النص الكامل للحوار الذي أجرته صحيفة “Bûyerpress” مع صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطيّ

45

– لا نعترف بشيء اسمه بيشمركة روجآفا, هم الآن ضمن قوّات الزيرفاني وهي قوّة منفصلة عن البيشمركة، إذا كانت هناك علاقات على المستوى العسكري يجب أن تكون بين قوات حماية الشعب وقيادة البيشمركة.

– نكنّ كل الودّ والاحترام لشخص كاك مسعود برزاني, التقينا به مرّات عدّة ولم نجد منه غير الكلام الطيب والنوايا الجيّدة, وكشخص نودّ أن نبقى معه على تواصل دائم.

– زيارة الأسد لموسكو تمهيد لأمور حاسمة قريبا في سوريا، هناك مرحلة انتقالية وإدارة تكون لها كافة الصلاحيات وشخص مجرد من الصلاحيات فبقاءه وذهابه سيّان.

– من جانبنا قلنا كلمة منذ 2011 وبداية الثورة ” الكرد كانوا جنوداً للآخرين على مدى التاريخ, ونحن تخلينا عن هذه الصنعة”.

– بالنسبة لتصريحات شقيقي أريد أن أذكّره بشيء, أنه لم يستطع العودة إلى كوباني وزيارتها إلا بعدما حكمتها وحررتها وحدات حماية الشعب والمرأة .(YPG, YPJ).

كلامهم صحيح, ليس لي الحق التحدّث باسمهم, أعتقد أنه هناك سوء فهم, لأني عندما أدليت بهكذا تصريح لم أكن أعلم أني أعتدي على حقّهم وأدلي بمعلومات مصرّح بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة.

كان هناك بجانب قبر ولدي الشهيد شرفان قبر آخر هو قبر الشهيد دلوفان, كانا أصدقاء قبل الثورة, والآن قبرهما جنباً إلى جنب.. باركت لهما صداقتهما وهما في دار الآخرة.

– حسب الوشايات فأن كركوكي قال ما دام أنكم جهزتم الآلاف للاجتماع معهم فأنا أحترم إرادة الشعب, وعاد للقاء بهم, ولكنه لم يشاهد سوى مائتي شخص في انتظاره.

– دعوة الـ PDKS ليست شأني, هناك بعض الأطراف الذين سهَوا عن دعوتهم, وتمت محاسبتهم, هناك أخطاء حصلت.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

حوار

 

حبّذا لو تحدثنا عن سبب زيارتك إلى روجآفاى كردستان وكنت قد غادرتها بعد انعقاد مؤتمر الـ PYD السادس مباشرة؟

أعتقد أن تواجدي في روجآفا سيساهم في عملنا الحزبي وما يتعلق بالإدارة, ومكاني الطبيعي هنا, أمّا تواجدي في الخارج فكان لأسباب معيّنة, ويمكننا الآن جعل روجآفا مركزا رئيسا.

لو تحدثنا أيضاٌ عن جولتك الأخيرة في أوربا, خاصة بعد إعادة انتخابك رئيساٌ للـ PYD

حقيقة لم تكن هناك جولات جديدة إنما هي جولات “استمرارية” لما سبق, كانت هناك بعض المواعيد التي كنا مرتبطون بها وذهبنا بناء على تلك المواعيد.. وحصلت بعض اللقاءات المبرمجة سابقا.

كيف كان اللقاء مع وفد المعهد البريطاني (تطوير الديمقراطيّة) لفضّ النزاعات الذي زار روجآفا ى كردستان لأول مرة؟

– “تحدُّث الأمريكي في إعلامه بأن نموذج الإدارة الذاتيّة هو المثال الأوحد لتوحيد سوريا, والإبقاء عليها, نعتبره شيئاً ايجابيّاً, الانكليز ووسائل الإعلام الأوربيّة بدأوا يتحدثون عن تجربتنا أيضاً.. الذي يتعرف على هذا المشروع يتبنّاه”.

بالنسبة لمعهد تطوير الديمقراطيّة, لدينا علاقات معهم منذ أكثر من ثلاث سنوات, هم مهتمون بالشأن الكردي, ويبدو أن لديهم مشروع ويعملون عليه, واللقاء الأخير كان بادرة جيّدة, لأول مرّة يعقد هكذا لقاء في قامشلو وروجآفا وعلى أرض الواقع, وهي بادرة جيّدة منهم, اللقاءات السابقة كانت في أماكن مختلفة مثل النرويج وكرواتيا وجنيف والسليمانيّة.. نحن طالبنا بمجيئهم إلى روجآفا للوقوف على حقيقة الأمر.. أعتقد أنه تطوّر ايجابي, هم يستطيعون الآن التحدّث بما رأوه ووجدوه على الأرض, اللقاءات السابقة كانت تُدعى بعض الأطراف (حركة المجتمع الديمقراطي والـ PYD مع أحزاب أخرى من المجلس وحتى أحزاب من جنوب كردستان), أما الآن فاجتمعوا بكل أحزاب الإدارة وبما يسمّى بـ “المجلس الوطني الكرديّ”, ورأوه على أرض الواقع وبوسعهم التقييم الآن بشكل أكثر واقعية.

