وحدات حماية الشعب في سوريا تعزز مواقعها بأراض تسيطر عليها

193

تنزيلضمت وحدات حماية الشعب آلاف المقاتلين خلال الأشهر الماضية في سعيها لتعزيز نفوذها بشمال سوريا في أراض نجحت في انتزاعها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقول الوحدات الحماية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية مدعومة بغارات جوية لتحالف تقوده الولايات المتحدة إنها الآن تسيطر على أراض تساوي مساحة قطر والكويت مجتمعتين.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب إن حوالي خمسة آلاف متطوع جديد انضموا للوحدات لترتفع عدد قواتها إلى 40 ألفا. وبعد فترة من التقدم السريع أصبحت الأولوية لتعزيز المواقع الدفاعية في الأراضي التي تتم استعادتها.

وقال خليل “هذه أولوية الآن لكن هذا لا يعني أنه لا توجد مخططات لضرب داعش (الدولة الإسلامية) في الأماكن القريبة من خطوط المواجهة… الهجوم خير وسيلة للدفاع.”

وأضاف خليل أن الوحدات الحماية ضاعفت حجم الأراضي التي بسطت سيطرتها عليها بين نهر الفرات والحدود السورية مع العراق إلى 21 ألف كيلومتر مربع هذا العام. كما تسيطر الوحدات على منطقة في الشمال الغربي تعرف باسم عفرين وأجزاء من حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية عبر شبكة مصادر على الأرض إن وحدات حماية الشعب زاد عددها بواقع أربعة إلى خمسة آلاف مقاتل في الشهور الثلاثة الماضية. لكن المرصد قدم تقدير أكبر لإجمالي عدد مقاتلي الوحدات قائلا إنه يربو على 50 ألفا.

وينظر لقلق تركيا من زيادة النفوذ الكردي في شمال سوريا على أنه عامل كبير وراء خطتها الجديدة لمساعدة المعارضة السورية المسلحة للاستحواذ على آخر منطقة كانت تسيطر عليها الدولة الإسلامية على الحدود التركية في منطقة إلى الشمال من حلب.

وتشك إدارة الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا في نوايا تركيا بشدة وتعتقد أن هدفها الأساسي هو احتواء وحدات حماية الشعب الكردية ومنع ضم عفرين لمنطقة التوسع في مناطق يسيطر عليها الكرد في الشرق.

وتحقق آخر انتصار كبير للوحدات الحماية على الدولة الإسلامية في أواخر يوليو تموز حين انتزعت السيطرة على بلدة صرين على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وعلى الضفة الغربية للنهر على الحدود التركية لا تزال الدولة الإسلامية تسيطر على مدينة جرابلس. كما تسيطر على بلدات أخرى في الغرب في مناطق إلى الشمال من حلب.

وقال خليل “بعد الانتهاء من تحرير مدينة صرين توقفت الحملات أو المعارك المستمرة ولكن لا تزال هناك اشتباكات متقطعة على طول الحدود ابتداء من الحدود العراقية وانتهاء بمدينة صرين.”

وتضم قوات الأمن الكردية وحدة يطلق عليها اسم وحدات حماية المرأة. وقال خليل إن قوات الأمن الداخلي التي تعرف باسم الأسايش قد استقبلت أيضا عناصر جديدة دون أن يذكر لها عددا.

لكن وحدات حماية الشعب تشكو من ضعف ترسانتها مقارنة بأسلحة الدولة الإسلامية التي تملك أسلحة أمريكية حديثة استولت عليها من الجيش العراقي أثناء انتصاراتها الخاطفة العام الماضي.

وقالت وحدات الشعب الكردية إن طلباتها بالحصول على أسلحة من التحالف الذي يقوده الأمريكيون ضد الدولة الإسلامية لم تتم تلبيتها.

وبين أهم ما حققته وحدات الحماية من مكاسب ما حدث في الحسكة بشمال شرق سوريا. وكانت مدينة الحسكة مقسمة بين الحكومة السورية والإدارة الكردية إلى أن شنت الدولة الإسلامية هجوما تقول الوحدات الكردية إنه تسبب في انهيار القوات الموالية للحكومة.

وقال خليل إنه بنجاح وحدات حماية الشعب في صد هجوم الدولة الإسلامية بات وجود الحكومة السورية في المدينة “رمزيا” في أفضل الأحوال. وتسيطر الوحدات الكردية التي تجنبت حتى الآن أي مواجهة مع القوات السورية على معظم أراضي الحسكة.

وبينما اتهمت وحدات حماية الشعب بطرد العرب من المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من الدولة الإسلامية فإن خليل قال إن الانتصار على الدولة الإسلامية في الحسكة ساعد على جذب العرب للانضمام لصفوف الوحدات.

وقال خليل “هناك طلب للانضمام لوحدات حماية الشعب الكردية سواء من الأكراد أو العرب أو أي أقلية أخرى.”

وتنفي وحدات حماية الشعب بشدة اتهامات بالتطهير على أساس عرقي.

رويترز

 

التعليقات مغلقة.