توحيد بيانات وإجراءات اللجوء في ألمانيا
ينوي الائتلاف الحاكم في ألمانيا إقرار جملة قوانين جديدة تهدف لتوحيد قاعدة البيانات المجموعة حول اللاجئين الوافدين حديثاً. وتضم هذه القوانين توحيد قواعد بيانات الهيئات التي تتعامل مع اللاجئين وإصدار بطاقة هوية موحدة لهم.
أعلنت الحكومة الألمانية الاتفاق على إصدار بطاقة هوية موحدة لجميع اللاجئين في البلاد بدءاً من العام المقبل. ويتزامن ذلك مع قرار تخزين جميع بيانات اللاجئين وطالبي اللجوء في قاعدة بيانات موحدة ومركزية.
ومع مطلع العام القادم، ستقوم ألمانيا بتسجيل بيانات جميع اللاجئين القادمين إليها وحفظها في قاعدة بيانات مركزية، وذلك لتسهيل وصول جميع الهيئات التي تتعامل مع اللاجئين إلى معلوماتهم. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إن ما سيتم حفظه هو “باقة واسعة النطاق من البيانات” حول اللاجئ، تتضمن البيانات الشخصية وبصمات الأصابع، بالإضافة إلى معلومات حول الأطفال المرافقين والديانة والوضع الصحي والمؤهل المهني أو الوظيفي.
وستتمكن كل هيئة تتعامل مع اللاجئين، مثل المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين أو مكاتب شؤون الأجانب أو وكالات التشغيل الحكومية أو مكاتب الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى الشرطة وحرس الحدود، من الوصول إلى تلك البيانات. ويستثنى من حق الوصول إلى هذه البيانات جهاز المخابرات الداخلي (هيئة حماية الدستور).
بطاقة هوية
وبالإضافة إلى قاعدة البيانات المركزية هذه، سيتم استصدار بطاقة هوية موحدة للاجئين وذلك “كي نتمكن من تسريع عملية التسجيل والتعجيل بعملية البتّ بطلبات اللجوء، ما سيمكننا من التحكم بتدفق اللاجئين بشكل أفضل”، بحسب ما يقول وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزيير. وتتوقع وزارة الداخلية أن يكون هذا النظام جاهزاً للاستخدام مع انتصاف العام المقبل.
هذا وتسعى الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم إلى إقرار مشروع هذا القرار في أسرع وقت ممكن، إذ أوضح شتيفان ماير، الناطق باسم الائتلاف البرلماني لحزبي المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي للشؤون الداخلية: “الضغط المستمر للمهاجرين لم يعد يحتمل التأجيل”.
وتأتي هذه الخطوات بعد انتقاد دام شهور للهيئات المختصة بالتعامل مع اللاجئين، وذلك بسبب عدم تمكنها من إعطاء إحصاءات دقيقة حول أعداد اللاجئين في ألمانيا حالياً وأماكن إقامتهم بالتحديد. سبب هذا النقص لم يكن فقط طوابير الانتظار الطويلة، التي تمتد شهوراً بأكملها في بعض الأحيان، وإنما كان أيضاً عدم ارتباط أنظمة الهيئات المختلفة ببعضها البعض، مما يعني أن طالب اللجوء الواحد قد يتكرر في عدة إحصاءات، إذا كان قد قدم عدة طلبات لجوء لدى هيئات مختلفة.
انتقادات لـ”اللاجئ الشفاف”
انتقادات مشروع القرار وجمع بيانات اللاجئين على نطاق واسع جاءت من حزب اليسار المعارض، إذ طالبت الناطقة باسم كتلته البرلمانية للشؤون الداخلية، أوله يالبكه، بحصر البيانات التي يتم جمعها من اللاجئين بالمعلومات الشخصية والأطفال المرافقين ونوع الإقامة في ألمانيا، مضيفة أن “اللاجئ الشفاف ليس بديلاً عن أسلوب الإدارة الناجع”.
وكان الائتلاف الحاكم في الأصل ينوي إقرار حزمة واسعة النطاق من القيود والتشديدات على قوانين اللجوء خلال العام المنصرم، من بينها إنشاء مراكز مخصصة بعينها لإقامة اللاجئين لحين البتّ في طلباتهم. لكن الائتلاف لم يتمكن حتى اللحظة من الاتفاق على صيغة هذه الحزمة.
D.W
التعليقات مغلقة.