محمد شيخي : تصرفات السكرتير العام و جهله جعلتنا في أزمة حزبية

209

 

السيد السكرتير لم يكن له برنامج سياسي وبصراحة برنامجه شبه مقالات لا أكثر ولا يحتوي على أية رؤية سياسية واضحة، كان يضع صورته بين صور لينين وماركس وأنجلس والرئيس بارزاني والقائد أوجلان.

– أعتقد أن الضرورة تقتضي بإبقاء السيد صالح مسلم على رأس الحزب نتيجة تفاعله وحركته في إطار المجتمع الدولي ونجاحه في كثير من الملفات.

– نحن ندعم هذه الخطوة ونتمنى أن تدرس اللغة العربية والسريانية.

– أنا مع التمديد للسيد الرئيس مسعود البارزاني بسبب المرحلة التي تقتضي بقاءه في منصبه.

– مؤتمر حزب التقدمي سيكون الضربة القاصمة للمجلس الوطني الكردي.

تصرفات السكرتير العام و جهله جعلتنا في أزمة حزبية تمخض عنها توقيف نشاط جميع الحزبيين الذين كانوا عناصر فاعلة في الحزب فقاموا بتجميد عضويتهم

– أعتبر نفسي أحد قادة الحراك الشبابي الذين قادوا المظاهرات إبَّان الثورة السورية.

– هناك صراع بين أناس داخل الإدارة يريدون أن تنجح وبين أناس يريدون أن يعطوا صورة سيئة عنها.

– وبالنسبة للأيدولوجيات الموجودة في المنهاج الجديد فإننا في حزبنا نحترم شخصية السيد عبد الله أوجلان لكن كنا نتمنى أن يراعى في هذا المنهاج بعض الشخصيات الأخرى.

– أتذكر أن الـ(PYD) سموا مظاهرةٌ بـ “برخودان جيانا” ونحن رفعنا لافتات مكتوب عليها “سلحونا بأسلحة مضادة للطائرات” فتصور هذا الفارق في الطرح والرؤية.

– “احذروا أعداء الداخل”.!؟ الكثير من الأشخاص كانوا في فترات سابقة متورطين بملفات فساد كبيرة وهم الآن يريدون التفاعل مع الإدارة الذاتية.

نرى أنفسنا قريبين من حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) هناك حزب واحد هو حزب الوحدة لا غير وهو حزب في المرجعية السياسية الكردية .

يجب أن لا يكون هذا الجيش أو هذه الوحدات تابعة لأية جهة سياسية معينة ويجب أن لا تُسيِّر هذه القوة من قبل طرف معين.

أجرى الحوار: أحمــــد بافــێ آلان

من هو السياسي محمد شيخي ؟

أعتبر نفسي ناشطاً سياسياً، تعاملت مع السياسية منذ بداية الثمانينات من خلال عملي في الحزب الشيوعي السوري تحديداً في المنظمة الشبابية التي كانت تسمى “اتحاد الشباب الديمقراطي السوري”, مارسنا السياسة آنذاك في ظل انعدام الديمقراطية وانعدام الحالة السياسية التي كان يعمل حزب البعث على تأصيلها من خلال نظامه الاستبدادي الذي كان يحكم البلاد بقوة الحديد والنار, والتي من خلال هذه المنظومة الفاسدة استطاع أن يولد وينشئ الأجهزة الأمنية كي تنفذ أجندته وتستطيع نهب العباد والبلاد في آن واحد، وقد انخرطت في السياسة بشكل عملي منذ بدء الثورة السورية ولكنني تعاملت مع السياسة قبل ذلك من خلال الحزب الشيوعي السوري أو الحزب الشيوعي الكردستاني الذي أسسته بنفسي واستطعت أن أخرجه من قاع الزجاجة وعملت في سبيل أن يكون له خلايا ومنظمات سياسية على الصعيد السوري وروجآفاي كردستان.

