قرار منع قناة رووداو قرار سياسيّ بحت, ويسيء بشكل كبير إلى صورة الإدارة الذاتية في روجآفا.. هو قرار خاطئ, ونحن ندعوهم لمراجعته.
– بعد إن (فرض )علينا القرار صرنا نسمّي كل من يسقط دفاعا عن كردستان في الأجزاء الأربعة, وخاصة في الحرب مع داعش بالـ (شهيد),.
– التقيت مع فرهاد ومسعود قبل ذهابهما للقاء الشيخ حميدي, وأخبرتهما ألا يذهبا, لأنه هناك غيرهم سيلتقون به, لكنهما للأسف ذهبا, ولم يكن هناك قرار بذهابهما.
– تواصلنا مع فتح الله الحسيني, ممثل الإدارة الذاتية في السليمانية وبدوره استنكرالقرارا لأنه لا يصبّ في مصلحة أحد.
– قناة روناهي غير قوية وغير مهنيّة, إنما هي قناة حزبية تعمل على البروبوغندا.
– الإعلام الكردي مرّ بمرحلتين هما الإعلام الكرديّ قبل “رووداو” والإعلام الكرديّ بعد “رووداو”.
– هي انتهاكات فاضحة.. ومن الضروري جداً أن تغيّر الإدارة موقفها من “رووداو” لأنها من أكبر مؤسسات الإعلام الكرديّة.
– أستطيع القول أن (منتجاً ) في قناة “رووداو” يوازي في خبراته مديراً عاماً للقنوات الأخرى في كردستان.
– السيّد نيجيرفان لم يتدخّل مرّة في عملنا, أو تحدّث إلينا أو وجّهنا لنفعل هذا الشيء دون غيره.
– نحن نريد أن نرسم اسم كردستان في كل مكان, حتى على السماء.
أجرى الحوار: قادر عكيد – هوليــر
1– من هو آكــو محمد, بداياته مع الصحافة كيف بدأت؟
ولدت في شمال كردستان. أكملت الدراسة حتى تخرجت من المعهد المركزي للمعلمين, بدأت العمل الصحفي في العام 2000 كرئيس تحرير في صحيفة “ميديا”, وكانت صحيفة إسبوعية, وتعدّ من كبريات الصحف التي تطبع وتوزّع في جنوب كردستان حينها, كنت رئيساً لتحرير مجلة ” سرخبون” في الوقت ذاته, وكانت مجلة فصليّة. بعد تأسيس صحيفة “رووداو” في العام 2008 أصبحت رئيس تحرير لها.. وفي العام 2013 بدأنا بمشروع شبكة “رووداو” الإعلاميّة.. حقيقة كان المشروع ضخماً, وبدأنا حينها بالطبعة الأوربية لصحيفة وبعدّة لغات.
– حدثنا عن العمل الفني (شنكال) و(سنجار) الذي تبنّته مؤسسة “رووداو”, وأشرف عليه الموسيقار العالمي دلشاد سعيد؟
حقيقة كان العمل على مستوى عال جداً, نحن في الأساس شبكة إعلاميّة, لكن تصادفنا أحيانا أعمال ومشاريع جيّدة ومرتبطة بالأحداث, نقوم بتبنيها ورعايتها.
الفنان دلشاد سعيد من أهم الفنانين والموسيقيين الكرد, وكانت لنا ثقة كبيرة به بأنه سينجز عملاً ضخماً وناجحاً؛ وكان العمل كما توقّعناه, ويعدّ عمله (بيشمركة وشنكال) الآن في رأس قائمة الأعمال الفنية على مستوى العالم, لم ينجز أحد حتى الآن هكذا عمل من أجل البيشمركة وشنكال, وكان له صدى كبيراً على المستوى القومي أيضاً, وتم طباعة (CD)و(DVD) هذا العمل من قبل شركة ” سوني”.
