بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 19 تموز, وكذلك الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن قرب دخول بيشمركة روجآفا إلى روجآفا والتصريحات الأخيرة لبعض أعضاء الائتلاف حول قيام دولة كردية, كان لموقع صحيفة Bûyerpress هذا اللقاء السريع مع آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem).
للبيشمركة صفات ومكانة قيّمة
لم نشهد منهم موقفا دفاعيا عن أي خطر يهدد روجآفا.
طبعا أنا لا أسميهم بيشمركة ولا أسميهم روجآفا’ لأن البيشمركة له صفات ومكانة قيّمة, وهم غادروا روجآفا منذ الأيام الأولى للثورة ولم يشاركوا في ثورة روجآفا, وعندما غادروا لم تكن هناك تسمية روجآفا, ولم يقدموا أي شيء لروجآفا خلال محنتهم, وإن بقائهم كمجموعات مسلحة في إقليم كردستان وتتلقّى التدريب, ونحن نجهل حقيقة من يموّلهم ويدربهم, ومن أسّس وشكّل هذه المجموعات, وعلى ماذا تتدرب.!؟
في العادة عندما يتم تشكيل المجموعات العسكرية, هناك هدفان لتشكيلهما إما أن تهاجم عدوا تزيحه وتطرده من منطقته, أو تقوم بالحماية ضد عدو قد يهاجمه, ولكن في روجآفا لم نجد من هذه المجموعات المسلحة هجوما على النظام أو داعش أو النصرة ولا أي طرف آخر, ولم نشهد منهم موقفا دفاعيا عن أي خطر يهدد روجآفا.
هم مسلحين تابعين لإقليم كردستان؟
إن دخلت إلى روجآفا.. أي سياسة ستتبع ومن ستعتبره عدوا ومن ستعتبره صديقا..!
الادلاء بالتصريحات النارية والاستفزازات الحاصلة, تشير أساسا إلى عدم الرغبة في المجيء
صحيح, هم شاركوا في القتال ضد داعش في إقليم كردستان, وهذا يعني أنهم مسلحين تابعين لاقليم كردستان, وهذا غير معيب. إن كانوا شاركوا مع إخوانهم في حماية كردستان العراق أو في جنوب كردستان, هذا شيئا آخر, لكنهم لم يشاركوا في حماية روجآفا, الحماية لا تتطلب المساومات السياسية والحسابات الحزبية, فالدفاع واجب على كل فرد وإن كنت لم تشارك في تشكيل هذه الإدارة وهذه الوحدات التي تدافع عن روجآفا منذ البداية, وهي تشكلت بجهد وكدح هذا الشعب الصامد المقاوم في روجآفا.
أنت لم تشارك, وعندما تريد أن تأتي تريد أن تمني هذا الشعب على مجيئك وتشترط عليه أن تشكل قوة عسكرية أخرى.. إن كنت حقا ابن روجافا ما عليك سوى المجيء لإنقاذ اهلك من هجمات داعش, ففي جميع الأوقات نشهد هجمات لداعش على منطقة روجآفا..
