الجزء الأول من الحوار الذي أجرته صحيفة “Buyerpress” مع هيثم مناع الرئيس المشترك لـ (م س د)

49

المعارض السوري والرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية هيثم مناع في حوار طويل مع صحيفة “Bûyerpress

الجزء الأول:

DSC00482

انتخبت في 1976 في المكتب السياسي الأول لرابطة العمل الشيوعي. لوحقت في نفس العام وطردت من الجامعة في السنة الأخيرة لدراستي، غادرت البلاد سرا بعد عامين إلى فرنسا.

عدت لدمشق في 2003 بعد إعادة حقوقي بتدخل من السيد فاروق الشرع وعدد من الأدباء والمسئولين العرب عندما وقفت ضد العودة إلى سوريا على ظهر دبابات الاحتلال كما فعل بعض المعارضين العراقيين.

منذ البدء وقعت حالة انفصال حقيقية بين ثلاثة عوالم: العالم العنكبوتي، ومعروف سيطرة الإسلاميين عليه منذ بداية القرن. عالم الفضائيات، وقد سوقت الفضائيات لتيار معين وغيبت الأصوات الديمقراطية المستقلة، والعالم الحقيقي حيث قدم المجتمع السوري في انطلاقة الحراك أجمل ما عنده. وبصراحة، كانت لدي مخاوف كبيرة من التدخلات الخارجية.

كان عزمي بشارة يشاطرنا الرأي بأن تركيا ستضخم دور الإسلاميين على حساب العلمانيين وتبعد الكرد.

مبروك لبرهان غليون صداقاته وولاءاته ومكاسبه. أنا لا أحب التعامل مع الوصوليين الذين يعملون بالقطعة.

حتى اللحظة لم ألتق بشكل مباشر أو غير مباشر مع أي ركن أو مسئول في النظام. والمكان الذي كان يمكن أن ألتقي بهم (منتدى موسكو وجنيف2) قاطعتهما كما هو معروف.

حاوره: أحمد بافى آلان

 

القضية الكردية فرضت نفسها بالنضال من أجل الحقوق القومية لشعب حرم من حقوقه الأساسية. وقد مرّت بمنعطفات وانحناءات عديدة لكن حالة الوعي والالتزام السياسي في الأوساط الكردية لم تعد كما كانت في فترة مصطفى البرزاني. وقبل عشرين عاما كتبت في القضية الكردية وأهمية الحركة الثقافية والاجتماعية في تركيا. لقد أعطت تجربة “حزب الشعوب الديمقراطية” أفقا رحبة للنضال من أجل الديمقراطية وتجديد الفكر السياسي القومي واليساري في تركيا والمنطقة. وعلينا الاستفادة من هذه التجربة وقراءة مراجعات عبد الله أوجلان في السجن. وبرأيي من واجب الحركة السياسية الكردية التحرر من سقف الفكر القومي الذي انتشر بعد صعود الفاشية والنازية في أوربة وامتد في مشرقنا في حقبة التحرر الوطني والدولة القومية التسلطية التي فشلت. والنظر إلى المستقبل بعيون تكامل وتداخل حقوق الشعوب في المنطقة”.

 

– بداية لو نتعرف عن قرب على البطاقة الشخصية للرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية هيثم مناع.

ولدت في درعا، درست الطب في جامعة دمشق، وفيها أسست الطليعة الطلابية والعمالية وكانت من الحلقات الماركسية الفاعلة. انتخبت في 1976 في المكتب السياسي الأول لرابطة العمل الشيوعي. لوحقت في نفس العام وطردت من الجامعة في السنة الأخيرة لدراستي، غادرت البلاد سرا بعد عامين إلى فرنسا. بدأت نشاطي الحقوقي بالدفاع عن المعتقلين ثم خضتُ في مغامرة نضالية وفكرية للتأسيس لفكر نقدي يعتبر حقوق الإنسان شجرة نسبه المركزية. في أكثر من ستين بعثة تحقيق في كل القارات كانت بوصلتي “كل الحقوق للجميع” (أي الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمدنية والثقافية والبيئية)، لي أكثر من خمسين كتابا أهمها “موسوعة الإمعان في حقوق الإنسان” في ثلاثة مجلدات. درست المعالجة النفسية الجسدية واضطرابات النوم واليقظة وحصلت في 1973 على الدكتوراه في العلوم الاجتماعية. عملت في مخبر للنوم في الليل 21 عاما سمحت لي بالقراءة والكتابة والاستقلال المادي. أسست مع نخبة من المناضلات والمناضلين اللجنة العربية لحقوق الإنسان في 1998. ولنقل تجربتي المعرفية والنضالية أسست في 2009 “المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان” الذي أتابع مهمتي التعليمية فيه.