– من هو الشاعر الذي وضع كلمات هذين العملين؟
هو الشاعر أديب ݘلكي
– هل تعتقدون أن “رووداو” استطاعت إيصال القضيّة الكرديّة إلى العالم كما صرّحتم به في حفل سمفونية (بيشمركة وشنكال)؟
دون شكّ.. لم يحصل هذا قبل “رووداو”. لم يستطع أي مايك أو مكرفون من أي تلفزيون كان إلى الوصول إلى أفواه وأياد هذا العدد من المسؤولين في العالم, لم توزّع كاميرات أي قناة كما وزّعت كاميرات “رووداو” في أنحاء العالم, لا يكمن الموضوع في إيصال المشهد إلى المشاهد الكردي فقط, إنما استطعنا إيصال المشهد الكرديّ إلى العالم أجمع, وقناة “رووداو” عضو في شبكة العلاقات الاعلامية العالمية (ENEX)، للتبادل الخبري الاوروبي إلى جانب قنوات عالمية معروفة, ونرتبط بشبكة علاقات وتعاون وثيق فيما بيننا, كذلك تربطنا واجبات مشتركة, وهذه هي المرّةالأولى – بصراحة – تستطيع فيها “رووداو” دخول البيت الأبيض, وزارة الخارجية الأمريكيّة, والاتحاد الأوربي, وربّما تلاحظون حضورها في أغلب الاجتماعات المهمّة على مستوى العالم, عدا ذلك, كان مهمّاً لنا أن تكون القناة حاضرة – وفي الوقت ذاته – في معظم الأحداث الكردستانية واستطاعت نقلها للمشاهد سواء على شاشاتها أو عبر أثير إذاعتها وعلى صفحات جريدتها, وحتى على مواقعها الالكترونيّة, أستطيع القول أن هناك إعلام كردي قبل “رووداو” وإعلام كردي بعد “رووداو”.. “رووداو” هي محطّة فاصلة لجميع الإعلام الكرديّ
– هل لكم أن تحدّثونا عن بداية مشروع شبكة “رووداو” الذي كان في البداية صحيفة “رووداو” الاسبوعية, متى صدر العدد الأول وكيف كانت البدايات؟
طبعاً كانت البداية ورقيّة, ومع ذلك كان طموحنا آنذاك أن نتحوّل إلى الإعلام المرئي, لسيتطيع الكرد الاستغناء عن القنوات والإذاعات العالميّة ولنستطيع إيصال المشهد الكرديّ في كافة الأجزاء وفي العالم أيضاً إلى المشاهد الكرديّ. كلنا يعلم أن هكذا عمل كان بحاجة إلى تمرين وتدريب قويّ وخبرة عالميّة, وقد استطعنا تلقّي هذه الخبرات والمعلومات والتدريب من شركات عالميّة مختلفة, مثل الشركات الأمريكيّة, اللبنانيّة, الفرنسيّة, البريطانيّة, والتركيّة, ساهمت شركات مختلفة في العمل ضمن “رووداو”, لكن المدرسة التي استفادت “رووداو” من خبرائها وخبراتها ولا تزال تعمل معنا هي المدرسة البريطانيّة. أجزم أننا وُفـّقنا في رفع مستوى تدريب الكوادر الإعلاميّة في كردستان, أستطيع القول أن (منتجاً ) في قناة “رووداو” يوازي في خبراته مديراً عاماً للقنوات الأخرى في كردستان, والفضل يعود إلى الخبرات التي تلقـّوها والأجهزة التقنيّة الحديثة التي عملوا عليها, إضافة إلى التخطيط والتغطيّة الإعلاميّة المهنية التي جعلت من عملهم نواةً لأعمال أخرى .
– ما هي الدول التي توزّع فيها النسخة الأوربية من صحيفة “رووداو”, ولمَ لمْ توزّع حتى الآن في روجآفا, أقصد قبل منع طاقم “رووداو” من العمل.
حقيقة بدأنا في توزيع النسخة الأوربية سنة 2010, لم نكن قد بدأنا حينها بثنا التلفزيوني, وكانت فكرتنا جمع كل الأخبار الكردستانيّة على صفحات جريدة واحدة, وكانت تصدر باللغة الكرمانجية, والصورانيّة, وبالأحرف العربيّة واللاتينيّة, وكان همّنا آنذاك أن يتسع نطاق توزيعها شيئاً فشيئاً لتشمل الأجزاء الأخرى من كردستان.
