افتتح الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أعمال مؤتمره الدوري العام الرابع عشر في منتجع “بيلسان” بمدينة عامودا اليوم الجمعة 20/11/2015 تحت شعار “نحو تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا ديمقراطية اتحادية”.
وقد حضر افتتاحية المؤتمر معظم ممثلي الأحزاب والأطر السياسية في روجآفاي كردستان إضافة إلى حضور بعض الأطراف والأحزاب الكردستانية وعلى رأسها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كما قرأت العديد من الرسائل والبرقيات لأطراف كردستانية لم يحضر ممثلوها كالحزب الديمقراطي الكردستاني ـ العراق ـ.
وافتتح أعمال المؤتمر عبد الحميد حاج درويش سكرتير الحزب بكلمة ألقاها جاء فيها ” كفى لهذه الحرب، نحن من أنصار الحل السلمي الديمقراطي، ولا نقبل أن يفرض علينا الشروط من قبل أحد ، نريد حلا ومفاوضات دون قيد أو شرط.
أقولها لهم “إنكم لا تريدون الحل، أنتم تريدون أن تستمر الحرب وأن تموت سوريا”.
وتابع درويش: ” نعاني من كثرة الأحزاب الكردية، فكل يوم نشهد ولادة حزب جديد، يجب أن نتوحد, ونريدها وحدة لخدمة الشعب الكردي، لا نريدها لخدمة شخص أو حزب ما.. نحن بعيدون عن المؤامرات، هذا ما تعلمناه من الراحل نورالدين ظاظا، فحزبنا سباق في خدمة الشعب الكردي”.
كما ثمّن سكرتير الحزب مواقف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحيّا مواقفه من أجل الشعب الكردستاني وتوحيد صفه.
واختتم كلمته قائلاً:” قبل أن أنهي كلامي أحيي فخامة الرئيس جلال الطالباني وأنحني لفخامة الرئيس مسعود البارزاني، وأبعث سلامي وتحياتي الحارة للسيد عبدالله أوجلان”.
ثم ألقى عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني “سعدي بيره” كلمة أشار فيها إلى أنه جاء إلى روجآفا، مع بعض القيادات السياسية و الضباط ، لنقل تحيات البيشمركة و تحيات الرئيس مام ” جلال الطالباني”.
وأوضح بيره أن “الاتحاد الوطني الكردستاني كان معكم منذ البداية واستفدتم منه واستفدنا منكم ومن نضالكم، فوحدات حماية الشعب أوصلت اسم روجآفا إلى جميع عواصم العالم”.
وتابع كلمته قائلاً :”نحن نتابع ما يحصل في سوريا منذ البداية، الاقتتال لن يوصل لأي شيء، نحن لم نتمكن من إعمار كردستان حتى الآن بسبب الاقتتال والتخريب.”
وبخصوص علاقات الاتحاد الوطني مع التقدمي قال :”علاقاتنا مع الحزب التقدمي، علاقة قديمة تمتد إلى 40 عاماً، ومهندسا هذه العلاقة هما الرئيس طالباني والاستاذ عبد الحميد درويش ولا يستطيع أحد تخريب هذه العلاقة ما داما موجودين”.
كما تطرق في كلمته إلى الوضع السوري فقال :” في العام 2002 كنت جالساً مع المام جلال والرئيس السوري بشار الأسد فقال له المام جلال : “أنا أكثر منك خبرة و تجربة فاستمع لشعبك وامنحه حقوقه”.
ثم قرأ ممثل الحزب التقدمي في إقليم كردستان العراق “علي شمدين ” كلمة الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ العراق ـ وبلـّغ الحضور تحيات رئيس الإقليم “مسعود البارزاني” وتهنئته بمناسبة انعقاد المؤتمر.
تلتها كلمة المجلس الوطني الكردي ألقاها رئيس المجلس إبراهيم برو هنأ فيها الحزب التقدمي بمناسبة انعقاد مؤتمره الرابع عشر.
وقال برو :” نحن في المجلس الوطني الكردي نؤكد بأن الحل السياسيّ السلميّ في سوريا هو شعارنا وهدفنا، وعلى الكرد أن يتمكنوا من تحقيق جميع أهدافهم والتوحد من أجل نيل الحقوق الكردية في كردستان سوريا”.