هل لديكم معلومات عن لقائهم بالمجلس الوطني الكردي, أو ما خرجوا به من استنتاجات؟

لم أسألهم..لكنهم قالوا أن اللقاءات كانت جيّدة, جميع نشاطاتهم غير معلنة, يدرسون الأمور ويتخذون المواقف ولا يصرّحون أو يخاطبون الإعلام مطلقاً.

كيف تتابعون التدخل الروسي العسكري في سوريا؟

قلناها مرارا وتكرارا أن الروس لم يكونوا بعيدين عن سوريا إطلاقاً, كانوا موجودين ضمن سوريا بشكل أو بآخر ومنذ عقود, ولكن منذ الثورة السورية كانوا موجودين فيها وناصرواالنظام ووقفوا إلى جانبه, وربما لظروف معيّنة تحتّم عليهم التدخل المباشر, وهذا لم يفاجئنا حقيقة, لم نكن نتوقع تدخلهم بهذا الشكل, ولكن لم نكن نستبعد ه أيضاً, وبالأحرى عندما بدأت هذه المجموعات المسلحة بمهاجمة العاصمة دمشق كان لا بدّ من اتخاذ خطوات, ولكن كيف..!؟ وأسفر ذلك عن هذا التدخّل. طبعا لم يستأذننا أحد في هذا الدخول, ولم يعلمونا, ولكننا لم نتفاجأ كثيراً بالأمر.

ماهي قرائتكم لزيارة الأسد إلى روسيا؟

أعتقد أن الأزمة وصلت لنقاط حاسمة, ويجب أن تكون هناك مواقف حاسمة, سواء من النظام أو الروس أو الأمريكان, ربُّما هناك رسالة جديدة, وأعتقد أن الاجتماع الذي سيعقد في فيينا مهم جداً, وسيضمّ السعودية وتركيا, والروس والأمريكان, فالسعوديّة كانت تدعم هذ ه الفصائل, وتركيا كانت لهم ممراً وتزودّهم بالسلاح حتى الآن, والأمريكان والروس هم أصحاب القرار وأعتقد أنّه حتى زيارة بشار الأسد لموسكو كانت تمهيدا لهذا اللقاء.

-“وحدات الحماية كانت تكافح على الأرض, وهذا لا يعني أنه كان هناك تحالف, لم يكن هناك تحالف بين الأمريكان والنظام أو بيننا وبين النظام”.

 

ربّما تركيا أعلنت أنها تتفهم وتقبل بمرحلة انتقالية بوجود الأسد؟

أعتقد أنه ليس هناك صاحب حقّ ليقول أقبل ببشار الأسد أو لا أقبل به, سواء كانت تركيا أو السعوديّة أو أمريكا أو الروس أو غيرهم, فالشعب السوريّ هو الذي يقرر, أنا كمواطن سوري أعتقد أنه فقد الشرعية حينما لم يستطع حماية شعبه, ولكن لا يحق للآخرين التصريح بهذا الشيء..زيارة الأسد لموسكو تمهيد لأمور حاسمة قريبا في سوريا.

– “الدكتور كمال كركوكي كان ممثلا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني, لأنه مؤتمر حزبي, وكل المدعويين كانوا على أساس الأحزاب, وهو ألقى كلمة رئيس الإقليم, وهذا يشرّفنا”.

 

حسب نظرتكم للواقع، هل تعتقدون أنه ستكون هناك مرحلة انتقاليّة بوجود الأسد؟

لا بدّ من مرحلة انتقالية.. أعتقد أنّ قدر البلد والوطن غير مرتبط بشخص واحد, عملياً عندما تكون هناك مرحلة انتقالية وإدارة تكون لها كافة الصلاحيات وشخص مجرد من الصلاحيات فبقاءه وذهابه سيّان.

ماذا أخبركم الامريكان بشأن التدخل العسكري الروسيّ, هل حصلت اتصالات؟

هناك اتصالات, ولكن لم نتحدّث عن هذه الأمور, ولكل طرف تحليله طبعاً.

