– نحن في الآساييش, وأعلم رأي المسؤولين في الإدارة الذاتية الديمقراطية مسبقاً؛ نحن ضد هذا التصرف الغير اللائق, ولا يجوز المساس بالرموز, وإهانة مشاعر شرائح من المجتمع بأي طريقة أو أي شكل كان, هذا الرأي الرسمي للآساييش, والرأي الرسمي لمسؤولي الإدارة الذاتية الديمقراطية, رغم أن الذين قاموا بذلك والذين يقومون بإهانتنا يومياً من الطرف الآخر يفعلون ذلك تحت اسم الديمقراطية, ويسيئون إلينا مستغلين اللِين الذي يتعامل به قوات الآساييش.
– كانت قواتنا قادرة أن تسيطر على المربع الأمني، لكن كانت هناك أربعة دول في المربع الأمني، وكان هناك لقاءات ومفاوضات تتم حول المعارك في مدينة قامشلو في واشنطن.
– لم تقبل أية عشيرة عربية في التورط والاتفاق مع النظام عسكريّاً ضد الشعب الكردي في منطقة الجزيرة.
حاوره: حمـزة همـكي
“لدينا سلاح مضاد للطائرات, ولكن مطار قامشلو لا يحتاج إلى سلاح مضاد للطائرات. المطار كان محاصراً فأية عملية هبوط أو إقلاع من مطار قامشلو كان سيواجه بأسلحة خفيفة وبدائيّة جداً وكانت ستصيب الطائرة مباشرة، كان أبناء الهلاليّة من كرد وعرب يحاصرون المطار بأسلحة بدائيّة وتلك الأسلحة كانت قادرة على إيقاف أي طائرة عدا عن حصار الآساييش والـ YPG للمطار بالأسلحة الثقيلة والنظام كان يراقب ويستطلع الوضع وكان يعرف، لذلك لم يكن قادراً على تحريك الطائرات”.
– بداية، لو نتحدث عن السبب الرئيسي لاندلاع الاشتباكات في قامشلو؟
كانت هناك أسباب عدة لاندلاع الاشتباكات والمعارك في المدينة؛ أسباب بعيدة غير مباشرة وأسباب أخرى مباشرة. الأسباب البعيدة كانت تتعلق بالأبعاد السياسية والوضع الذي تمر به سوريا؛ كتدخّل القوات الروسيّة بشكل فعليّ في سوريا والحالة النفسيّة التي شعر بها النظام البعثيّ بعد تدخل الروس, والتطورات السياسيّة والدبلوماسيّة العالميّة حول الشأن السوري, ومن ضمنها محادثات جنيف وانتظار جنيف3, وهذا خلق حالة نفسيّة معينة لدى النظام وشعر بأنّه قويُّ فعلا في المناطق الكردية في روجآفا وشمال سوريا. ربُّما أراد القيام بتجربة ما.
– لكن ما هو السبب الرئيس الفعلي؟
هذا الشعور وهذه النفسيّة جعلته يقوم بأعمال إداريّة إجرائيّة تتعلق بالنظام، كإجبار الموظفين على حمل السلاح, وفصل وقطع رواتب الموظفين الذين رفضوا هذه الفكرة, والقيام بشكل استفزازي باعتقال عدة شبان كرد وعرب تحت مسمّى خدمة جيش النظام, وهذه الأحداث كانت استفزازيّة وشكّلت تراكمات لدينا.
– هل أتت هذه الاعتقالات قبل اندلاع الاشتباكات بفترة أم في ليلة التي سبقت الاشتباكات؟
هذه الإجراءات من قِبل النظام البعثي حصلت خاصة في الأيام العشرة التي سبقت الاشتباكات. أمّا السبب المباشر لنشوب الاشتباكات وقيام النظام باختطاف واعتقال عدّة أعضاء من “الترافيك” والآساييش في الطريق العام الذي يمر من “سبع بحرات”, ونصب كمين, والقيام بقتل – وبشكل غادر- ثلاثة من أعضاءنا في قوات الآساييش في مدينة قامشلو. الحدث كان كافيا ليتم الرد بشكل حاسم وشديد على هذا العمل الغادر الجبان الذي طال أعضائنا سواء الذين استشهدوا أو الذين تمّ اعتقالهم واختطافهم.
“ أؤكد أنّه في السنوات الخمس الماضية وحتى هذه اللحظة لم تحصل أية مقابلة مباشرة أو أي لقاء بين قوات الآساييش وبين النظام”.
