– وهذه التي كنتم تقولون عنها ـ الدولة الإسلامية ـ أنّها باقية وتتمدد فهي الآن انتهت وتبددت وداعش لفظه التاريخ ولفظته الأمم.
– نحن نعلم أنّ الدنيا قامت ولم تقعد في السعوديّة وقطر وتركيا على هذا المشروع, سنرى التغييرات في المواقف الدوليّة وسنقدم لهم الحل الأمثل.
– هي فدراليّة ديمقراطيّة مجتمعيّة ليست كفدراليّات الدول الأخرى إنّما فدراليّة ديمقراطيّة مجتمعيّة تناسب مجتمعاتنا وتحقق طموحاتنا.
– المجلس الوطني الكرديّ يخضع لأجندات خارجيّة ولا يمثل إرادة الشعب هو عميل لهذه الأجندات ولا يهمنا موقفه
– مشروعنا يهزّ عروش المعارضة والنظام ويقتلع جذورهم.. وهم وجهان لعملة واحدة.
– كان موقف مناع صدمة كبيرة لنا ومحل أسف شديد لأنه هو صاحب هذا المشروع.
– البعض من المكون العربي المنتسبون إلى تنظيم داعش قاموا بانتهاكات غير أخلاقية و غير شرعية, كانوا يعملون مع داعش لجمع الغنائم والسلب والتسلُّط على الناس.
– كنت أعتبر نفسي أرمنياً كردياً تركمانياً عربياً، وكان الكثير من الناس يقولون لي أنت “مسلم أرثوذكس”.
– عقدنا اجتماعاً وكان في “المشفى الوطني” حضره عدد قليل من المكون العربي لأن العشائر كانت خجولة ومتخوّفة من أن تعود داعش وتقطع رؤوسهم.
– أنا أطلقت هذه اللاءات في مؤتمر أضنة وفي كل المؤتمرات في سوريا “لا للإرهاب، لا للذين تلطخت يدهم بالدماء، لا للذين اعتدوا على أخلاقنا في نهب جيراننا و أموالهم”.
– إنّنا نقدم مشروعاً وليس قرآناً, وكل المؤتمرات والمفاوضات التي جرت لم تقدم مشروعا لحل الأزمة السوريّة.
حاوره: حمزة همكي
من مواليد تل أبيض “كري سبي” 1953 تعلّم في مدارسها حتى المرحلة الإعداديّة, حصل على الثانوية في الرقة، درس في كلية الآداب جامعة حلب قسم اللغة العربيّة, وتخرج منها في العام 1978. عُيِّن مدرِّساً للغة العربية لمدة خمس سنوات, عُيِّن مديراً لمؤسسة العمران في تل أبيض, ثم نُقل إلى الرقة وتقاعد في العام 2008.
– ماهي أبرز المنعطفات السياسيّة في حياتك؟
أبرز المنعطفات السياسية ، أني كنت معارضاً طوال حياتي، تعرّضت للسجن ودخلت خمسة فروع أمنية في دير الزور و الرقة بسبب بعض المواقف والكلمات التي كنت أرددها، فكان هناك من يشي لهم بتقارير ضدي، وكنت أبقى في السجن لشهور عدة, وحين يتم إحالتي إلى القاضي يسألني عن سبب وجودي هنا كل هذه الفترة, وما هو جرمي.!؟ فكنت أجيبه بـ (لا أعرف).
– ما هي مواقفك حيال القضية الكردية في الفترات قبل اندلاع الثورة في سوريا؟
أنا من أهالي تل أبيض وعندما أتحدث إليك يعرف الجميع كل ما سأقوله وما قلته، فكل المكونات في هذه المدينة وهي أربعة، أستطيع القول وبصراحة أني كنت منهم, وكنت أعتبر نفسي أرمنياً كردياً تركمانياً عربياً، وكان الكثير من الناس يقولون لي أنت “مسلم أرثوذكس”. في الفترة الأخيرة عندما اشتهر اسم حزب الـ (PKK) كانوا يقولون لي أنت منهم, وأيضاً كانوا يقولون لي أنك شيوعي وتركماني، الحقيقة أنّي لم أمارس الطائفيّة والعرقيّة منذ خُلقت ومُذ كنت في الصف الأول, وكل أصدقائي من هذه المكونات، كنت أنام الليالي عند إخوتي وجيراني الكرد, وكانت هناك علاقات تجارية بيني وبينهم وتربطني بهم علاقات اجتماعية قوية، و كما هو متعارف عندنا عادة الـ (كرايف) والمجتمع يعرف عني هذه العلاقة مع الكرد.
