رسالة التحالف الوطني الكردي في سوريا بمناسبة عيد النوروز
رسالة نوروز
يا جماهير شعبنا الكردي
أيتها القوى المحبة للسلام والحرية
أيها الوطنيون والديمقراطيون
في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام يحتفل شعبنا الكردي بعيده القومي نوروز رأس السنة الكردية,عندما أشعل البطل الكردي كاوا الحداد المشعل، معلناً القضاء على ظلم الطاغية ضحاك (ازدهاك) في ربوع بلاده، حيث أضاء ظلمة الليل وعتمتها، وظهرت نسائم الربيع من أنفاس الطغاة، فكانت شمس الحرية تعلن عن حضورها.
نوروز تعبير جسيم عن الألم ورغبة طاغية في هروب متألق من جبرية الزمان والمكان، وكل ذلك وأكثر هو ما يتجلى في سعي السوريين نحو الخلاص من نير الاستبداد واسترداد الكرامة المهدورة.
مرة أخرى يطل علينا نوروز وبلدنا سوريا مازال يئن في دوامة حرب فوضوية، وفي ظل استمرار العنف والعنف المضاد، يأتي نوروز للمرة السادسة ويحتفل شعبنا الكردي في جوٍ من الألم والأسى على ما يجري في أرجاء البلاد من خراب ودمار وهجرة ونزيف دم لا يتوقف، وفقدان آلاف الشهداء، وحياة معيشية في غاية الصعوبة في الداخل وأماكن اللجوء.
وفي هذه الأيام تمر الذكرى السنوية السادسة لثورة الشعب السوري والذي شاركنا فيها منذ أيامها الأولى تعبيراً عن حالتنا السورية وبخصوصيتنا القومية الكردية، ولكن النظام الدكتاتوري استطاع أن يغير مسار الثورة من السلمية إلى العسكرة والعنف والتطرف، وبهذا تدخلت التنظيمات الإرهابية أمثال داعش وجبهة النصرة، وتم تشكيل كتائب اسلاموية مدعومة من بعض الدول الاقليمية لتشعل نار الفتنة والنعرات الطائفية والعنصرية، فكانت النتيجة ضياع ثمرة الثوار والوطنيين الشرفاء.
فعانى الشعب السوري بجميع مكوناته كل أنواع المآسي والويلات من قتلٍ وتشريدٍ ودمارٍ، وادخل البلد في أزمة خانقة، كل ذلك يتحمله النظام البعث الشوفيني المستبد المسؤولية الكبرى بسبب تعنته ورفضه لأي حل سياسي سلمي، كما لا بد من الإشارة إلى أن المجتمع الدولي ساهم في تقاعسه حيال إيجاد حل الأزمة السورية، إلا أنه في الآونة الأخير ظهرت في الأفق بوادر تسوية بعد إصدار قرارين أمميين / 2254، 2268 / ،بخصوص عملية وقف إطلاق النار واستئناف مباحثات جنيف، بالرغم من وجود انتقادات على المجتمع الدولي بخصوص استمرار الحكومة التركية لعدوانها على المناطق الكردية في منطقة عفرين (كرداغ) بقصف مدفعي وصاروخي على الاحياء السكنية ومقرات وحدات حماية الشعب، وخرق الكتائب الإسلاموية المحسوبة على الجيش الحر والتي وقعت على الهدنة بقصفها حي شيخ مقصود ذو الأغلبية الكردية بشكل جنوني دون أن يتحرك الراعيين الرئيسيين أمريكا وروسيا لوقف إطلاق النار، رغم ذلك نثمن كل الجهود التي تبذل لإيجاد تسوية سياسية تنهي الأزمة السورية، ولكي تنجح هذه الجهود يجب أن يشارك الكرد بفعالية في جميع المباحثات والاتفاقات التي تخص مستقبل سوريا، كما على الحركة الكردية أيضاً توحيد مواقفها وخطابها، وتشكيل وفد يمثل كل التوجهات السياسية، وبرؤية موحدة تعبر عن آمال وطموحات شعبهم.
إن التحالف الوطني الكردي ( HEVBENDI )، والذي يعتبر إطاراً سياسياً كردياً معارضاً يناضل من أجل إحداث التغيير الديمقراطي السلمي في البلاد، ويسعى إلى توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية لتحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة، ومن أجل هذا الهدف النبيل كان له الدور البارز في تشكيل مجلس سوريا الديمقراطي، والذي جاء في وثيقته السياسية المصدقة في مؤتمره الإقرار بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي دستورياً وفق العهود والمواثيق الدولية، بالإضافة إلى إقراره في مؤتمره التأسيسي الأول النضال من أجل بناء دولة سورية اتحادية بنظام ديمقراطي تعددي برلماني فدرالي، ويقر بحقوق كافة مكونات الشعب السوري القومية والديمقراطية.
ومعلوم للجميع، ان شعبنا الكردي الذي عانى الكثير من سياسات الإقصاء والتهميش والتمييز القومي على مدى عقود من الزمن من قبل النظام العنصري، ومورست بحقه مشاريع في غاية الشوفينية والعنصرية، وذلك عبر إصدار الكثير من المراسم والقوانين مثل: (الإحصاء الاستثنائي والحزام العربي… وغيرهما)، سوف يستمر تحالفنا ( HEVBENDI ) في نضاله من أجل إزالة تلك السياسات لنيل حقوقه القومية الكاملة في سوريا الغد، ومن أجل إنجاح هذه المهمة يجب العمل على عقد مؤتمر وطني كردي، وفي الداخل السوري، لينبثق عنه مرجعية سياسية تحظى بالمصداقية، وتحوذ على وثيقة سياسية، ولائحة داخلية تنظم عملها.
إننا في التحالف الوطني الكردي في سوريا (HEVBENDI),في الوقت الذي نتقدم بآحر التهاني وأجمل التبريكات لجماهير شعبنا الكردي وسوريا عامة بمناسبة قدوم عيد نوروز, ندعوهم في الوقت ذاته إلى إظهار القيم والمعاني العظيمة والحضارية لهذا العيد المجيد, كما ندعوهم للعمل على إيقاد الشموع على شرفات المنازل ليلة نوروز, والابتعاد عن حرق الإطارات وتلوث البيئة لما له من أثر سلبي على الصحة العامة, وندعو الجميع إلى الحيطة والحذر من التجمعات الكبيرة يوم نوروز.
وليبقى شعارنا الأساس تغليب التناقض الرئيسي على سواه، بهدف تحقيق التلاقي ووحدة الصف الكردي في سوريا، ومن أجل السلم والحرية والمساواة.
ألف تحية إلى أرواح شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن حماية وأمن مناطقنا الكردية
وألف تحية إلى صمود أبطالنا المقاتلين على جبهات الدفاع من وحدات حماية الشعب وجميع مقاتلي فصائل سوريا الديمقراطية.
المجد والخلود لشهداء الحرية وشهداء نوروز
عاش نوروز رمزاً للحرية والمحبة والسلام
التحالف الوطني الكردي في سوريا ( HEVBENDI)
قامشلو 18/3/2016
التعليقات مغلقة.