– بدأت الاشتباكات خفيفة ومتقطعة صبيحة يوم الأربعاء، ولكن في فترة الظهيرة تصاعدت، هل لك أن توضح سبب ذلك التصعيد؟
بدايةً، لم يكن ما حصل مفهوماً في الساعات الثلاث الأولى، كنّا في عمليّة بحث عن الحقيقة, ما الذي جرى, كنّا نريد أن نفهم، هل مقاتلونا من قاموا بعمل هجومي أو ما شابه ذلك, أم أنّها مؤامرة وعملية كمين وهجمة من قبل النظام. والنقطة الأخرى؛ كانت هناك أبعاد سياسيّة دبلوماسيّة للموضوع, ليس سهلاً أن تقاتل في رقعة جغرافية يتمركز فيها مقاتلين وأعضاء ومواطنين لأربعة دول؛ روسيا, إيران, عناصر حزب الله اللبنانيّ, وبعض المواطنين السوريين الذين هم شبيحة النظام المناصرين وكلهم في المربع الأمني والمطار. أضف إلى ذلك كانت هناك حوارات في الساعات الأولى, حول النتائج التي قد تأتي جراء هذه الاشتباكات من حيث العلاقات العربيّة الكردية والتوازنات العشائريّة في منطقة الجزيرة، ولكن بشكل سريع تم حسم الموضوع.
– هل تدخلت هذه العشائر في الساعات الأولى؟
كانت هناك عشائر وزعماء ووجهاء تدخلوا في الدقائق الأولى، وكان هناك منسوبون لعشائر معينة موالين للنظام, كنّا نعرف أنّنا سنواجه عشائر ستكون في الخندق المقابل, وسيتم التصادم معهم, وستكون هناك ردود أفعال عشائرية، كان يجب تسوية هذه الأمور كلها بطريقة سريعة جداً.
– تُرى ما هي أبرز الشخصيات لو كان بإمكانك ذكر أسماء شخصيات أو أسماء عشائر بعينها كانت قد تدخلت في المسألة؟
عشائر الشمَّر والجبّور، والجوّالة، بني سبعة, والشرابيين، وكل من لهم اسم وكل من هو مشهور بين هذه العشائر في منطقة الجزيرة, ومؤكد أنّكم تعرفون هذه الأسماء, ومن ضمنهم مثلاَ الشيخ “حسن المسلط”, الذي يُعتبر من وجهاء الجبور, وشيوخ لهم سمعة جيدة كالشيخ “عادل ميزر” من الشمَّر و وجهاء آخرين بدون ذكر أسمائهم فهم معروفون, وكانت هناك تدخلات لم يكن لها طابع محلي, مثلا الدولة الروسيّة التي أرادت أن تحسم الموضوع بشكل آخر ولكنها لم تنجح في ذلك.
– يقال بأنّ النظام أغلق جميع دوائره الرسميّة قبل الاشتباكات بساعة وأهمها البنك المركزي؟
هذا صحيح، كان عملاً ممنهجاً وكميناً غادراً ومخططاً من قبل النظام الذي رأى وظنّ أنّها عمليّة ستبقى بدون رد، واعتمد وراهن على بعض الكيانات والأطراف والجهات المحليّة في مدينة قامشلو والجزيرة، لكن كل رهاناته سقطت.
– ماهي الأطراف التي اعتمد عليها النظام؟
المسيحيون والعشائر العربية الموجودة في مدينة قامشلو، النتيجة لم تكن كذلك؛ فكر النظام أنّ المسيحيين في قامشلو سيقفون إلى جانبه وسيحاربون قواتنا وسيعملون على إحداث ضجّة وبلبلة كبيرة في المدينة والنتيجة التي ظهرت أنّ أحداً من الإخوة المسيحيين عدا العناصر الثلاثين المعروفين الذين هم أعضاء الدفاع الوطني والذين يُسمّون أنفسهم بالمكتب الأمني “السوتورو” ولا أقصد السوتور التابع لحزب الاتحاد السرياني الذي هو أحد الأركان الرئيسيّة لقوات الآساييش” بل أقصد السوتور التابع للنظام والدفاع الوطني، لم يكن هناك أي مسيحي مسلح يقوم بأي نشاط عسكري عدا الأسماء الثلاثين المعروفين في المدينة.