“من رداءة أخلاق المتعيشين من الثورة أنهم يتهمون كل من لا يصطف معهم أو يسكت عن جرائمهم، بالعمل مع النظام. قال لي سفير دولة أوربية: “قلت لجماعة المجلس الوطني السوري، إذا كان النظام مظبّط كل هؤلاء المعارضين، كيف راح يسقط خلال شهر”. هيئة التنسيق مبادرة وطنية من أحزاب وشخصيات أمضت في سجون النظام مجتمعة أكثر من أربعمئة سنة)”.

DSC00487

– منذ متى وأنت خارج سوريا بسبب ملاحقة النظام لك، كونك كنت معارضاً ومدافعاً عن حقوق الإنسان؟

بقيت في المنفى القسري 25 عاما، وعدت لدمشق في 2003 بعد إعادة حقوقي بتدخل من السيد فاروق الشرع وعدد من الأدباء والمسئولين العرب عندما وقفت ضد العودة إلى سوريا على ظهر دبابات الاحتلال كما فعل بعض المعارضين العراقيين. وقد كانت آخر زيارة لي لدمشق في تموز 2010.

– لو نتحدث في البداية عن قراءتك للثورة السورية عند اندلاع شرارتها الأولى في مسقط رأسك درعا؟ كيف بدأ مناع التفكير جدياً بأنها ثورة، ويجب العمل لأجلها، ماهي الخطوات الأولى التي بدأتم فيها، ومع من تواصلتم؟

كنت طرفا فاعلا بحكم علاقاتي الوثيقة مع المعارضة التونسية في التحركات التي أنهت عهد بن علي. وقد نشرت كتابين (تونس الغد، دولة القانون في تونس؟) وثمانية تقارير حقوقية عن دكتاتورية بن علي. ومنذ زيارتي لسيدي بوزيد وثالة والقصرين كان واضحا لنا أن المنطقة تعيش وضعا ثوريا لن يتوقف في تونس. وفي ذكرى إعلان حالة الطوارئ (8 آذار) أصدرت مع ثلاثة مناضلين “بيان من أجل التغيير”. وبعد عشرة أيام انطلق الحراك المدني الثوري من درعا. كان أخي الشهيد معن العودات في درعا وشاركت عائلتي ورفاق طفولتي وأبنائهم في الحراك وكنا نتواصل بشكل يومي. كانت شعارات الشبيبة ضد الفساد المستشري والاستبداد البشع. وكانوا يطالبون بالحرية والكرامة ويؤكدون على سلمية نضالهم.

يمكن الحديث في الثورة عند الانتشار الجغرافي البشري الواسع لانتفاضة شعبية وتحقيقها لإنجازات على صعيد فكفكة النظام القديم وفتح آفاق التغيير الذي يستجيب لحاجات شعبية فعلية. ولا يمكن لأحد أن ينكر المظاهرات المليونية التي حدثت في البلاد. لكن منذ البدء وقعت حالة انفصال حقيقية بين ثلاثة عوالم: العالم العنكبوتي، ومعروف سيطرة الإسلاميين عليه منذ بداية القرن. عالم الفضائيات، وقد سوقت الفضائيات لتيار معين وغيّبت الأصوات الديمقراطية المستقلة، والعالم الحقيقي حيث قدم المجتمع السوري في انطلاقة الحراك أجمل ما عنده.

