ماذا كتب بيتهوفن عندما شعر أن ساعته أصبحت وشيكة..

24

 

 “أيها الناس! إنكم تعتقدون أني معاد للبشر وكاره للمجتمع إذ أنعزل وأعيش في الوحدة. ولكنكم تجهلون حقيقتي تماماً. فالمظاهر تخدعكم ولا تعرفون سبب عذابي وآلامي.

274px-Beethoven

 

لقد ولدت بطبع حامٍ ورغبة عارمة في الحياة الاجتماعية ومحبة للمعاشرة. ولكني اضطررت للانعزال والعيش وحيداً غصبا عني بسبب هذه العاهة. وعندما حاولت أن أخرج من العزلة وأقترب من الناس راحت عاهتي تشدني إلى الخلف وتمنعني من الاحتكاك بالآخرين. إني اخجل منهم. ماذا تريدونني أن أفعل؟

لا أستطيع أن أقول للناس: تكلموا بشكل أقوى لكي أسمع! لا أستطيع أن أقول إني أطرش!… وهكذا يتزايد ألمي بمعاشرة البشر لأنهم سوف يأخذون عني فكرة سلبية إذا ما عرفوا أني لا أسمع. لم يعد مكان في حياتي لمعاشرة الناس، ولا لمناجاة الأصدقاء والخلاّن…

إني مجبر على العيش وحيداً وكأني منفي في بيتي، في نفسي، في عقر داري. وعندما أشعر بالرغبة في الانخراط في المجتمع فإني أجبن وأتراجع لأني أخشى أن يعرف الناس أني أطرش. لقد اقتربت من حافة اليأس أكثر من مرة، وكدت أضع حداً لحياتي.

ولكن حب الفن منعني من ارتكاب ما لا تحمد عقباه. وبدا لي أنه من المستحيل أن أقول وداعاً للعالم قبل أن أعطي كل ما يمكن أن أعطيه. يا إخوتي إني أتمنى لكم حياة أفضل من حياتي، حياة أكثر سعادة من حياتي. قولوا لأولادكم أن يتبعوا الفضيلة. فهي وحدها التي تؤمن السعادة، وليس المال أبداً. وحدها الفضيلة مع الفن هي التي نجَّتني من الانتحار”.

التعليقات مغلقة.