وبحكم الثورة الانترنيتيّة نلاحظ تدنّي مساحة الصحف الورقيّة الكرديّة وحتى العالمية أيضاً.. بداية كانت وجهة التوزيع إلى شمال كردستان, وأغلب الدول الأوربيّة, ومع بداية بوادر الحريّة التي ظهرت في غرب كردستان أرسلنا إليها الكثير من النسخ, إلا أنه – وللأسف – منع حزب العمال الكردستاني توزيع الجريدة في شمال كردستان, وهدّد مندوبيها في ديار بكر ومناطق أخرى, وكذلك الأمر بالنسبة لغرب كردستان مُنع دخولها من قبل الإدارة الذاتيّة إلى معبر سيمالكا, لذلك وبعد قراريْ المنع في شمال وغرب كردستان ألغينا طبعة أوربا أيضاً.
– لـِمَ ألغيتم طبعة أوربا حينها؟
بالنسبة لأوربا كانت المبيعات ضئيلة, لذا اتخذنا هذا القرار. لكن لدينا الآن بوّابة, وتطبيق على التلفزيونات الذكية بعدّة لغات.
– برأيك هل استطاعت الصحافة العربيّة إيصال القضيّة الكرديّة إلى المحافل الدولية في معركة كوباني؟
غرب كردستان منغلق على نفسه قليلاً من الناحية الإعلاميّة, ويفتقر إلى المراسلين, ومن المعلوم أن الصحفيين والمراسلين يتجهون دوماً إلى مناطق الحدث, والمناطق الساخنة. بصراحة, أتسائل – بدوري أيضاً – لمَ الصحافة العربية تتّجه بشكل قليل إلى غرب كردستان, من ناحية أخرى, صحيح أن الإعلام العربي غطّى عبر صحفه تلك الأحداث التي جرت في غرب كردستان إلا أن الآراء كانت مختلفة, ولم يكن بعض هذا الإعلام يستسيغ اسم (كوباني), بل كان يصرّ على اسم (عين العرب).. حقيقة هو مصدر قلق بالنسبة لي أن لا يدخل الإعلام العربيّ إلى غرب كردستان, وبشكل عام لا يحقّ للكرد القول الآن لمَ لا تهتم الصحافة العربيّة بمناطقنا؛ مثلما جرى في حلبجة سابقاً, فالدنيا أضحت مفتوحة على بعضها, وغدا باستطاعة المواطن الصحفي أيضاً إيصال المعلومة, وبوسع الجالس في دكانه أيضاً إيصال الخبر من صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي, وهذا أيضاً نوع من الإعلام الذي تأسس بعد ثورة الاتصالات, إذا استطاع الإعلام إزالة الحدود.
نكرّر دوماً أن جنوب كردستان مدين للإعلام, لأنه – أي الإعلام – استطاع اتخاذ قرارا المنطقة الآمنة في العام 1991, صاحب القرار هو الإعلام, الصحفي, المصوّر الصحفيّ الذين تحمّلوا البرد, وخاطروا, وصوّروا الهجرة المليونيّة التي استطاعت التأثير على الرأي العام العالميّ والذي بدوره أثرّ على مركز القرار في الأمم المتحدة ودفعها لاتخاذ القرار رقم (688) لحماية جنوب كردستان, كانت المرّة الأولى التي يصدر هكذا قرار لحماية الكرد, وكذلك المرة التي يستطيع الكرد فيها عن طريق الإعلام التأثير والحصول على هذا القرار.
