ألند ابن العشر سنوات, كردي الأصل من سكان مدينة الحسكة طفل موهوب؛ موهبته- في العزف- كانت إحدى الأسباب التي دفعت بعائلته للسفر إلى إقليم كردستان علها تجد من يدعم طفلها “ألند” الذي أدهش أساتذة الموسيقا في اسطنبول بمهارته الفائقة في العزف, عقب انتقالهم إليها, وهو يشارك أستاذه في تقديم دورات الموسيقا للطلاب, في مقر بلدية المنطقة التي يقطنها اليوم مع عائلته في انتظار أوراق ” لم الشمل”.
سمر عكيد “والدة الطفل الموهوب ألند صالح” سردت لموقع صحيفة :”Bûyerpress” تفاصيل رحلة التعب والشهرة حيث قالت: “حمل ألند آلة الكمان مذ كان في الرابعة من عمره؛ وكانت غرفته معدة بجهاز تلفاز أغلب قنواتها التلفزيونية موسيقية, فكان يستمع لأعمال كبار العازفين مثل: باخ موزارت, تشيكوفسكي, بيتهوفن وهو لم يزل صغيرا”. وأضافت عكيد ” كانت بداية تدريب “ألند ” مع الأستاذ “محمد فرحة” بمعدل حصتين في الأسبوع، ثم تلّقى تدريبه على يد الأستاذ “كادار” وبعدها على يد الأستاذ “فرج درويش” إلى أنْ سافرنا لإقليم كردستان, وكان ألند أحد أهم الأسباب التي دفعتنا إلى السفر علـّنا نبعده عن أجواء الحرب المقيتة التي تعيشها البلاد, ولكننا صدمنا هناك؛ لأننا لم نجد أي دعم أو تشجيع لموهبة “ألند” وعلى عكس ما تصورناه تماماً”.
وتابعت عكـيد:” لم نيأس من الأمر, حيث تابع “ألند” تدريبه مع الأستاذ “ميفان يونس” أثناء إقامتنا في إقليم كردستان لمدة سنة ونصف, ومن ثم قررنا السفر إلى اوروبا لذا سافرنا إلى تركيا, لكن الظروف جاءت عكس ماكنّا نتوقع, عندها سافر والده وبقينا نحن في تركيا, وهناك سمعنا بأن هناك فنانين يعرضون عزفهم وأعمالهم في” شارع الاستقلال” بمنطقة ” التقسيم “, فقررت أن أذهب بـ”ألند” إلى هناك بهدف إخراجه من البيت وعدم وجود المدرسة ولكي يتعرف على فنانين وفرق موسيقية”.
وأشارت عكيد إلى إعجاب جميع من سمعه من الفنانين هناك بعزفه وموهبته وكذلك الجمهور من المارة ودعموه”.منوّهة أن الطفل “ألند” فرح كثيراً لهذه لفكرة “العزف في الشارع” بقي على هذا الحال لمدة ما يقارب خمسة أشهر وصارت موهبته تثير اعجاب الكثيرين في اسطنبول, ولحسن حظه فقد لاقى الدعم من المسؤولين هنا من ذوي الاهتمام بالموسيقا وشارك بمساعدتهم في حفلات كبيرة وقدّم تقارير موسيقية للعديد من الإذاعات في منطقة اسطنبول, وتابع مشواره على هذا الأساس دون مدرسة أو دورات خصوصيّة.
وأوضحت – والكلام لوالدة الطفل ألند- أنه عندما أوصل أستاذه خبر تفوّقه وإبداعه للمسؤولين أعجبوا بمهاراته في العزف وقدموا له الدّعم والمساندة حيث طلبوا منه أن يساعد الأساتذة في تقديم الدورات للطلاب بالبلدية, وبدأ بالفعل يفتتح الدورات وخُصص له راتب, وعرض علينا رئيس البلدية عدم السفر والبقاء في تركيا واعداً إيانا بأنّهم سيؤمنون لنا منزلاً وكذلك عرض علينا تعديل شهادتي وشهادة والده لتأمين وظيفة لكلانا.
واختتمت السيّدة سمر عكيد والدة الطفل ” ألند صالح ” حديثها متحسّرة ومتأسّفة:” ما لقيه ابني “ألند” من تشجيع ودعم في تركيا لم يتلقاه في “كردستان” رغم أنه كان يُفترض العكس”.
جدير بالذكر أنه أقيم مؤخراً حفل موسيقيّ بمناسبة انتهاء الدورات السنوية الموسيقية في البلدية وكان في المركز الثقافي في منطقتنا والتي تُسمى بـ “زيتون بورنو” وبرعاية رئيس البلديّة و كان “ألند” نجم الحفل بامتياز حسبما ذكرت والدته.
رابط تقرير جريدة مليت التركية عن الطفل ألند, وتقرير لإحدى القنوات التركية عن موهبته:
http://www.milliyet.com.tr/11-yasindaki-suriyeli-elend-in-keman-istanbul-yerelhaber-925316/
التعليقات مغلقة.