كيف يمكن للاجئ الحصول على سكن في ألمانيا؟
يعتبر الحق في السكن من الحقوق الأساسية في ألمانيا، لكن ماذا عن اللاجئين القادمين من خارج ألمانيا، هل يتمتعون بدورهم بهذا الحق، وماهي الأماكن المسموح لهم بالعيش فيها ومن هي الجهة التي تقدم لهم المساعدة للحصول على سكن؟
الحق في السكن
كل لاجئ قدم إلى ألمانيا يحصل على سكن. لكن نوعية هذا السكن تعتمد على المدة التي قضاها في ألمانيا ونوع الإقامة التي حصل عليها. في البداية يسكن اللاجئون في الغالب في مدارس قديمة أو قاعات رياضية أو في ثكنات عسكرية سابقة. وهذا هو شكل أغلب مراكز الإيواء الأولية للاجئين. أما نوعية السكن الذي ينتقلون إليه بعد ذلك، فيختلف حسب الولايات والبلديات. ففي بعض الأحيان يعيش اللاجئون في سكن مشترك يتقاسمون فيه غرفة واحدة. وفي بلديات أخرى قد يسمح لهم بالانتقال للعيش في شقة مستقلة. طالبو اللجوء القادمين من دول آمنة يفرض عليهم البقاء في مراكز الاستقبال الأولية إلى غاية البت في طلبات لجوئهم.
هل يمكنني اختيار المكان الذي أعيش فيه؟
كلا. عندما يصل الشخص إلى ألمانيا ويطلب اللجوء، يتم نقله إلى أقرب مركز استقبال، حيث يسجل في ذلك المركز. عندئذ يمكن نقله إلى مركز استقبال آخر، لأن كل مؤسسة متخصصة، في استقبال طالبي لجوء من دول معينة. علاوة على ذلك يوجد في ألمانيا نظام يتم على ضوءه توزيع طالبي اللجوء على كافة ألمانيا وفق مبدأ المحاصصة. فكلما كان عدد سكان الولاية كبيرا كلما زاد عدد اللاجئين الذين تستقبلهم تلك الولاية. وعندما يصل طالب اللجوء إلى مركز الاستقبال “الصحيح” يمكنه أن يتقدم هناك بطلب اللجوء.
بعد ثلاثة إلى ستة أشهر يتم نقل طالب اللجوء إلى مكان آخر، إما إلى سكن مشترك أو إلى شقة، ويختلف الأمر حسب كل بلدية.
في الأشهر الستة الأولى يكون اللاجئ مطالبا بالتقيد بـ “التزام الإقامة”، حيث لا يسمح له بالابتعاد كثيرا عن مركز الإيواء الذي يسكن فيه. ويختلف تحديد هذه المسافة من بلدية إلى أخرى، ففي بعض الأحيان تقتصر هذه المسافة على مدينة واحدة وفي أحيان أخرى تمتد إلى أبعد من ذلك، لكن نادرا ما يسمح بالسفر إلى ولاية أخرى. وبعد مرور ستة أشهر يمكن للاجئ أن يتنقل في كل ألمانيا، لكنه يظل غير قادر على تحديد مقر سكناه بنفسه.
وعند انتهاء إجراءات اللجوء وقبول الطلب، يمكن للاجئ أن ينتقل للعيش في مكان آخر. غير أن هذه الإجراءات تستغرق في الغالب سنة كاملة.
إذا كان اللاجئ يملك إقامة مؤقتة فقط، فلا يمكنه مغادرة الولاية التي يتواجد فيها، إلا إذا كان لا يحصل على مساعدات اجتماعية من الدولة. أما إذا كان يتوفر على ترخيص مؤقت بالبقاء، فلا يسمح له بتاتا بالانتقال إلى مكان آخر.
طالبو اللجوء القادمين من ما تسمى الدول الآمنة لا يسمح لهم بالانتقال للعيش خارج مركز الاستقبال الأولي أو السفر داخل ألمانيا، حتى تنتهي إجراءات طلبات اللجوء التي تقدموا بها، فالنسبة لهم يسري الالتزام بمكان الإقامة طيلة هذه المدة.
من يساعدني في البحث عن سكن؟
المكاتب المختصة هي التي تقرر عادة في سكن طالب اللجوء. ففي البلديات التي يسمح فيها للاجئين بالسكن في شقق، فإن هذه المكاتب هي التي تتوسط في توزيع الشقق. لكن يمكن لطالب اللجوء أيضا أن يبحث بنفسه عن شقة ويقدم بعد ذلك طلبا إلى الجهات المختصة التي يمكن أن يتعرف عليها عن طريق المبادرات المحلية المعنية بشؤون اللاجئين.
غالبا ما يجد اللاجئ صعوبة في وجود شقة بالطرق المعتادة وذلك لعدم المعرفة الدقيقة بالمدة المسموح فيها للاجئ بالبقاء في ألمانيا أو في بعض الأحيان بسبب عدم معرفتهم باللغة الألمانية. لذلك تتولى في الكثير من المدن مبادرات خاصة تنظيم عملية البحث عن السكن. وهنا يفضل الاستفسار في عين المكان عن هذا الأمر. يساعد اللاجئين في مختلف أنحاء ألمانيا على الحصول على سكن في بيوت مشتركة أو في شقق خاصة.
من تجربة لاجئ في ألمانيا
“لم أجد صعوبة آنذاك في إيجاد سكن مناسب في ألمانيا، فأثناء دراستي كنت أسكن في غرف للطلاب كانت تمنح للطلاب بأسعار معقولة وكان يسكن فيها طلاب من مختلف الجنسيات. وبعد تخرجي وبحكم حملي لشهادة عليا وحصولي سريعاً على وظيفة لم تواجهني مشاكل في إيجاد سكن. المؤجرون يبحثون بكل تأكيد عن مستأجر يدفع الإيجار الشهري دون مشاكل. لكن هناك في المقابل مساكن مخصصة من قبل الدولة للعاطلين عن العمل. لا أتوقع أن مسالة السكن في ألمانيا تستحق القلق. فالإنسان من حقه اختيار طبيعة السكن ومكانه في ألمانيا كما يشاء”.
D.W
التعليقات مغلقة.