– هل صحيح أن استقالة نورالدين ويسي مؤسس “رووداو”- قبل أربعة سنين – كان على خلفية ادعاءات بالفساد وتدخلات من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني ومكتب نجيرفان بارزاني بأعمال روداو؟
نورالدين ويسي هو صديق الطفولة بعمر الـ 7-8 سنوات في مدينة ” ديانا “, وكان قد صرّح حينها بذلك, لكن صراحة لم يتدخّل الأخ بيجيرفان بارزاني في عملنا يومنا أو يوجّهنا لنشر ذاك الخبر أو عدم نشره. لم ولن يستطيع الأخ نورالدين الآن أو بعد مائة سنة أن يتّهمنا بشيء, أو يواجهنا بأي ممسكٍ علينا, ثم أنه كان رئيس مجلس الإدارة, أي أنه كان في مركز القرار, والمنصب الأعلى..وأقول لم يكن لا بمقدوره هو, أو أي شخص أن يكونوا فاسدين في “رووداو”, لكن هذا رأيه الشخصي, أما كحقيقة فأن السيّد نيجيرفان لم يتدخّل مرّة في عملنا, أو تحدّث إلينا أوجّهنا لنفعل هذا الشيء دون غيره.. واستقالة الأخ نورالدين كانت بشكل ودّي, وموضع اندهاش من الجميع.
– يقال في بعض وسائل الإعلام أن “رووداو” تعود إلى كاك نيجيرفان برزاني, وأنه يعطي أوامر مباشرة أحيانا لنشر بعض المقالات والتقارير التي تصبّ في مصلحة حزبه الديمقراطي الكردستاني؟
السيّد نيجرفان مشغول جدّاً, لا وقت لديه ليوجّهنا أن ننشر هذا الخبر دون غيره, ونكون محظوظين عندما يسنح له الوقت للقاء بنا, هو رئيس حكومة, ووسط القرار السياسيّ, ومن المهم للإعلامي أن يستطيع الحصول على المعلومة ونشرها, ونحن بخدمة المعلومة للمواطن والقارئ والمشاهد والمستمع, يحلو لنا اللقاء مع جنابه, لكنها مهمّة صعبة أن نستطيع التواصل معه بشكل مستمرّ.
من ناحية أخرى فأن سياسة “رووداو” قائمة ومبنيّة على بعض الأسس العالمية, لسنا الوحيدين من أسس “رووداو”هناك شركات وتلفزيونات عالمية شاركت في تدريب كوادر “رووداو” وتأسيسها وبناء هيكلية العمل فيها, كما أسسوا قبل الآن قناة BBC القسم الفارسي و BBC القسم العربي والكثير من القنوات الأخرى, هؤلاء هم من شاركوا في بناء “رووداو”. لم يتلقّى أي مخرج أو مقدّم من كوادرنا دورة من قبل أي حزب, ولم يتلقـّى منهم أي إيعاز, تدريبهم كان من قبل مختصّين محترفين, وهم أنفسهم لا يرضون ذلك.
إذا كان هناك شخص, أو حزب مشارك أو له يد في تطوّر وتقدم كردستان, لا شكّ أن مهنية واحترافية الإعلام ستنصب في خدمته حينها.
– منْ منَ الشخصيات السياسيّة الأجنبية تكتب في زوايا “رووداو”؟
هناك الكثير من الشخصيات الأجنبيّة التي تكتب في زوايا صحيفة “رووداو”, وهي شخصيات سياسيّة وأدبية معروفة.
– وصفت صحيفتا “حريت” و”ميليت” التركيتين الخارطة التي يعتمد عليها تلفزيون روداو لما يقال أنه أرض كردستان بانها “فضيحة“ بينما قلت “أنها في قلب كل كرديّ”, ماذا كانت نقطة الخلاف فيها؟
أعتقد أن هاتين الصحيفتين لا تمتلكان رؤية عصريّة بالنسبة للقضيّة الكرديّة, وهذا رأيهم, وهم أحرار, ولكن بالنسبة لك ككرديّ هذه الخارطة ليست غريبة عليك, هي منقوشة في قلبك وقلب كلّ كرديّ, نحن نريد أن نرسم اسم كردستان في كل مكان, حتى على السماء.. هنا كان يجلس وزير التجارة البرايطاني السابق, سألني ماتودّون القيام به, قلت له نريد أن نعيد ما اقتطعه سايكس بيكو من خلال شاشة هذه القناة. مع ذلك نحن لسنا قومجيين, نمارس عملنا باحترافية, وكردستانيتنا تكمن في متابعة الخبر الذي يحدث في قامشلو بالوقت عينه ونقل الحقيقة, وكذلك الحدث الذ ي يحصل في هولير ومهاباد وديار بكر, هذه هي كردستانيتنا, كردستانيّة خبرية إعلاميّة, وليست كردستانيّة أيديولوجيّة, نحن لا نمارس العمل السياسيّ, متابعة الحدث, تحديده, نقله, هو مهمتنا..