هل كنتم على اطلاع بنيّة امريكا تقديم السلاح لقوّات الحماية الشعبيّة؟

طبعاً, هم لديهم علاقات وتنسيق مباشر مع وحدات حماية الشعب, ولا أدري مدى الاتفاق بينهم, ولكن هناك الآن بدل وحدات حماية الشعب قوات ” سوريا الديمقراطيّة” وهناك إطار ومخططات تجري بالتعاون بين الأطراف المعنيّة ومع حلفائهم الأمريكان.. أمريكا أنزلت سلاحا وعتادا, ونحن – طبعا- من الناحية السياسيّة لا نمانع ذلك, بل نتطلع إلى نقل هذا التعاون الموجود على الأرض بمبادرات سياسيّة وسعينا ونسعى إلى ذلك .. ولكن حتى الآن التحالف الدولي يصرّ على الحفاظ على هذا الإطار؛ التعاون العسكري فقط, ونحن نودّ أن يتوسّع هذا التعاون إلى أمور أخرى, وبشكل رسمي.. إلى الآن هم يقررون وما يجري يخصهم ويخص وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطيّة.

إلى أين أوصل صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الـ PYD ملف الإدارة الذاتية في الغرب وأوربا؟

بالنسبة لمشروعنا, وجدنا صعوبة في إقناع المعنيين على الأرض.. هذا المشروع يحتاج إلى تغيير الذهنيات الموجودة, والأشخاص والمنظمات الموجودة كلها اعتادت على نمط معين, دولة قومية, ومحاربة الآخر, رسم الحدود, خطوط تفصل بين المجتمعات والإنسان, وذهنية التسلُّط والحاكمية التي ورثناها منذ أيام معاوية وحتى الآن.. إذاً نحن بصدد تغيير ذهنيّ, واستطعنا إلى حدّ ما أن يقبل مجتمعنا بهذا التغيير الذهني, بحيث يقبل أن يعيش عيشاً مشتركا مع أخوانهم العرب, والسريان, والمكونات الأخرى, كل ما نناضل من أجله أن نجعل هذا النموذج مقبولا من الآخر في الغرب وأوربا وجميع المناطق, ووصلنا إلى درجة معيّنة, تفاهماً من الشرائح الاجتماعية مع منظمات المجتمع المدني والذين ليست لديهم احكام مسبقة, وهؤلاء يقتنعون بسهولة, هناك قبول بشكل عام.. تحدُّث الأمريكي في إعلامه بأن نموذج الإدارة الذاتيّة هو المثال الأوحد لتوحيد سوريا, والإبقاء عليها, نعتبره شيئاً ايجابيّاً, الانكليز ووسائل الإعلام الأوربيّة بدأوا يتحدثون عن تجربتنا أيضاً.. الذي يتعرف على هذا المشروع يتبنّاه..!

-“وحدات الحماية كانت تكافح على الأرض, وهذا لا يعني أنه كان هناك تحالف, لم يكن هناك تحالف بين الأمريكان والنظام أو بيننا وبين النظام”.

 

مَنْ مِن الدول اعترفت بالإدارة الذاتيّة رسمياً حتى الآن؟

نحن لا نسعى للاعتراف, أنت تسعى للاعتراف الدولي حينما تؤسس دولة, ولكن نحن لا زلنا نتحدّث عن سوريا ضمن حدودها الطبيعيّة, كمشروع لسوريا, وهذه التصريحات تدل على أن هناك قبول, نحن لا نسعى للاعتراف من الامم المتحدة أو الاتحاد الأوربي بوجود إدارة منفصلة عن سوريا, وهذا ما لا نسعى إليه, ولكننا نسعى للاعتراف بالحلّ السوريّ ومن ضمنه الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة, وحتى الآن نجحنا في ذلك.

ماذا بشأن فتح مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي في روسيا؟

بالنسبة لروسيا لدينا ممثّل فيها منذ ثلاث سنوات, ولكن هناك مساعٍ لفتح مكتب للإدارة الذاتية في موسكو, وأعتقد أن هناك إجراءات بيروقراطيّة تسير وعند الانتهاء سيكون تمثيل المكتب كما هو الحال في مكتب جنوب كردستان, لاجراء الاتصالات والبروتوكولات, حينها سيقوم ممثلنا بهذه المهام, إذا المكتب سيكون للإدارة الذاتية كون الحزب هو ضمن الإدارة الذاتيّة.. نحن نسعى لفتح مكاتب في برلين وباريس وربما في المستقبل في أمريكا أيضاً.

هناك من يتحدّث أن حركة المجتمع الديمقراطي تودّ التحالف عسكريا مع روسيا في الآونة الأخيرة؟

– “جاء اللقاء بناءً على طلب أمريكي للتنسيق في مقاومة داعش, وجدوا أنه من المناسب أن نجلس ونتحاور..هم كانوا يريدون توافقا سياسيا في هذه الناحية ونحن لم نمانع” .