إن الادلاء بالتصريحات النارية والاستفزازات الحاصلة, تشير أساسا إلى على عدم الرغبة في المجيء, والشيء المثير للدهشة قيام المجلس الوطني الكردي قبل فترة في مؤتمره الثالث بتبنّي هذه القوات.. لا بأس, أنت تتبناه, إذاً هذا يعني أنه ابن لشخص آخر إما قد توفي أو هاجر إلى مكان آخر ووجدته يتيما وتتبناه.. طيب أنت تتبنى هذه المجموعات المسلحة, ولكنها من أين أتت؟
إن كانت لك فأنت لا تتبناها, بل يجب أن تقول عدْ إلى دارك يا بني.. أما أن كنت تتبناها فهذا يعني أنه ابن لطرف آخر وأنت تتبناه, وهذا طبعا خطأ. ثانياً أين هي الجهة أو اللجنة المخولة ضمن المجلس الوطني الكردي التي يمكن التحدث معها لتقول أنا أمثل هذه المجموعات؟ أين هو ذلك القائد الذي شكل هذه المجموعات؟ فمثلا عندما سألنا وحدات الحماية من أسس وحدات حماية الشعب؟ قالوا خبات ديريك… لكن هذه المجموعات من أسسها؟
لذلك, ومن جهة أخرى, عندما يقول المجلس أنا أتبنى هذه المجموعات, والسؤال الذي يفرض نفسه؛ ولنفترض أنك استقدمت هذه المجموعات وجاءت ودخلت إلى روجآفا, على ٍأي سياسة ستسير ومن ستعتبره عدوا ومن ستعتبره صديقا؟ لأن الجيش أو المجموعات العسكرية لابد أن تحدد خياراتها, فالمجلس الوطني الكردي باعتباره تبنّى هذه المجموعات هو عضو في الائتلاف – وطبعا لا أقصد المعاداة بل شرحا للموقف – الائتلاف حاليا موقفه يرفض أي تطور في الجبهة الكردية, ويتألم عندما يجد داعش تلقّى الضربات.. روجافا تتعرض لهجمات داعش, وإذا حاربت هذه المجموعات داعش فهذا يعني أنها ستكون قد أخلـّت بما تعبّر عنه بيانات الائتلاف وعاكسَته, ومن هنا فالسؤال الذي يطرح نفسه ثانية أن المجلس الوطني الكردي عضو في الائتلاف, لابأس, هذه القوات هل ستلتزم بقررات المجلس الوطني الكردي أم ستكون غير ملتزمة, اذا كانت ملتزمة هذه يعني أن المجلس الوطني الكردي أيضاً يجب أن يكون ملتزما بمخططات الائتلاف ورؤاه, وهذا يعني أن هذه المجموعات لن تنظر إلى الموقف وتحلله وتقيمه كما يحلله شعب روجافا, فشعب روجافا يرى داعش عدوا وهذا الموضوع لا يحتاج إلى نقاش, هذا أولا.وثانيا لا نريد أن نشتت قواتنا العسكرية, مثلا نحن في روجافا لدينا قوة واحدة, ولكن هذه القوة توجد ضمنها مكونات كثيرة وتقسيمات عسكرية وهي حالة طبيعية, لكن أن تاتي مجموعات عسكرية مشكلة خارج روجافا ونجهل هويتها الحقيقية وتقول لنا أنا أيضاً قوة عسكرية موجودة في روجافا, هذا يعني الخوف من اقتتال داخلي كردي – كرديّ.
هم يعتبرن أنفسهم قوّة بمثابة “نـدّ” لوحدات حماية الشعب الـ (YPG).
تشتيت القوات الكردية يعني أن نقع في مصيدة الأعداء
لو لم يطرحوا هذا الموضوع لربما كان الاتفاق السياسي الذي نبحث عنه قد تحقق منذ أمد بعيد.
نحن لم نراهم ولم نتناقش معهم بالمطلق, بل نحن نسمع من الإعلام. بالأساس كنا قد شكلنا في المرجعية السياسية الكردية لجان على أساس أنها ستتفاوض أو تتناقش مع قيادة وحدات حماية الشعب, ولكن اللجنة لم تباشر عملها, ولذلك نحن لا نعلم حقيقة آراءهم, ولكن ما نسمعه من الإعلام أنهم يعتبرون نفسهم قوة كـ ” ندّ ” لوحدات الحماية, طبعا لو كانت وحدات الحماية فاشلة ولا تستطيع حماية روجافا كنا قلنا لابأس فلنأت بقوة أخرى ناجحة وذات تجربة وخبرة لتنقذ هذا الشعب, ولكن وحدات الحماية وباعتراف الكثيرين والدول العظمى باتت تمدح وتشيد بوحدات حماية الشعب والمرأة ويقولون ” هؤلاء المهرة والمقاومين والابطال “, عندما تسمع هذه التوصيفات من ممثلي الدول العظمى هذا يعني أن هذه القوى أثبتت جرأتها, هذا من جهة, ومن جهة أخرى نحن لسنا بحاجة إلى تلك التصريحات أساساً, لكن أنا ذكرت كمثال.