– هل استطاعت “رووداو” خلال الفترة الماضية أن ترفع من مستوى العمل الاعلامي والتلفزيوني في كردستان ؟
بعد أن تأسست “رووداو” حصلت حركة في معظم القنوات الكردية وحاولت أن ترفع من سويّة عملها واستقلاليتها, قبل “رووداو” كانت نشرة الأخبار في معظم القنوات تبدأ الثامنة مساءً فقط, ولم تكن هناك النشرة المباشرة, وكانت النشرة تتكرر طول اليوم. معظم القنوات الآن تحاول أن ترفع من مستوى التدريب وحتى الأجهزة التقنيّة, “رووداو” أعطت دفعاً للإعلام الكرديّ بشكل عام من تلفزيون, راديو, وصحف أيضاً.. إذا الإعلام الكردي مرّ بمرحلتين هما الإعلام الكرديّ قبل “رووداو” والإعلام الكرديّ بعد “رووداو”.
– قبل أربعة أشهر أعلنت شبكة العلاقات الاعلامية العالمية (ENEX)، للتبادل الخبري الاوروبي والتي تأسست في العام 1993 عضوية شبكة “رووداو” كأول محطة في الشرق الأوسط فيها, ما هي الأسباب التي دفعتهم لقبول هذه العضوية برأيكم؟
حقيقة قبلت عضويتنا بامتياز, معظم القنوات التي هي عضو في هذه الشبكة تتبادل مقاطع الفيديو فيما بينها دون شعارالقناة, إلا قناة “رووداو” فأنها تختم مقاطعها بشعارالقناة, والسبب يعود إلى أن تلك المقاطع, والتقارير والتغطيات التي قمنا بها كانت فريدة. لدينا إيميل من قناة الـ CNN يقول امنحونا دقيقة واحدة فقط دون شعار القناة, واسمحوا لنا أن نغطّي معظم شاشاتكم أثناء دخول البيشمركة إلى كوباني, يقيناً هو موضع فخر لنا وللإعلام الكرديّ أن تطلب قناة مثل CNN هذا الطلب من مؤسسة إعلاميّة كرديّة, من جهة أخرى نحن الأوائل الذين نشروا مقاطع فيديو عن جبال شنكال, وكذلك نحن الأوائل في معظم الأحداث التي تجري في المنطقة, لذلك فان الـ (ENEX) ترى أن أفضل شريك لها بعد قناة NTV التركيةّ هي قناة “رووداو”, ولذلك تمّ قبولنا بامتياز.
– راهن الكثير عندما انطلقت «روادو» بتوجيه أصابعهم إليها وتكهنوا بفشلها وقالوا إن مصيرها سيكون كمصير بقيّة القنوات الكُرديّة. برأيكم ما نسبة النجاح التي حققتها “رووداو” في هذا المجال؟
يقول المثل” الصعود إلى القمّة أسهل من البقاء على القمّة”, عندما بدأنا العمل رسمنا لنا خطاً بيانياً تصاعدياً, وتلك المشاريع التي بين أيدينا الآن – صراحة – تمنحنا الفرصة للمضي قدماً برفع مستوى العمل الإعلامي في القناة, وعَدْنا مشاهد ومستمع وقارئ “رووداو” أن نمنحه دوما المزيد, ونحن حققنا كل ما كنا قد خططنا له
– كيف تلقيتم خبر اعتقال مراسليْكم مسعود عقيل وفرهاد حمو من قبل تنظيم داعش, وهل تكفّلتم بشيء لعوائلهم, سيما أن الأخير متزوّج؟
التقيت بهما قبل ذهابهما للقاء الشيخ حميدي في المرّة الثانية, وأخبرتهما ألا يذهبا, لأنه هناك غيرهم سيلتقون به, لكنهما للأسف ذهبا, قلت لهما عملكما ضمن المدينة, ولم يكن هناك قرار بذهابهما, أنا شخصيّاً سمعت الخبر عن طريق عائلاتهم, وبصراحة كان ذلك أسوأ خبر أسمعه, آلمنا ذلك جداً ولا زال يؤلمنا, نحن لم ندّخر جهداً في سبيلهما, لكن ليس باليد حيلة, ماذا نستطيع أن نفعل..؟! هم أشخاص أبرياء, كانوا يمارسون عملهم الصحفيّ, ولم يرتكبوا ما يستدعي اعتقالهم واختطافهم من قبل أي تنظيم.. نحن مدينون لهم ولعوائلهم, ومستعدّون لما يُطلب منـّا.
