روسيا.. انسحاب أم مناورة سياسية لترويض المعارضة..!؟

55

خاص Bûyerpress – حمزة همكي

فاجأت روسيا القوى العالمية يوم أمس الاثنين الرابع عشر من آذار/مارس حين أعلنت أن “الجزء الرئيسي” من قواتها في سوريا سيبدأ بالانسحاب.

طائرات روسيةجاء قرار بوتين هذا متزامناً مع الجهود الدولية الرامية لحل النزاع في سوريا عبر مفاوضات “جنيف” الحالية وفي وقت تسعى فيه الدول التي بيدها مفاتيح الحل السوري إلى وقف العمليات القتالية على الأرض مما أثار هذا القرار حالات متباينة من تصريحات صدرت من دول لها اليد الطولى في النزاع السوري, لذا انهمك الإعلام العالمي لحظة صدور القرار وحتى ساعة كتابة هذا التقرير بآخر المستجدات على الساحة السياسية الدولية وكذلك بآخر التطورات الميدانية على الأرض السورية.

 بوتين يأمر وزارة الدفاع للبدء بسحب القوات الروسية من سوريا

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين وزارة الدفاع الروسية للبدء بسحب القوات المتواجدة في سوريا باعتبار أن مهمة قواته قد انتهت هناك، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “ريا- نوفوستي” الروسية الرسمية.

وأشارت الوكالة إلى أن “مهمة وزارة الدفاع الروسية في سوريا بصورة عامة تم تنفيذها، حيث تمكنت من عكس تيار القتال ضد الإرهاب الدولي”.

الولايات المتحدة تبدي استغرابها من القرار الروسي

قال مسؤولون أميركيون أنهم لم يتلقوا أي إشعار مسبق للقرار الروسي بالبدء في سحب القوات العسكرية من سورية وعبروا عن دهشتهم من الإعلان المفاجئ الصادر عن موسكو.
وقال مسؤولان أميركيان طلبا عدم الكشف عن اسميهما إن الولايات المتحدة لا ترى مؤشرات حتى الآن على استعدادات للقوات الروسية للانسحاب من سورية بحسب رويترز.

السعودية تنأى بنفسها عن القرار الروسي

أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد العسيري اليوم الثلاثاء أن القوات البرية السعودية ستحارب تنظيم” داعش ” في سوريا.

العسيري وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك” رد على سؤال حول ما إذا كانت السعودية ستعيد النظر في قرار إرسال قواتها البرية إلى سوريابعد قرار موسكو سحب أغلب قواتها من هناك قائلاً : “لا علاقة لذلك بالانسحاب الروسي.. نحن ذكرنا أن القوات التي تذهب إلى سوريا، ومنها التحالف الدولي، هي لمحاربة “داعش”.

وأكد بقوله: “ليس لنا علاقة بتواجد القوات الروسية في سوريا”..

وأضاف العسيري: “لن نعلق على هذا القرار، هذا شأن روسي، تسحب(روسيا) قواتها كما شاءت، ولكن ندعم أي خطوة إيجابية لسلامة المواطن السوري وعودة الأمن والاستقرار إلى سوريا، فهذا أهم ما في الأمر”.

دمشق تتوقع ضغطاً على المعارضة

نقلت رويترز عن وكالة الإعلام الروسية حديثها عن مساعدة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد قائلةً: ” إن دمشق تتوقع أن تمارس الولايات المتحدة المزيد من الضغوط على الأطراف التي تعارض عملية السلام في سوريا.

وذكرت الوكالة نقلاً عن “بثينة شعبان” مستشارة الأسد أن سوريا تتوقع أن تزيد الولايات المتحدة الضغوط على من يعارضون حل الأزمة في سوريا.

وأضافت أن انسحاب القوات الروسية من سوريا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر يوم الاثنين خطوة طبيعية وأن دمشق ترحب بالتنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا.

المعارضة تُعرب عن ارتياحها من القرار

قالت المعارضة السورية اليوم الثلاثاء: “إن الخطوة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخفض عدد قواته في البلاد يمكن أن تمهد الطريق لوضع نهاية للحرب التي بدأت قبل أكثر من خمس سنوات على الرغم من أن موسكو لم تبلغها بالقرار.

وقال المتحدث سالم المسلط في مؤتمر صحفي إن سحب القوات يمكن أن يساعد في وضع نهاية لدكتاتورية الرئيس السوري بشار الأسد وجرائمه.

هل تخلت روسيا عن الأسد..؟

نشرت وسائل الإعلام العربية بعض التحليلات في هذا الشأن مفادها أن روسيا بهذه الخطوة تخلت عن الأسد وبدأت بمرحلة جديدة من التفاهمات مع المعارضة السورية حول عدم وجود الأسد في أية حكومة انتقالية قادمة.

وفي المقابل ذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين تحدث هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد لإبلاغه بالقرار الروسي.

الوكالة الروسية ذكرت في تقريرها: “أن الرئيس السوري بشار الأسد وفي مكالمة مع الرئيس فلاديمير بوتين أكد على الاستعداد لتسريع العملية السياسية في سوريا.”

والواقع إن روسيا حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، وأدى تدخل قواتها في الحرب السورية إلى ترجيح كفة الصراع لصالح الحكومة السورية، ما مكّنها من استعادة الكثير من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

الإعلام الروسي يعتبر القرار انتصاراً سياسياً

أوردت الصحف الروسية اليوم الثلاثاء أن إعلان انسحاب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية من سوريا يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمثابة انتصار سياسي، كونها أعطت أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.

وكتبت صحيفة “كومرسانت” أن “موسكو كان يمكن أن تغرق في مستنقع هذه الحرب , إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول أن حملته في سوريا انتصار له”.

وأشارت الصحيفة أن موسكو لم تكن تهدف إلى تحرير كل الأراضي السورية وهو “ما يمكن أن يستغرق سنوات دون أي ضمانات بتحقيق نتيجة إيجابية”.

وأوردت صحيفة “فيدوموستي” الليبرالية إن روسيا كانت بدأت حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أساساً “بهدف التقارب مع الغرب أولاً”، و أيضا “بهدف إطلاق محادثات” السلام.

ميدانياً تقدم لجيش النظام بدعم روسي

نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني اليوم الثلاثاء إن القوات السورية أحرزت تقدماً كبيراً بدعم من سلاح الجو الروسي إلى الغرب من مدينة تدمر السورية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت المنار في خبرها قائلةً: “أن القوات السورية حصلت على دعم من “غطاء جوي كثيف للطائرات الروسية”.جاء ذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء انسحاب عسكري روسي من سوريا.

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.