– كيف تعاملتم مع مشروع الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية في البدايةً, وما هي أبرز المواقف التي مرت بكم في حينها؟
عندما دخلت وحدات حماية الشعب إلى مدينة تل أبيض كانت المدينة خالية من سكانها, ولا يوجد فيها شخص مدني إلّا أنا، لا خوفاً من الكرد ولا خوفاً من الإقصاء, عندما كان تنظيم داعش في المدينة وبعد أنْ جاءت وحدات الحماية ظنَّ المجتمع أنّ الطيران سيقصف المدينة وظنّوا أنّ داعش سيقاوم, لذا نزحت كل العوائل إلى تركيا وبقيتُ وحيداً, واتخذت الخيار الأصعب وهو أنّي سأموت هنا على تراب وطني, ولن أذهب إلى تركيا ولو بقيت وحدي، عندما دخلت وحدات الحماية وجدنا أن داعش خرج وهرب من المدينة دون مقاومة, فخرجت إلى الشوارع وأنا في حالة ذهول ولا أدري ماذا أفعل، أمشي وأحياناً أهرول في شوارع المدينة وهي خالية من سكانها ومن اللحى القذرة التي خربت ودمرت النسيج الاجتماعي لهذا البلد واعتدت على شرفنا وعرضنا وأرضنا، كنت حينها في حالة كان من شأنها أن تظن عناصر وحدات الحماية أنني في خلل عقلي.
أمام هذا الوضع المعاشي الصعب تداعينا نحن القلة من الموجودين ومن الكرد, فقلنا لبعضنا تعالوا ولنفعل شيئاً, لنبني مشروعاً للحفاظ على هذا الشعب، فطلبنا اجتماعاً وكان في “المشفى الوطني” حضره عدد قليل من المكون العربي لأن العشائر كانت خجولة ومتخوّفة من أن تعود داعش وتقطع رؤوسهم، بعد عدة أيام بدأ العدد يتزايد إلى أن وصلنا إلى 80 شخصاً من المكون العربي وفكرنا بتأسيس “مجلس أعيان المدينة” يضم كافة المكونات ودعونا المكون الأرمني الذي لا يتجاوز نسبته 1% من السكان وكذلك باقي المكونات وشكلنا مجلس الأعيان وتم تشكيل مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية والذي يتكون من أربعة عشر عضواً فترشحت للرئاسة وحصلت على ثقة المنتخبين.
– ما هو السبب الحقيقي من وراء تخوف المكون العربي من التقرب من وحدات حماية الشعب في بداية الأمر؟
كان الخوف من داعش ومن التسلل والمفخخات، قلنا لهم مراراً وتكراراً أن داعش انتهى وهذه التي كنتم تقولون عنها ـ الدولة الإسلامية ـ أنها باقية وتتمدد فهي الآن انتهت وتبددت وداعش لفظه التاريخ ولفظته الأمم, لن يعود, مهما حصل فالموت أفضل من حياة الذل والاستكانة, ورويداً رويداً وصل نسبة المكون العربي إلى 80% من أصل نسبتهم في المدينة يشاركون في اللجان ومجالس الإدارة.
– اعتقلك أمن النظام السوري لمرات عدة، ما السبب؟
كنت أتهم أنني طائفي تارةً وأنني يميني أو يساري أو شيوعي تارةً أخرى وأنني أُثير الفتن الطائفية والعرقية، كنت أذهب إلى السجن ولم أكن أعرف التهم الموجهة إليَّ وعندما أقدم إلى القاضي ـ فضلاً منه وكرماًـ كان يقرأ بامتعاض كذا وكذا وأفهم أن ما جاء بي إلى هذا السجن هو تقرير كيديّ من أحد الحاقدين والمرتبطين بنظام الخساسة والعمالة.