– من بنود الاتفاقيّة، إعادة جميع الموظفين الكرد المفصولين إلى وظائفهم وصرف رواتب الموظفين الذين تم قطعها، كيف تدعون لطرد النظام في وقتٍ تطالبونه بدفع رواتب مواطني الإدارة الذاتيّة؟
بعد المحادثات والتطورات السياسيّة التي تتعلق بجنيف2 و 3 وقيام كل من المجتمع الدولي والمعارضة بقبول هذا النظام والتفاوض والجلوس معه, ما هو المانع كيلا نعمل على تأمين مصالح ومستقبل موظفي الكرد والعرب في المنطقة, ولماذا يتم طرد وفصل موظفين مدنيين خدميين يعملون في المنطقة لحساب مصالح سياسيّة سلطويّة معيّنة, في الوقت الذي كانت المعارضة السوريّة تتفاوض مع النظام وكذلك المجتمع الدولي يتفاوض معه، لمَ لا نقوم بالحصول على مكسب معين لصالح المواطن العربي والكردي في سوريا, وتأمين وضمان مصلحتهم ومستقبلهم، وضمان حصولهم على رواتب الدولة التي هي أصلاً من حقوق هذا الشعب وهذا المجتمع وهذه الأرض.
– لكن ما يتداوله الشارع، أنه كيف تدعون لطرد النظام وفي نفس الوقت تطالبونه بدفع الرواتب؟
هذا الموضوع يتعلق بمشاريعنا السياسيّة؛ الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة ومن ثم الفدراليّة, وهي مشاريع ليست انفصاليّة عن سوريا, وهي تدعو إلى وحدة الأراضي السوريّة, ولكن تدعو إلى حق الإدارة الذاتيّة المحليّة للمنطقة. الرواتب تأتي من المركز من دمشق, وفي كل الأحوال هذا المشروع مرتبط بمركز اتحادي. وجود قوة عسكرية احتلاليّة غير مرغوبة كالنظام البعثيّ ورغبتنا في إخراجه من منطقتنا, وتسليم السلطة بشكل مطلق لأبناء المنطقة لا يتعارض مع كون أنّ المواطن والموظف في منطقة الجزيرة أو في منطقة شمال سوريا أو في روجآفا لا يحق له استلام الرواتب من المركز. أما من الناحية السياسيّة فإن موضوع الموظفين موضوع يتعلق بنظام الدولة, بغض النظر عن كينونة هذه الدولة وهويتها السياسيّة والمعركة والحرب كانت مع عصابات معيّنة، ولا علاقة لهذا الموضوع بذاك، وهذه المسألة تفصيليّة جداً وبحاجة إلى التدقيق والتفصيل في دراستها وسردها والحديث عنها.
– في المقابل، هناك من يقول أنّ هذا الأمر يُعتبر فشلاً للإدارة الذاتيّة في سد الفراغ المالي الذي سيتركه النظام في حال قرر ترك المنطقة الكرديّة؟
طبعاً نعتبر أنفسنا المسؤولين عن هذا الوضع، ولكن يجب الحديث عن الحصار التركي والحصار المفروض من جهة الشرق من جنوب كردستان العراق وتواجد تنظيم داعش في الخاصرة الجنوبيّة لروجآفا. لولا الحصار ولولا الأبعاد والأجندة السياسيّة في الموضوع, لكانت الإدارة الذاتيّة الديمقراطية قادرة على إنعاش المنطقة وإعطاء الرواتب, وحتى العمل على ازدهار المنطقة. الوضع الاقتصادي الآن باعتقادي لا يعبر عن فشل, بل يعبر عن حالة سياسيّة مؤقتة ترتبط ببعض الترتيبات الدوليّة والدبلوماسيّة وبعض القرارات, كما أنّه لم يتم حسم مصير بشار الأسد والنظام, ولم يتم بعد حتى هذه اللحظة حسم بعض المواضيع المتعلقة بالإدارة الذاتيّة, حتى لم يتم حسم بعض الأمور حول المعارضة وحول الجيش الحر وحول الائتلاف أيضاً.
– يقال أنّ الإدارة الذاتيّة تستغل هكذا ظروف للتغطية على قمع بقية الأطراف الكردية من اعتقال وإغلاق وإحراق لمكاتبهم؟
نحن نرفض هذا الكلام جملةً وتفصيلاً، المعركة ضدّ النظام تحتاج إلى وحدة واتحاد قوي, وحدة كردية بشكل خاص, وتوافق وعلاقات طيبة بين الكردي والعربي في منطقة الجزيرة بشكل عام، ونراهن على هذا الشيء؛ نراهن على موضوع الوحدة ونراهن على أنّ إحداث وافتعال مشاكل داخليّة عدا المعارك الأساسيّة ضد النظام وتنظيم داعش هي أفعال تُرتكب وتُعمل من قِبل أطراف معادية لثورة روجآفا، حالياً هاتين المعركتين حاسمتين ومصريتين؛ أولاً: الإرهاب وتنظيم داعش وثانياً المعركة والصراع سواءً الأيدولوجي، السياسي، الثقافي، الإداري، الاقتصادي والعسكري ضد النظام الذي لا يقلُّ إرهاباً عن تنظيم داعش. معركتان أساسيتان, ليس من مصلحتنا افتعال هذه المشاكل، لذلك أؤكد لك أنّ هذه الاتهامات مرفوضة لأنه من مصلحتنا أن يعمّ السلام والوحدة والهدوء داخليّاً في منطقة الجزيرة كي نقوم بإنجاز وإتمام مهمتنا الرئيسية التي هي أولاً التخلص تماماً من خطر تنظيم داعش الإرهابي. ثانياً التخلص من المشروع الإيراني السوري الروسي الخطير.
