تطبيع بين موسكو وأنقرة يفوق التوقعات.. والملف السوري بانتظار نتائجه

31

 1467221603849306500

 

الشرق الوسط _ Buyerpress

وزيرا الخارجية يعقدان الجمعة لقاء في منتجع سوتشي يركز على القضايا الإقليمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى ألمانيا أمس (إ.ب.أ)دخلت العلاقات الروسية-التركية يوم أمس مرحلة جديدة عنوانها «إعادةالعلاقات إلى سابق عهدها» وذلك بعد ما وصفه بوتين بأنه «طي صفحة الأزمة بين البلدين».

وأتت التطورات في هذا الشأن أسرع بكثير من أكثر التوقعات إيجابية، وكأنالأمور انطلقت «بكبسة زر» بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس الروسي فلاديميربوتين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، عبر له فيها عن تعازيه بضحاياالتفجير الإرهابي الذي استهدف مطار اسطنبول، ومن ثم بحث الرئيسان، العلاقاتالثنائية، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات، كمااتفقا على أن يلتقيا في وقت قريب.

من جانبه، أعلن الرئيس الروسي بعد محادثاته مع إردوغان، عن قراره بتطبيعالعلاقات مع تركيا، وفق ما أكد المكتب الصحفي للكرملين، الذي قال في بيانرسمي إن «الرئيس الروسي صرح (خلال حديثه مع إردوغان) بأنه سيكلف الحكومةببدء محادثات مع الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية في تركيا بهدف إعادةعلاقات التعاون المربحة للبلدين في المجال التجاري –الاقتصادي، والمجالاتالأخرى. كما جرت الاشارة (خلال المحادثات الهاتفية) إلى أن المقصود هوإلغاء القيود على سفر السياح الروس إلى تركيا، حسب بيان الكرملين الذي ربطعودة السياح إلى تركيا بخطوات إضافية يجب على الجانب التركي اتخاذها.

ونقل المكتب الصحفي في الكرملين عن الرئيس بوتين قوله إن الرسالة التيوصلته من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شكلت مقدمات «لطي صفحة الأزمة فيالعلاقات الثنائية، والبدء بعملية استئناف العمل المشترك في القضاياالدولية والإقليمية»، وهي العبارة التي رأى فيها مراقبون إشارة أو دلالةعلى تعاون بين موسكو وأنقرة في الشأن السوري، يتوقع كثيرون أن تظهر نتائجهفي وقت قريب. وما يرجح صحة مثل تلك التوقعات، الإعلان عن اتفاق بوتينوإردوغان، على أن يعقد وزيرا خارجية البلدين الجمعة، لقاءً في مدينة سوتشيالروسية على هامش اجتماع منظمة دول حوض البحر الأسود، «حيث سيبحث الوزيرانالوضع الإقليمي مع تركيز على التسوية السورية، فضلا عن القضايا الملحةالمتعلقة بالمضي قدماً في تطوير العلاقات الروسية-التركية»، وفق ما ذكرتوكالة إنتر فاكس الروسية، نقلا عن الكرملين واضافت أن «الرئيسين اتفقا علىالتحضير لإمكانية عقد لقاء بينهما في المستقبل القريب».

ووصف الكرملينمحادثات بوتين –إردوغان بأنها «حملت طابعا عملياً وبناءً، وهادفة لإعادة طابعالصداقة التقليدية لعلاقات التعاون الثنائي المثمرة بين البلدين».

وكان لافتاً أن الكرملين يولي أهمية خاصة وكبيرة لتطبيع العلاقات مع تركيا،وفي سابقة في نشاط المكتب الصحفي في الرئاسة الروسية، أعلن الكرملين عنالمحادثات الهاتفية بين الرئيسين في «صيغة الحاضر»، حين تناقلت وسائلالإعلام الروسية خبراً جاء فيه «يجري الرئيس الروسي الآن محادثات هاتفية معالرئيس التركي». ولم تقتصر النبرة «فوق الإيجابية» بشأن التطورات المتسارعةفي العلاقات التركية –الروسية على تصريحات الكرملين، اذ فعل الأمر ذاتهالمكتب الصحفي في الرئاسة التركية الذي ثمن المحادثات وقال إنها جرت ضمنأجواء ودية.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين موسكو وأنقرة كانت قد دخلت مرحلة توترغير مسبوق، على خلفية اسقاط مقاتلات تركية لقاذفة روسية من طراز سو-24 خريفالعام الماضي في سوريا، وكانت روسيا قد حذرت تركيا من رد حازم على ذلكالعمل، وطالبتها باعتذار، إلا أن الجانب التركي رفض ذلك، ما دفع موسكو إلىإقرار حزمة «عقوبات» ضد تركيا بداية من حظر سفر المواطنين الروس إلى هناك،ومن ثم حظر استيراد عدد كبير من المنتجات الغذائية التركية (الفاكهةالخضراوات واللحوم وغيره)، كما اتخذت اجراءات بحق الشركات التركية فيروسيا، وغيره من تدابير اقتصادية كانت مؤلمة للاقتصاد التركي. ورغم هذا لمتسحب روسيا سفيرها من تركيا وأبقت على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

إلا أن مؤشرات إيجابية أخذت تطفو في الآونة الأخيرة، حيث أعرب الرئيسالروسي عن رغبته بعودة العلاقات مع تركيا، لكنه ترك الأمر رهنا باستعدادالجانب التركي على القيام بالخطوات المناسبة لذلك. كما تراجعت حدةلانتقادات لتركيا في وسائل الإعلام الروسية.وفي 27 من الشهر الجاري أعلن رئيس الوزراء التركي أن تطورات إيجابية تمتحقيقها في العلاقات مع روسيا، وبعد ساعات على تلك أعلنت موسكو أن الرئيسبوتين تسلم رسالة من نظيره التركي يعتذر فيها عن حادثة اسقاط القاذفة الروسية، ويبدي استعداده للتعويض عن تلك الحادثة. وبينما كان المحللونالسياسيون يعرضون قراءاتهم لاحتمال التطبيع بين موسكو وأنقرة، أعلنالكرملين عن نية الرئيس بوتين الاتصال هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيبإردوغان، وهو ما جرى بالفعل يوم أمس، وشكل إنطلاقة سريعة غير متوقعةللتطبيع بين روسيا وتركيا بعد سبعة أشهر من القطيعة.

التعليقات مغلقة.