– تم اعتقالك مرتين من قبل تنظيم داعش ما هي التهم الموجهة إليك حتى صدر الحكم بقطع رأسك؟
عندما اعتقلت في المرة الأولى؛ كنت في طريقي للذهاب إلى أصدقائي في “كوباني” أوقفوني في الطريق, وسألوني إلى أين تذهب فقلت بأن أحد الرعاة أتاني واستأجر بيتاً لي وأنا أبحث عنه بين الحقول الزراعية, وحين توجهي إلى كوباني كانوا قد شاهدوني, وأثناء العودة تم اعتقالي واتهموني بالذهاب إلى الفاسقين والمنافقين والكفار للتجسّس ونقل المعلومات والأخبار, وكان الفضل الكبير لعشيرتي ـ وهي أكبر عشيرة في تل أبيض “عشيرة المشهور”ـ فقد قاموا بالتوسط من أجل إطلاق سراحي وفي النهاية تم الصفح عني بدون أن أخضع للتوبة أو المحاكمة وأخلوا سبيلي.
و في المرة الثانية اعتقلوني بسبب مساعدتي لإخوتي الكرد, فقد قمت بإخفاء أغراضهم في بيتي و بيوت بناتي و في إحدى الأيام كتبوا تقارير بأنني أخفي أغراضاً (للفاسقين واليهود والزناديق) وعندما رأوني أنقل الأغراض سألوني فيما إذا كانت هذه الأغراض لأحد الأشخاص في الـ (PKK) فأجبتهم بأنها لأحد جيراني وهو ليس منهم وهو إنسان خلوق وعاقل ومتدين حتى أنه “صوفي”، لم يهتموا بذلك لأنهم يعتبرون كل كردي عضواً في حزب العمال الكردستاني، فتدخل بعض الأشخاص الذين لهم علاقات مع داعش وكانوا مبايعين للتنظيم وهم من عشيرتي فتوسط أهلي عندهم وقالوا إن منصور فعل ذلك لشهامته ومروئته ومن أجل الجيرة ثم تم الإفراج عني، آنذاك كانت لدي علاقات مع إخوتي في كوباني فأرسلوا لي رسالة تطمينية يوصونني فيها بأن لا أُعرّض نفسي لخطر داعش وفعلاً مكثتُ في بيتي ولم أكن أجرؤ على الخروج وعندما كان يطرق الباب ليلاً كنت أتوقع أنهم جاؤوا ليعتقلوني.
– ترى، ما حقيقة التقارير التي صدرت من عدة جهات دولية و إقليمية و محلية تقول بأن وحدات حماية الشعب تقوم بالتطهير العرقي ضد المكون العربي في منطقة “تل أبيض”؟
البعض من المكون العربي المنتسبين إلى تنظيم داعش قاموا بانتهاكات غير أخلاقيّة و غير شرعيّة, كانوا يعملون مع داعش لجمع الغنائم والسلب والتسلُّط على الناس وقبل وصول وحدات الحماية إلى المدينة هربوا مع داعش، فتم استخدام الوضع من قبل المنحرفين للدّعاية المضادة بأنّ وحدات حماية الشعب هجَّرت الناس وأقسم بالله العظيم أنه و بالأرقام أن هناك قرى عديدة ومنها قرية “سخرات ـ المهرة ـ سلي بكرة ـ كور مازات” كان أهاليها قد انضموا إلى التنظيم الإرهابي وعندما هرب داعش قاموا بالهرب معه قبل أن تصل وحدات الحماية هذه حالة. أما الحالة الثانية فهناك قرى على خط التماس مع الجبهة جنوب تل أبيض حوالي 35 كم وحفاظاً على أرواحهم وأرواح وحدات الحماية قمنا بجلبهم من المنطقة وأسكناهم في بيوت آمنة ريثما تتقدم قواتنا ويعودون إلى منازلهم وقمنا بمساعدتهم في الإدارة الذاتية وتقديم المساعدات الغذائية لهم, وهنا قام المغرضون بدعاية أننا نهجِّرهم من مناطقهم، فأهل هذه القرى هم أهلنا حتى أن أحدهم عضوٌ في الإدارة الذاتية وهو “محمد المعيوف” وهو من عشيرة “خميسي” من قرية “الأصيلم”.
إضافة إلى بعض الذين هاجروا قبل أن تأتي وحدات الحماية, والذين كانوا قبل دخول داعش منخرطين ضمن صفوف أحرار الشام, جرت معارك بينهم وبين داعش في تل أبيض فانتصر داعش فقاموا بالفرار إلى تركيا, وهؤلاء أيضاً قام المغرضون بوصفهم بالمهجَّرين والهاربين من انتهاكات وحدات الحماية, إلا أن هؤلاء قبل دخول داعش و انتصاره عليهم قاموا بانتهاكات مثل سرقة الحبوب وسرقة أموال المشافي والمدارس والسيارات وقاموا بأخذ الأتاوات من الناس كالفدية عنوةً. والحقيقة أن المجتمع قام بلفظهم فقاموا بالاتصال معي وأرادوا العودة فأخبرتهم بأن ثمن العودة هو أن تردوا للناس ما سلبتم, ونحن الآن في دراسة لإعادة هؤلاء الناس إلى قراهم عندما ستصبح مناطقهم آمنة وأنا مسؤول عن هذا الكلام.
