هنا قامشلو- البيت الذي ينتظره الموت-

77

14470829_1408464042501771_1666855536_nBuyerpress

لم يكن هناك كرسي آخر في بيتهم ليجلس عليه شفان، فجلس مؤقتا على طرف كرسي أخته ريثما يتم أخذ الصورة .

قبل سنين ،كانت هناك فتاة أخرى اسمها نسرين ،كان من المفترض أن تكون موجودة الآن معهم بالصورة ،لكن القدر اختارها من بينهم ،فتوفيت وهي لم تتجاوز 18 سنة وكانت الأكثر مثابرة على تعاليم دينها .

من يدري غير الله ،فربما السنة القادمة ينقص فرد آخر منهم(لا سمح الله ) فتزداد الصورة ألماً فهم كأوراق الخريف يتساقطون دون ضجيج.

كل خميس تتوجه الأم إلى قبر ابنتها نسرين ، ترش عليه الماء ، تمسح التراب ، تتحدث اليها ، تؤنسها في وحشتها وتذكّرها بأنه قريبا ربما تدفن بجنبها وتنسيها وحدتها .

وكل ليلة ،يمر الأب على أطفاله ، يقبل جباههم ويحصيهم ، فتدمع عينه أمام فلذات كبده وهو يراهم عاجزين ،لا حول له ولا قوة أمام جبروت المرض والفقر.

حزن ،مرض ،بؤس ، فقر،….كل كلمات الأسى اجتمعت  في هذا البيت،  البيت الذي ليس له مثيل ربما في سوريا بأكملها .

أسرة بأكملها مصابة بمرض يسمى “داء البورت”

هذا الداء يبدأ يصيب الكلية بقصور، فيمتد لباقي أعضاء الجسم ، فيسبب ضعف في البصر والسمع وظهور دم في البول وهكذا يتدرج ويتسبب بموت بطيء ليصل بعد رحلة عذاب وإرهاق الى الوفاة .

الأم عائشة ابراهيم (55 سنة ) تخضع حاليا لجلستين لغسيل الكلية أسبوعيا وكل جلسة  تدوم أربع ساعات متواصلة ولم يبقَ منها سوى بقايا إنسان .

شفان (24 سنة ) خضع قبل سنين لزرع كلية من متبرع وهو يعيش بها وحدها لأن الكلية الثانية  متوقفة تماما وهو بحاجة الآن إلى زرع عدسية لعينه وسماعة  لأذنه.

شفان يدرك أن إجراء عملية  لعينه أو شراء سماعة ، حلم كبير ولكن يحلم بشراء نظارة تكلفه 10 الاف ليرة سورية وهو يدخر أي ليرة تأتي إليهم لأجل شراء أدوية  لأمه .

بشار (14 سنة ) أخبره الطبيب بأن يستعد لجلسات غسيل الكلية بعد ظهور الالتهابات لديه وخروج الدم مع بوله ويعاني أيضا من ضعف بصر وسمع.

وهكذا الحال مع الأختين صبرية و عدلة ، الوجع لم يميز بين أفراد الأسرة .

عائلة منسيّة في زاوية منسيّة في حي منسيّ , ليس لهم أي معيل أو دخل ، غير قادرين على القيام بأي عمل  أو حمل ثقل يصل وزنه عشرة كيلو غرامات ويتناولون الأدوية باستمرار لعلها توقف مؤقتا آلامهم .

لم أستطع الجلوس مطولا معهم ، لأن كل دقيقة كنت تسمع شيء يحرق قلبك وأنت أمام عائلة ، كل فرد منهم يحمل في قلبه قصة ألم تصلح لأن تكون رواية أو فلم سينمائي حزين .

هم أخوتي وأخوتك يقفون اليوم أمام الله وأمام حسك الإنساني لتقديم أي مبلغ لهم حتى ولو كان دولار واحد فوضعهم أصعب من أن ينقله تقرير أو صورة .

ابحث عن فقير أو مسكين أو يتيم، وأحسن إليه واجعل عملك خالصا لربك ، وراقب أثره على نفسك وحياتك ومن حولك ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )

ساهم معنا بعمل الخير وشارك التقرير على صفحتك فربما تكون سببا للوصول لفاعل خير يتبرع لهم والدال على الخير كفاعله .

العنوان : قامشلي , هلالية , بجانب خزان الماء , جامع ملا تيفور – ليس لهم رقم هاتف , رقم الباب 28 .

أو يمكنكم التواصل مع عم الأشقاء واسمه محمد أمين على الأرقام التالية (الأرضي 420409- السوري 0934577549 – التركي 05432013976 )

أو التواصل مع المدرسان عبد الغني الياس (05365621989)

ياسر حسين (05340442884) وهما سيأخذان أي شخص من قبلكم لمنزل العائلة ليدفع تبرعاتكم بيد من تختارونه .

بقلم المدرس : المدرس ياسر حسين

عن صفحة مدينة الحب (القامشلي)

التعليقات مغلقة.