وبصراحة، كانت لديّ مخاوف كبيرة من التدخلات الخارجية. ففي ذاكرتي تجربة 1978-1982 التي حصلت “الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين” فيها على دعم إقليمي همّش دور الديمقراطيين والمدنيين وسمح للدكتاتورية بالعيش ثلاثة عقود. فكما يقول المثل “فاقد الشيء لا يعطيه”. ولا يمكن التعويل على أنظمة غير ديمقراطية لبناء سوريا ديمقراطية. وكما انقسمت المعارضة في 1980 بين حليف لصدام حسين وتيار مستقل القرار، لم تلبث المعارضة السورية أن انقسمت من جديد. ولعل المسنين من قادة الفروع الأمنية الذين كانوا على رأس عملهم في الثمانينيات يعرفون ذلك جيدا. ولا أظنهم بعيدين عن قرار الحل العسكري الأمني والإفراج عن المعتقلين الجهاديين السلفيين في سجن صيدنايا واغتيال أهم القيادات المدنية السلمية للحراك أو اعتقالهم. وقع قطاع من المعارضة في فخ عسكرة الثورة.

“عند عسكرة الثورة قلت لهم لن يكون هناك نصر عسكري، فخففوا الخسائر. سألني أحدهم باستخفاف: تفضّل عطينا رأيك بتخفيف الخسائر. أجبته بجدية ولم أكترث لاستخفافه”:

– أولا يجب بناء جيش حر وطني وليس جيش حر سني

– ثانيا يجب أن تكون القيادة سياسية وليس عسكرية

– ثالثا: يجب توحيد سبعين بالمئة من الفصائل على الأقل.

– لو نتحدث عن بداية اجتماع الشخصيات المعارضة في الدوحة، دمشق، تركيا، أين كان مناع من هذه الاجتماعات، وماذا اقترحت من مشاريع ورؤى على الحضور؟

باختصار شديد، رفضت حضور مؤتمر أنطاليا ولقاء اسطنبول الأول ولقاء بروكسل. لدور الإخوان المضخّم فيه وتأثر المنظمين بفكرة نسخ الأنموذج الليبي. وقد حضرت الاجتماع التداولي الذي نظّمه عزمي بشارة في الدوحة وحضره 24 معارضا. وكون أحد الموظفين عند عزمي قد نشر قراءة غير أمينة فسأنشر قريبا محاضر جلسات الدوحة باستثناء الجلسة التي تغيبت عنها. لقد سعيت لإنجاح اجتماع الدوحة لأنني كنت أعلم بمشروع تشكيل مجلس حكم انتقالي على الطريقة الليبية في اسطنبول. وكان عزمي بشارة يشاطرنا الرأي بأن تركيا ستضخم دور الإسلاميين على حساب العلمانيين وتبعد الكرد. وقال ذلك علنا في مقابلة له وليس فقط في جلساتنا الشخصية. لا أعرف ما هو موقف أمير قطر وقتها لأنني لم أقابله. ولكن الشيخ تميم قال لنا بأنه ضد العنف والطائفية والتدخل الخارجي وهو الثلاثي الذي أطلقته في نيسان 2011. ترأست الجلسة الأولى، وعندما شعرت بتوتر من قبل القادمين من اسطنبول تغيبت عن جلسات الصباح في اليوم الثاني وبقيت في غرفتي مع صديق دراسة لأخي معن. لحسن الحظ توصل عشرون منا لورقة عمل مشتركة وشكلنا لجنة متابعة لاجتماع موسع لاحق. لكن عملية “تشكيل المجلس الوطني السوري” كانت قد حسمت عند الدول التي أصبحت تُعرف بأصدقاء الشعب السوري. وطلبت الخارجية الفرنسية من برهان غليون الالتحاق بالمجلس وتم قتل مشروع ائتلاف مستقل القرار للداخل والخارج.