“نحن قمنا بهذه المعركة لضمان وترسيخ وتأمين الأمن والاستقرار والسلام في المدينة، ووضع الحدود لعصابات النظام البعثي لينعم أبناء مدينة قامشلو بالأمن والاستقرار، هؤلاء لم يشاركوا في تأمين الأمن والاستقرار, والتاريخ لم يسجل لهم ساعة حراسة في تاريخ ثورة روجآفا, لا يمكنهم الحديث، أو ربّما هم حريصون جداً على أمن واستقرار النظام لذلك يقومون بإطلاق هذه التصريحات”.
– هل حقّاً أنّ النظام السوري أراد أن يبعث برسالة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي ويفهمه أنه قادر على إيقافه إن أراد، ومتى شاء؟
يمكنك توجيه السؤال إلى قيادات الحزب، نحن لا نمثله وأغلب مقاتلينا من المستقلين ومن الموالين لأحزاب كردية أخرى ومن الإخوة العرب والمسيحيين, صحيح إنه أراد أن يوصل رسالة إلى شعوب وثورة روجآفا, لكن رسالته لم تصل وفشل في ذلك وأصيب بإحباط كبير, ولولا أبناء المنطقة والعشائر والوجهاء والمسيحيين الذين توسطوا, ولولا الحالات الإنسانيّة لكانت خريطة مدينة قامشلو العسكرية والسياسيّة والجغرافيّة مختلفة تماماً بعد يومين أو ثلاث من المعارك.
– في المقابل، هل كنتم في صدد إفهام النظام أنّكم أصبحتم لاعبين أساسين في المنطقة وأنّه بإمكانكم مواجهته إن حانت ساعة الصفر؟
المعركة لم تبدأ لأجل حسابات سياسيّة, وبالنسبة لنا – كقوات آساييش- تم اختطاف عناصر لنا وتمت تصفيتهم. بالنسبة لنا كانت معركة شرف وكرامة، حتى لو كانت مؤسسات أو أحزاب أو أطراف تعمل على الاستفادة السياسيّة من هذه المعارك، بالنسبة لنا كآساييش كان لدينا شهداء وأسرى. وردّة الفعل كانت مبدئية لا علاقة لها بالبعد السياسي, وكان التفكير الوحيد فقط حول كيفية تحرير أسرانا والانتقام لدماء شهداءنا.
– أي أن ما جرى كان عبارة عن فعل وردة فعل؟
كانت ردة فعل على الحادثة التي حصلت، وعلى ممارسات النظام التي شكلت تراكمات, وكانت ردود أفعالنا ناتجة عن وعي سياسيّ, ولكن لم تكن تحتوي على حسابات وتوازنات سياسيّة, فنحن أساساً مؤسسة أمنيّة لا تتعامل مع السياسة كثيراً.
– كيف جرت الأمور في مطار القامشلي أثناء الاتفاقية، ومن من تشكّل وفد النظام ووفد قيادة الآساييش؟
أولاً، مطار قامشلو لم يكن قادراً على تحريك أية طائرة؛ لا إقلاعاً ولا هبوطاً. وقوات الآساييش لم تفاوض النظام. هناك وجهاء وبإمكانكم اللقاء بهم. لدينا مجلس الأعيان في محافظة الحسكة ولدينا مجموعة من زعماء العشائر العربية الذين نعتبرهم أصدقاء استراتيجيين وعلاقتنا بهم عميقة وهم رجال دين ورجال علم ووجهاء لعشائر معروفة.
– يعني أنتم كقيادة آساييش لم تشاركوا في الاتفاقيّة التي وقعت في المطار؟
أؤكد أنّه في السنوات الخمس الماضية وحتى هذه اللحظة لم تحصل أية مقابلة مباشرة أو أي لقاء بين قوات الآساييش وبين النظام.