لم نتحدث بهذا الشكل ولست مخوّلا للتحدّث باسم وحدات الحماية أو قوات سوريا الديمقراطيّة, ولكن كشيء موجود على الأرض..نحن من الناحية السياسيّة نقوم بما يتطلب منّا كإطار سياسي يؤدي إلى تعاون عسكري يمكن أن يكون. ولسنا مجبرين على النظر إلى الأمور بعين الأبيض والأسود, نعتقد حتى في هذه الظروف أنه لدينا شعب ومكوّنات وإدارة ولدينا مصالح, فإذا توافقت مصالحنا, ليس لدينا أي مانع للتعاون وتطوير علاقاتنا, نحن هنا لتنظيم شعبنا, صنعنا ما نحن بصدده الآن دون الاستعانة بالروس أو الأمريكان, ومادام نحن صنعنا أنفسنا سنستطيع بذاتنا تأسيس ما نريده من علاقات, نحن أحرار, لم يصنعنا أحد لنكون تابعاً لأحد, وأعتقد أن هناك مصالح مشتركة إذا فَرَضتْ علينا في المستقبل بعض العلاقات لن نتردد.

– “هم لا يريدون أن يفهموا, لأنهم مصابون بـ”فوبيا الكرديّة “, يجب القضاء على أي شيء كرديّ, إذا كانوا لا زالوا مقتنعين أن الكرديّ الأفضل هو الكرديّ الميّت”.

هناك تصريح لوزارة الخارجية الأمريكيّة بخصوص عدم قبول دمج المقاتلين الكرد مع الجيش السوري, ربما الفكرة روسية, لكن لماذا لا يقبل الأمريكان هذا الدمج مع الجيش السوري أو مع الفصائل السوريّة المقاتلة؟

هناك نواح تقنية تنقص الجيش, ولكن من الناحية السياسية هناك اختلاف في الأفكار والتنظيم والأهداف, فجيش سوريا الديمقراطية لديها مهمّة واحدة, وهي الحفاظ على المكوّنات التي تمثلها ولديها نظرتها, وهي لن ترضى سوى بسوريا ديمقراطية يعود فيها القرار للمكونات التي يمثلونها.. الجيش السوري عكس ذلك, فهو يعبر عن حزب البعث وتطلعات النظام, ذهنية الجيش السوري والقيادة السوريّة لم تتغير إلى الآن, فمن يضمن عدم اصطدامنا غدا, جرت معارك في الحسكة ومناطق أخرى, كانت هناك طائرات النظام والتحالف تقصف, وحداتالحماية كانت تكافح على الأرض, وهذا لا يعني أنه كان هناك تحالف, لم يكن هناك تحالف بين الأمريكان والنظام أو بيننا وبين النظام

ألا تقرؤون معي أن أمريكا تعوّل كثيراً على قوات وحدات حماية الشعب في هذه المرحلة أو في المرحلة القادمة؟

الامريكان هم الأدرى, ولكني كطرف سياسيّ وقراءة سياسيّة, قوات التحالف كانت بحاجة إلى من يتعاون معهم على الأرض, وأعتقد أن هذ الثنائي؛ وحدات الحماية والتحالف كانا النموذج الأفضل للقضاء على داعش,إذا كانت النوايا سليمة وتتوجه للقضاء على داعش.

ماذا بشأن التهديدات اليومية من قبل رئيس الوزراء التركي لحزب الـ PYD بشأن تزويد امريكا للـ YPG بالعتاد والسلاح؟

أضع هذا السؤال بشكل آخر.. لماذا هذه الاعتداءات السافرة على الشعب الكردي سواء من الناحية السياسيّة أو الدبلوماسيّة, أو الإعلاميّة أو حتى على الأرض, وخاصة بعد الخسائر التي مُني بها داعش, هذا يعني أنهم يصبون في قناة بقاء واستمراريّة داعش, يعني كلما خسر داعش موقعاً, نجد هناك تصريحات نارية تصدر منهم.