– يتهمك المعارض السوري برهان غليون بأنك كنت تخشى العمل السياسي معه كونه كان الأقرب إلى الدول الغربية كشخصية لسوريا الجديدة بعد سقوط النظام، لذلك اخترت العمل مع هيئة التنسيق التي تساند النظام-بحسب تعبيره طبعاً-؟

مبروك عليه صداقاته وولاءاته ومكاسبه. أنا لا أحب التعامل مع الوصوليين الذين يعملون بالقطعة. لقد اقترحت برهان لقيادة فرع المهجر لأنني لم أقبل التعيين في حياتي، ثم تنكر لعلاقته بهيئة التنسيق واتفاق اجتماع الدوحة. فلم أجتمع معه حتى آخر ديسمبر 2011 حين وقع معنا اتفاق المجلس والهيئة. طلبت من أحد الرفاق تسجيل الجلسة لأنني لم أعد أثق بالشخص. ويمكن إسماعكم المحضر. قلت له أنا لدي تفويض بالتوقيع من هيئة التنسيق فهل لديك تفويض أم نؤجل التوقيع إلى الثاني من يناير حتى تستشير أصحابك. قال: أنا رئيس المجلس ومفوض بالتوقيع. فوقعنا وتعرفون بقية القصة.

– أخيراً شاركت في تشكيل هيئة التنسيق المعارضة وكنت نائبا للمنسق العام للهيئة في الخارج، حتى الآن هيئة التنسيق متهمة من قبل المعارضة السورية، بأنها تعمل لصالح النظام السوري؟

من رداءة أخلاق المتعيشين من الثورة أنهم يتهمون كل من لا يصطف معهم أو يسكت عن جرائمهم، بالعمل مع النظام. قال لي سفير دولة أوربية: “قلت لجماعة المجلس الوطني السوري، إذا كان النظام مظبّط كل هؤلاء المعارضين، كيف راح يسقط خلال شهر”. هيئة التنسيق مبادرة وطنية من أحزاب وشخصيات أمضت في سجون النظام مجتمعة أكثر من أربعمئة سنة). عندما يأتيني من حضن جهاز أمن كان يعذب في فرعه قبل شهر يعلن انشقاقه، ويزاود على معارضة الداخل، عندما يقول لك مؤسس في المجلس الوطني والائتلاف :”دكتور انت بتقول كل شيء لعبد العزيز الخيّر، ما تعرف إنه علوي” ونعرف من هو عبد العزيز ومن هم هؤلاء الصغار، أو أن يقول لك رئيس المجلس الوطني السوري انتبه من رجاء الناصر، يقولها قبل شهر من اعتقاله.. ماذا تقول؟ يا لبؤس الأيام، هؤلاء أيضا، مثل تلفزيونات وصال والحدث والجزيرة، يتحدثون في الثورة.

– كنت قد عارضت شعار اسقاط النظام وقلت:”لا يمكن أن يسقط النظام بهذه السهولة”؟ لماذا رفضت وعلى ماذا اعتمدت في تلك التصريحات؟

لم أعارض يوما شعار إسقاط النظام، فقط قلت بأن من يبيع وهم سقوط النظام بشهر أو شهرين يخلق اليأس والإحباط، قصتنا طويلة، وعلينا أن نمتلك خطابا صادقا وعقلانيا مع الناس. لقد كانت قناعتي بأن طبيعة النظام والوضع الإقليمي والدولي المعقد وعمليات توظيف الوضع السوري لمصالح الآخرين ستعطي السلطة أوراقا تطيل في عمرها. لقد سألتني إحدى المناضلات في نهاية 2011: هل يمكن أن تفشل الثورة؟ قلت لها الثورة الألمانية كان في قيادتها روزا لوكسمبورغ وكارل ليبنخت وطبقة مثقفة استثنائية وطبقة عاملة قوية وأجهضت. النجاح يحتاج لتوفير شروط النجاح. النظام السوري سيسقط بالنقاط وليس بالضربة القاضية. عند عسكرة الثورة قلت لهم لن يكون هناك نصر عسكري، فخففوا الخسائر. سألني أحدهم باستخفاف: تفضّل عطينا رأيك بتخفيف الخسائر. أجبته بجدية ولم أكترث لاستخفافه:

– أولا يجب بناء جيش حر وطني وليس جيش حر سني.

– ثانيا يجب أن تكون القيادة سياسية وليس عسكرية.

– ثالثا: يجب توحيد سبعين بالمئة من الفصائل على الأقل.

