جوان ابراهيم: لم يميّز الارهاب في تفجير قامشلو بين الآبوجي والبرزاني أو العربي والكرديّ

128

خاص – Buyerpress

من الخطأ أن يصبح الشعب في روجآفا ضحيّة الخلافات الحزبية بين السيّد مسعود البارزاني والـ (PYD) أو الـ (PYD) والـ (ENKS )

– ما لم نستوعبه كيف وصلت سيارات الاسعاف وكميّة الدواء الكبيرة تلك إلى المعبر بعد التفجير بدقائق وفي بثّ حيّ

– إذا كانت هناك خلافات بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي, من الخطأ أن يدفع شعبنا الفاتورة

– اعتذارنا لشعبنا يجب أن يكون عمليا مترافقا بإجراءات وألا ينحصر في مجال الحديث

– يجب – بعد هذه الحادثة – أن نعيد هيكليتنا ونراجع تدابيرنا وإجراءاتنا, وجميع حساباتنا القديمة

حوار-جوان-ابراهيم
القائد العام لقوات الآساييش في روجآفا جوان ابراهيم

أكّد القائد العام لقوات الآساييش في روجآفا جوان ابراهيم أنه لا يمكن الفصل بين تفجير قامشلو الأخير وعمّا يحصل في منبج من انتصارات ومقاومة, بعد افلاس الارهاب وداعش وفشلهم في تلك الجبهات, لذا لم يبق أمامهم إلا استهداف شعبنا المدني الآمن بشكل  وحشي وقذر”.

وأضاف ابراهيم:” أنه تحصل مثل هذه الهجمات في الدول الأوربية مثل فرنسا وألمانيا وغيرها ويحصل فيها ما يحصل من تدمير وخراب, فكيف بروجآفا وهي تعيش وسط الإرهاب, وبإمكاناتها المتواضعة وسط هذا الحصار والحرب, هذا أمر طبيعي, وهذا يدفعني أن أذكّر الجميع أن هذا التفجير لم يكن الأول في قامشلو, وكذلك لن يكون الأخير, وعلينا نحن كمؤسسات أمنيّة وعلى شعبنا أيضاً أن نكون واعين ومنتبهين لهذا الأمر”.

وتابع ابراهيم:”  الأمر الآخر الذي أود التنويه له أنه حينما أغلق معبر سيمالكا اضطررنا لفتح منافذ أخرى في مناطق سيطرة “داعش” لنتمكن من إدخال المواد الضرورية لشعبنا من مواد غذائية وغيرها, وصارت هناك خطوط تماس مفتوحة  بيننا وبين الرقة ودخول وخروج كبير للآليات “.

وأشار ابراهيم أن ذلك الهجوم كان يستهدف قواتنا:” ومن واجبنا وواجب قواتنا وحواجز المراقبة عدم إدخال الغرباء والمشتبه  بهم على الحواجز إلى مناطقنا. ومن غير المقبول أن تـَسلمْ مؤسسة الآساييش من هذا الاستهداف ويستشهد المواطنين الأبرياء, لا يمكن غضّ البصر عما جرى, يجب – بعد هذه الحادثة – أن نعيد هيكليتنا ونراجع تدابيرنا وإجراءاتنا, وجميع حساباتنا القديمة”.

وقال ابراهيم في لقاء مباشر أمس على قناة روناهي: ” لا يجب أن نبحث عن المبررات والحجج , وإنما يجب إعفاء من يستحق الإعفاء من مهمته, ومحاسبة من كان مقصّراً, وكذلك يجب على البعض الاعتذار, ولكن الأهم من هذا وذاك, وما يحزّ في القلب, أننا مهما حاولنا لن نستطيع إعادة أرواح شهدائنا الذين قضوا في مجزرة قامشلو وأن التحقيقات لم تنتهِ بعد, والإرهاب لا يزال متوغّلا في مناطقنا من جهة, ومن جهة أخرى وبالنسبة لعملنا في الداخل والمرتبط بهذا التفجير وما حصل من تغييرات في مؤسسة الآساييش على مستوى روجآفا سيكون اعتذارا عملياً لشعبنا, وهذه التغييرات ستستمر غدا وبعد غد وحتى أسبوع آخر, وسنعلن للإعلام كل تغيير جديد في هذه الناحية”.

ورأى ابراهيم أنه ارتـُكب خطأ جسيم في هذا الموضوع, ويجب الإفصاح عنه, وهو إذا كانت هناك خلافات بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي, من الخطأ أن يدفع شعبنا الفاتورة. على الجميع مراجعة نفسه وانتقادها,  والاعتذار, لأنه تم اقتطاع جزء كبير من جسدنا في هذه الحادثة التي كانت ضد الآساييش والإدارة الذاتيّة وشعبنا”.