التقيت بأعضاء من الحكومة التركيّة أو مؤسسات حكومة تركيّة سابقاً, ألم تشرح لهم عن أهداف الحزب من الإعلان عن الإدارة الذاتية والدفاع لحماية المناطق الكرديّة؟

شرحنا لهم كل شيء, هم لا يريدون أن يفهموا, لأنهم مصابون بـ”فوبيا الكرديّة “, يجب القضاء على أي شيء كرديّ, إذا كانوا لا زالوا مقتنعين أن الكرديّ الأفضل هو الكرديّ الميّت, فكيف ستقنعهم, لذا أعتقد أنهم لن يفلحوا إذا لم يعترفوا بالإرادة الكرديّة والعيش المشترك مع الشعب الكرديّ, عليهم التخلص من هذه الفوبيا التي تحكمهم منذ العام 1923

أيضا كان هناك لقاء بينكم وبين القيادة السياسية والعسكرية الامريكية والرئيس بارزاني كيف بدأ الترتيب لهذا اللقاء؟

طبعا نحن نريد التواصل مع جميع الأطراف وخاصة أخوتنا الكرد سواء في الشمال أو الجنوب, نحن كنا مستعدون لهذا اللقاء, وهذا جاء بناء على طلب أمريكي للتنسيق في مقاومة داعش, وجدوا أنه من المناسب أن نجلس ونتحاور..هم كانوا يريدون توافقا سياسيا في هذه الناحية ونحن لم نمانع..واعفني عن تفاصيل اللقاء أكثر من ذلك.

هناك من أدلى بتصريحات بأن وجود السيّد صالح مسلم في هذا اللقاء كان لدقائق وبروتوكوليّة فقط..!

كلا, بل كنا مدعوون على الغداء وجلسنا سوية واستغرق الاجتماع أكثر من ساعة ونصف, وعلى الغداء كنا جنبا إلى جنب, حتى أن الصور التي ظهرت كانت على الغداء.

لماذا لم يحضر المجلس الوطني الكرديّ في هذا اللقاء؟

لا أعلم, ربما الذين رتّبوا اللقاء وجدوا ذلك مناسباً أكثر.

لم تمّ استدعائك واللقاء معك ولم تتم دعوة المجلس الوطني الكرديّ؟

يمكنك توجيه السؤال لهم..!

هل تمّ الحديث عن دخول قوات بيشمركة روجآفا إلى روجآفايى كردستان؟

ربما جرت الإشارة, نحن من الناحية السياسية نرفض هذه الفكرة, لا نعترف بشيء اسمه بيشمركة روجآفا, هناك أناس موجودون في الاقليم هربوا من القتال وتم تدريبهم, وتمويلهم وتسليحهم, ويستخدمون الآن ضمن قوّات الزيرفاني وهي قوّة منفصلة عن البيشمركة, هذا ما نعرفه عنهم, بينما نحن وحتى قوات الحماية الشعبية من الناحية السياسية, إذا كانت هناك علاقات على المستوى العسكري يجب أن تكون بين قوات حماية الشعب وقيادة البيشمركة, هذه هي القوى الرسميّة.

أثناء التعاون بين البيشمركة وقوات الحماية في مسألة كوباني كانت هناك لقاءات بين قيادة قوات حماية الشعب ووزارة البيشمركة وهم الذين قرروا, وإذا كنا نبحث عن أي إطار فهذا يمكن أن يحدث في المستقبل مع قيادة قوات البيشمركة عن طريق البرلمان. أما عن وجود هذه القوات فهي فكرة مرفوضة ولا يمكن أن يكون هناك قوتين مسلحتين في وطن واحد, ونحن نرى نتائج ما حصل سابقاً.

ماذا بشأن اجتماع الائتلاف مع المجلس الوطني الكردي بشأن قوات بشمركة روجآفا؟

لست مطلعا على ما يجري ولكن علاقاتهم مستمرة, وحتى أنه كان لديهم أمس بيان شجب وإدانة بخصوص (كري سبي) تل أبيض.. من طرف يقولون لا يشاركوننا, ومن طرف آخر لا يعترفون بما هو موجود في روجآفا, من مؤسسات وإدارة, هم لا يريدون الاعتراف بهذا النظام كليا, هناك نظام واحد وجيش وقوات, هؤلاء ليسوا تابعين للـ (PYD) , إذا أردتم سنترك (PYD) بعيدا عن كل شيء, وأنا مستعد ألا أجلس أوأتحدث وأناقش.

هناك من يقول بأنه ربما يتبنى الائتلاف هذه القوة العسكرية ويقوم بإدخالها إلى مناطق الداخل ومنها مدينة حلب؟

هذا يعود للتوافق بينهم, نحن من جانبنا قلنا كلمة منذ 2011 وبداية الثورة ” الكرد كانوا جنوداً للآخرين على مدى التاريخ, ونحن تخلينا عن هذه الصنعة” فإذا كان أبناء بعض الشرائح الكرديّة لم تتخلى أن تكون جنوداً لدى الغير, فليتفضلوا, هذا شأنهم, بينما نحن تخلينا عن هذه الصنعة كلياً.