– هل تتابعون قضيتهم, وإلى أين وصلت المفاوضات بخصوص إطلاق سراحهم, إن كان هناك مفاوضات؟
…………
– نسب إليكم في الإعلام أنكم قلتم أن المراسلان يعملان معكم كصحفيين حرّين, ما حقيقة هذا الإدعاء؟
………….
– سحبت مديريّة الإعلام في كانتون الجزيرة قبل أيام تراخيص العمل من قناتيْ “رووداو” و”أورينت” بدعوى بثّهما لأنباء مغرضة وبث الفتنة بين مكوّنات الشعب الكرديّ حسب بيان المنع, ماهو رأيكم الشخصي (عدا بيان الرد) بهذا القرار؟
بالتأكيد القرار سياسيّ بحت, ويسيء بشكل كبير إلى صورة الإدارة الذاتية في روجآفا, هو قرار خاطئ, ونحن ندعوهم لمراجعته, وضرورة إعادة النظر فيه, نوجّه ندائنا إلى القائمين على الإعلام والمؤمنين بدوره, أن يتمعّنوا في النتيجة التي ستكون تشويه سمعة وصورة الإدارة الذاتية الديمقراطيّة أمام الرأي العام. إن كان لديهم أية شكوى أو دعوى على أي خبر فليشتكوا لدى الجهة المخوّلة, ونحن مستعدون لحضور مثل هذه المحكمة والدفاع عن أنفسنا, نحن لسنا جهة سياسيّة, كثيرون كانوا يقولون لنا؛ كيفك تعترفون بكانتونات الإدارة الذاتية, وكان ردّنا أننا لسنا حزب أو طرف سياسيّ, في كلّ منطقة نعمل فيها نسير وفق قوانين تلك المنطقة, في ألمانيا نمشي وفق قوانينها وفي كينيا تسيّرنا قوانينها, وكذلك في أميركا, وتركيا, كل منطقة نعمل فيها نسير حسب قوانين ومبادئها, لأننا مؤسسة إعلامية شرعيّة قانونيّة.
تواصلت العديد من المنظمات العالمية مع مكاتبنا بعد صدور قرار المنع بحق قناة “رووداو” من أغلب الدول الأوربيّة والأمريكيّة, وحتى الآن نحن لم نصعّد في المواقف, فقط دعوناهم أن يترجعوا عن القرار, لم تحدث -اتصالات رسمية سوى مع ممثلهم في السليمانيّة فتح الله الحسيني, الذي استنكرالقرارا لأنه لا يصبّ في مصلحة أحد, ولا حتى مصلحة الإدارة الذاتية في كانتون الجزيرة, وهو موقف إيجابيّ وموضع شكر وتقدير. طبعا حصل الشيء عينه مع مراسلنا في كانتون عفرين, واضطر للخروج, وفي كوباني أيضاً هُدّد مراسلنا عمر كالو بالقتل مما اضطره للتوقف عن العمل, كما تعرّض مراسلنا بيشوا بهلوي قبل الآن للضرب والاعتقال, مما اضطرّه لترك ومغادرة غرب كردستان. حقيقة هي انتهاكات فاضحة ومن الضروري جداً أن تغيّر الإدارة موقفها من “رووداو”, لأنها تعدّ من أكبر مؤسسات الإعلام الكرديّة, فلا داع لتلك العداوة لأننا أصلا لا نعادي أي طرف أو جهة أو دولة.
