جرابلس بوابة “الدولة الاسلامية” في العين التركية.. هجوم تركي مرتقب لانتزاعها والتنظيم يستعد للتعويض بدير الزور.. الكرد توقفوا غرب الفرات بأوامر أمريكية بعد احتجاج تركي

52

DAESH-NEW666-390x300مدينة جرابلس السورية على الحدود التركية تشير كافة المعطيات إلى أنها ستكون محور أحداث هامة مع تزايد الاهتمام التركي بها ، تعتبر جرابلس من المناطق الاستراتيجية بيد تنظيم الدولة  ومعبره الاهم من سوريا الى تركيا ، وشكلت قاعدة لتجهيز المتطوعين القادمين من أنحاء العالم للانضمام الى التنظيم .  تقول آخر المعلومات الواردة من هناك إن الجيش التركي، أرسل “كاسحات ألغام” إلى المنطقة الحدودية المحاذية لمدينة جرابلس وحشد قوات في (قرقامش) البلدة التركية المقابلة لجرابلس والتي تقع شمال شرق مدينة حلب بنحو مائة كيلومتر.

 تم وضع هذه الانباء حسب المواقع التي تناقلتها في إطار التحرك التركي الأخير بإقامة جدار في تلك المنطقة لضبط الحدود ، لكن المعلومات تؤشر إلى ما هو أبعد من ذلك ، قبل أن اتحدث عن الهدف التركي من ازالة الالغام التي زرعها تنظيم الدولة من جهة الحدود التركية وحشود القوات هناك ، لابد من الاشارة اولا الى مدى اهتمام انقرة بجرابلس السورية. دابت تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية على منع أي وصول لوحدات حماية الشعب الى جرابلس او فتح اي معركة مع تنظيم الدولة هناك ،واستهدفت الطائرات التركية زوارق تابعة لوحدات حماية الشعب في منتصف اكتوبر من العام الماضي، كانت تحاول الوصول إلى جرابلس عبر الفرات لفتح جبهة مع تنظيم الدولة ، ما حدا بالأخيرة الى اتهام تركيا بحماية تنظيم الدولة وقال  رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في لقاء تلفزيوني مع محطة (ان تي في) التركية ، إن بلاده «لن تسمح بحدوث تطهير عرقي غربي الفرات»، و «لا تريد رؤية حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب هناك) . ليس هذا التحرك يتيما ، فبعد يوم واحد على هذا التحرك اي يوم الاثنين الماضي ، أعلنت ‹فرقة السلطان مراد›، إحدى الفصائل المسلحة في سوريا الموالية لأنقرة ، كافة مناطق ريف حلب الشمالي منطقة عسكرية، خاصة المناطق الواقعة بين مدينتي إعزاز وجرابلس قرب الحدود التركية، وطالبت المدنيين بالمغادرة، وقال البيان ما حرفيته ((ننصح المدنيين بمغادرة هذه المناطق حرصاً على سلامتهم ولسنا مسؤولين عنهم فور إعلان هذا البيان)).

المعلومات العسكرية الواردة من شمال شرق سوريا تقول ان تركيا تعد للتقدم باتجاه جرابلس لاحتلالها وبالتعاون مع مجموعات سورية موالية لها وبموافقة امريكية .

وحسب المعلومات كان من المفروض أن تشن تركيا وأميركا عملية مشتركة لطرد داعش من جرابلس في تشرين الثاني الماضي. ولكن قبل موعد تلك العملية بيومين جاءت حادثة إسقاط الطائرة الروسية فتوقف كل شيء. الان يتم اعادة التنسيق من جديد لهجوم ينتزع جرابلس من يد تنظيم الدولة متوقع خلال الاسابيع الاولى من شهر شباط فبراير المقبل.

الأمريكيون راعوا الهواجس التركية مؤخرا فمع تقدم وحدات حماية الشعب على حساب داعش غرب نهر الفرات بدعم امريكي بعد سيطرتهم على سد تشرين على النهر ، كانت الحجة الامريكية بداية أن المهاجمين ليسوا من الكرد وحدهم (فقوات سوريا الديمقراطية)  تضم مكونات سورية عديدة ، لكن لا يخفى على أنقرة أن تلك القوات تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري.

رفعت انقرة صوتها  بالنسبة لهذا التقدم ، وقال رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو ( لا نريد أن نرى، وحدات حماية الشعب، والاتحاد الديمقراطي غربي نهر الفرات». كانت تركيا قد أعلنت أكثر من مرة، أن «اجتياز نهر الفرات بالنسبة للقوات الكردية يعتبر خطاً أحمر»، الأمر الذي حدث  بعد سيطرة ‹قوات سوريا الديمقراطية› على سد تشرين ومناطق ضمن الحدود الإدارية لمنطقة منبج بريف حلب. لكن هذه القوات توقفت الان بقرار امريكي. وانسحبت من عدد من القرى والمواقع جنوب شرقي السد، من بينها قرى القادرية ومروان والدبشية وبير العمة وأبو صفيان». علمت واشنطن على الموازنة بين قوات تريد لها ان تكون شريكة لها في سوريا على الارض لقتال داعش بتطعيمها بمكونات عربية وتركمانية تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية ، وبين حساسية انقرة من هذا الصعود الكردي في المناطق المحاذية لها.

حقيقة النوايا التركية لا تخفى على اطراف النزاع ، تنظيم الدولة الذي تشكل خسارة جرابلس ضربة مؤثرة له ، انقض على مدينة دير الزور شرقا على نهر الفرات ، استمات التنظيم لإنهاء المعركة والسيطرة على قلب المدينة المحاصرة من قواته ، لا احد يتخيل أن الهجوم الاخير على دير الزور استخدم فيه التنظيم عشرات الانتحاريين دفعه واحدة لحسم القتال. لكنه فشل ولاتزال المعارك ضارية حتى الان هناك. يسعى التنظيم من خلال دير الزور فتح فضاء التواصل بين الرقة ومناطق سيطرته في العراق . اما الحكومة السورية فاستبقت التحرك التركي شمالا بعدد من الرسائل إلى الامم المتحدة تقول فيها أن تركيا تخترق الحدود وتعتدي على أراض سورية. يبقى الموقف الروسي الذي تحكمه احيانا الآن مستوى التنسيق بينه وبين واشنطن. والذي نلمس بعض جوانبه التي لا يعلنها الطرفان.

رأي اليوم

التعليقات مغلقة.