” حملة تحرير شمال الرقّة ” مستمرّة والبرزاني يبدي استعداده للتدخل على الأرض
مسلم: بعد التحرير سيكون هناك مجالس إدارة مدنية ومحلية هي من تقرر أمر الرقة وشؤونها
سلو: الهدف من المعركة هو تحرير الريف الشمالي للرقة، وليس تحرير مركز المدينة
أعلنت قوات سورية الديمقراطية ” QSD” يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من أيار/ مايو الجاري في بيان لها عن بدء “حملة تحرير شمال الرقة” معقل تنظيم “داعش” في سورية والذي يطلق عليه التنظيم اسم ” عاصمة الخلافة”.
وذكر البيان أن مقاتليه بدأوا التحرك نحو مدينة الرقة، انطلاقاً من الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض شمال الرقة، وريف بلدة عين عيسى الواقعة بالريف الشمالي الغربي, كما أكد البيان أن “العملية من المفترض انها تهدف إلى السيطرة على شمال غرب مدينة الرقة، ومحاصرة التنظيم في المدينة في المرحلة الأولى”.
وقد تمكنت “QSD” في اليوم الأول من بسط السيطرة على قرية “الفاطسة” الاستراتيجية. فيما أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال سلو، في اليوم الثاني من الحملة:” أن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الرقة، نتج عنها تحرير 4 قرى تقع في ريف المحافظة الشمالي من تنظيم داعش الإرهابي، وسقط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.
وأشار سلو في حديثه للإعلام بأن الهدف من المعركة هو تحرير الريف الشمالي للرقة، وليس تحرير مركز المدينة.مؤكدا أن العربات المفخخة والألغام المزروعة، إضافة إلى الحفاظ على سلامة المدنيين، والخوف من استخدامهم دروعا بشرية من قبل أفراد التنظيم تبطئ عملية التقدم.
وتستمر حملة قوات سوريا الديمقراطية في يومها السادس، وسط تقدم مستمرّ لها وبإسناد جوي من التحالف الدولي. بينما تستمر موجة النزوح من مدينة الرقة وتمكن حتى الآن مئة نازح من الوصول إلى مخيم “مبروكة” في مدينة سري كانيه في مقاطعة الجزيرة، كما توجه بعض النازحين باتجاه مخيم مشته نور في مقاطعة كوباني.
ونقل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، يوم الاحد 22-11-2015 عن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني قوله إنه مستعد للتدخل على الأرض في مدينة الرقة السورية.
بينما أشار القياديّ آلدار خليل في زاوية فواصل بصحيفة روناهي أن الكثير من الجهات والوسائل الإعلاميّة تناولت بأن الحملة على الرقّة مرتبطة ببعض الأمور ومن بينها السيطرة الكرديّة عليها وضمّها إلى مناطق الانفصال حسب مزاعمهم, مضيفاً:” ولعلّ أكثر ما يدعو للتساؤل أن هؤلاء ممن يدّعون أنهم حماة الشعب السوري وممثلو روح المرحلة وكذلك الفرسان الذين سيسعفون الشعب السوريّ إلى برّ الأمان, التساؤل بأي منطق يفكّر هؤلاء, وكل يوم أمام خطاباتهم وتحليلاتهم يظهر على الواقع ما يثبت زيف دورهم وشلل مفعولهم”.
من جهته صرح ستيف وارن، المتحدث باسم تحالف العزم التام الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد “داعش” لموقع القناة الاخبارية الامريكية CNNإن قوات سوريا الديمقراطية التي تدربها أمريكا بدأت بعملية للسيطرة مناطق شمال مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة التنظيم في سوريا.
وقال صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي في مكالمة هاتفية لوكالة الأنباء الألمانيّة :” أن قوات سورية الديمقراطية تضم مكونات غير الكرد… ثم هل يتصور هؤلاء أن القوات العسكرية ستحرر الرقة ثم تتمركز فيها…بالطبع لا… بعد التحرير سيكون هناك مجالس إدارة مدنية ومحلية هي من تقرر أمر الرقة وشؤونها، وأهل الرقة سيكونون أحرارا في اختيار من يريدون أن يحكمهم”
وفي السياق نفسه انتقدت الكاتبة الامريكية ترودي ريان الموقف التركي المعرقل من تحرير الرقة، ورأت أنه يرجع لقرب الرقة من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد ما يعني أن تحرير الرقة سيزيد نفوذ الأكراد أعداء أردوغان الذي وصفته الكاتبة بـ” المصاب برهاب الأكراد”.
بينما رأى سمير نشار عضو الائتلاف الوطني أنه مجرد التفكير من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي بضمّ الرقة ذات الغالبية العربية الى الفدرالية الكردية سيزيد من حدّة الاحتقان بين الأكراد والعرب السوريين “.
واستنكر مصطفى مشايخ رئيس التحالف الوطني الكردي في سوريا الموقف التشكيكي والعدائي لبعض أطراف المعارضة السوريّة من هذه العملية, وقيامها بفتح مواجهة عسكرية مع قوات سوريا الديمقراطية في أطراف عفرين, وتصاريح قادتها بأقوال تفوح منها رائحة التفرقة والكراهية التي تشكّل خطراً على السلم الأهلي منذرة ومحذّرة من التهديد الكرديّ المزعوم الذي يهدّد بتقسيم البلاد. مشيرا أن هؤلاء لا تهمّهم مصلحة سوريا ولا مصلحة شعبها بقدر ما يعادون الكرد”.
جدير بالذكر إن قوات سورية الديمقراطية استلمت دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية، وذلك بعد زيارة جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط لمنطقة روجآفا, ومن بينها معدّات عسكرية متطورة.
التعليقات مغلقة.