– ما هو الشعور العام في منطقة كري سبي “تل أبيض” بعد تحريرها من قبل وحدات حماية الشعب؟
في البداية، لم يكن هناك تقبُّل لأنّ الترويج من قبل قوى إقليمية وداعش إضافة إلى تركيا كان آنذاك بأن وحدات الحماية جاءت للاحتلال, من خلال عمل الإدارة الذاتية ولجان الصلح والعلاقات العامة كنت أقوم باللقاءات وأدعو المكون العربي بأنهم لهم الحق في المشاركة وأخذ دورهم وسدّ الفراغ, وأنه من الممكن ألا يجدوا ما نشير إليه في يوم أو يومين, وبعد خمسة أو ستة أشهر وجدوا بأنّ هذه القوة لها تأثير فعّال في حفظ الأمن و محاربة تنظيم داعش, وخاصةً أنها تعمل بشكل محايد.
– ما مصير العوائل التي تعاملت مع تنظيم داعش وخدمته أثناء وجوده في المنطقة؟
هذه العوائل جميعها ذهبت مع داعش ولم تعد, وإنْ عادت يمكننا أن نقسِّمهم إلى قسمين، هناك شخص اسمه “فيصل البلو” كان رئيس التنظيم في تل أبيض, جميع الناس في المنطقة شهدوا بأن إخوته الثلاثة ليس لهم علاقة مع التنظيم, لذا قمنا بغض النظر عنهم, أما من ارتبط وتلطخت يداه بدماء الناس ونهب الأموال الخاصة والعامة فهذا هو الذي لم يعد وفضّل عدم العودة. ونحن قطعنا عهدا أننا بعد تحرير الرقة أنّ من يريد العودة فليعد شرط ألا تكون يداه ملطخة بالدم، وأنا أطلقت هذه اللاءات في مؤتمر أضنة وفي كل المؤتمرات في سوريا “لا للإرهاب، لا للذين تلطخت أياديهم بالدماء، لا للذين اعتدوا على أخلاقنا في نهب جيراننا و أموالهم”.
– متى وكيف بدأ التفكير من قبل مؤسسات الإدارة الذاتيّة بدراسة مشروع الفدرالية والذي أعلن عنه مؤخراً، وما هو موقف العشائر العربية في منطقة كري سبي، وكيف تم إقناعهم؟
كنّا نفكر في مشروع الفدراليّة لكن ليس بهذه السرعة, لكن عندما أخذت الأزمة السوريّة هذه المُنعطفات، وبدأ التفاوض عنَّا في جنيف بدءً من مؤتمر الرياض إلى اسطنبول وذهبوا إلى مؤتمرات جنيف (1ـ2-3) وأقصوا المكون الشريف على الأرض الذي حُرِّر من تنظيم داعش والذي يضم حوالي خمسة ملايين نسمة في هذه المناطق، رأينا أنهم يذهبون إلى تقسيم سوريا اجتماعيّاً وجغرافيا. وأنهم يفاوضون عنّا دون أن يقبلوننا طرفاً في التفاوض، وهدفنا في الذهاب إلى التفاوض لإقرار الحق ونيل الحقوق ولتحقيق طموحات هذا الشعب الذي ضحّى وقدم الآلاف من الشهداء والتضحيّات، ألا نُجاز بالحضور لأنّنا حررنا الأرض من تنظيم داعش!؟ نحن ممثلون هذا الشعب قررنا مصير هذه الشعوب وأعلنا الفدرالية في المؤتمر الذي عُقد في الرميلان.