كما أعتبر نفسي أحد قادة الحراك الشبابي الذين قادوا المظاهرات إبَّان الثورة السوريةوأعتبر نفسي شخصية كان لها دور بارز في نشر البيانات التي كانت تدعوا إلى التغيير الجذري في بنية النظام والمجتمع .

– ما الذي دفعكم كحزب شيوعي للمشاركة في ثورة محمد شيخيروجآفاي كردستان ضد النظام؟

نحن كنا مناهضين لسياسات النظام قبل اندلاع الثورة وعند اندلاعها انخرطنا فيها وأعتقد أني كنت أول موظف خرج إلى الشارع وشارك في المظاهرات وبفعالية, واستطعت جذب أكثر من مائة شخص إلى الخروج في المظاهرات, كانوا من الشيوعيين سابقاً, ولكي أكون منصفاً فإن حزب “الإرادة الشعبية” كان أول حزب خرج بقرار مركزي للخروج إلى المظاهرات والمطالبة بالتغيير الجذري والشامل والعميق لبنية النظام واسقاط الفساد, فكان هناك الكثير من الأفكار التي كانت تحلل الواقع تحليلاً صحيحاً و تفسيراً لبنية النظام وكانوا يطالبون بالتغيير التدريجي لبنية النظام, من أوائل اللافتات التي كنا نحملها تحمل عناوين مثل كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار ولا للحل الأمني ولا للتدخل الخارجي ونعم للوحدة الوطنية, فكان تحليلنا الماركسي يكرِّس هذه المفاهيم لأننا كنا نعلم بحسب التحليل الموجود لدينا أن النظام بطبيعته كان ينوي أن يجرَّ الحركة الشعبية إلى حلبته القومية وهي حلبة السلاح لأنه نظام متمرِّس ومدجج بكافة أنواع الأسلحة, ونجح في ذلك وكذلك عندما كنا نقول نعم للوحدة الوطنية لإننا كنا نعلم أن الوحدة الوطنية مهددة, ولأن النظام سيخلط الأوراق وسيجعل من الشعب السوري ومثقفيه ونشطائه يعتقدوا أنهم أمام تحديات كبيرة وأن النظام هو الحامي للوحدة الوطنية وأنهم عندما يقومون بهذه الأفعال سيضربون هذه الوحدة بالتالي خلق حالة “ضرب الكل بالكل” وإضافة إلى ذلك عندما كنا نقول لا للتدخل الخارجي, كنا نعلم أن هناك دول تريد أن تتوقف موجة الاحتجاجات الشعبية في الدولة السورية بالتالي يؤدي هذا التوقف إلى زيادة نزيف الدم في الشارع السوري وتحطيم هذه الدولة وكثير من التحديات والمقومات التي كانت موجودة في سوريا بشكل عام وكما رأيتم ماذا جرى وتلك المواقف التي كنا نطلقها كيف صارت محققة في الواقع بسبب النظام وبعض القوى المتشددة الموجودة على أرض الواقع .

آنذاك استمرت الاحتجاجات في روجآفاي كردستان لشهور عديدة بمشاركة الأحزاب الكردية التي في الفترة الأولى لم تنخرط في الحراك وبعد أن خرجت إلى الشارع لعدة شهور رأينا كيف سيطر حزب الاتحاد الديمقراطي على الشارع بالتزامن مع انسحاب أحزاب المجلس الوطني الكردي، بالنسبة لكم كيف نظرتم إلى هذا الوضع وخاصة بالنسبة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي؟