هل دعوتم كافة أحزاب المجلس الوطني الكرديّ إلى مؤتمركم, ومنها الـ (PDK-S

كل الأحزاب كانت مدعوّة بدعوات رسميّة دون استثناء, أنا سألت اللجنة التحضيرية, وقالوا أن كل الأحزاب كانت مدعوّة, أما بخصوص الـ (PDK-S) لا أعلم, ربما لم تكن مدعوّة.

لماذا لم تتمّ دعوة الـ ((PDK-S إلى المؤتمر؟

دعوة الـ PDKS ليست شأني, هناك بعض الأطراف الذين سهوا عن دعوتهم, وتمت محاسبتهم, هناك أخطاء حصلت.

هل كان الدكتور كمال كركوكي ممثل رئاسة الاقليم أم ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني ( عراق ) في المؤتمر؟

الدكتور كمال كركوكي كان ممثلا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني, لأنه مؤتمر حزبي, وكل المدعويين كانوا على أساس الأحزاب, وهو ألقى كلمة رئيس الإقليم, وهذا يشرّفنا.

“كلام وحدات حماية الشعب صحيح, ليس لي الحق التحدّث باسمهم, أعتقد أنه هناك سوء فهم, لأني عندما أدليت بهكذا تصريح لم أكن أعلم أني أعتدي على حقهم وأدلي بمعلومات مصرّح بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة”.

هل حصل اجتماع منفرد مع الدكتور كمال كركوكي في مدينة رميلان ؟

كلا لم يحصل أي اجتماع مع الدكتور كمال كركوكي, ولا مع السيّد ملا بختيار.

ألم يكن هناك تخوف من قدوم القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار إلى قامشلو؟

أبداً, بدليل أننا دعوناهم وحميناهم, وإذا كنت تقصد من الناحية الأمنية فنحن انزعجنا لأنهم جلبوا معهم كل هذه الحماية وهذا الحرس, كان يجب أن يثقوا بنا, كيف يأتون ومعهم الدوشكا والكلاشينكوف, كان بمقدورنا حمايتهم تماما, والأمن كان متوفّراً. نحن احترمنا رأيهم ولا زلنا نحترمهم, ولكن الآن ربُّما لديهم انطباع آخر مما شاهدوه في روجآفا..

“الآن إخواننا العرب الذين تمرّغوا بالسياسات البعثيّة الشوفينيّة, لا يقبلون أن يكونوا متساويين مع الكرد, ويعيشون جنباً إلى جنب, لأن أفكارهم الشوفينيّة تعتمد على أن يكون الكردي عبداً لديه”.

ماذا قرأتم من عودة الدكتور كمال كركوكي إلى الاقليم ورجوعه سريعا إلى روجآفاي كردستان والتقائه مع قيادة الـ (ENKS

حسب علمي, أنهم إدّعوا بأنّ الدكتور كمال كركوكي غادرهم باكرا ولم يلتقِ بهم, بينما الحقيقة أنهم لم يكونوا جاهزين, وقالوا أننا كنا قد جمعنا عشرات الآلاف لاستقبال كركوكي, ولكنّه لم يمرّ علينا, حسب الوشايات فأن كركوكي قال ما دام أنكم جهزتم الآلاف للاجتماع معهم فأنا أحترم إرادة الشعب, وعاد للقاء بهم, ولكنه لم يشاهد سوى مائتي شخص في انتظاره.

قريباٌ سيعقد حزب التقدمي مؤتمره الرابع عشر كيف تتابعون هذا الأمر، وما سيتمخض برأيكم عن هذا المؤتمر من قرارات؟

بالنسبة لنا ولكل تنظيم, كل مؤتمر هو لتصحيح الأخطاء السابقة, ورؤية الانحرافات التي حصلت, وخطوة جديدة نحو المستقبل, نتمنى أن يكون هذا المؤتمر هكذا بالنسبة لهم, بالنسبة لنا على الأقل, نحن خلال الاثني عشر سنة من عمرنا, عقدنا ستة مؤتمرات ونحن بحاجة إلى التطوير والتغيير, نتمنى أن يؤدي ذلك على وضع سياسات أفضل للتقارب بين جميع الأطراف.

الكثير من المهتمين بالشأن السياسي يتحدثون بأن مؤتمر التقدمي سيكون فيه قرارات حاسمة خاصة بشأن وجوده في المجلس الوطني الكردي؟

نتمنى أن تكون هذه القرارات في الاتجاه الايجابي لخدمة روجآفا, أي ألا يعلنوا أنهم أعداء لحركة المجتمع الديمقراطيّ أو للـ (PYD) أو (YPG)وأن يؤازروهم.