– كيف تم إقناع العشائر العربيّة في تل أبيض بالمشروع؟
العشائر العربيّة لم تكن تعرف في المشروع إلا التقسيم، فكان منهم من يقول وطنٌ كردي وقسم منهم يقول تقسيم سوريا. لم يكن أحد يدرك ماهي الفدراليّة، وتمّ إقناعهم من خلال الجولات والمحاضرات، وقرأت لهم البيان الختامي وقلت: ألا يرضيكم هذا، قالوا: “هذه الجنة” و”هذه الحرية” و”هذه الديمقراطية”. من هنا قلنا أنّ هذا البلد يجب أن يحكمه أهله وعليه أن يحكم نفسه بنفسه، لتعود مقدراته إلى أهله، قالوا إنْ كانت هذه هي الفدراليّة فكلنا فدراليّون وموافقون على المشروع.
– هل أخذ المكون العربي ضمانات من قبل حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) بغية قبولهم بالمشروع الجديد؟
لم تكن هناك ضمانات، بل نحن في الإدارة الذاتيّة شرحنا لهم منهاجنا ومشروعنا، وقلنا عملنا هو الذي يثبت صحّة مشروعنا من خلال العمل في اللجان ومن خلال العلاقات العامة والمصالحة والعدل، وكل اللجان بدأت تعمل, فتحنا لهم المدارس, وكان طلابنا منذ خمس سنوات – أبناء شوارع – وعمّرنا المشافي وقدمنا الخدمات.
– ما هي نسبة تمثيل المكون العربي في مجالس وهيئات الفدرالية المعلنة؟ وهل كان هناك نقاش وخلافات بخصوص تلك النسبة؟
لم تكن هناك خلافات و نسبة المكون العربي الآن تتجاوز أكثر من60% في كل المؤسسات واللجان والبقية للمكونات الثلاثة وبشفافيّة وديمقراطيّة وبأريحية. وأقسم بالله لم أناقش على أي مسألة من هذه المسائل.
– لماذا الفدرالية في هذا الوقت الذي يعتبره الكثيرون وقتاً حرجاً وحساساً بالنسبة لحلّ الأزمة السوريّة؟
هناك خوف من أطراف يفاوضون عنّا، لذا خفنا على البلد والمجتمع, وتسارعت الأحداث وكانت النوايا الخبيثة المُبيّتة وكان هناك إقصاء لكثير من شعوب هذه المنطقة، فكنّا السبّاقون إلى أن نحقق إرادة الشعب ويقرر مصيره لأنّ هذه الفدراليّة هي الحل الأمثل والأوحد للأزمة السوريّة لأنّها ترفض التقسيم.
– أقصد توقيت إعلانها, البعض يقول أنّه حرج وحساس، ترى من تقصد بالذين يفاوضون عنّا؟
الذين يفاضون عنا هم النظام والمعارضة, فهم لم يتفقوا على شيء حتى تركيا إلا على أمر واحد وهو رفض المشروع الفدرالي.
– في مفاوضات جنيف2 كان إعلان الإدارة الذاتيّة وفي مؤتمر الرياض كان مؤتمر ديريك وتشكيل مجلس سوريا الديمقراطية والآن جنيف3 منعقد أعلنتم الفدرالية، ترى هل هذه مصادفات؟
قد تكون مصادفة، إلا أننا دائماً نخطو هذه الخطوات بالتزامن مع الأحداث الدوليّة ونتخذ القرار الذي يمثل إرادة الشعب ونحن من نمثل هذا الشعب, ونقول للعالم أجمع إنْ لم ننل حقوقنا عن طريق المؤسسات والهيئات الدوليّة, فنحن قادرون أن نحقق ما يصبو إليه شعبنا وبإرادتنا, لأن إرادة الشعوب هي العليا.
– يقول بعض المراقبين أن ما تقوم به الإدارة الذاتيّة في هذا الصدد هو لإفشال أي مشروع يهدف لحل الأزمة السوريّة أو أنها ضربات استباقية لفرض الأمر الواقع؟
نحن لم نجد أي مشروع قُدم لحلّ الأزمة السوريّة، قدمنا هذا المشروع ونحن على حوار وراسلنا الدول الديمقراطيّة والأمم المتحدة، إننا نقدم مشروعاً وليس قرآناً, هو مشروع فأتونا بمشاريعكم لندرسها ونناقشها ونأخذ الحلّ الأمثل للأزمة السوريّة ووقف نزيف الدم نحن قدمنا مشروعنا وكل المؤتمرات والمفاوضات التي جرت لم تقدم مشروعا لحل الأزمة السوريّة.