قبل انخراط حزب الاتحاد الديمقراطي في المظاهرات كانت هناك تحديات أمام قادة المظاهرات أو المشاركين فيها بشكل عام فكان هناك اختلاف في الرؤى، ثم شاركت بعض الأحزاب بعد عدة أشهر وفي الحقيقة كانت شعارات الشباب معروفة ومناهضة للأحزاب أنفسهم ومن تلك الشعارات “لا أحزاب ولا حزبية ثورتنا ثورة شبابية” حتى أتذكر في أحد الأيام عندما جاءت قيادات الأحزاب الكردية ووقفت في الصفوف الأمامية للمظاهرة ،آنذاك قال الشباب فليكملوا هم ونحن سنتوجه باتجاه آخر لذا وضعهم الشباب في موقف محرج فقامت الأحزاب بعد ذلك بجلب مجموعة من الشباب وكان في يوم الأربعاء على ما أذكر وبعدها عملت الأحزاب على حشد مناصريها من الشباب وشكلت مظاهرات كبيرة والحقيقة لا ينبغي أن ننكر ذلك، واستمرت هذه التحديات حتى جاء حزب الاتحاد الديمقراطي فقام بخلق مظاهرة في نفس التوقيت وأمام نفس الجامع (قاسمو) وبصراحة لم تكن بهذا الحشد الجماهيري الكبير فرأى الشباب بأن لا يصطدموا مع أنصار الاتحاد الديمقراطي لذا قرر الشباب أن يجتمعوا ويتظاهروا في شارع “منير حبيب” ويبقى أنصار الاتحاد الديمقراطي أمام جامع قاسمو.

– برأيك، كيف استطاع حزب الاتحاد الديمقراطي أن يسيطر على الشارع؟

كان ذلك لعدة أسباب فقد كانت لديهم مفاهيم ورؤى غير ما كنا نتصور نحن فكانوا يقولون يجب علينا أن نخرج إلى المظاهرات ولكن نرفع شعارات تمثل خصوصيتنا و تمثل القومية الكردية ونرفع الألوان الكردية ونسمي المظاهرة والجمعة بأسماء خاصة بنا وأتذكر أن الـ(PYD) سمَّت مظاهرة بـ “برخودان جيانا” أي المقاومة حياة ونحن رفعنا لافتات مكتوب عليها “سلحونا بأسلحة مضادة للطائرات” فتصور هذا الفارق في الطرح والرؤية، ثم إن الميراث النضالي الذي يمتلكه هذا الحزب جعل منه مصدر خوف وقلق بالنسبة للمجتمع الكردي ثم إن هذا الحزب يمتلك قدرة هائلة على استقطاب الجماهير مما جعله يشكل منظمات في كافة الأحياء والمناطق كما شكل مؤسسات ونقابات لكافة الشرائح والفئات ومن ناحية أخرى ربما استطاعوا أن يستقطبوا الجماهير من خلال الفعل الجدي فكانوا يتحركون ليلاً نهاراً بصورة جديَّة إلى أن قاموا بإنشاء قوة عسكرية وبطبيعة الحال كان الشباب الكردي تواقاً إلى حمل السلاح, فهذا الحزب كان أكثر فعالية وأكثر استعداداً وأكثر اهتماماً بالشعارات التي كانت ترفع مع العلم أنهم كانوا يعدون على أصابع اليد وهذا إن دلَّ على شيء فإنه يدل على عملهم الجدي والفعال.

– كيف كانت قراءتكم بالنسبة لتشكيل المجلس الوطني الكردي واستبعاد بعض الشخصيات والأحزاب منه؟

المشكلة أن أحزاب المجلس لم ترتق إلى مستوى الأهداف أو مستوى الحدث لأنها كانت تعيش أوهام الماضي فكانت دائماً ترى نفسها أحزاب معارضة لقوى سياسية وأنها تطالب بحقوق شعب عانى الأمرين ولكن عندما وقعت الحادثة واستطاع الشباب واستطاعت شعوب المنطقة أن تضحي بكل شيء في سبيل تحقيق المطالب المشروعة , بقيت الأحزاب الكردية في قوقعة الماضي وأوهامه ولم ترتق إلى المستوى المطلوب بل بقيت حبيسة الماضي والتفاخر به بدل مواكبة الحدث الجديد.

هذه الأحزاب ليست لديها التجربة في أن تمسك بزمام المبادرة وقيادة الجماهير وقد أسست هذه الأحزاب مجلساً توافقياً بأحزاب معينة وشخصيات محدودة معينة وبعض الشخصيات الوطنية المستقلة بصراحة تلك الأحزاب أسست مجلساً على شاكلتها وقد فشلت فشلاً ذريعاً .