– ألا ترون أن لمديريّة الإعلام أسبابها في هذا المنع, مثلاً حتى الآن تطلقون صفة آساييش حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على الآساييش, بينما تتألف من مكوّنات عدة مثل العرب والسريان أيضاً. وحتى قبل هجمة داعش على كردستان ومعارك كوباني, لم تكن القناة تطلق صفة (الشهداء) على ضحايا الحرب, وهذا يدل على عدم الحياديّة (بالنسبة إليهم).
لم نكن نطلق عليهم صفة ” آساييش حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)”..فقط في البداية كنا نسميهم كذلك ثم غيرنا الصفة إلى “آساييش الإدارة الذاتية”, والآن وبعد قرار المنع عدنا وأطلقنا عليهم تلك الصفة, صفة “آساييش حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)”, أما بالنسبة للشهداء فلم نكن نطلق تلك الصفة على أحد, لا على البيشمركة ولا على وحدات حماية الشعب والمرأة, وبعد إن (فرض )علينا القرار صرنا نسمّي كل من يسقط دفاعا عن كردستان في الأجزاء الأربعة, وخاصة في الحرب مع داعش بالـ (شهيد), لا فرق لدينا بين القوتين.
– لم لم تعلق “رووداو” حتى بعد مرور حوالي عشرين يوماً على خبر اعتقال الناشط منذر أوسكان أمام زوجته من الحافلة والذي اعتقل في دهوك أثناء توجّهه من روجآفا إلى هولير ثم إلى تركيا, طبعا أطلق سراحه الآن, هل كان الأمر يتعلق بالسياسة المفروضة مثلما يشاع؟
كل حدث يجري على الساحة تتابعه “رووداو”, وقد تحصل أمور ولا نستطيع متابعتها, حقيقة نكون موضع انتقاد حينها, وأحث دوماً على مكاتبنا هنا وفي دهوك أيضاً أنه من الضروري متابعة كل حدث طارئ.
– من خلال متابعتكم للإعلام الكرديّ المرئي والمسموع في روجآفا, كيف تقيّمون هذا الإعلام؟
صراحة لم ألتق بشيء من هذا القبيل في غرب كردستان, لكنني أحبّذ فيه شيئاً واحداً هو الفرق الفنيّة, والعمل الفنيّ, أقرأ أحيانا صحيفة “كردستان”, كنت في الماضي أتابع “الحوار” وكانت مجلة جيدة حقيقة, بالنسبة للقنوات التفزيونيّة لم أستمع سوى إلى روناهي ولوقت قصير جداً, وأعتقد أنها قناة غير قوية وغير مهنيّة, إنما هي قناة حزبية تعمل على البروبوغندا, من خلال تصفـّحي لصحيفة “Bûyerpress” أراها صحيفة جيّدة ولكني آمل أن تتقدّم أكثر.
– كلمة أخيرة لإعلاميي روجآفا؟
غرب كردستان يحتل مكانة هامّة بين الأخبار في الإعلام العالمي, هي فرصة كبيرة للإعلاميين أن يبنوا أنفسهم في غرب كردستان, يخلقوا الثقة بشعبهم وألا يتركوا الوطن ويصبحوا لاجئين.. أن يكثّفوا العمل الميداني مع قنواتنا, وإذاعاتنا وصحفنا, ويقووا علاقاتهم مع المؤسات العالميّة.. أن يمارسوا العمل الميداني في الساحات الساخنة. من المهم عدم ترك الوطن, أتمنى من السلطات في غرب كردستان أن تفسح المجال لممارسة العمل الإعلامي.
نُشر هذا الحوار في صحيفة Buyerpress العدد (25) تاريخ 15/8/2015
التعليقات مغلقة.