بيان من اتحاد الكتاب الكرد- سوريا

32

 

11226558_1107079449306900_4708295340088722193_nكان أمل السوريين بتنوعهم و على اختلاف مشاربهم السياسيّة و القوميّة و المذهبيّة أن تستطيع الثورة السورية التي فجرها المجتمع السوريّ بكلّ شرائحه أن تحقق الخلاص من استبداد الفكر الواحد و اللون الواحد الذي سُلّط على رقاب السوريين أكثر من نصف قرن مما أحدث شرخا” كبيرا” في بناء المجتمع و خلق جوا” من عدم المعرفة بين أبنائه. و بعد إن أخذت الثورة شكلها المسلح و الذي فرضه النظام السوري عنوة على السوريين انحرفت الثورة عن مسارها بنسبة كبيرة ، و كان ذلك لكونها لم تكن تمتلك قيادة” و برنامجا” و أهدافا” و رؤية واضحة تستطيع أن تكون بديلا” بعد تغيير النظام . مما جعلت الثورة تصبح عرضة” للتدخلات و الأجندات الخارجية ، حتى وصل الأمر أن يجد المجتمع السوري نفسه مغيبا” و مغتربا” عما قام ﻷجله.

و كان الأمل منذ بداية الثورة و حتى بعد عسكرتها أن تكون للطبقة المثقفة الواعية كلمتها الفصل في إخراج المجتمع من أزمته التي حصدت أرواح مئات الآلاف و شردت الملايين . بيد إن ما يؤسف له أن دوي المدافع و البراميل كان أقوى من أصوات الطبقة المتنورة و هذه حقيقة ﻻ نستطيع إنكارها بيد إن بعض الأقلام رأى أن يصبح طرفا” في هذا الصراع الدامي و تخندق كما تخندقت القوة العسكرية على الأرض ، مما أدى إلى فقدان البوصلة. و تخلى القلم في أغلب الأحيان عن دوره المعرفي و التنويري الناقد للأخطاء ، و أصبح طرفا” يعمق الشرخ الذي أوجده تجار الحرب و متسلقو الثورة. و نال الشعب الكردي في سوريا أسوة بجميع السوريين نصيبه من القتل و التهجير و تدمير مدنه و كانت كوباني المثال المؤلم الذي لخص بشاعة العدوان الهمجي الذي شنّه داعش على هذه المدينة اﻵمنة التي كانت من أولى المدن التي خرجت في وجه النظام السوري . و مع معركة كوباني أصبح الشعب الكردي في روجآفاي كردستان وجها” لوجه مع أعتى قوة إرهابية في العالم و استطاع الكرد كسر شوكة داعش و إلحاق الهزيمة به و تحرير كوباني . بيد أنه كلما حققت القوى الكردية و المتمثلة بوحدات حماية الشعب انتصارا “على الأرض في مواجهة إرهاب داعش تعرضت لحملة تشويه منظمة من قبل بعض المؤسسات و جهات تابعة للمعارضة السورية و لأقلام تدور في فلكها عربا” كانوا أم كردا”. حتى وصلت هذه الحملة السوداء لذروتها مع تحرير تل أبيض (كري سبي) بحيث سخر هؤلاء أنفسهم و أقلامهم للدفاع عن القوى الإرهابية ضد القوى الكردية وقامت بحملة تشويه بحق الشعب الكردي متهمة وحدات حماية الشعب بأنها تمارس تطهيرا” عرقيا” بحق العرب و التركمان و هذا ما أثبتت الوقائع و الشهادات كذبه و افتراءه على الأرض. و لم تتوقف حملتهم هنا بل أصدروا بيانات و جمعوا لها الأسماء مما شكل سابقة هددت السلم الأهلي في سوريا. و كانت الأقلام الوطنية الكردية يقظة لهذه الفتنة مما جعلتها ﻻ توفر جهدا “في تعرية هؤلاء و تنبيه المجتمع من خطرهم. وبيد أن التطور الذي أحدث شرخا” في المشهد و البنية الثقافية السورية هو تخندق رابطة الكتاب السوريين مع الذين اتهموا الشعب الكردي بممارسة التطهير العرقي بحق إخوته من باقي المكونات. و لم تتوقف هنا فقط بل أقدمت على تجميد عضوية كاتب كردي معروف بمواقفه الوطنية و بقلمه المعبر عن ضمير شعبه مما دفع بمجموعة من الكتاب و المثقفين الكرد و بعض أصدقائهم لأن يقدموا استقالة جماعية من رابطة الكتاب السوريين بقضية عرفت بقضية الكاتب حليم يوسف. و بعد الاستقالة الجماعية أصبحت قضية تخص الرأي العام الكردي لما لها من تبعات متشعبة أفرزها قرار رابطة الكتاب السوريين من شرخ في البنية المجتمعية و الثقافية في الواقع السوري. إننا في اتحاد كتاب الكرد – سوريا ارتأينا التأني قليلا “حتى يتبين الأمر و بعد أن أخذت القضية شكلها النهائي ، نعلن وبأشد العبارات استنكارنا لهذا الاصطفاف المشبوه لرابطة الكتاب السوريين, و نعتبره موقفا” يفتقر للحكمة و ندعوا الإخوة القائمين عليها إلى تصحيح المسار ليعودوا لميثاقهم التأسيسي بكونهم جهة داعمة للثورة السورية و قيمها التي إنطلقت من أجلها. و كما إننا في اتحاد الكتاب الكرد – سوريا و من قامشلو بروجآفاي كردستان نثمن مواقف الإخوة الكتاب الكرد و نقف سندا” لهم و نعتبرهم من لحظة تقديمهم لاستقالتهم ، أعضاء فخريين في اتحادنا و سندافع عن رؤيتهم بكل ما نملك من عزيمة و فكر.
اتحاد الكتاب الكرد – سورياz 21.7.2015 – 2627

 

التعليقات مغلقة.