صحف على «القائمة السوداء» لحملة ترامب الانتخابية

29

hnxghcnxcghnxcghn

 

الشرق الأوسط_ Buyerpress

رغم أن صحافيين كثيرين اعترفوا بأن تغطيتهم لحملة المرشح الجمهوري دونالدترامب كانت منحازة لصالحه (منذ أن أعلن ترشيحه في نهاية الصيف الماضي)، ورغم أن ترامب دخل في مناوشات مع صحافيين وصحافيات (من بينهن ميغان كيلى،مراسلة تلفزيون «فوكس»)، قبل أسبوعين، فاجأ ترامب الصحافيين بوضع بعض صحفهمفي القائمة السوداء. ومنعهم من تغطية حملته الانتخابية.

أولاً: «واشنطن بوست»، ربما هي صحيفة في العالم بحكم تأثيرها في صانعي

السياسة الأميركية في واشنطن. قال ترامب إنها تتعقبه، قاصدًا سلسلة تحقيقات

صحافية عنه، وعن شركاته (ردت الصحيفة بأن أعلنت أنها جندت 22 صحافيًا

للتحقيق في ماضيه).

ثانيا: تلفزيون «يونيفيشان» الناطق باللغة الإسبانية، والذي يخاطبالأميركيين اللاتينيين. توترت العلاقات بينهما بسبب انتقاد ترامب للمهاجرينمن المكسيك. (قبل ذلك، غضب عليه تلفزيون «يونيفيشان»، واتهمه بالعنصرية،وألغى عرض مسابقة ملكة جمال أميركا، ورفع عليه ترامب قضية تعويض بخمسمائةمليون دولار).

ثالثا: موقع «بازفيد»، واحد من أهم المواقع الإخبارية في الإنترنت. (بدأغضب ترامب عليه قبل ثلاث سنوات، عندما نشر تقريرًا طويلاً عن مغامرات ترامب

الجنسية).

ثالثا: صحيفة «بوليتيكو» اليومية الصغيرة في واشنطن، والتي تركز على أخبار

الكونغرس. (بدا غضب ترامب عليها قبل ثلاثة أشهر، عندما نشرت تقريرا عن

تصرفات وشخصية كوري لواندوسكي، مدير حملة ترامب الانتخابية. وقالت إنه مثل«ثور هائج». في الأسبوع الماضي، فصله ترامب).

رابعا: موقع «ديلى بيست»، واحدة من أهم صحف الإنترنت. (بدأ غضب ترامب عليهافي العام الماضي، عندما نشرت مقابلة مع إيفانا، مطلقة ترامب، وزوجته الأولى).

خامسا: صحيفة «هافنغتون بوست» الإلكترونية المشهورة. (بدأ غضب ترامب عليهافي العام الماضي، عندما غطت أخباره في قسم الترفيه، وليس في القسم السياسي).

سادسا: صحيفة «دي موى ريجستار»، التي تصدر في دي موى (ولاية إيوا). بدأ غضبترامب عليها في بداية هذا العام، خلال الانتخابات التمهيدية هناك. وقالترامب إنها انحازت ضده، إلى جانب المرشح جيب بوش (سقط مرات، ثم انسحب).

وهكذا، يبدو أن غضب ترامب زاد على هذه الصحف. أو أنه، بعد أن ضمن الترشيحباسم حزبه، قرر معاقبة هذه الصحف. السؤال الآن هو: كيف تغطي هذه الصحف حملةترامب بعد أن منعها من تغطيتها؟

قال بول فارهي، مسؤول الإعلام في صحيفة «واشنطن بوست»: «لا يعنى منع

صحافيين من تغطية موضوع معين أنهم لن يغطوه. ربما العكس، سيزيد إصرارهم علىتغطيته، لأن هذه هي وظيفتهم، ولأن الذي يمنعهم لا بد أنه يخفي شيئًا عنهم».

