كرد سوريا يعولون على موسكو في الحصول على حكم ذاتي لمناطقهم
استضاف معهد البحوث الاستراتيجية في موسكو الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول أعمال مؤتمر دولي تحت عنوان “مستقبل تشكيل تحالف دولي لمكافحة “الدولة الإسلامية”.
ورغم ان الموضوع الرئيس للمؤتمر كان “سبل مكافحة الدولة الاسلامية” إلا أن مسألة الكرد طغت على قضايا البحث، واتضح أن الكرد لا يطالبون موسكو بتسليحهم، وإنما يعولون عليها في أن يتاح لهم حكم ذاتي في سوريا.
ليونيد ريشيتنيكوف مدير معهد البحوث الاستراتيجية أشار في هذا الصدد إلى “حجم المساعدات المقدمة لسوريا، حيث ترسل روسيا ما بين 50 و60 طائرة يوميا إلى هذا البلد مما يؤكد أنه يعايش أحداث حرب حقيقية”.
واضاف: إذا ما استشارتني سلطات بلادنا عما إذا كان من الأجدى بالنسبة إلينا إطلاق عملية برية في سوريا، لكان جوابي الرفض طبعا، حيث لدى الكرد والجيش النظامي السوري ما يكفي من قوات برية.
وتابع: يتعين كذلك التركيز على تدريب المقاتلين الكرد حتى إتقان استخدام الدبابات والمدفعية رغم الشجاعة التي يتمتعون بها. الدعم الرئيس الذي قدمته موسكو تركز في البحث عن حلول وسط ترضي دمشق و”الثوار”، ونحن نعكف على دعم صياغة موقف مقبول يرضي جميع الأطراف.
مستشار نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس أندريه بلغانوف شدد على ضرورة اعتماد مصطلحات جديدة لدى التحدث عما يسمى بـ”الدولة الإسلامية”.
وأعاد إلى الأذهان في هذه المناسبة أن الطائرات الحربية الروسية في سوريا لا تقتصر بضرباتها على مسلحي هذا التنظيم، وإنما تستهدف الزمر الإرهابية الأخرى، في وقت “يتقن فيه شركاؤنا وخصماؤنا الغربيون بحنكة توظيف مسألة التمييز بين مسلحي “الدولة الإسلامية”، وسواهم من مسلحين وتسخيرها ضد موسكو. وعليه، فلا بد اليوم من التركيز على أن الأمر يتعلق “بمكافحة العصابات الإرهابية الناشطة في سوريا”.
المشاركون في المؤتمر كانوا حاسمين في مواقفهم، وأجمعوا على تورط تركيا في تسهيل وصول المسلحين عبر أراضيها إلى سوريا.
ميراب شامويف عضو الاتحاد الدولي للروابط الاجتماعية الكردية في تعليق لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” اعتبر أن تركيا تواصل باستمرار عرقلة أي حل للمشكلة الكردية، وأكد أنها “تقف وراء تقديم الدعم العسكري والسياسي والمادي لـ”الدولة الإسلامية”. وأضاف أن “تركيا عكفت على شراء النفط من هذا التنظيم بأسعار بخسة، وضربت مواقع الكرد متسترة بالحملة على “الدولة الإسلامية”.
هذا وأعلن الكرد في وقت سابق منطقة كوباني، منطقة حكم ذاتي، وذلك بعد أسبوع على إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا تشكيل حكومة محلية في منطقة الجزيرة السورية.
وصدر عن المجلس التنفيذي “للإدارة الذاتية الديمقراطية” في مقاطعة كوباني – سوريا في ختام اجتماع المجلس التشريعي لإدارة المقاطعة في كوباني، بيان أعلن فيه عن “ضرورة تشكيل إدارة ذاتية ديمقراطية لإدارة شؤون المنطقة، بهدف ملء الفراغ الأمني والإداري ولتأمين احتياجات سكان المقاطعة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية”.
وأشار البيان إلى أن 15 من الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية تشارك في المجلس التشريعي والمجلس التنفيذي لإدارة الحكم الذاتي في المنطقة.
وأكد البيان “إن هذه الادارة المؤقتة لا تهدد وحدة سوريا ولا تهدد أمن واستقرار دول الجوار وليست موجهة ضد أحد”.
وشدد البيان على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإخراج سوريا من الأزمة، لكنه أشار إلى أن “جنيف 2” قد تجاهل القوى الحقيقية الفاعلة على الأرض، وأعلن فيه عن رفض المقررات التي سيخرج بها “جنيف 2”.
هذا وتناقلت وسائل إعلام يوم أمس أنباء رجحت أن يكون الوفد الكردي السوري الذي يزور العاصمة الروسية موسكو قد جاء بجملة من المطالب والمقترحات بينها افتتاح ممثلية لكرد سوريا في روسيا، أسوة بباقي الدول، بينما لم تعلق الجهات الرسمية الروسية على هذه الأنباء أو تنفيها.
وكالات
التعليقات مغلقة.