درويش: رفع العلم الكردي يعني الانفصال عن سوريا.. والأخبار التي تُشاع عن ” محمد الفارس” خاطئة

381
حميد حج درويش
عبدالحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدّمي الكردي في سوريا

 

– إذا لم نبذل جهدا للتعايش السلمي مع المكوّن العربيّ والسريانيّ وغيرهم، فمع من نتعايش إذاً.. هل نتعايش مع الجان؟

– التاريخ سيثبت لهؤلاء المتطفّلين على السياسة بأنهم على خطأ وأنهم أساؤوا إلى شعبهم

أكّد سكرتير حزب الديمقراطي التقدّمي الكردي في سوريا عبدالحميد درويش أن حزبهم هو الحزب الكردي الأول الذي تأسس في سوريا في العام 1957وأنه فخور بالقول أن قائد حزبهم الدكتور نورالدين  ظاظا كان شخصا سياسيا قديرا بمستوى السياسيين العالميين وأنهم تعلموا على يديه السياسة، مشيراً إلى أن ظاظا كان يقول دوما:” لا حقوق للكرد بدون ديمقراطية في سورية، ولا تتأملوا الحصول على أيّة حقوق ما لم تكن هناك حكومة ديمقراطية في سورية.

وأضاف درويش:”  كحزبيين، من هذا المنطلق السياسي – وأنا أحدهم – تابعنا سياسة حزبنا بكل وضوح في سورية، وطالبنا دوما بالتعايش السلمي مع المكوّنات الأخرى من العرب والسريان، وكما تتلمّسون فأن سياسة حزبنا كانت على هذا المنوال في جميع المراحل، ونحن فخورون بأن سياسة حزبنا رسّخت شكلا جيدا من أشكال التعايش والتآخي بين الكرد والسريان بشكل خاص والكرد والعرب بشكل عام، وسنبقى مستمرين على هذه السياسة”.
وعن الجدل الذي أثاره دعوة الحزب الديمقراطي التقدّمي لمحمد الفارس شيخ عشيرة طيّ العربيّة إلى الاحتفالية التي أحياها الحزب وردود الأفعال على تلك الدعوة قال درويش: “نحن حزب سياسي ونبذل كل الجهود للتعايش السلمي بين مكونات المنطقة من عرب وكرد وسريان وأرمن، وجركس. محمد الفارس من الشخصيات العربية في هذه المنطقة وهو رئيس عشيرة “طي” التي تعيش بين ظهرانينا في مدينة القامشلي، وليس في مدينة أخرى، ومن المفروض تلطيف العلاقات مع هذه العشيرة وغيرها من العشائر العربية”.

وتساءل درويش:” إذا لم نبذل جهدا للتعايش السلمي مع المكوّن العربيّ والمكوّن السريانيّ وغيرهم، فمع من نتعايش إذاً.. هل نتعايش مع الجان؟ أسأل الذين يطالبون بالتعايش السلميّ مع مكوّنات أهل الجزيرة، كما أسأل هؤلاء الذين أثاروا هذا اللغط، مع من نتعايش، هؤلاء هم مكوّنات الجزيرة، الشيخ محمد الفارس، حميدي دهام الهادي، محمد الحلو، عبدالوهاب العيسى، المنظمة الآثورية، الاتحاد السرياني وغيرهم. إذاً يجب إقامة العلاقات الأخوية الجيدة مع هذه المكوّنات وتمتينها حتى يستتب السلام في المنطقة ونجنّب أهلنا ومنطقتنا الشرّ والخراب”. منوّهاً أن ” التاريخ سيثبت لهؤلاء المتطفّلين على السياسة بأنهم على خطأ وأنهم أساؤوا إلى شعبهم.. نحن دعونا كل الشخصيات العربية دون استثناء ومنهم محمد الفارس”.

وعن دور محمد الفارس السلبي في  انتفاضة قامشلو 2004 والأحداث الأخيرة في قامشلو أوضح درويش:” أن الأخبار التي تُشاع عن محمد الفارس بهذا الصدد خاطئة، يجب أن نأخذ الأخبار بحقيقتها، لا أن نشوّه ونظلم الآخرين، وأن دوره في تلك الأحداث بشهادة أناس من غير العرب والكرد كان ايجابيا، وكان يحاول بشتى الوسائل إبعاد هؤلاء الذين هاجموا المحلات في مركز المدينة”.