– هل كان هناك تنسيق بين القائمين على المشروع الفدرالي وبين الجهات الدولية؟
سمعنا من دي مستورا ومن الدول العظمى أنّه لا يوجد حلٌّ سوى الفدراليّة, وكانت مجرد نقاشات ولم يقدم لنا هذا المشروع لنوافق عليه أو غيره إنّما هذه رؤيتنا من خلال الإدارة الذاتيّة أنّه الحل الأمثل للأزمة السوريّة وإيقاف نزيف الدم. هي فدراليّة ديمقراطيّة مجتمعيّة ليست كفدراليّات الدول الأخرى إنّما فدراليّة ديمقراطيّة مجتمعيّة تناسب مجتمعاتنا وتحقق طموحاتنا.
لم يكن هناك تنسيق إنما بعد أن أعلناها قمنا بإيصال الرسائل إلى الأمم المتحدة وإلى الدول المتقدمة والدول العظمى وأرفقنا مع هذه الرسائل البيان الختامي وطلبنا من بعثاتنا الدبلوماسيّة شرح هذا المشروع.
– كيف تقرؤون الموقف الأمريكي الذي جاء على لسان ممثل خارجيتها “مارك تونر” وهو أن بلاده لن تعترف بحكم ذاتي للكرد في سوريا؟
نحن لم نطرح حكماً ذاتيّاً ولم نطرح وطناً، كانوا يقولون أنّه مشروع كردي، وطن كردي. ونحن في الاجتماع تناقشنا وتحاورنا وتدارسنا، ومن كل المكونات قدمنا أنموذجاً لحل الأزمة السورية تمثل كل المكونات في هذه الفدراليّة وتنال حقوقها متساويّة حتى المساواة بين الرجل والمرأة كان محور نقاشنا واتفقنا عليها.
– ماذا لو كان ضمن مشروع الفدراليّة باقي الأطراف الكردية كـ المجلس الوطني الكردي، هل كنّا سنرى نفس الموقف من الأمريكان؟
هذا المجلس يخضع لأجندات خارجيّة ولايمثل إرادة الشعب هو عميل لهذه الأجندات ولا يهمنا موقفه، نحن نريد أن يعمل ويأتي إلى سوريا ويناقشنا, وليعمل على أرضه لتحقيق طموحاته وطرح مشاريعه وحلوله, أما أن يتآمر على شعبنا ويتآمر علينا مع تركيا وغيرها فهذا أمر غير مقبول عندنا وعند شعبنا.
– هل تم التواصل معكم من قبل جهات دوليّة أو اقليميّة بعد تسلمك الرئاسة المشتركة؟
لا أبداً، اتصلت بي وكالات أنباء عديدة من ألمانيا وغيرها, أما الجهات الرسميّة لم تتصل بي بعد, ذهبت إلى تل أبيض بعد انتخابي وكان لدي هناك لقاءات جماهيريّة, وذهبت إلى كوباني في الواحد والعشرين من آذار للمشاركة مع رفاقنا وإخوتنا في عيد النوروز, وعدت اليوم وأنا جاهز لأي اتصال أو تساؤل وما إلى ذلك.
– صرح لنا قيادي أثناء الاجتماع الموسع الذي انعقد في “الرميلان” أن موقف أمريكا وغيرها الرافضون للمشروع هو إرضاء لأطراف أخرى وأنهم جميعاً موافقون على المشروع ضمنياً؟
هذا المشروع كان مطروحاً عند أمريكا وروسيا ودي مستورا وغيره وكان اتفاقاً سريّاً أنه لا حل للأزمة السوريّة إلا بالفدراليّة.
– أنتم كنتم ضمن هذا الاتفاق السري؟
لا، سمعنا من الإعلام ومن تصريحات دي مستورا فقد لفظ هذا المشروع , والروس طرحوه بقوة إلا أننا لم نكن طرفاً في آرائهم هذه ونحن نعلم أن الدنيا قامت ولم تقعد في السعوديّة وقطر وتركيا على هذا المشروع, لكن هناك أمور دبلوماسيّة يمكن مراعاتها لأنه في الوقت القريب والعاجل ستكون هناك موافقة من قبل القوى الكبرى، سنرى التغييرات فيالمواقف الدوليّة وسنقدم لهم الحل الأمثل.
– هل قرأتم نوايا الدول الكبرى أم كان هناك اتفاقاً ضمنيّاً؟
قرأناها ونحن في الإدارة الذاتيّة كانت دراساتنا وآراؤنا تصبُّ في هذا المجال وسنخطو هذه الخطوة, في يوم من الأيام كانت محل دراسة ونقاش في الإدارة.