“وحدات حماية الشعب تدخلت بالفعل حتى في تحرير سجن علايا, وتدخلت حتى في التقدم, وعملياً وحدات حماية الشعب دخلت المربع الأمني مسافة 20 متر, يعني تجاوزت الحواجز والحجارة الموضوعة حول المربع الأمني”.
– أكدت مصادر أنّ كل من أمريكا وإيران وروسيا كانوا يشرفون على الاتفاقية، ما مدى صحة ما يُشاع؟
هذا صحيح، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا أشرفتا على الاتفاق.. وكان وفدنا عبارة عن وجهاء عشائر ورجال الدين وليسوا أعضاء آساييش, وبناءً على طلبنا رفضوا التواجد والحضور والإشراف الإيراني، لكن الأمريكان والروس كانا متابعين ومشرفين على الوضع لحظة بلحظة.
– في مقال للقيادي في حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) آلدار خليل يوم 23 أبريل أكد أن النظام غير قادر على قصف قامشلو بالطيران إلا إذا أخذ الضوء الأخضر من تركيا؟
صحيح، وأضيف على كلامه أنّ النظام السوري غير قادر على قصف منطقة قامشلو إلا بموافقة تركيا وأمريكا، طبعاً روسيا لم تعد طرفاً خارجياً يحتاج النظام لموافقتها؛ لأنها باتت دولة موجودة في مطار ديرالزور وقامشلو ودمشق واللاذقية. وللأمانة روسيا كانت تريد أن تتوقف هذه الاشتباكات بأقصى سرعة.
– الجميع ينتظر اتفاقكم بشأن حل ميليشيات الدفاع الوطني؟
طبعا إذا لم يتم حل ميليشيات ما يُسمى بالدفاع الوطني، فإن قامشلو والحسكة ستشهدان معارك أخرى أعنف من سابقتها.. وجود ميليشيات ما يسمى بالدفاع الوطني سبب كافٍ لمعركة أخرى في منطقة الجزيرة.
– ماهي احتمالات الحل لهذه المشكلة مشكلة ميليشية الدفاع الوطني؟
نحن واضحون، والوفد المدني الذي مثلنا وتفاوض مع النظام البعثيّ أخبرهم على لساننا بالحرف الواحد أنّ وجود الدفاع الوطني كميليشيات وعصابات أو أي تنظيم آخر على شاكلته سيكون سبباً لمعركة وسبب لردة فعل أخرى اجتماعيّة، مدنيّة ضد النظام – في وقت قريب جدّاً. ننتظر ذلك ونراقب.
يعني أنتم لا تقبلون أي حل سوى حلِّها؟
هذا مؤكد جداً، لأنّ ميليشيات الدفاع الوطني ميليشيا تقوم بأعمال ارتزاقية خيانيّة لصالح عصابات النظام البعثي ومخترقة من قبل تنظيم داعش وتلعب على “الحبلين”, كما وتعمل لصالح عصابات النظام البعثي, ولصالح عصابات داعش في المنطقة، وهذا أمر مؤكد.
– هل حقّا بات النظام يتخوف من تزايد قواتكم العسكرية؟
هذا مؤكد، النظام يريدنا بطريقتين إما أنّه يريد كل الشعب السوري: كرداً، عرباً، مسيحيين، شيشان، سريان أزلاماً وتابعين له, ومن لا يقبل أن يكون من أزلامه يجب أن يتم إبادته، طالما أنّه غير قادر على تحويلنا إلى أزلام, وطالما أنّه غير قادر على إزالتنا, فإنّه يرانا خطراً وكل هذه الأحداث الأخيرة ناتجة عن هذا الشعور.
– يقال بأنّ الاشتباكات كانت مفتعلة بهدف الضغط على المجتمع الدولي لقبولكم في جنيف 3، ما مدى صحة هذا الكلام؟
أكرر أنّه لا علم لنا, ولا تعامل لنا مع السياسة.. النظام قام بقتل رفاقنا وأسرهم، وكان علينا الردّ، والانتقام لشهدائنا وإيقاف النظام في حده, ورسم الخطوط الحمراء للنظام كي لا يتمادى أكثر من ذلك. عدا ذلك المعركة مع النظام من قبل قوات الآساييش والـ YPG وقوات الحماية الجوهرية والحماية الذاتيّة وكل الذين شاركوا في المعركة جواب كافي للذين يتهمون الإدارة الذاتيّة بعلاقتها مع النظام وأنّ الإدارة الذاتيّة “شبيحة”. نحن دوماً طمحنا إلى جوٍّ هادئ وسلمي.
