إذا سمح أهلي وشعبي سأسمّي المطعم باسم شهداء ليلة الميلاد
أتذكر ملامحهما بشكل جيد أحدهما كان ذا شعر أسود مسترسل والآخر ذو شعر مكزبر خفيف
محمد خير محمد أحد الناجين من التفجير الإرهابي الذي هزّ مدينة قامشلو ليلة 30-12-2015 و حصد أرواح العديد من الأبرياء، وهو شاب في عقده الثالث, أصيب في فخذيْه وفي رأسه ” خلل في التوازن” وهو صاحب استثمار مطعم ميامي المؤلف من قسمين “مقهى, مطعم “, يوجد بينهما فاصل جداري” بيت الدرج” مع وجود ممر يصل بينهما, التفجير حدث في قسم المقهى ولكن طالت آثاره جدران وواجهة المطعم الأمامية.
محمد يسرد لـ صحيفة ” Bûyerpress” بعض التفاصيل عن هذا التفجير:
” تبقى حركة الإقبال على المطعم – كالمعتاد – خفيفة قبل عيد رأس السنة, ولم يتواجد أثناء التفجير في قسمي المقهى والمطعم أحد من الزبائن والحمد لله على ذلك، ولكن كان يوجد في المقهى أكثر من عشرين زبوناً وكانوا من الوجوه المألوفة والتي تترد على المقهى، ولكن قبل التفجير – ربُّما كان يقيناً مني أم هو شك إنّ من قام بعملية التفجير شخصان- دخلا إلى المقهى كانا من المكوّن العربي, تراوحت أعمارهم ما بين 14-20 أتذكر ملامحهما بشكل جيد أحدهما كان ذا شعر أسود مسترسل والآخر ذو شعر مكزبر خفيف قصدا المقعد الأول. وقال العامل القائم على تقديم طلبات زبائن المقهى- بعد أن استعاد وعيه- طلب أحدهما الشاي والآخر كوباً من الكمون.
متابعاً: ” كنت منشغلا مع بعض المعارف لتركيب مولّد الكهرباء الجديد وطيلة الوقت كنت في إياب وذهاب بين مكان المولد والمطعم. انتهينا من تركيب المولد قبل حدوث التفجير بوقت بسيط وكان أمامنا فقط التأكد من تنظيم عملية توزيع الكهرباء؛ لأنّ المولد كان جديداً وبعد دخولي المطعم لإنزال قاطع الكهرباء وخروجي منه إلى حيث كان المولد وما هي إلا ثواني حتى حدث الانفجار وكانت الساعة تزيد عن التاسعة والنصف بخمس أو عشر دقائق لا أتذكر بدقة. فقدت الوعي على أثر التفجير ولا أتذكر شيئاً مما حدث بعد ذلك”.
وعلمت بعد أن استعدت وعي بأنه أستشهد أحد العاملين في المقهى وهو آراس احمد وشريكي في المقهى عبود حاجيكي أيضاً وأصيب ثلاثة من طاقم العمل في المطعم أما الزبائن فلا أعلم فقد تحاشيت النظر إلى صورهم فالموضوع كان مؤلماً بالنسبة لي وما حدث كان قاسياً جداً.
أما الأضرار المادية التي لحقت بالمطعم كبيرة وتُقدّر ما بين 5-6 مليون، ولكنها لا تقدر بثمن أمام دماء الشهداء الذين ذهبوا ضحية هذا الإرهاب, وأودّ القول بأننا لن نترك بلدنا, ومثل هذا العمل رخيص لن يثني عزيمتنا وسأعود إلى متابعة عملي وبقوة أكثر. لن نسمح للإرهاب أن يضع يده على أرضنا ولدي رغبة كبيرة إذا سمح لي أهلي وشعبي أن أسمي المطعم باسم شهداء ليلة الميلاد.
وحسب بيان للآساييش فأن التفجيرين نفذا بواسطة حقائب ملغومة وضعت في المطعمين وتم تفجيرها, و استشهد على إثر التفجيرين 16 مدنياً وجرح 45 شخصا.
كما أكدت آساييش قامشلو في بيانها أن الوحدات الهندسية في قواتهم فجرت حقيبة أخرى بعد مداخلتهم لمكان التفجيرين كانت مجهزة للتفجير أمام موقع التفجير الثاني “مطعم كبريئل”.
الجدير بالذكر أن القيادة العامة لقوات الآساييش أصدرت حذرت في عدد من بياناتها من التجمعات حفاظاً على سلامة المواطنين والمجتمع من هجمات مرتزقة داعش الإرهابية
تقرير : فنصة تمّو
التعليقات مغلقة.