– في العام 1983 تم الإعلان عن الحزب الشيوعي الكردستاني، حبَّذا لو تحدثنا عن بداية التأسيس وعن المشاركة في الإدارة الذاتية وكيفية التعامل معها؟

بصراحة حاولنا مراراً وتكراراً أن نخرج هذا الحزب من عمق الزجاجة لأنه كان حزباً مترهلاً ولم يكن لديه مشروع سياسي واضح نستطيع أن نعلنه للجماهير فحاولنا أن نعقد مؤتمراً لتوضيح أفكار وأهداف ومشروع هذا الحزب لكن نتيجة المعارضة من قبل شخصية نجم الدين ملا عمر سكرتير الحزب والذي كان يعيش خارج الزمان والمكان بصراحة، مع ذلك استطعنا أن نبني حزباً ولو كان في البداية حزباً له عدة خلايا ومنظمات موجودة خاصة في مدينة قامشلو لكننا تأملنا خيراً واستطعنا أن نؤسس بنية حقيقة لحزب ثوري حقيقي وهذا ما جعل أن يجن جنون السيد ملا عمر لأنه لم يكن يريد أن يكون الحزب بهذا الشكل ـ كانوا عدة أشخاص ليس لهم باع في السياسة ـ لكنه لم يستطع أن يحقق ما يريده واكتشفنا ما كان ينوي أن يقوم به، ثم قررنا نحن الاثنين أنا ونجم الدين ملا عمر أن نشارك في حركة المجتمع الديمقراطي فقد كنا نقول يجب أن نشارك العمل معهم نتيجة ترابط الأفكار والرؤى السياسية فنحن كنا محكومين كشيوعيين أن نشارك في حركة المجتمع الديمقراطي وكذلك على جميع الشيوعيين أن يشاركوا العمل مع هذه الحركة لأنها حركة ثورية تريد أن تغير الواقع تغييراً جذرياً شاملاً فاستطعنا أن نبني علاقات مع هذه الحركة, وكان حزبنا الحزب الوحيد الذي استطاع أن يتفاعل مع حركة المجتمع الديمقراطي بشكل جدي وفعال ،لكن تصرفات السكرتير العام و جهله جعلتنا في أزمة حزبية تمخض عنها توقيف نشاط جميع الحزبيين الذين كانوا عناصر فاعلة في الحزب فقاموا بتجميد عضويتهم أما أنا فقد جمدت عضويتي قبل ذلك نتيجة خلاف فكري وسياسي وسلوكي بيني وبين السكرتير .

– هل كانت شخصية السكرتير العام سبباً رئيسياً للانسحاب ولماذا؟

الحقيقة إن تصرفات السكرتير العام وسلوكياته وعدم امتلاكه الشفافية كانت من الأسباب الرئيسية، لقد كانت شخصية غامضة، يبالغ كثيراً بتصرفاته وكثيراً ما كان يتباهى ويبالغ ببعض الأعمال التي كان يقوم بها, وعندما كنا نلتقي مع الآخرين ونسألهم ماذا فعل وماذا جرى فيخبروننا بما قام به, وبصراحة كنا نتألم مما كان يقوم, به فتصرفاته كانت يندى لها الجبين, إضافة إلى عدم وضوح الرؤية السياسية لديه فلم يكن له برنامج سياسي وبصراحة كان برنامجه شبه مقالات لا أكثر, ولايحتوي على أية رؤية سياسية واضحة ومع أني كنت من ضمن صفوف هذا الحزب إلا أننا كنا نملك رؤية وكان لدينا أمل في التغيير إلى حين انعقاد المؤتمر الثالث وحقيقة كانت شخصيته متهمة بكثير من التهم فكنا نحاول دائماً أن نزيل عن شخصيته التهم الموجهة إليه أمام السياسيين في الحركة الكردية, وكانت هذه إحدى العقبات التي كانت تعوق طريقنا نحو التوسع الجماهيري ومع ذلك استطعنا أن نحقق بعض التقدم، أما هو فكان يبحث عن الترف السياسي وجعل الحزب مطية له, فهو شخصية مريضة وكان يضع صورته بين صور لينين وماركس وأنجلس والرئيس بارزاني والقائد أوجلان, إنها شخصية غير قابلة للتطور وكان يتصرف معنا بفوقية, وكأنه القائد الملهم, ولم يتنازل عن الحزب, ولذا خرجنا ببيان تبرئنا من خلاله من هذا الحزب ومن التصرفات التي كان يقوم بها السكرتير العام, وبعد ذلك نتيجة لإصرار الرفاق على إنشاء حزب آخر وبعد المناقشات تمكنا من التوصل إلى إعلان حزب الشغيلة الكردستاني في 8 / 6 / 2015.