وعن أسباب التفجير قال ابراهيم:” لا شكّ أن الوضع الاقتصادي يؤثر على الوضع الأمني والسياسيّ, ويجب أن نكون على علم أن الخلاف السياسيّ في المجتمع الكرديّ يخلق شرخاً في الوطن بأكمله, وحسب تجارب الدول, وحتى نستطيع تطهير أرضنا من الإرهاب يجب أن يتّحد المسلمين والمسيحين, عربا وكرداً, شركساً وأرمناً, وكما هو معلوم, فأن الإرهاب يتوسّع يوماً بعد يوم, وهذا مرتبط بوضع بعض الدول الاقليميّة, وهذا الحديث موجّه لجميع الأطراف السياسيّة, مادام أنهم غير متفقين, فستبقى هذه المشاكل قائمة”.

وأوضح ابراهيم أنهم حين يقولون هذا الكلام, فأنهم لا ينفون مسؤوليتهم كمؤسسة آساييش عمّا جرى:” هناك حقيقة في الشارع يجب أن تقال, عندما تطفو الخلافات الشخصيّة والحزبية على السطح, دون موافقة البرلمان والحكومة, وكافة الأحزاب السياسيّة في حكومة إقليم كردستان, ويُغلق معبر تل كوجر, ويضطر الشعب في روجآفا إلى فتح معابر له عن طريق عاصمة داعش لتأمين الحاجات الأساسيّة للمعيشة.. إذاً إلى أي مدى واضح تأثير الخلافات السياسيّة على روجآفا”.

وعن اتهام مؤسسة الآساييش والادارة الذاتية بتحمل مسؤولية هذه التفجيرات قال ابراهيم: “من الخطأ الفصل بيننا كآساييش وإدارة ذاتية عن حقيقة هذا الشعب وهؤلاء الشهداء, وأوضحتُ بداية أن الجرح الأكثر إيلاما في هذه المجزرة كان من نصيب الآساييش. أنا أيضاً أتسائل؛ كانت هناك حملة إشاعات وتلفيقات على الآساييش والإدارة الذاتيّة قبل التفجير بيوم, كان هناك شهداء حملة منبج من طرف, ومن طرف آخر كان لدينا شهداء ومفقودين تحت الأنقاض, كان هناك تجّار سياسة, وأن بيشمركة روجآفا يجب أن تدخل لأن الإدارة الذاتية  – حسب قولهم – غير قادرة على الحماية, للأسف تمت المساومة على دماء الشهداء ونضال شعبنا في  روجآفا, وهذا غير مقبول أبداً.. ما لم نستوعبه كيف وصلت سيارات الاسعاف وكميّة الدواء الكبيرة تلك إلى المعبر بعد التفجير بدقائق وفي بثّ حيّ, حصلت أمور عجيبة!. الطرف الذين كان مطلوبٌ منه أن يضع يده في يد هذا الشعب المنكوب, ويواسيه في محنته, ويشاركه أحزانه, حصل العكس تماماً, مارست بعض الأطراف التجارة والسمسرة في ذلك, وهذا أمر خاطئ وغير مقبول”.

وبيّن ابراهيم:”  أنه من غير  المهم أن تحاول إطفاء الحريق بعد أن يأتي على الأخضر واليابس, لكن المهمّ ألا تدع الحريق يندلع في هذه الأرض, لم يكن شعبنا وشهدائنا في روجآفا بحاجة للمساعدة والأدوية قبل التفجير. ماذا بوسعكم أن تقدّموا بعد إن حلّت المصاب وتفاقم الألم لدى شعبنا, وسقط شهداء؟ لمَ لمْ نتّحد قبل المصاب, ونتقارب سياسيّا واجتماعياً بشكل جدّي, كنا سنتعاون, ونتبادل وجهات النظر والخبرات, ونفتح المعابر في وجه بعضنا لينتعش شعبنا في روجآفا, وما كان ليحصل هذا التفجير, أما بعد إن حصل ما حصل فأن هذه التجارة وهذه السياسة لم تكن صائبة من جميع النواحي”.

