كردستان تضيّق المراقبة على خطب المساجد
الحياة – Buyerpress
شددت حكومة إقليم كردستان إجراءاتها «الوقائية» لمواجهة الخطاب الديني المتشدد الذي على نهج «داعش»، وأكد مسؤول أن مئات الشبان الأكراد المنتمين إلى التنظيم قتلوا خلال المواجهات في العراق وسورية.
وكانت السلطات الكردية أتخذت مطلع العام الحالي حزمة إجراءات «وقائية» لمواجهة التطرف شملت إبعاد خطباء متهمين بـ «تحريض» الشباب على الالتحاق بـ «داعش»، وأكدت حينها أن نحو 5 في المئة من الخطب تخرج عن السياقات والضوابط الملزمة.
وأفاد مدير العلاقات في وزارة الأوقاف مروان نقشبندي «الحياة» بأن «الإقليم يخوض منذ عامين حرباً ضد الإرهاب، وفي المقابل يتعرض لمحاولات نشر الفكر المتطرف بشتى الطرق في المجتمع»، وأضاف «من أجل مواجهة هذا الخطر، قامت اللجنة المشتركة بين وزارتي الأوقاف والثقافة بمتابعة ومراقبة الخطاب الإعلامي لوسائل الإعلام والإصدارات بالصوت والصورة والأدلة القطعية، وتبين أن بعض القنوات والمؤسسات استغلت حرية الإعلام، وتؤيد في شكل مباشر داعش وتروج له، وربما تجمع تبرعات للتنظيم، وعليه أصدرتا قراراً بفرض عقوبات أو إغلاق أي وسيلة إعلام تقوم بنشر التطرف، أو دور النشر، وذلك عبر السياقات القانونية والقضائية»، وأشار إلى أن «بعد هذه الإجراءات سيواجه كل خطيب جامع عقوبات قضائية في حال استخدم لغة التكفير والتطرف، وتم الأسبوع الجاري إبعاد خطيب بتهمة التشهير بالشخصية الإسلامية عبدالرحمن صديق».
وأوضح نقشبندي أن «الخطوة تأتي في إطار لجنة حكومية مكلفة منذ نحو عام للتحقق من مصادر الإرهاب وأسباب وآلية انضمام شبان إلى داعش الذي غرر بهم إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام، ومؤسسات رسمية، وقد تم توثيق أدلة ثبوتية»، ولفت الى أن «وزارة الأوقاف لم ترصد خلال عام كامل أي حالة جديدة لانضمام شاب إلى داعش منذ بدء حملة لمكافحة التطرف» وتابع ،»أما بخصوص عدد الشبان الذي التحقوا في السنوات الماضية، فإنه يقدر بنحو 500 شاب، قتل منهم بحدود 300 عنصر خلال قتالهم إلى جانب داعش سواء في العراق أو سوريا، وعاد 150 آخرين إلى الإقليم وغالبيتهم موقوفون لدى السلطات الأمنية، فيما تم الإفراج عن الآخرين لعدم تورطهم بجرائم قتل، وتعهدهم بعدم ممارسة أي نشاط مشابه، وقد وضعوا تحت المراقبة».
وعن عدد الشبان الأكراد الذي ما زالوا يقاتلون في صفوف «داعش» ذكر نقشبندي إن «هناك بين 40 إلى 50 شاباً، لكن اليوم لا نعلم مصيرهم بعد، ولدينا معلومات تفيد بأن عدداً منهم غيّر اسمه، وغادر مع شبكات المهربين إلى دول اوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وإيطاليا، وأيضاً قدمنا معلومات عنهم إلى الاتحاد الأوروبي على رغم أن هذه المعلومات قد لا تكون دقيقة بسبب استخدام هؤلاء أسماء غير أسمائهم الحقيقية، وجلّهم من أكراد إيران أو تركيا، لأنه لا يوجد اليوم شاب من الإقليم في صفوف التنظيم».
وأدان رئيس كتلة «الجماعة الإسلامية» في برلمان الإقليم شوان قلادزيي، رداً على إبعاد خطيب الجمعة في بيان «إبعاد رجال الدين عن أداء واجبهم الديني» واعتبر «ملاحقة أئمة الجوامع المعروفين والبارزين، يهدف إلى الإضرار بالمجتمع الكردي، وافتعال أزمة، والتطاول عليهم يضع الحكومة أمام جملة من التساؤلات، وعليها أن تتحمل المسؤولية كاملة»، ودعا «اتحاد علماء الدين إلى إبداء موقف واضح، والخروج عن الصمت، إزاء العقوبات التي تفرض على رجال الدين».
التعليقات مغلقة.