ألقى بعدها القيادي عبدالسلام أحمد كلمة حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem) فهنأ الحضور بانعقاد المؤتمر ورحب بجميع الضيوف في روجآفا “المحررة “.
وتابع أحمد: “ما تحقق اليوم هو نتيجة التضحيات والسياسات الصحيحة والصبر في قراءة المشهد السوري.
نحن اخترنا الخط الثالث، و اعتمدنا على شعبنا في بناء قوتنا، ولذلك نجحنا في ما فكرنا به وفيما عملنا من أجله.. نرحب بجميع المعارضات، المعارضات التي تعارض من أجل البناء لا من أجل الهدم، هم أرادوا لروجآفا الدمار لكن بفضل تضحيات الشهداء حررنا مناطقنا من ديريك إلى الحسكة.”
وأضاف أحمد:”نحن قوة موجودة ولدينا إدارة ذاتية، والمنطقة الوحيدة الهادئة والآمنة في سوريا هي مناطقنا، لكن للأسف تركيا تحاول قتل هذه التجربة وقتل الحلم الكردي حتى أن بعض الأطراف الكردستانية تحاول جعل بعض المنافذ كمعبر سيمالكا في البازار السياسي”.
واختتم عبد السلام أحمد القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي كلمته بالقول :” يجب أن تكون الأطراف السياسية الكردية واضحة في مطالبها، هناك إدارة وقوانين وضوابط مأخوذة من القوانين الدولية، ففي هذا اليوم في “عامودا عاصمة الإدارة الذاتية” نتواجد في هذا المحفل السياسيّ”.
تلا ذلك كلمة “حزب كادحي كردستان” ألقاها السيد هيوا سيد سليم عضو المكتب السياسي للحزب هنأ فيها افتتاح المؤتمر في “روجآفا الصمود والتضحيات ” ، وتمنى أن تصب القرارات المنبثقة من هذا المؤتمر في توحيد الصف الكردي والمضي نحو تحقيق الحقوق الكردية.
ثم ألقى علي سعد رئيس مكتب هيئة التنسيق في محافظة الحسكة كلمة “هيئة التنسيق الوطنية” مؤكدا أنهم يترقبون باهتمام ما سينبثق عن هذا المؤتمر كون المرحلة حساسة جدا ويعوّل على هذا الحزب في الكثير من الأمور والمسائل لاسيّما أن التقدمي يضم شخصيات من الرعيل الأول فهو يجمع بين حكمة الشيوخ وحيوية الشباب.”
وتابع سعد: “اسمحوا لي أن اذكر لكم هنا مواقف الاستاذ عبدالحميد درويش الرافضة للتدخل الخارجي وأن الحل في دمشق وليس في أي مكان آخر”.
وأضاف “إن هيئة التنسيق الوطنية هي الانتقال من النظام الاستبدادي القمعي إلى نظام برلماني ديمقراطي، وتعتبر الوجود القومي الكردي جزء أساسي من النسيج السوري وكذلك الوجود السرياني. ضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً “سنعيش وسنتفق ولن نتنازل عن الـ (لاءات) الأربعة” فالاستبداد مازال قائما، استبداد النظام واستبداد المجموعات الإرهابية”.
وحمّل النظام في مستهل كلمته مسؤولية التدخل الخارجي في سوريا وأن الحدود السورية أصبحت مستباحة لكل الدول، كونه أهمل جميع مطالب الشعب السوري، باستخدامه للحل العسكري”.
ثم تليت العديد من البرقيات والتهاني المرسلة من قبل أحزاب سياسية لم يتسنى لها الحضور بالإضافة إلى برقيات من قبل مثقفين وشخصيات كردية تقيم في الخارج.
جدير بالذكر أن أعمال المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ستستكمل من قبل أعضائه يوم غد السبت في قاعة المؤتمرات في مدينة قامشلو وبحسب عضو المكتب السياسي للحزب أحمد بركات فإن المؤتمر سيناقش محورين أساسيين وهما الوضع السوري بشكل عام وكذلك موقع الحزب في إطار الحركة السياسية الكردية في سوريا وحسم مسألة البقاء في المجلس الوطني الكردي أو الانسحاب منه وذلك ما سيقرره المؤتمر.
تقرير: حمزة همكي
التعليقات مغلقة.