وكرّر ابراهيم استقلالية مؤسسة الآساييش عن السياسة بالقول:” أقول وأكرر دوماً أن مؤسسة الآساييش بعيدة عن السياسة, ولكن من الخطأ أن يصبح الشعب في روجآفا ضحيّة الخلافات الحزبية بين السيّد مسعود البارزاني والـ (PYD) أو الـ (PYD) والـ (ENKS), عدا معاداة أطراف أخرى لهذا الشعب مثل تركيا والائتلاف والمعارضة السورية. كيف لشعب روجآفا أن يهنأ بالعيش, إذا كان داعش يحاصره من طرف, وتركيا تحاصره من طرف, وأخوتنا الكرد من طرف آخر, إذا كيف لنا أن نتقدّم في أي مجال إذا كان التعامل مع ثورة روجآفا وشهدائها بهذا الشكل, إذا كانت روجآفا جسداً فأن الشهداء روحه, ثورتنا مستمرّة بشهدائها, تحرير منبج, والشدادي وشنكال, ولاحقا سيكون تحرير جرابلس والباب بفضلهم, ولكنا – مع الأسف- التمسنا وعشنا حقيقة أخرى وهي أن دماء الشهداء والخراب الحاصل كان لصالح الأجندات والمصالح الشخصيّة والحزبيّة التي لم تكن تتجاوز مستوى جيوب بنطال بعضهم”.

وعن إدخال النازحين من مناطق أخرى إلى روجآفا واحتمال أن يكونوا مساهمين في هذه التفجيرات قال ابراهيم:” هناك توجّهات في دول أوربيّة أيضاً, توجّهات تتهم حكوماتها بإدخال اللاجئين من الشرق الأوسط وسوريا وتركيا وأنهم سبب التفجيرات الحاصلة فيها, إذاً هذا التحليل وهذا الاتهام من البعض غير مقبول,  كما أن هناك قوانين دولية , ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات ذات علاقة بالأمر أيضاً, قد وقّعت على قوانين ومعايير لاستقبال اللاجئين عالميّاً, وليس بمقدور الادارة الذاتيّة الخروج من هذا الإطار في التعامل وطرد اللاجئين من أراضيها. وعم ذلك فأن وجود بعض اللاجئين على أراضينا والخلافات السياسيّة الحزبيّة إضافة إلى وجود النظام في بعض مناطقنا تخلق لنا مشاكل أمنيّة, وتساهم في صنع بعض ضعاف النفوس”.

ونوّه ابراهيم :” أن شعبنا الباقي منذ خمسة سنين في روجآفا هو الذي يحميني بإيمانه, هو الذي يضحّي أبنائه وأبطاله في ساحات المعارك ضدّ الارهاب من أجل الانسانيّة, لولا هذا الشعب بكل مكوّناته, لم استطعنا الصمود  في وجه الارهاب طيلة هذه السنين, وتحرير أي جزء من ترابنا بفضل قواتنا عامل أساسي في تدنّي نسبة التفجيرات وستظهر لكم الاحصائيات لاحقاً نسبة التراجع في هذه التفجيرات.

وطالب  ابراهيم الجميع أن يكون متيقّظاً وألا ينقطع التواصل بين المواطن والمؤسسات الأمنيّة, ويكون على ثقة بمؤسساته الأمنية, فجميعنا في خندق واحد, والكثير من السيارات الجاهزة للتفجير تم اكتشافها بفضل مواطنينا.. وكما يجب الابتعاد عن ثقافة عدم تقبّل الآخر.

وعن الإجراءات المتّخذة من قبل المؤسسة الأمنية في هذا الصدد قال ابراهيم:” بعد تفجير قامشلو الأخير جهّز جهاز الأمن العام خطوطاً ساخنة, للتواصل المباشر مع المواطنين, وسيتم الاعلان عنها  قريباً, هناك تحضيرات جدّية في هذا المجال, هناك دروس وعبر استخلصت من هذا التفجير وسنستفيد منها مستقبلا, إجراءات حقيقية ستكون بمثابة اعتذار عمليّ لشعبنا, وأنا أؤكد أن اعتذارنا لشعبنا يجب أن يكون عمليا مترافقا بإجراءات وألا ينحصر في مجال الحديث, ونحن متيقنون أن مؤسسة الآساييش وجميع المؤسسات الأمنيّة الأخرى تحت إشراف الهيئة الأمنية العليا في روجآفا ستستطيع تحقيق هذه الإجراءات والتقليل من التفجيرات وبناء جدار أمني بين مواطنينا والارهاب.

واختتم القائد العام لقوات الآساييش في روجآفا جوان ابراهيم:”  بعد هذا الوجع وهذا الألم, أجزم أن شعبنا الواعي أصلاً, سيصبح أكثر تيقظا ووعيا.. لأن الارهاب لم يميّز في هذا التفجير بين الآبوجي والبرزاني أو العربي والكرديّ, أو مؤيد الادرة الذاتية ومعارضيها”.

 

التعليقات مغلقة.