– هل صحيح أن خسارة النظام للسجن المركزي سببت تلك الهيستريا مما أدى به إلى القصف العنيف والعشوائي على المدينة؟
صحيح مئة بالمئة، طبعاً أغلب الإخوة والأخوات أبناء مدينة قامشلو وأبناء الجزيرة لم يكونوا يعلمون أنّ سجن علايا المركزي يُستخدم كقاعدة عسكرية لحماية الخاصرة الشرقية للنظام في مدينة قامشلو من حيث فوج طرطب والمربع الأمني. طبعا تأخُّر تحرير السجن كان إثبات على ذلك وعدد العناصر الموجودة فيه والذخيرة الموجودة هناك كان إثبات ودليل على أنّ السجن كان يُستخدم كقاعدة عسكرية دفاعية لحماية خاصرة النظام. تحرير سجن علايا, وقتل من قُتل وجرح من جُرح وأسر من تمّ أسرهم, كان سببا لقصف النظام على مدينة قامشلو وسببا لغارة جوية على أبنائنا في الشيخ مقصود، وهذا مؤكد, ولم يكن النظام قادراً على هضم واحتمال هذه الحقيقة، وهو يعلم الآن أنّ المعركة الأخرى لن تكون على سجن علايا, ستكون على منطقة ومربع آخر للنظام, وهو ينتظر الآن ويتخذ تدابيره حسب ذلك منذ 48 ساعة من الآن.
– هل فعلا قواتكم لم تستطع السيطرة على المربع الأمني؟
كانت قواتنا قادرة لبث سيطرتها على المربع الأمني، لكن كانت هناك أربعة دول في المربع الأمني، وكان هناك لقاءات ومفاوضات تتم حول المعارك في مدينة قامشلو في واشنطن، وفي موسكو، وفي هولير, لأنّ عسكريين إيرانيين وروس ولبنانين موجودون فيه. عدا عن ذلك كان هناك حالة إنسانيّة معينة، كانت هناك شريحة معينة وأقلية معينة معروفة, تعيش في المربع الأمني، وكان هناك تدخل من السادة في الكنيسة المعنيّين والمعروفين لإيقاف المعارك وحماية المسيحيين الموجودين في المربع الأمني.
– أدان الائتلاف و المجلس الوطني الكردي الاشتباكات وعدم العبث بأمن المدينة، وفي الوقت ذاته يطالبونكم بطرد النظام ومحاربته من قبلكم، كيف تقرؤون هذا الموقف؟
نحن قمنا بهذه المعركة لضمان وترسيخ وتأمين الأمن والاستقرار والسلام في المدينة، ووضع الحدود لعصابات النظام البعثي لينعم أبناء مدينة قامشلو بالأمن والاستقرار، هؤلاء لم يشاركوا في تأمين الأمن والاستقرار, والتاريخ لم يسجل لهم ساعة حراسة في تاريخ ثورة روجآفا, لا يمكنهم الحديث، أو ربّما هم حريصون جداً على أمن واستقرار النظام لذلك يقومون بإطلاق هذه التصريحات ليعملوا على راحة النظام وتأمين حياة عناصره ومرتزقته، لم نجد أي سبب وأي مبرر وأي معنى آخر أو أي تفسير علمي لهذه التصريحات.
– في 23 نيسان قلت أن النظام حاول استخدام الطيران الحربي لكنه يعلم جيدا أنّنا سنسقط طائراته، هل لديكم سلاح مضاد للطائرات؟
لدينا سلاح مضاد للطائرات, ولكن مطار قامشلو لا يحتاج إلى سلاح مضاد للطائرات. المطار كان محاصراً فأي هبوط أو إقلاع من مطار قامشلو كان سيواجه بأسلحة خفيفة وبدائيّة وكانت ستصيب الطائرة مباشرة، كان أبناء الهلاليّة من كرد وعرب يحاصرون المطار بأسلحة بدائيّة وتلك الأسلحة كانت قادرة على إيقاف أي طائرة عدا عن حصار الآساييش والـ YPG للمطار بالأسلحة الثقيلة والنظام كان يراقب ويستطلع الوضع وكان يعرف، لذلك لم يكن قادراً على تحريك الطائرات.
