الكاتب خليل مصطفى : الاتحاد الأوربي يتحمل مسؤولية مقتل ولديّ….

39

تأكدت من خبر مقتل ولديّ في تلك الشاحنة منذ سبعة عشرة يوماً

– انتظره “مسعود ” ما يقارب خمسة وعشرين يوماً, حتى وصل إلى تركيا, ثم سافرا معاً, وللأسف كان هذا قدرهم..!

– أنا إنسان مؤمن بالله, وأتمنى من الله أن يتقبلهما عنده وأن يصبر والدتهما.

خاص -Buyerpress

سلايدر

أثارت حادثة الشاحنة التي عثر عليها على الحدود النمساوية في السابع والعشرين من الشهر الفائت جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام العالمية والتي كانت تقلُّ نحو سبعين لاجئاً لقوا حتفهم, ولم يعرف هوية الكثيرين منهم إلى الآن.

وقد خلقت هذه الحادثة حالة من الارتباك لدى ذوي اللاجئين فيما إذا كان أحد من أقاربهم في الشاحنة المذكورة أم لا، إلى ذلك فقد تعرفت السلطات النمساوية على هوية عدد من الضحايا ومن بينهم عدد من مهاجري كرد روجآفاي كردستان .

وفي حديث خاص لموقع صحيفة “Bûyerpress ” أوضح الكاتب خليل مصطفى ـ والد الشابين حسين مصطفى ورامان مصطفى الذين قضيا نحبهما في الحادثة ـ طريقة سفر ولديه وتنقلهما من دولة إلى أخرى حتى ساعة انقطاع التواصل معهم قائلاً:

” ولداي هما حسين مصطفى (34)عاماً، حاصل على شهادة جامعية باختصاص “الآثار” بدرجة ممتاز، تقدم بعد ذلك إلى رسالة الماجستير, وبعد سنتين سافر الدكتور المشرف على رسالته فعاد إلى قامشلو وبقي ثلاثة أشهر على أمل أن تهدأ الأوضاع كي يعود إلى دراسته, ثم سافر إلى “إقليم كردستان” ولم يتمكن من الحصول على فرصة للعمل باختصاصه , واضطر للعمل كعامل عادي في إحدى المشاريع لمدة سنتين, لكنه لم يحصل على الإقامة في الإقليم, وبعد أن جمع مبلغاً من المال أراد السفر إلى ألمانيا كي يكمل دراسته, باعتبارها الدولة الأولى في دراسة الآثار على مستوى العالم, واصطحب معه أخاه الصغير “رامان” (21) عاماً لاكمال دراسته في مجال “الحاسوب”.

وتابع والد الشابين حديثه بالقول: “انقطع الاتصال معهم بتاريخ 25/8 الساعة العاشرة ليلاً حيث بدأت الرحلة من “إقليم كردستان” إلى تركيا ومن تركيا إلى اليونان ثم إلى مقدونيا ومن ثم صربيا وآخر محطة كانت “بلغراد”.

في الساعة العاشرة اتصل معي ولدي حسين وقال ” هناك مهرب كردي من مدينة السليمانية, واتفقنا معه على مبلغ (1600) يورو كي يوصلنا إلى هنغاريا, ولدينا هناك أصدقاء سوف نذهب معهم مشياً إلى قرية قريبة من الحدود حيث توجد مجموعة بانتظارنا, سوف نقلُّ السيارات ونذهب إلى النمسا, وفي النمسا ينتظرنا أصدقائنا وسنذهب سويةً إلى ألمانيا” .

وأخبرني في ذات الاتصال أيضاً ” إن المهرب في النمسا, ولن يتمكن من القدوم, لذلك سوف يعيد لكل شخص 200 يورو فقلت له: “إنني سمعت أن ألمانيا قد ألغت البصمة, فقال: دعنا نذهب بهذه الطريقة فهي أفضل لنا” .

وأكد مصطفى في سياق حديثه ” أنهم خرجوا في الساعة الواحدة ليلاً ووصلوا إلى النمسا الساعة الرابعة وفي يوم الخميس 27 /8 شوهدت الشاحنة التي كانوا على متنها على الطريق الدولي وكانت أبوابها مفتوحة وأعتقد أن الجريمة حصلت في هنغاريا”.

وأضاف مصطفى” تأكدت من خبر مقتل ولديّ في تلك الشاحنة منذ سبعة عشرة يوماً, ولكن تكتمت على الموضوع, وكنت بانتظار أن تصل جثثهم, ومن ثم أبلِّغ الناس, واتفقت مع عائلة مسعود أيضاً من أجل كتم الموضوع حتى تصل الجثث, ولكن أحد أشقاء مسعود محمد شريف أعلن الخبر منذ أسبوع “.

وأوضح مصطفى في ردٍ على تساؤل فيما إذا كان على معرفة بالشاب “مسعود ” والذي قضى هو الآخر في نفس الشاحنة قائلاً: “يحمل هذا الشاب شهادة الهندسة الميكانيكيّة, وكان صديقاً لولدي حسين, وكان يود السفر مع أولاد عمه من تركيا, ولكن تحدث معه حسين وأخبره أن ينتظره, وفعلاً انتظره مسعود ما يقارب خمسة وعشرين يوماً, حتى وصل إلى تركيا, ثم سافرا معاً, وللأسف كان هذا قدرهم” .

وحمّل والد الضحيتين في حديثه مسؤولية قتل أولاده للاتحاد الأوربي قائلا: “هذه جريمة كبيرة والاتحاد الأوربي يتحمل المسؤولية كاملةً, لأنها حصلت على أراضي الاتحاد. من المعيب أن تحصل هكذا جرائم في وقت ينادي فيه الاتحاد الأوربي بالديمقراطية وحقوق الإنسان, فإذا كان يهمهم أمر المهاجرين, فليفتحوا الحدود أمامهم, وليعملوا على عدم إعطاء المجال لهؤلاء المهربين الذين يتاجرون بالبشر”.

واختتم الكاتب خليل مصطفى والد الشابين “حسين ورامان” حديثه منوهاً: ” لا أستطيع أن أقول للناس أن لا يهاجروا لأن الظروف هنا صعبة جداً وأنا أعلم كل شيء, ولكن لا أريد أن أتحدث, أنا إنسان مؤمن بالله, وأتمنى من الله أن يتقبلهما عنده وأن يصبر والدتهما, وهما بالنسبة لي بمرتبة الشهداء, لأنهما سافرا لتحصيل العلم, وقتلا في الغربة بطريقة بشعة” .

1 2 3 4 11 22 DSC09521 سلايدر

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.