– بعد الإعلان عن حزب الشغيلة الكردستاني ماذا كان موقفكم من حل القضية الكردية في سوريا؟

جاء حزب الشغيلة الكردستاني رداً واستجابة للظروف الموضوعية التي تطلبت إنشاء هذا الحزب وأهمها تلازم المسارين وهما مسار التحرر القومي مع التحرر الاجتماعي فهناك أحزاب قومية تناضل لإزالة الظلم القومي, وهناك أحزاب شيوعية تناضل من أجل التحرر الاجتماعي, ونحن كحزب الشغيلة الكردستاني أردنا أن نلازم هذين المحورين سوية, ولدينا رؤية لحل القضية الكردية, وهي أن تتلازم مع التحرر الاجتماعي بمعنى أنه يجب أن يقود الحركة التحررية القومية الكردية حزب ثوري من أجل تحرر المجتمع تحرراً كاملاً من جميع أشكال التعصب والاعتداء والمواقف المجحفة بحقه, وكذلك أن يكون هذا الحزب خالياً من البرجوازية والإقطاعية ليستطيع أن يرتقي بالمجتمع الكردي إلى حالة الرفاه والعدالة الاجتماعية والتوازن الاجتماعي وأن يكون في هذا الحزب ممثلين عن الشعب وعن طبقات الكادحين والشغيلة بشكل عام, والذين يعملون بأدمغتهم وسواعدهم .

– ماهي رؤيتكم لحل الأزمة السورية بشكل عام؟

بعد أن وصلت الأزمة السورية إلى هذا الحد وإلى هذه الكارثة الإنسانية والدمار الشبه الكامل نتيجة للتناحر بين قوى متصارعة ليست لديها مشروع وطني سوري حقيقي حيث استطاع النظام بالتحالف مع قوى متشددة أن يقوم بإخراج زمام المبادرة من أيدي السوريين لذا نحن دائماً ندعو إلى تشكيل هيئة أو جبهة وطنية سورية تستطيع أن تعيد ثقل القرار إلى الداخل, كي تستطيع التفاعل مع الأزمة وإيجاد السبيل إلى الحل السلمي حسب مقررات مؤتمر جنيف1 بالتالي فإن تشكيل هيئة وطنية سورية يمكن أن يكون لها دور بارز في مؤتمر جنيف3 للتأسيس لدولة سورية تعددية لا مركزية ديمقراطية اتحادية وبالتالي مساعدة جميع القوى التي تريد الحل بشكل جذري.

– ما هي رؤيتكم لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

الإدارة الذاتية الديمقراطية لديها الكثير من التحديات وتعيش حالة الصراع لأن هناك من يقول بأن هذه الإدارة غير معترف بها من قبل النظام ومن قبل الكثير من القوى العالمية, الإدارة تعيش حالة الصراع مع الداخل ومع الخارج في نفس الوقت وهي تحاول جاهدة أن تبني المجتمع وتجلب الأمن والأمان والاستقرار إلى المنطقة وتعمل كي تكون واقعاً حقيقياً مع العلم أنها قامت على تراكم الفساد الذي أنشأه النظام فهناك الكثير من القوى الداخلية والإقليمية والدولية تحاول إفشال هذه الإدارة, لكن الإدارة نجحت في كثير من النواحي الاقتصادية والسياسية واستطاعت أن توصل صوتها ـ وبما قامت به ـ إلى الكثير من الدول والقوى العالمية, وبرهنت لهم أن الشعب في روجآفاي كردستان يستطيع أن يدير نفسه بنفسه ويبني مشروعاً حضارياً وخاصة إذا ما تم تقديم الدعم والمساندة من قبل بعض القوى الوطنية و العالمية.

