أحد زعماء العشائر السنيّة: لماذا لا يوفر الأميركان لنا غطاء جويا مثلما فعلوا مع الكرد والشيعة
العشائر مقتنعة أنه لم يعد ممكنا الحديث عن حل داخلي في ظل الدور التخريبي الذي تلعبه إيران وميليشياتها في سوريا.
كشفت مصادر سورية مطّلعة عن أن شيوخا من العشائر السنية يتحركون لإقناع مختلف العشائر بالاستعداد للعب دور مهم في مستقبل سوريا سواء ما تعلق بالتهيؤ لمرحلة ما بعد الأسد والمشاركة بفعالية في المرحلة الانتقالية التي سترعاها الأمم المتحدة، أو ما تعلق بالاشتراك في الحرب لطرد داعش.
ولا يريد شيوخ العشائر تكرار ما جرى في العراق، حيث لم تنجح العشائر السنية في فرض نفسها طرفا رئيسيا في السلطة، فضلا عن أنها تحملت لوحدها نتائج الحرب على القاعدة في مرحلة أولى ثم على تنظيم “الدولة الإسلامية” في مرحلة ثانية.
ووجدت العشائر السنية نفسها مجبرة على التحرك لفرض الاعتراف بها طرفا مهما في مستقبل سوريا في ظل الحديث الذي يجري عن أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يلجأ إلى إعلان الدولة العلوية على الساحل ويترك بقية سوريا مسرحا للاقتتال بين الطوائف والأقليات خاصة المناطق السورية التي تعرضت لعقاب ممنهج من النظام طيلة الأربع سنوات الماضية.
وقالت المصادر إن الشيوخ، الذين يقودون التحرك لتثبيت دور أفضل للعشائر السنية، يتحركون للحصول على دعم أوسع سواء من أبناء العشائر التي يتمدد بعضها بين العراق وسوريا والسعودية والكويت، أو لطلب دعم الدول السنية المؤثرة في المنطقة وخاصة السعودية الساعية لتحريك ما يمكن من الأوراق لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.
ونجحت مجموعة الشيوخ في تشكيل تجمع تحت عنوان “تحالف القبائل والعشائر السورية”، وعقد التحالف الجديد اجتماعا مع وزراء من دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن هناك لقاء قريبا سوف يجمع شيوخ التحالف بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وواضح أن العشائر صارت مقتنعة أنه لم يعد ممكنا الحديث عن حل داخلي في سوريا أو العراق، في ظل الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في البلدين سواء بشكل مباشر أو من بوابة الميليشيات الموالية لها.
وقالت صحيفة الأندبندنت البريطانية إن الشيوخ أجروا محادثات سرية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي مستورا والجنرال الأميركي جون آلن منسق التحالف الدولي ضد داعش.
والسعودية هي من رتبت هذه اللقاءات من أجل خلق واقع جديد في سوريا ينتج معادلا سنيا قويا في مواجهة الأسد من ناحية، وداعش من ناحية أخرى.
وتعهد شيوخ القبائل بأنهم لن يسمحوا لأي قوة خارجية بالتلاعب بهم، موضحين أن التدخل الأجنبي، كان من بين الأسباب الرئيسية لسوء الوضع الحالي الذي تعيشه سوريا.
ترى المعارضة السورية أن العشائر لعبت دورا مهما في الثورة ومواجهة ميليشيات داعش وقوات بشار الأسد، وليس غريبا أن تساهم هذه العشائر في المرحلة الانتقالية، ولكن دون مبالغة في حجمها، فليس أغلب المجتمع السوري منخرطا في التوجه العشائري.
وتؤكد المعارضة أن دور العشائر المستقبلي سيلقى ترحيبا أكبر، فطبيعة العشائر السورية بعيدة عن التيارات الإسلامية المتشددة وبعيدة عن النزعة الطائفية مما يؤهلها لتكون موضع اهتمام الداخل والخارج.
ولا تعتقد المعارضة السورية أن يستطيع “أصدقاء سوريا” إقناع العشائر بخوض معارك ضد داعش فقط فالعشائر السورية كانت ولا تزال مصرة على أن تربط معركتها ضد داعش بمعركتها ضد نظام الأسد.
وقال معارض سوري “إن العشائر كانت سباقة في مواجهة داعش دون أي دعم خارجي، ولا يمكنها أن تقبل إملاءات خارجية لمواجهة داعش بالنيابة عن أحد، بل المعركة عند العشائر تسير على خطين متوازيين، طرد داعش وإسقاط الأسد”.
وانتقد شيوخ القبائل مبعوث الأمم المتحدة دي مستورا، لتباطئه في إدانة الأعمال الوحشية للنظام، مثل استخدام البراميل المتفجرة، ويقولون إنه قام بترتيب هدنة محلية والتي قام النظام باستخدامها للاستيلاء على الأراضي. كما انتقدوه لقوله إن الأسد ما زال “جزءا من الحل” في سوريا، وهو ما ترفضه المعارضة بشدة.
وبعد اللقاء الذي جمعهم بالجنرال آلن لم يبد الشيوخ الكثير من التفاؤل في دعم أميركي للعشائر في مهمة تحرير المناطق السنية من سيطرة داعش.
وقال عايد العطيفي، أحد زعماء العشائر، “لقد تحدثت إلى الجنرال آلن بنفسي عندما طلب مشاركة مقاتلينا في القتال ضد داعش”.
وأضاف “لماذا قاموا بتوفير غطاء جوي للمقاتلين الكرد والشيعة ولم يوفروه لنا؟”
وتتخوف الولايات المتحدة من أن يجد داعش حاضنة شعبية قوية في سوريا مثل ما هو موجود في العراق خاصة بعد أن نجح التنظيم في استثمار عامل الاستياء من السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ومن سياسات عائلة الأسد طيلة نصف قرن.
العرب اللندنية
التعليقات مغلقة.