وأضاف أن وضع صحافي في القائمة السوداء يخلق بعض المتاعب اللوجيستيكية.مثلا: انتظار أطول لدخول المكان بطرق أخرى. وبعد الدخول، منعه من طرح أسئلةفي المؤتمرات الصحافية. وإذا سأل، رفض الإجابة عليه. بالإضافة إلى رفض

طلبات مقابلات صحافية (مع ترامب، أو مستشاريه). كيف تغلبت صحيفة «واشنطنبوست» على وضعها في القائمة السوداء؟

قالت جينا جونسون، التي بدأت تغطية ترامب منذ السنة الماضية، إنها كانت معترامب في غرينسبورو (ولاية نورث كارولاينا) عندما وصلها قرار القائمةالسوداء. لكنها، بدل أن تذهب إلى مقاعد الصحافيين (حيث لا بد من كشفبطاقتها الصحافية)، وقفت في صفوف المواطنين الذين جاءوا للمهرجانالانتخابي، ودخلت معهم، ودونت ما تريد أن تدون.

وكانت جونسون، تلقت، مثل بقية الصحافيين في القائمة السوداء، رسالةإلكترونية من مدير حملة ترامب، تقول الآتي: «تعرف حملة ترامب الانتخابيةمعرفة كاملة أهمية التغطية الصحافية لها. لكن، بسبب حجم الحملة الانتخابية،وكثرة إقبال المواطنين، وكثرة اهتمام وسائل الإعلام، وحرصنا على الأمنوالسلامة، يجب أن نقلل عدد وسائل الإعلام المعتمدة. ونحن نقدر تفهمكم لهذاالقرار».

وقال زميلها بنجامين سميث، مراسل موقع «بازفيد»: «لم يكن، أبدا، الوصول إلى

الشخص هو هدفنا الأول. يظل هدفنا الأول هو تغطية ما فعل الشخص، قريبين نحنمنه، أو بعيدين». وأضاف: «نعتقد أن أفضل التقارير التي نشرناها عن ترامبكانت من خارج حملته الانتخابية، وليس من داخلها».

وقالت سوزان غلاسر، مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» السابقة في موسكو، والآنرئيسة تحرير صحيفة «بوليتيكو» في واشنطن: «عندما كنت في موسكو، أعطاني مكتبالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لي أوراق اعتماد لتغطية حملة إعادة انتخابهلولاية ثانية. فعل ذلك رغم سنوات من تغطيتنا الصحافية المتشددة. مثلتركيزنا على الفساد، وعلى كبت وسائل الإعلام الروسية، وعلى التراجع منالإصلاحات الديمقراطية، غضب منا بوتين، لكنه لم يقاطعنا. لكن، ها هو ترامب

يغضب علينا ويقاطعنا».

وقالت أنا باكستروم، مسؤولة القسم السياسي في صحيفة «دي موين ريجستار»:

«منذ أن قاطعنا ترامب قبل شهور، نغطيه عن طريق طرف ثالث. نستفيد من صحافيينغير متفرغين (توجد مؤسسات ترعى هؤلاء)».

وقال بول فارهي، صحافي صحيفة «واشنطن بوست» إن الخبر الذي نشرته الصحيفة،وأغضب ترامب، في النهاية، كان عن قول ترامب إن سياسات الرئيس باراك أوباما«المهادنة للإرهاب الإسلامي» هي وراء المذبحة التي ارتكبها الأميركي المسلمعمر متين في أورلاندو (ولاية فلوريدا)، قبل ثلاث أسابيع. وغريب أن صحيفة«وول ستريت جورنال» نشرت نفس الخبر. لكن، لم يعاقبها ترامب.

يعنى هذا أن غضب ترامب من صحيفة دون غيرها يوضح أنه «غضب مزاجي». بالإضافةإلى أن مقاطعته غير منتظمة. وأن علاقته مع الإعلام متأرجحة.

السؤال هو: هل سيشمل المنع مؤتمر الحزب الجمهوري (الذي يتوقع أن يعلن رسميًاأن ترامب هو مرشح الحزب)؟

 

التعليقات مغلقة.