البيان الختامي لأعمال المؤتمر العاشر للحزب الديمقراطي الكردي السوري P.D.K.S
مؤتمر الوفاء للشهداء
في صباح يوم الجمعة ، و على مدى أيام 4 و 5 و 6 كانون الأول 2015 ، انعقد المؤتمر العام العاشر الاعتيادي للحزب الديمقراطي الكردي السوري P.D.K.S في قلعة المقاومة كوباني تحت شعار (( ستنتصر عفرين كما انتصرت كوباني )) .
بدأ المؤتمر أعماله بالوقوف دقيقة صمت تحية و إجلالاً لأرواح شهداء روزآفايي كردستان و عموم شهداء الكرد و شهداء الحرية في سوريا ، شهداء وحدات حماية الشعب و المرأة و قوات الأسايش و المقاومة المدنية ، شهداء الحزب من رفاقنا الذين استشهدوا في صفوف هذه التشكيلات و في صفوف المقاومة المدنية .
و بعد إجراء التفقد و التحقق من النصاب التنظيمي و المصادقة على جدول الأعمال و انتخاب لجنة لإدارة المؤتمر و وضوح النسبة العالية من مشاركة تنظيم المرأة في الحزب بالمؤتمر ، شرع المؤتمر بالاستماع إلى التقرير السياسي العام المقدم من قبل اللجنة المركزية للحزب و مناقشته ، و الذي تضمن استعراضا للأوضاع و المتغيرات السياسية و الثورية الحاصلة في روزآفا و كذلك في سوريا في الفترة ما بين المؤتمرين التاسع و العاشر للحزب . و من أهم النقاط التي أكد عليها التقرير ما جاء فيه من أن حق الدفاع المشروع عن روزآفايي كردستان و حمايتها و كذلك مقاومتها للإرهاب و القوى الظلامية كانت من أولويات نضال المرحلة و نضال القوى السياسية و المجتمعية في روزآفا ، و أن إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في روزآفايي كردستان كان استيعابا متقدما في ما يمكن أن تكونه سوريا المستقبل ، سوريا الوحدة و التنوع ، و أن سوريا اليوم تحتاج إلى تسوية تاريخية مبنية على تصحيح الأخطاء التاريخية المرتكبة بحق المنطقة عموما و بحق الشعب الكردي بشكل خاص و ذلك من خلال العمل على أن بناء سوريا المستقبل دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية . و وفق هذه الرؤية و هذه العناوين و غيرها من الأولويات أشار التقرير إلى أن الحزب يلتقي بعمق في ذلك مع حركة المجتمع الديمقراطي و حزب الاتحاد الديمقراطي اللذين يمثلان خطا إيديولوجيا و استراتيجيا كنّا حلفاءه منذ عشرات السنين ، في الشدائد و المآثر النضالية قبل النجاحات و الانجازات النضالية ، و كذلك أكد على المستوى الرفيع من التفاهم و التنسيق مع الحزب اليساري الكردي في سوريا ضمن هذا السياق ، ارتكازا على أن حزبنا منحاز تماما و جزء من التطورات الحاصلة في روزآفايي كردستان و شريك في العمل على استكمال نجاحاتها و انتصاراتها . و من هنا أيضا كان تناقض موقف حزبنا مع سياسات و مواقف المجلس الوطني الكردي و معظم القوى المنضوية في إطاره نتيجة انزلاقهم المتهور نحو محور الائتلاف – قطر- تركيا الذي ما برح يعادي التطورات الحاصلة في روزآفايي كردستان بخفّة و شراسة .
كما أكد التقرير على أن هدف تكامل و وحدة النضال القومي الكردي هدف استراتيجي له أهمية قصوى في هذه المرحلة المفصلية من مسيرة نضال شعبنا ، مما يضعنا جميعا أمام مهمة الإسراع في عقد مؤتمر قومي كردستاني يُتفق فيه على الإستراتيجية العامة للنضال التحرري الكردي في المنطقة ، و آلية تكامل هذا النضال في الأجزاء الأربعة تحت سقف مرجعية كردستانية موحدة . و كذلك تمتين الوحدة الداخلية في كل جزء و قبول تشارك الجميع في تحمل مسؤولياته و مهامه و واجباته دون إقصاء و بعيدا عن الهيمنة و الاستئثار .
كما أكد التقرير بأن على السوريين أن يستعيدوا المبادرة و يتجهوا نحو بناء سوريا دولة لا مركزية تقرّ بالتنوع على أساس الوحدة و بنظام ديمقراطي برلماني تعددي وفق دستور توافقي علماني ، دولة تشاركية تغتني بكل مكوناتها ، و قائمة على العدل و المساواة و القانون و المواطنة ، و مرتكزة على عقد شراكة جديد يؤمّن وفاقا اجتماعيا و اطمئنانا لكافة المكونات السورية و إقرارا بخصوصيات و حقوق الجميع ، و بذلك نكون قد أشرفنا على تسوية تاريخية تضعنا على سكّة الدخول في عالم اليوم ، عالم الإنسان , عالم التعايش و البناء الحضاري . و لن يجد السوريون مكانا أنسب من روزآفايي كردستان ليستعيدوا فيها إرادتهم الحرة و يمسكوا بزمام المبادرة من جديد على ترابها الآمن و في حضن حركتها المجتمعية الناهضة بعيدا عن دهاليز و أروقة لعبة الأمم .
و في واحدة من الأعمال الرئيسية أمام المؤتمر , ناقش المؤتمرون منهاج الحزب و التعديلات المقترحة عليه وفق تفاعل الحزب مع التطورات الحاصلة في سوريا عموما و روزآفايي كردستان خصوصا , و أجرى المؤتمر تعديلات جوهرية على منهاج الحزب الذي تبنى النموذج اللامركزي للدولة السورية و أكد على أن المناطق الكردية في سوريا هي واقعيا الجزء الغربي من كردستان ( روزآفايي كردستان ) ، كما تبنى صيغة أكثر مرونة لأساليبه النضالية ، و كذلك حق الحماية و الدفاع عن روزآفا و محاربة الإرهاب ، و ضرورة إنهاء الاستبداد و بناء نظام و مجتمع ديمقراطي على قاعدة العدالة الاجتماعية ، و كذلك تعديلات أخرى جوهرية على منهاج الحزب الأساسي منسجمة مع السياق العام لهذه التوجهات .
و في فقرة أخرى من جدول أعماله ناقش المؤتمر و أقرّ عدة تعديلات على النظام الداخلي للحزب تراعي مرونة العمل النضالي في قاعدة الحزب و كذلك الهيئات القيادية فيه .
و في نهاية أعماله أنتخب المؤتمر الأمين العام للحزب و كذلك أعضاء اللجنة المركزية الجديدة التي تميزت و لأول مرة بانتخاب عدد من الرفيقات أعضاء فيها . و أنهى المؤتمر أعماله برفع توصيات أعضاء المؤتمر إلى القيادة الجديدة ، مختتما مؤتمر الوفاء للشهداء بالوقوف دقيقة صمت على أرواحهم الطاهرة مثلما ابتدأ بها .
كوباني 7 / 12 /2015
اللجنة المركزية
للحزب الديمقراطي الكردي السوري P.D.K.S
التعليقات مغلقة.