– كرّمتني الكنيسة على هذه الفكرة التي باتت أقل ازعاجا من طرق جرة الغاز.
– أعشق قامشلو وأعشق مهنتي، وأشكر موقع Bûyer لأنه فكر ببائع مثلي.
– وكلما كنت أطرق جرة الغاز في حيّ الوسطى ألاحظ أن الناس تؤدي الصلاة ظنا أنه صوت جرس الكنيسة.
– الكل يبتسم لي أثناء قيادة الدراجة التي تحمل في صندوقها العشرات من جِرار الغاز
قامشلو خاص “Bûyerpress“
ما شدَّني إلى بائع الغاز “أبو يوسف” والركض خلف دراجته النارية ذات العجلات الثلاث، الأغاني التي كان يقوم بتشغيلها عن طريق مكبر الصوت الصغير والمثبت فوق دراجته. حين سمعت هذا الصباح صوت فيروز يصدح في الشارع، دفعني الفضول لتتبعه حتى وصلت المصدر؛ بائع الغاز, أوقفته واستفسرت منه عن استيعاضه لصوت القرع بالمفتاح الحديدي المخصص لفك وتركيب الجرار بصوت فيروز, ابتسم أبو يوسف، وقال:” أعمل في هذه المهنة منذ 3 سنوات, لأن الغاز مادة أساسية وهو سلاح اقتصادي قوي, ويجب أن يكون متوفرا لدينا بشكل دائم”.
وتابع أبو يوسف:” مارست العديد من المهن قبل أن أستقر على هذه المهنة, حيث عملت في الخارج مدة طويلة, كنت أريد أن تصبح مدينتي أجمل من المدن التي كنت أعمل فيها”.
وأضاف:” في الماضي كنت أتّبع الطريقة التقليدية في بيع الغاز, وكنت أقوم بإصدار صوت مزعج “بقرع جرّة الغاز” بمفتاح الحديد, وكانت هذه العادة مصدر إزعاج للجميع، وفي إحدى صباحات الأحد كنت متجها إلى حي الوسطى ذو الأغلبية المسيحية, حيث كان الناس يتجهون إلى الكنسية لأداء الصلاة, وكلما كنت أطرق جرة الغاز ألاحظ أن الناس تؤدي الصلاة ظنا منهم أنه صوت جرس الكنيسة ..” كان موقفاً محرجا جدا”.
وأوضح أن ذلك كان من أهم أسباب وضع مكبّر للصوت وتشغيل الأغاني وأغلبها اغاني الفنان محمد شيخو وفيروز، منوّهاً أن الفكرة لاقت نجاحا كبيرا وأن الكنيسة قامت بتكريمه على هذه الفكرة التي باتت أقل ازعاجا من طرق جرة الغاز.
وأشار إلى أنه :” أصبح الغاز متوفرا, لكن هناك مخاطر بسبب قلة المواد ومنها مادة “مانع الصدأ ” حيث توضع هذه المادة ضمن جرة الغاز لمنع صدأ واهتراء الجرة من الداخل, وهذا يسبب تشقق جرة الغاز, وحتى انفجارها, لذلك حفظا على حياة المواطن أتمنى أن يتم توفيرها “.
ولم يخف أبو يوسف الأربعينيّ سعادته بهذه الفكرة, فالكل يبتسم له أثناء قيادة الدراجة التي تحمل في صندوقها العشرات من جِرار الغاز، لأنه الوحيد الذي ابتكر هذه الفكرة في مدينة قامشلو حسبما يقول، ويعشق مهنته كثيراً وكما يساعد الكثير من العائلات التي تشتري الغاز، والساكنين في الطوابق العليا ولا يوجد أحد في المنزل، كون الكثير من الرجال والشباب قد ذهبوا إلى أعمالهم والكثير الكثير منهم قد هاجر: ” حينذاك أحمل الجرة وأذهب بها إلى الطابق الرابع وأقوم بتركيبها، حتى أصبح لدي معارف وزبائن يحبونني من خلال عملي”.
واختتم حديثه بالقول:” أعشق قامشلو وأعشق مهنتي، وأشكرك لأنك فكرت ببائع مثلي وركضت خلفي كل تلك المسافة حتى تستفسر عن بعض خصوصيات عملي كبائع غاز”.
التعليقات مغلقة.