– هل ترى أن الإدارة الذاتية استطاعت أن تعالج وتنهي ملفات الفساد المالي والإداري؟

كما قلت لك فإن الإدارة الذاتية جاءت بعد أن تفشى الفساد وتراكم نتيجة ميراث حكومة البعث, وهي أمام تحديات كبيرة ومنها الفساد المالي, لكن لا أقول أنها تخلصت من مسألة الفساد المالي بشكل كلي لأنه مازال يوجد الكثير من الفاسدين فيها ونحن كشيوعيين دائماً نقول “احذروا أعداء الداخل” لأن الكثير من الجهات والشخصيات كانت في فترات سابقة متورطة بملفات فساد كبيرة وهي الآن تريد أن تتفاعل مع الإدارة الذاتية وتقوم بإدارة بعض الهيئات واللجان والحقيقة أنه في الفترة الأخيرة تم تدارك الوضع وتم إقصاء الكثير منهم وهذه إحدى التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية فهناك صراع بين أناس داخل الإدارة يريدون أن تنجح وبين أناس يريدون أن يعطوا صورة سيئة عنها والواقع أنه تلزم الإدارة بعض الوقت كي تعالج هذه المسائل.

– هل قدمتم طلب ترخيص إلى المجلس التشريعي وهل تمت الموافقة على طلبكم؟

قدمنا طلب رسمي لكن لم تتم الموافقة عليه بعد نتيجة بعض الظروف، وقد قدمناه في 2/7/2015 إلى مجلس الأحزاب واستوفينا جميع الشروط ونحن نتأمل أن يتم ترخيصنا بشكل جدي وهدفنا من الترخيص هو دعم الإدارة الذاتية عملياً والتفاعل مع المجتمع في روجآفاي كردستان كي نوصل صوته إلى المجلس التشريعي, وأخذنا على عاتقنا محاربة الفساد بكل أشكاله والقيام بدعم بعض المشاريع الخدمية لشعبنا في روجآفاي كردستان.

ما هي الظروف التي من أجلها لم تتم الموافقة على طلبكم في المشاركة في حركة المجتمع الديمقراطي؟

بصراحة حسب ما أبلغونا أنه عندما قدمنا الطلب كان المجلس التشريعي منشغلاً بإقامة بعض الدورات كما أن أعضاء مجلس الأحزاب كانوا في سفر إلى بعض الدول الأوربية لمهام سياسية ولكن عملية ترخيص حزبنا لن تتجاوز الثاني من شهر تشرين الأول /أكتوبر القادم.

– ما هو الحل برأيك بالنسبة للتدخل الغربي في الحالة السورية؟

الدول الغربية وبعض الدول العربية الرجعية تريد إزالة بشار الأسد والإتيان بالمعارضة السورية المتمثلة بالائتلاف والذي هو من صنيعة تلك الدول وجعلها مكان النظام الاستبدادي الفاشي كما أن هناك دول تقول أن هدفنا ليس إسقاط الأسد أو إبقاءه ولكن ما نريده هو أن يبني الشعب السوري بلده بيده وأن يحدد مصيره من خلال معارضة الداخل والخارج وهذه الدول تريد المحافظة على مصالحها أيضاً.

– أنتم كحزب الشغيلة الكردستاني ماهي الأحزاب الكردية التي ترون أنفسكم قريبين جداً منها؟

نحن نرى أنفسنا جزءً من حركة المجتمع الديمقراطي أما من ناحية الأحزاب السورية فإننا نرى أنفسنا قريبين جداً من حزب الإرادة الشعبية ونحن نرى المفكر قدري جميل قدوة لنا ومن جهة الأحزاب الكردية نرى بأننا قريبين من حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) ولا أقول الجناح الفلاني أو الجناح الآخر, وإنما هناك حزب واحد هو حزب الوحدة لا غير وهو حزب في المرجعية السياسية الكردية.

