معاناة اللاجئين السوريين في مخيمات بلاد الالمان

40

 12483405_1199964296685081_1476051412_nخاص “Buyerpress” نصرالدين محمد ألمانيا

لازالت معاناة اللاجئين – الذين قطعوا آلاف الكيلومترات للوصول إلى أرض الأحلام- مستمرة وما إن وطأت أقدامهم هذه البلاد حتى بدأت رحلة المعاناة من جديد. حيث يقضي معظم اللاجئين في برلين أياماً في مراكز استقبال طلبات اللجوء بانتظار دورهم لتقديم الطلب, لتصدم فرحة الذين انتهوا من إتمام الإجراءات والأوراق المطلوبة التي تنتهي بحصوله على قسيمة نوم في فندق مدفوع الثمن بعدم وجود سرير شاغر فيعود الى المركز حاملا معه خيبته فيفترش الأرض.

عبد الفريد ولي أحد اللاجئين السوريين وهو من مواطني مدينة عامودا، يشتكي عن سوء المعاملة من قبل عناصر أمن اللجوء فقبل فترة وجيزة حدثت مشاجرة بين عناصر أمن المركز وبعض اللاجئين وكان عبد الفريد ولي من بين المتشاجرين, حيث جرح أحد اللاجئين و تدخلت الشرطة على أثرها وانتهت بـ ولي بالمبيت اثني عشرة يوماً في حرم المركز. بعدها تم فرزه الى مخيم آيزن هوتن شتادت والتي تبعد عن برلين 124 كيلومتر بمقاطعة Brandenburg، المخاوف التي حملها عبدالفريد في قلبه وهو في طريقه من برلين الى المعسكر بدأت تخف, لأنه لم يصادف نازيين جدد خلال رحلته التي طالت ساعة ونصف بالقطار.

 معسكر آيزن هوتن شتادت فيه مبنيين للاجئين أحدهما للعازبين والثاني للعائلات وأيضا يوجد فيه ثلاثة مباني للموظفين، يضم المخيم المئات من اللاجئين من جنسيات مختلفة “أفغان, سوريين, البان, عراقيين ” يقيمون لفترات تطول أو تقصر ليتم فرزهم إلى معسكرات دائمة بعد أخذ افاداتهم والتأكد من حالتهم الصحية, أطفال يركضون في الممرات ونساء منهمكات بأعمال الغسيل والطبخ وإعداد الموائد لأزواجهن الذين يمتنعون عن تناول وجبات الطعام المقدمة لهم في المطعم التابع للمخيم. الجميع داخل المخيم منشغلون بالروايات والقصص عن عمليات الفرز وأخبار المخيمات الأخرى ومنح الإقامات أو رفض بعض طلبات اللجوء, كل ذلك يتم وسط عمليات تنظيف محدودة يقوم بها لاجئون أفغان مقابل يورو واحد لكل ساعة عمل الأمر الذي يترك البناء والحمامات المشتركة في حال يرثى لها و القائمون على المخيم يحمّلون اللاجئين مسؤولية القذارة ، ناهيك عن المشاكل و الاحتكاكات التي تحدث بين الحين والآخر بسبب الضجيج الذي يصدره الشباب في الليل الذين تمكنوا من إدخال لفافات الحشيش والمشروبات الروحية الى داخل المخيم أو بسبب التحرش بالفتيات أو خلافات حول الدور في طوابير الانتظار لاستلام النقود والألبسة والطعام ورجال أمن المخيم لا يتدخلون في المشاكل التي تحدث بين اللاجئين ويكتفي فقط بموقف المتفرج بينما تتكاتف كل جالية مع أبناء جلدتها, الأفغانيين, السوريين, الإيرانيين, الكرد.

أبو خليل البالغ من العمر سبعة وأربعون عاما لاجئ سوري من كوباني قصد ألمانيا مع زوجته وأولاده, حاله حال كل الذين تركوا ديارهم بحثاً عن الأمن وهرباً من براثن الحرب الدائرة في أنحاء البلاد ويقيم اليوم مع عائلته في مخيم آيزن هوتن شتادت في شيء من السرور ولكنه لم يستطع أن يخفي قلقه لما سيؤول إليه أوضاعهم في قادم الأيام.

تحرير: فنصة تمو

التعليقات مغلقة.