طبعا لم يعجبهم الكلام. السني صار مذهبيا وتطرّف فصار خطاب القاعدة وداعش أكثر انسجاما مع حالة التطيّف. والعسكري جعل من أبي أسامة وأبي القعقاع إلخ أمراء حرب يتحكمون بمناطقهم بطريقة لا تختلف عن شبيحة النظام. والحاجة لمقاتلين أعطت للمقاتلين الأجانب السطوة والقوة على حساب أبناء البلد، وها نحن اليوم أمام مأساة لم يعرفها بلد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

– اتهمت بأنك التقيت مع أركان للنظام السوري في الخارج منذ بداية الثورة؟

حتى اللحظة لم ألتق بشكل مباشر أو غير مباشر مع أي ركن أو مسئول في النظام. والمكان الذي كان يمكن أن ألتقي بهم (منتدى موسكو وجنيف2) قاطعتهما كما هو معروف.

– هل دخلت سوريا منذ اندلاع الثورة في اذار 2011؟

آخر مرة وطأت قدمي الأراضي السورية كانت في تموز 2010. ولدي حرقة في قلبي أنني كنت في ربيع براغ حاضرا وفي البوسنة وكشمير وبرلين وغزة… في تونس شاركت وفي ساحة التحرير في القاهرة حضرت ولم أتمكن من زيارة سوريا منذ خمس سنوات.

– كيف كان يتابع المعارض هيثم مناع القضية الكردية في سوريا، وما كانت آرائك ومواقفك حيّال القضية الكردية قبل الثورة؟

تعرفت على القضية الكردية وعمري 12 عاما. دافعت عنها في الحلقات الماركسية والجامعة وفي محاضرات لي في لبنان وتريم (اليمن) وعدد من المدن الأوربية والعربية. وعندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية ناديت بالرد على الحرب بتحالف شعوب المنطقة العربية والتركية والكردية والفارسية باعتبار الشراكة بين الشعوب أحسن رد على العنف وعلى المشروعين القومي والإسلامي. فقد كنت أبصر عملية بناء الاتحاد الأوربي وما قدمته لكل الشعوب الأوربية. وأرى الدمار والموت والقتل في حرب لا تعطي سوى الكراهية والموت. وأذكر أنني قلت في مقر الجامعة العربية في 1990: “بدأتم الحرب قومية ومذهبية وهاهو العراق يواجه أكبر تحالف دولي منذ 1945 ليضرب العرب والغرب العراق. بعد كل هزيمة ودمار يطرح الناس على أنفسهم السؤال: ما العمل.. لم يطرح أحد على نفسه أي سؤال وكأن مليون ونصف مسلم ذهبوا ضحية الحرب العراقية الإيرانية لا يهزون ضمير إنسان… وكأن طبول الحرب القادمة في الكويت لن تجعل العنف هو الناظم الأول لعملية اغتيال كل ما هو بناء وخلاق”. القضية الكردية فرضت نفسها بالنضال من أجل الحقوق القومية لشعب حرم من حقوقه الأساسية. وقد مرت بمنعطفات وانحناءات عديدة لكن حالة الوعي والالتزام السياسي في الأوساط الكردية لم تعد كما كانت في فترة مصطفى البرزاني. وقبل عشرين عاما كتبت في القضية الكردية وأهمية الحركة الثقافية والاجتماعية في تركيا. لقد أعطت تجربة “حزب الشعوب الديمقراطية” أفقا رحبة للنضال من أجل الديمقراطية وتجديد الفكر السياسي القومي واليساري في تركيا والمنطقة. وعلينا الاستفادة من هذه التجربة وقراءة مراجعات عبد الله أوجلان في السجن. وبرأيي من واجب الحركة السياسية الكردية التحرر من سقف الفكر القومي الذي انتشر بعد صعود الفاشية والنازية في أوربة وامتد في مشرقنا في حقبة التحرر الوطني والدولة القومية التسلطية التي فشلت. والنظر إلى المستقبل بعيون تكامل وتداخل حقوق الشعوب في المنطقة.

  2016/3/1 نُشر الجزء الأول من هذا الحوار في العدد 38 من صحيفة  “Buyerpress” وسينُشر الجزء الثاني في العدد القادم للصحيفة 2016/3/15

17

التعليقات مغلقة.