– يعني أتت كـ “ضربة استباقيّة”؟
نعم.
– النظام والائتلاف اتفقا ـ وربُّما لأول مرة خلال السنوات الخمس الماضية ـ على رؤية واحدة وهو الرفض لمشروع الفدراليّة؟
كلهم لا يريدون إلا دمار وخراب سوريّا. النظام يريد أن يبقى مستبداً ويصادر قرار الشعب وينهب خيراته وكل ما يملك، هذا المشروع هو الحد من استبداد النظام ومن إقصائه وطبعاً هو لا يوافق على هذا، لأنّ هذا النظام لا يقبل إلا الاستبداد ونهب خيرات هذه المجتمعات والتسلُّط عليها. والمعارضة أيضاً تخضع لأجندات خارجيّة، تركيا وقطر والسعودية لا يروق لها إلا أن تعمل إزكاء روح الفتنة العرقيّة والطائفيّة.
– الهيئة العليا للمفاوضات قدمت وثيقة اتفقت مع النظام على وحدة الأراضي السورية في جنيف ورفض مشروع الفدراليّة؟
متى كانوا يتفقون هم والنظام.!؟، والسبب لأنهم يتخوفون من مشروعنا لأنّ مشروعنا هذا يهزّ عروشهم ويقتلع جذورهم هم وجهان لعملة واحدة، المعارضة تريد التسلُّط والسلب والنهب والقتل ولا تريد مشروعاً إنسانيّاً ولا العيش المشترك ولا تريد الأخوة.
– ما هو مصير مجلس سوريا الديمقراطية بعد إعلان الفدرالية؟
يبقى مجلساً تشريعيّاً، ونحن جزء من هذا المجلس، حتى إنْ اعترضت جهات منه إنّما الأغلبية في مجلس سوريا الديمقراطيّة موافقون ويطرحون الفدراليّة بقوة.
– كيف تقرؤون موقف هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية من إعلان الفدرالية؟
نظن أنّه نتيجة لضغوط مورست على تيار قمح، ونحن الآن بصدد المعالجة والنقاش لنخرج بمخرجات توافقيّة لأنّ هذا المشروع خرج من مجلس سوريا الديمقراطيّة وهو جزء كبير من هذا المجلس وتيار قمح ليس مجلس سوريا الديمقراطيّة هو جزءٌ منه.
– لكن “مناع ” يترأس المجلس؟
نعم، ولا نعلم لماذا اتخذ هذا الموقف أكان نتيجة الظروف أو ضغوط من أطراف دوليّة، كان موقفه صدمة كبيرة لنا ومحل أسف شديد لأنه هو صاحب هذا المشروع، وقد التقت الرئيسة المشتركة إلهام أحمد به، وسوف تصدر تصريحات مريحة ومطمئنة.
– من الناحية العملية، كيف تجري الأمور الآن؟
عقدنا اجتماعا للهيئة التنظيميّة وستنبثق عنها لجان لإكمال انتاج “العقد الاجتماعي” ولجان دبلوماسيّة وانتخابات وإعلام ولجان للقاء الجماهير وسنعمل بكل طاقتنا لطرح المشروع على مجتمعنا ، ثم نذهب إلى العالم الحر ونناشد الديمقراطيّة في العالم أن تقف إلى جانبنا لإنجاحه.
– هل كانت هناك رسائل مباركة من شخصيات ومن دول؟
نعم، وصلتني تبريكات من شخصيّات ومنظمات غير رسميّة منظمات إنسانيّة من بروكسل وألمانيا حتى من تركيا يباركون خطوتنا ويشدون على أيدينا.
– هل لديكم نيّة بزيارة عواصم أوروبيّة وإقليميّة بغية ترويج مشروع الفدراليّة؟
إنْ تسنّى لنا ذلك، نحن على استعداد للذهاب إلى آخر بقاع الدنيا لطرح مشروعنا. سنعمل جاهدين إلى أن تذهب الرئاسة المشتركة ووفد من الهيئة التنظيميّة لزيارة الأصدقاء والآخرين لشرح مشروعنا لنطمئن العالم أنّنا لانريد التقسيم ونرفض الطائفيّة وأنّنا دعاة سلام.
نٌشر الحوار في العدد (40) من صحيفة “Buyerpress”
2016/4/1
التعليقات مغلقة.