ورأى درويش أن محمد الفارس:” شخصية عربية وشيخ عشيرة عربية، ولا يجوز لنا مطالبته أن يتصرف كإنسان كرديّ، وإنما يحق لنا ممارسة التعايش الأخوي بيننا وبين الأخوة العرب، وهذه هي السياسة السليمة بالنسبة لنا ككرد. وليس لدنا خيار غيره، وإذا ما حصلت هناك احتفالية أخرى فأنه لن يتردد في دعوة الشيخ محمد الفارس، وكذلك حميد دهام الهادي، ومحمد الحلو وغيرهم، وسيحاول قدر الإمكان أن يكون موقفه إيجابيا من كل الأطراف”.

وتابع درويش:” يطرح البعض مصطلحات من قبيل ” كردستان المستقلة” ونحن بعيدون عن هؤلاء وعن عقليتهم الخنفشاريّة التي تُنشئ كردستان في الليل، لتختفي في النهار، نحن  لسنا من أنصار هؤلاء، ولن نكون، نحن سنمارس سياسة تخدم شعبنا، لا أن تخدم حزبنا وأشخاص معيّنين فقط، نحن بعيدون كل البعد عن هذه الأساليب الكريهة”.

وبخصوص عدم رفع العلم الكردي في احتفالية التقدمي رغم عزف النشيد القومي الكردي قال درويش: ” أن أسهل عمل في السياسة اليوم هو رفع العلم الكردي، وحين لا نرفعه فأننا نضعأنفسنا في مواجهة الارهاب الفكري، ونصبح محطّ تساؤل.. (اللغط الذي أثير مؤخراً  بخصوص العلم). أعتقد أن رفع العلم الكردي في احتفالية كهذه غير ضروري، لأن هناك مكوّنات أخرى من عرب وسريان وأرمن، نحن لسنا في احتفالية خاصة بالكرد، وحتى لو كانت الاحتفالية خاصة بالكرد يجب أن نتفهّم الأمور على حقيقتها، ليس لدينا سلطة لفعل هذا. العلم الكردستاني يرفع في دولة كرديّة، إنما نحن حزب كردي، ونحن لسنا فدرالية كما هو الحال في كردستان العراق، فالعلم لم يرفع في كردستان العراق إلا بعد الإعلان عن الحكم الفدرالي”.

وبيّن درويش ” أن رفع العلم الكردي يعني الانفصال عن سوريا، ونحن لا نريد الانفصال، نحن نحترم الآخرين، ولسنا من أنصار الانفصال، الانفصال عن سورية يعني موت الكرد، والذين ينادون بالانفصال عن سوريا هم أعداء الكرد، وأستطيع القول وبكل صراحة أنهم يخونون الكرد”.

وعن دعوة أحزاب المجلس الوطني الكردي أكّد درويش أنهم دعوا المجلس الوطني الكردي، ولكن لم يحضر إلا حزبان فقط منهم، وهذا شأن من لم يحضر.

وأشار درويش أنهم متجهون لتوحيد القوى السياسيّة بكل أطيافها:” المجلس الوطني الكردي، وحركة المجتمع الديمقراطي، والتحالف الوطني الكردي، نحن نريد أن توحّد الحركة الكردية كلمتها، من أجل مستقبل سوريا، لأن هؤلاء الذين يطرحون شعارات سياسيّة متطرّفة مدّعين أنهم أصحاب الكرد في سوريا، لا يستطيعون تمثيل شيء ما لم يتوحّد الكرد، إذا توحّدنا نستطيع أن نردّ على الزعبي أيضاً لأننا لسنا بهائم، كما تصوّره الزعبي، هؤلاء الذين يحاولون تشتيت الكرد وتمزيق صفوفهم لا يحق لهم ذلك لأنهم لا يخدمون الكرد”.

واختتم سكرتير حزب الديمقراطي التقدّمي الكردي في سوريا عبدالحميد درويش حديثه لموقع صحيفة Bûyerpress بدعوة الشعب الكردي لعدم الانجرار إلى المواقف الخاطئة والتطرّف السياسي، كما دعا للمساهمة في تعزيز سوريا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، للعيش مع المكونات الأخرى من عرب وسريان، وعدم التخطيط للانفصال عن سوريا، لأن الانفصال عن سوريا يخدم الغير، مؤكداً أنهم ليسوا من أنصار التطرف، ولن يؤيدوه أبدا، مهما واجهتهم المصاعب والمتاعب، لأن النهاية ستكون للسياسة المقبولة في سوريا، متمنياً أن يستتب الأمن والسلم ويتخلص الشعب السوريّ – والكرد جزء منهم – من الجوع والقتل،  وسيتابع الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا مسيرته في هذا الاتجاه.

 

 

التعليقات مغلقة.