– بعد التدخل الروسي في سوريا هل فعلا بدأ النظام بدعم العشائر العربية في المنطقة الكردية ضدكم؟
النظام له محاولات ورهانات على تنظيم وتسليح العشائر العربية، هذه مجرد محاولات، لكن أؤكد أنّ الوضع بالنسبة للعلاقات الكردية- العربية في الجزيرة أحسن مما تتصورون؛ ولا عشيرة واحدة تورطت في التعامل مع النظام ضمن إطار معاداة شريحة, أو مكون أو شعب معين، وبالتفصيل ولم تقبل أية عشيرة عربية في التورط والاتفاق مع النظام عسكريّا ضد الشعب الكردي في منطقة الجزيرة، فلأخوة في العشائر العربية على وعي وثقافة معينة ومستوى ثقافي موحد حول العلاقات التاريخيّة وحول التأكيد على طيب العلاقة وعدم حصول نزاعات واشتباكات ومعارك قوموية طائفية في منطقة الجزيرة, ويعلمون النتائج السلبية التي قد تظهر من هذه المعارك والخلافات.
– هناك تقارير تؤكد وجود قوات إيرانيّة وروسيّة في مطار قامشلو تدعم النظام ضدكم؟
هذا صحيح، وهذه تقارير دقيقة جداً، والضباط الروس كانوا يتجولون في حي الوسطى و في بعض شوارعه ويجلسون في مطاعم معينة، كذلك كان لدينا أسرى إيرانيين، هناك مشروع روسي- إيراني وأخصّ بالذكر المشروع الإيراني رغم أنّها لا تحب العرب, وهي عدوتهم, وهذه حقيقة تاريخية, ولكنها تحاول تسليح بعض العشائر, لكن كانت محاولات فاشلة, وأؤكد ما قلت سابقا و لا عشيرة عربية رسمية تورطت في هذا المشروع عدا عناصر وشخصيات وأفراد على مستواهم الشخصي تعاملوا مع هذا المشروع بشكل ارتزاقي.
– كيف لروسيا أن تقوم بدعمكم في مناطق شمال حلب, وتعمل ضدكم هنا في قامشلو؟
موضوع دعمنا من قبل روسيا في مناطق شمال حلب موضوع نقاش ربما يحتاج إلى دقّة أكثر, وعلى ماذا تعتمد هذه المعطيات أنّ روسيا تدعمنا في مناطق شمال حلب، لو كانت هناك أطراف دوليّة تدعمنا في مناطق شمال سوريا بشكل فعلي ورسمي وقوي لكانت النتائج أكبر مما هي موجودة, ولكنّا قادرون على فتح طريق كوباني – عفرين في هذا اليوم .
– هناك حالة جاهزية قصوة من قبل النظام في المربع الأمني، هل سيحاول التحرك عسكريّا في الأيام القادمة؟
النظام أقزم من أن يكون قادراً على وضع خطّة هجوميّة في منتصف مدينة قامشلو، هو بدأ باتخاذ تدابير أمنيّة بعد المعارك لأنّه ينتظر الهجمة الثانية من قِبلنا، ولو أردت تقييم الخطوات بشكل عسكري أمني؛ هي خطوات دفاعيّة.
– لماذا لم تتدخل قوات حماية الشعب في تلك الاشتباكات، وهناك تقارير تتحدث عن أنّ النظام نأى بجيشه عن هذه الاشتباكات واستخدم ميليشيا الدفاع الوطني في المواجهة؟
وحدات حماية الشعب الـ YPG كانت بجانبنا خاصة بعد قيام النظام بقصف مدينة قامشلو حشد القوات وسحبهم من نقاط التماس مع داعش وجلبهم إلى مدينة قامشلو، كما جلب الأسلحة الثقيلة والمدّرعات والمزنجرات وطوق الفوج وحي طي والمطار بالفعل، كانت المعركة مع النظام وبدايتها كانت في المربع الأمني الذي يحتوي على المفارز الأمنيّة وعناصر النظام الأساسيين وكان الضباط العلويون موجودين في المربع الأمني, وطالت فترة المعركة في المربع وحوله, وفي ساعات متأخرة جداً انتقلت الاشتباكات إلى حي طي ضد الدفاع الوطني.
– لمَ لم تتدخل وحدات حماية الشعب في الاشتباكات؟
وحدات حماية الشعب تدخلت بالفعل حتى في تحرير سجن علايا, وتدخلت حتى في التقدم, وعمليا وحدات حماية الشعب دخلت المربع الأمني مسافة 20 متر, يعني تجاوزت الحواجز والحجارة الموضوعة حول المربع الأمني.
– هل فعلا حاصرتم حي الطي وكنتم قاب قوسين أو أدنى من اقتحامه؟
هذا صحيح، من كل الجهات, من خزنة ومن القرى الجنوبية لتل براك وتل حميس, ومن قرى غرب المطار، كان محاصراً من كل مكان. وفي حال لم ينجح الوفد المرسل وفي حال لم يرضخ النظام لمطالب الوفد المدنيّ الذي كان يمثلنا. كان سيتم دخول حي طي والمربع الأمني بالفعل.
