناطقنا خلال السنوات الستة المنصرمة، أصبحت قلعة تقاوم أعداء الانسانية كداعش و جبهة النصرة، و ستبقى هذه القلعة صامدة و ستستمر في نضالها المقدس إلى أن تتحرر كل الارض السورية من تهديد داعش بمافيها الرقة و الباب و غيرها. لذلك نعلن للعالم أجمع بإن نضالنا هذا سيستمر إلى أن نحقق لشعوبنا الأمن و الاستقرار.

نحن ندرك بأن خوض هذا النضال لن يكون سهلا وبسيطا، وأمامنا مخاطر كبيرة، و لكن في نفس الوقت نحن أمام فرص تاريخية أيضا، ولا خيار امامنا سوى أن نسير و بخطى واثقة و قوية نحو أهدافنا.

المجد و الخلود لشهداء الحرية

عاشت وحدة وحرية الشعوب

منسقية روجافا في المقاطعات (الجزيرة- كوباني- عفرين)”.

التعليقات مغلقة.