حسب المتابعين فأنه إذا انسحب الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي من المجلس الوطني الكردي فأنه سيذهب إلى الإدارة؟

لسنا بصدد نقاش انسحب أو لم ينسحب, نحن بصدد وضع سياسات تخدم الشعب والإدارة, تخدم إرادة الشعب, نحن لدينا نموذج جديد في الشرق الأوسط , لولا هذه التهجمات علينا, لربما حققنا خطوات أفضل, نتمنى أن يساهموا.

ألا تتفق معي أن وجود حزب مثل التقدمي في الإدارة الذاتية سيكون له شأن ومكانة خاصّة؟

الأبواب مفتوحة أمام الجميع, لم نغلقه في وجه أحد, إذا كنت تعترف بالنظام ستدخل إلى الإدارة وتشارك ..

أعلنتم كانتونا رابعاً باسم كانتون تل أبيض (كري سبي) أيضا, ألا يثير ذلك قلق المكوّن العربي؟

ليس هناك كانتون, وإنما هو مجلس إدارة, وهم قالوا في بيانهم أنهم شكلوا مجلسهم كإدارة ذاتية وأنهم مرتبطون بكانتون كوباني للمساعدة بسبب قربها من مناطقهم, وهو ليس كانتونا مستقلا, وبالنسبة للمكونات ربما هناك أحكام مسبقة من هذه الناحيّة, لأن الذي ينضم لهذه الإدارة يرى شخصه وإرادته, يعمل بحريّة ويفكر بحريّة, كما أن هناك شروط اجتماعية للعيش المشترك, يقبله الكردي والعربي على حدّ سواء, الآن إخواننا العرب الذين تمرّغوا بالسياسات البعثيّة الشوفينيّة, لا يقبلون أن يكونوا متساويين مع الكرد, ويعيشوا جنباً إلى جنب, لأن أفكارهم الشوفينيّة تعتمد على أن يكون الكردي عبداً لديه, أو على الأقل أدنى منه درجة, نحن نقول ما يحق للعربي يحقّ للكرديّ, والعكس صحيح, وعلى الجميع قبول ذلك, وإلا فأننا لن نستطيع العيش سويّة.

بعد انتهاء أعمال مؤتمر الـ PYD عدت إلى كوباني بعد ثلاث سنوات من البعد عنها, كيف كان شعورك وأنت تدخل مدينتك المدمرة؟

ما حصل في كوباني كانت مكان اعتزاز لجميع الشعب الكردي في عصر ندرت فيه البطولات الحقيقيّة, هم أهلي وكنت متابعا لجميع هذه الأمور.. دعني أقول, أني أعرف ما هو مدمّر شبرا بشبر, ماهو المدمّر؟ وما هو الباقي؟ من خلال شبكة الأنترنت حتى دمار بيتي, لم أتفاجأ بحجم التدمير, إنما فاجأني أمر آخر.. كنت أعتقد أن الناس سيكون مغلوبون على أمرهم, سأرى أناساً جالسين أمام الجدران ويفكرون ماذا سيفعلون, ولكن رأيت الناس مصممين على العودة والبقاء والإعمار, وزدت بذلك فخراً, , نحن لا نفكر بإعادة إعمار المدينة, لدينا إعمار على أمرين بناء المدينة والشوارع على أسس جديدة, وبناء الانسان الذي خاض هذا النضال في كوباني, عرف ماهو نواقصه وعرف نقاط انتصاره, كل هذه العوامل ستدفع هذا الإنسان إلى بناء ذاته من جديد.

كيف تمّ استقبالك في كوباني؟

كان اللقاء حاميا وخاصّة من قِبل “أم ولات” , التقيت الجماهير على مدى خمسة أيام, وعقدنا اجتماعات مع المجلس وإدارة الكانتون, وزرنا الجرحى في جميع المشافي والقرى, وحتى زرنا قيادة الـ (YPG).

كيف كان منزلك وهل التقيت العائلة؟

كان بيتي مدمرا تماماً, كان الهيكل الأصلي باقيا فقط..التقيت العائلة أيضاً, كانت هناك لقاءات بين الفينة والأخرى.

حدثني عن زيارتك لأضرحة الشهداء ومنهم ضريح نجلك الشهيد شرفان, ماذا أخبرته؟

ربّما هي أول مرّة أزور هذه المقبرة, وتضمّ قبر شرفان, حينها شعرت أن جميعهم شرفان, أكثر من أربعمائة شهيد, وقفت على جميع الأضرحة, بمن فيهم ابني..