– هل ستنضمون لا حقاً إلى أحزاب حركة المجتمع الديمقراطي؟

سواءٌ انضممنا إليهم أو لم ننضم فإننا نعتبر أنفسنا جزءً من هذه الحركة .

– كيف تقيِّم عمل المعارضة السورية الداخلية والخارجية المتمثلة بهيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني؟

بالنسبة للمعارضة الخارجية وخاصة أصحاب النفوذ والقرار السياسي منهم للأسف على الرغم من امتلاك الكثير منهم لقدرات وإمكانات وشخصيات مرموقة إلا أنها لم تستطع الوقوف في وجه المؤامرات التي حكيت ضد الشعب السوري ودولته و نتيجة لإطالة أمد الثورة وعدم قدرتهم على مواصلة النضال بشكل جدي لذا باعوا أنفسهم لقوى هي بالأساس لا تريد الخير للشعب السوري وتريد أن يبقى هذا الشعب في جهلة وفقره وأن لا يصل إلى المستوى الديمقراطي المنشود مما أدى إلى ارتفاع مستوى وتيرة التناحر والخلافات العميقة والتي خلقتها تلك القوى لكي يثبتوا لشعوبهم أن مصير من ينادي بالإصلاح وإسقاط الأنظمة سيكون كمصير الشعب السوري.

أما المعارضة الداخلية بتقديري نظرت منذ البداية نظرة معمقة للمشهد السوري واستطاعت أن تتعامل بعقلانية مع الوضع الجديد وهي متمثلة بالجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وهيئة التنسيق التي نكنُّ لها كل الاحترام والتقدير،ونحن نحمِّل المعارضة الخارجية والنظام جريرة ما حصل في سوريا.

– بعد أن تنضموا لحركة المجتمع الديمقراطي هل ستكون لكم مساهمة في تعديل أو تغيير بعض القرارات التي ربما يقول عنها البعض أنها تساهم في عملية الهجرة كقرار “التجنيد الإجباري”؟

أنا أقول نحن كشعب أمامنا تحديات كبيرة والمشكلة أننا دائماً ننظر إلى هذه المسائل نظرة سلبية فكلنا رأينا كيف أن القوى العدائية تهاجمنا، إذاً نحن بحاجة إلى قوة عسكرية تحمينا من هذه الهجمات, ومن جهة أخرى نحن أمام استحقاق وطني سوري عام وكي نحصل على هذا الاستحقاق يجب أن يكون لدينا قوة حماية ذاتية تدافع عن الاستحقاق الوطني السوري بشكل عام, فالتجنيد الإجباري ظاهرة موجودة في جميع الدول ومسألة طبيعية ولكي يدافع أبناء هذا البلد عن وطنهم وينخرطوا في جيش يحمي استحقاقاتهم الوطنية، لكن هناك بعض المشاكل نريد أن نجد لها الحل فيجب أن لا يكون هذا الجيش أو هذه الوحدات تابعة لأية جهة سياسية معينة ويجب أن لا تُسيِّر هذه القوة من قبل طرف معين حسب رغبة ذلك الطرف أوأن تلقن بأي أيديولوجية معينة فيجب أن تكون مستقلة ومهمتها حماية الشعب فقط وهذا ما نتمناه حقيقة.

