رسالة من رئيس المجلس الوطني الكردي السابق

39

11655539_1099161416765370_1951205645_nالرفاق الأعزاء تحية الأخوة والنضال

 

لا يخفى عليكم وعلى المتتبع لمسيرة نضال شعبنا الكرديّ في سوريا، خطورة المرحلة التي يمر بها هذا النضال ودقّتها، وما تشهدها من كم هائل من التطورات الخطرة والمستجدات المتسارعة والتحولات العميقة والمتغيرات المتلاحقة على مختلف الصعد الداخليّة والإقليميّة والدوليّة، التي تضع شعبنا وحركته الوطنيّة الكرديّة أمام مهام قومية ووطنية يعتبر التردد في التصدي لها مساس بالمقدسات القومية وعلى مدى ما ينجز منها، يتوقف إلى حد بعيد مآل قضايا شعبنا المصيرية، فبقدر الأخطار المحدقة بشعبنا الكرديّ مصيراً ووجودا قوميا ، نتيجة هجمات قوى الإرهاب المتوحش برابرة العصر داعش ومثيلاته ومؤامرات الشوفينية المقيتة وعداء القوى الإقليمية التي تعتبر أي إنجاز قومي لشعبنا المظلوم خطرا عليها لا بد من إزالته ، وتلاطم مصالح القوى الدولية الكبرى وتشابكها في المنطقة، بقدر هذا التهديد وبشكل متزامن تبدو ملامح فرص مواتية قد يتمكن فيها شعبنا الكردي في سورية من تحقيق أمانيه القومية في رفع الظلم والاضطهاد عن كاهله وانتزاع حقوقه القومية المشروعة إسوة بسائر الشعوب التوّاقة إلى الحرية والعيش الكريم.

إخوتي رفاقي الأعزاء :

وسط كل ما تقدم وما ينتظرنا من مهام نضاليّة على الصعيدين الكردي والكردستاني أشعر بالحرج لا بل بالخجل عند التطرق إلى ما تتهامسون به حينا أو تتجاهرون به حينا آخر من تعرض حزبنا لغبن في الجلسة الأخيرة للمجلس الوطنيّ الكرديّ، جلسة انتخاب عدد من لجان المجلس ، انتخابات طغت عليها الأخذ بالاعتبار بالدرجة الأولى المصالح الحزبية الضيقة والممالآت والمزاجية بعيداً عن التحلي بروح المسؤولية في اختيار الأنسب والأكفأ ، تجاوز البعض خلالها الأساليب والمنافسات الحزبية المعهودة ، تراوحت بين تشكيل القوائم وحث الناخبين على الامتناع أو الإدلاء بصوته لهذا الحزب أو ذاك ، أتمنى ألا تتكرر هذه الممارسات لأنها تلحق أفدح الأضرار بفعالية نضال المجلس وأدائه وتفقده الكثير من طاقاته النضالية ، نتيجة المنافسات والمناكفات التي قد تسود علاقات مكونه الأساسي (الأحزاب المنضوية تحت لوائه ) والذي يعتبر العمود الفقري للمجلس .

رفاقي الأعزاء :

قيادة وقواعد ومؤيدين . لا يسعني إلا أن أتوجه اليكم بمناشدة رفاقية صادقة ، الترفع عن الوقوف أكثر مما هو مستحق عند هذه الإشكالية الجزئية وأن ادعوكم إلى شحذ الهمم والعزم على مواصلة خوض معارك النضال القادمة بروح معنوية عالية من منطلق الشعور بالمسؤولية والحس القومي ، وأن تعتبروا المجلس الوطنيّ الكردي في سوريا ، ما زال يشكل عنوانا قومياً لا بد من السعي والعمل الصادق من أجل رأب أي صدع فيه ، ودفعه باتجاه تحقيق وحدة الصف الكردي مع كل القوى والفعاليات العاملة على ساحة العمل الكردي والوطني في سوريا وبشكل خاص مع حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem ) من خلال توفير الأجواء والمناخات الملائمة لبناء شراكة حقيقية معه في مختلف المجالات على قاعدة الاتفاقيات والتفاهمات التي جرت تحت رعاية فخامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني وليحتل مجلسنا موقعه الطبيعي في صفوف المعارضة الوطنية في البلاد، وأن يرتقي أداؤه النضالي إلى مستوى الاستحقاقات القومية والوطنية في هذه المرحلة التاريخية من نضال شعبنا الكردي الشاق والمرير.

ودمتم ذخرا لنضال شعبكم الكردي العادل.

قامشلو في 7/7/2015م

سكرتير الحزب الديمقراطيّ الوطنيّ الكرديّ في سوريا

طاهـر ســـفوك

التعليقات مغلقة.