– ما هو الهدف والغاية من الهجوم على حي الطي واقتحامه، ما الهدف من السيطرة على هذا الحي؟
وصول الحي عمليا لا يتعلق بالحي وأبناء الحي, ليس لنا أي علاقة مع الحي، لنا علاقة مع فوج “طرطب” الموجود هناك, ومع المركز الأساسي لعصابات الدفاع الوطني الموجودة في ذلك الحي.
– هل استحوذتم على ملفات مهمة في سجن علايا؟
نعم، من ضمن تلك الملفات هناك وثيقة مرسلة من دمشق إلى الأفرع الأمنية في مدينة قامشلو والتي تحذرهم من ضرورة الإسراع في اتخاذ التدابير حول احتمالات هجمة محتملة من قبل الآساييش على المربع الأمني وسجن علايا.
– ماذا بشأن إغلاق بعض مكاتب المجلس الوطني وإحراق البعض الآخر – بحسب ما يشاع- فإن أصابع الاتهام توجه صوبكم؟
نحن جهة رسمية ومؤسسة أمنية، الآساييش مؤسسة توجيهية تنفيذية تابعة لهيئة الداخلية وتابعة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة, ليس لنا أي نشاط أو أي عمل أو أي إجراء غير قانوني وبدون أوامر من المجلس التنفيذي ومن إدارتنا الذاتية, وبدون مذكرة العمل أو الإجرام من قبل النيابة العامة والمحكمة. عدا ذلك نحن نرفض كل الاتهامات ونعتبرها مجرد تصريحات سياسية مبنية على أسس مصالح حزبية وسياسية, كل نشاطاتنا الأمنية وإجراءاتنا هي إجراءات قانونيّة معمول بها حسب وثائق قانونيّة حقوقية رسمية. وموضوع حرق المكاتب وأخيراً حادثة حرق راديو آرتا وحرق إحدى مكاتب الأحزاب السياسية في مدينة كركي لكي وما شابه ذلك نحن أكثر المستائين من هذه الإجراءات وأكثر الذين يريدون بذل الجهود للكشف عن الفاعلين, ولدينا وحدات ومجموعات ومكاتب مختصة لم تنم هذه الليلة ولن تنام اليوم القادم وتقدم جهود كبيرة للكشف عن الفاعلين.
– تراخيص المظاهرات دائما تكون من قوات الأمن، هل طلبتم من المتظاهرين الذين رفعوا صوراً لرئيس إقليم كردستان العراق ووصفوه بالخائن الكشف عن الشعارات والصور التي سترفع في المظاهرات؟
نعم المظاهرة التي حصل فيها هذا الأمر ورفعت فيها تلك الصور كانت مرخصة من البلدية, وكانت حاصلة على موافقة أمنية لنتمكن من القيام بحمايتها, ولكن موضوع الموافقة الأمنية غير معني بفحص الشعارات واللافتات وأسباب التظاهرة, مثلاً لو أرادت “ENKS” القيام بتظاهرة ضد قوات الآسايش وأقامت اعتصاماً أمام باب مركز الآساييش, وأرادت الحصول على موافقة, سوف نمنحها هذه الموافقة, بغض النظر عن سبب التظاهرة أو شعاراتها ولكن أخلاقياً نحن في الآساييش, وأعلم رأي المسؤولين في الإدارة الذاتية الديمقراطية مسبقاً؛ نحن ضد هذا التصرف الغير اللائق, ولا يجوز المساس بالرموز, وإهانة مشاعر شرائح من المجتمع بأي طريقة أو أي شكل كان, هذا الرأي الرسمي للآساييش, والرأي الرسمي لمسؤولي الإدارة الذاتية الديمقراطية, رغم أن الذين قاموا بذلك والذين يقومون بإهانتنا يومياً من الطرف الآخر يفعلون ذلك تحت اسم الديمقراطية, ويسيئون لنا مستغلين اللِين الذي يتعامل به قوات الآساييش.
– هناك دعوات خرجت تدعو لمحاسبة هؤلاء المتظاهرين هل ستقومون بأي اجراء نحوهم؟
لو تم تقديم ضبط و شكوى رسمية إلينا, خاصة لو تم تسجيل الشكوى في المحكمة, من واجبنا الأمني حينها القيام بالتحقيق وتوقيف كل أطراف هذه الدعوة, ولكن لم يسجل لدينا أية شكوى أو دعوى خاصّة بهذا الشأن.
نُشر هذا الحوار في العدد(42) من صحيفة “Buyerpress”
2016/5/1
التعليقات مغلقة.