– في الآونة الأخيرة أصدرت الإدارة الذاتية منهاجاً لثلاثة صفوف في المرحلة الإبتدائية باللغة الكردية مما خلق حالة من الامتعاض ربما لدى الكثير لأنه يحتوي على فصول أيدولوجية خاصة بحزب العمال الكردستاني، كيف ينظر حزب الشغيلة الكردستاني إلى هذه الخطوة؟

نحن ندعم هذه الخطوة بشكل كامل ونتمنى أن تدرس اللغة العربية والسريانية, كذلك وبالنسبة لأيدولوجية حزب العمال الكردستاني الموجودة في المنهاج الجديد فإننا في حزبنا نحترم شخصية السيد عبد الله أوجلان لكن كنا نتمنى أن يراعى في هذا المنهاج بعض الشخصيات الأخرى كي لا تتخذ الأطراف الأخرى ما هو موجود الآن في المنهاج ذريعة للتهجم والنقد ولو كان هناك توافق بين الأطراف الكردية عموماً لما حصل ذلك.

– بعد فترة سيعقد الحزب التقدمي مؤتمره العاشر وهناك بعض الآراء التي تقول بأن هذا الحزب سيكون في هذا المؤتمر أمام مرحلة سياسية مفصلية، أنتم كيف ترون ذلك؟

الحزب التقدمي يسعى لفعل شيء ما لكنه يرى أن المجلس الوطني الكردي يشكل عائقاً أمامه ويحول دون ما يريد أن يقوم به وبصراحة إن هذا المؤتمر سيكون فعلاً مرحلة سياسية مفصلية للحزب التقدمي وسيكون الضربة القاصمة للمجلس الوطني الكردي .

– كذلك في الفترة القادمة سيعقد حزب الاتحاد الديمقراطي مؤتمره السادس وربما سيخرج بقرارات هامة وربما سيقوم الحزب بتغيير رئيسه السيد صالح مسلم، ماذا تقول؟

حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي تعودنا أن يكونوا دائماً في حالة من الديمومة الحركية والتغيير والتجديد وأتوقع من هذا الحزب أن يقف طويلاً على مسألة التجديد والتغيير ومعالجة المشاكل لجذب المزيد من الجماهير واستقطاب العدد الأكبر منهم إليه أما قضية تغيير رئيس الحزب فليس لدي أي اطلاع على المسألة.

– لكن هذا موجود في نظامهم الداخلي وبحسب ذلك النظام فإنه لا يحق لرئيس الحزب أن يترشح لأكثر من دورتين؟

عندما تنعقد المؤتمرات تنحل كل الهيئات والمجالس في أي حزب لكن أن نقول بأنه سيتم تغيير رئيس الحزب في الاتحاد الديمقراطي بتقديري هذا شأن داخلي للحزب ولا نتدخل فيه.

– هذه ثوابت وقوانين تتعلق بالأنظمة الداخلية للأحزاب ولا يمكن التغيير فيها إلا إذا كان هناك توافق من قبل الجميع على هذا التغيير الجديد في النظام الداخلي لكن هناك من يقول بأنه سيتم تغيير رئيس الاتحاد الديمقراطي وسيكون هناك من يستلم هذا المنصب خلفاً للسيد صالح مسلم ترى من تتوقع أن يكون البديل؟

هناك شخصيات كثيرة في حزب الاتحاد الديمقراطي يمكن أن تقود الحزب ولكن أعتقد أن الضرورة تقتضي بإبقاء السيد صالح مسلم على رأس الحزب نتيجة تفاعله وحركته في إطار المجتمع الدولي ونجاحه في كثير من الملفات بهذا الخصوص ثم إن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يربط كل الأمور برئيس الحزب كما في بعض الأحزاب الكردية الأخرى.

– أفهم منك أنك لست مع تداول السلطة ضمن الأحزاب الكردية؟

أنا لا أنظر بهذه النظرة ولست مع عبادة الفرد وأكرهها جداً لكن آخذ بعين الاعتبار دور الأشخاص وأهميتهم في مراحل معينة وخاصة في مراحل الأزمات.

– إذاً أنت مع التمديد للسيد مسعود البارزاني في رئاسة الإقليم؟

نعم أنا مع التمديد للسيد الرئيس مسعود البارزاني بسبب المرحلة التي تقتضي بقاءه في منصبه.

 

نشر هذا اللقاء في العدد 27 من صحيفة Buyerpress

 

محمد شيخي

 

 

التعليقات مغلقة.