الشعب يعلم والجميع يعلم ويرى المقاومة التي يبدونها في كوباني وفي كري سبي وجبل كازوان والان في الحسكة وتل حميس وتل كوجر وفي جميع المناطق.
ألا يرون بأعينهم؟ لماذايتسببون في تشتيت هذه القوة الكرديّة؟ وتشتيت القوات الكردية يعني أن نقع في مصيدة الأعداء يعني, وهذا خطر, يجب أن نكون حريصين ألا نقع في هذه المصيدة, ولهذا طبعا الشعب لا يقبل بهكذا واقع.
وثالثا لننظر إلى تجربة أخواننا في اقليم كوردستان, منذ بداية تشكيل الاقليم لغاية الآن يحاولون توحيد حكومتهم وسياستهم ولكنهم لا يتمكنون من الوصول إلى النتائج المرجوّة, لأنه توجد قوتان للبيشمركه, قوة عسكرية للبيشمركة في السليمانية, وقوة في هولير, وهذا يعطل الاتفاق السياسي, وقبله بسنوات حدث اقتتال داخلي, ألم نسمع أو نرى وقتها أن آلاف البيشمركة فقدوا حياتهم في تلك المعارك, لماذا نكرر هذه التجربة هنا.
نحن نعتبر هذه المواقف استفزازية, ومضرة, ولا تخدم وحدة الصف الكردي, وبالعكس لو لم يطرحوا هذا الموضوع لربما كان الاتفاق السياسي الذي نبحث عنه قد تحقق منذ أمد بعيد.
السوتورو والصناديد تعمل تحت إمرة وحدات حماية الشعب.
احتراما لتلك المكونات تم إعطائهم صفة تميز خصوصيتهم ومشاركتهم ضمن وحدات الحماية
إن كانت حجتهم, أو مبررهم في ذلك هو وجود قوى عسكريّة أخرى في روجآفا عدا وحدات حماية الشعب والمرأة, فهذه مكونات تعيش في المنطقة وانضمت إلى وحدات حماية الشعب, واحتراما من الإدارة الذاتية لهذا المكوّن وافقت على ما طرحته قيادة وحدات حماية الشعب, في أن يكون لهم اسم يميزهم, ولكنهم يتلقون تعليماتهم من قيادة وحدات حماية الشعب, وحتى تمويلهم ولوازمهم, ومخططات العمل, وكل شيء تحت قيادة واحدة.
وفي الكثير من الدول تجد الجيوش فيها سرايا وكتائب مختلفة باسماء ومواصفات مختلفة, ولكن في روجآفا توجد مكونات كثيرة واحتراما لتلك المكونات تم إعطائهم صفة تميز خصوصيتهم ومشاركتهم ضمن وحدات الحماية, ولكنهم لا يمثلون سياسة أخرى مغايرة.
أما هؤلاء المسلحين هم كرد وأبناء روجآفا, ولنترك كل شيء جانبا, الآن روجافا تتعرض للخطر, فلماذا هذه المساومات؟ ليتركوا هذه المساومات وليأتوا ليشاركو في هذه المقاومة, ولنترك الحسابات السياسية والسلطوية فيما بعد. لكنهم جالسين خارج روجافا ومنذ سنوات لم يشاركوا في الفعاليات السياسية والثقافية والمجتمعية والادارية ولم يشاركو في أي شيء, وباتوا يركزون على الامر العسكري, وهذا كما أعتقد, كمن يحمل الحجرة الكبيرة ولا توجد أية نية لرميها أساسا, لأنهم أساسا ليس لديهم تلك الخبرة والتجربة العسكرية, ولكن هذه محاولة لتبرير مواقفهم بعدم المشاركة في ثورة روجافا.
التعليقات مغلقة.