ماذا أخبرته بينك وبين نفسك؟

{خانته الدموع وانهمرت وهو يتحدّث عن الشهيد شرفان} كان هناك بجانب قبر ولدي شرفان قبر آخر هو قبر الشهيد دلوفان, كانا أصدقاء قبل الثورة, والآن قبرهما جنباً إلى جنب.. باركت لهما صداقتهما وهما في دار الآخرة..

لماذا أراد صالح مسلم التخلي عن رئاسة الحزب وتمنى أن يتسلم رئاسة بلدية كوباني؟

اعتقدت أني سأقوم بخدمتها على أكمل وجه..

لماذا قبلت إعادة انتخابك مرّة أخرى لرئاسة حزب الاتحاد الديمقراطيّ؟

نحن نحترم الارادة الجماعيّة, عندما يجتمع أربعة أو خمسة أشخاص ويقررون أمراً فأننا نحترم رأيهم, هذا هو مبدأنا, وعندما يقرّر رفاقنا في مؤتمر عام حتى يغيروا النظام الداخلي, هم قرروا التغيير, وهم قرروا ترشيحي, ولم يكن أمامي إلا أن أحترم إرادتهم.

هل انتهى النظام السوري عمليا ؟

بشكله السابق انتهى, وبشكله الحالي يجب أن يبدّل نفسه ويتغير كل شيء..

إلى أي مرحلة سيستطيع الروس القتال في سوريا؟

أعتقد أن لديهم مصالح, والدخول ليس كما الخروج, أعتقد أنه خلال نقاشاتنا السابقة قبل ثلاث سنوات قلنا لهم الأمن القومي الروسي لا يبدأ من القوقاز, إنما يبدأ من الشرق الأوسط, والشرق الأوسط جزء من الأمن القومي مثلما تقول أمريكا

أيضا هناك تقارير تتحدث عن بيعكم للنفط ب10 مليون دولار شهريا وإقليم كردستان هو الذي يبيع نفط روجآفا؟

لا علم لدي بهذا الموضوع لأنه يخصّ الإدارة ..حسب علمي نفط روجآفا لا يباع حتى الآن, ربما يستغل محليا ولكن عرض عملية البيع في أوربا والغرب لم أقم بها قطعاً, لأنها ليست مهنتي.

ماذا عن مشروع ديمستورا؟

نحن نعتقد أنه يمثل الإدارة الدولية ونحن نحترمها, عبّرنا عن تأييدنا له, ولدينا تواصل دائم مع فريقه ومعه شخصياً إذا تطلّب الأمر, ولا زلنا ندعم أي جهد يسعى للحل السياسيّ ويقرّبه.

ماذا بشأن التصريحات الأخيرة لقيادة قوات وحدات حماية الشعب ضد تصريحاتكم حيث قالوا أنكم غير معنيون بأن تدلوا بتصريحات تخص القوات العسكرية؟

كلامهم صحيح, ليس لي الحق التحدّث باسمهم, أعتقد أنه هناك سوء فهم, لأني عندما أدليت بهكذا تصريح لم أكن أعلم أني أعتدي على حقهم وأدلي بمعلومات مصرّح بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة.
مارأيك بالتصريحات الأخيرة لشقيقك؟

أنا لم ألتقِ شقيقي منذ أكثر من 5 سنوات, ولكن أريد أن أذكّره بشيء, أنه لم يستطع العودة إلى كوباني وزيارتها إلا بعدما حكمتها وحررتها وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG, YPJ).شقيقي له هوى آخر, هو مازال مغرماً بالدنيا الآخرة وبالحوريات والجنة, وهذا شأنه, والمعلومات التي أدلى بها لم تكن دقيقة.
أما بالنسبة لتصريحاته والتي قال فيها أن نسبة حزب الـ (PYD) هي عشرة بالمائة فقط , أقول له أن الحزب الذي لديه أعضاء 10% من الشعب يعتبر أكبر حزب في العالم..

ما هو رأيك بالتمديد للرئيس بارزاني؟

هذا شأنهم, لا نتدخل في أمورهم, ونكنّ كل الودّ والاحترام لشخص كاك مسعود برزاني, التقينا به مرّات عدّة ولم نجد منه غير الكلام الطيب والنوايا الجيّدة, ولكن كشخص نودّ أن نبقى معه على تواصل دائم, والأحداث الأخيرة التي جرت في كردستان شأن داخلي لا نحب الخوض فيها.

كلمة أخيرة للإعلام الكردي عبر صحيفة Bûyerpress

أمنيتي أن يتطور الإعلام الحرّ المعتمد على الضمير , لأن الإعلام يمثل ضمير المجتمع.

نُشر هذا الحوار في العدد (30) من صحيفة Buyerpress

2015/11/1

حوار1

التعليقات مغلقة.