البارتي وإستحقاقات المرحلة
رغم كل الظروف الصعبة , ورغم كل التآمرات والأحابيل التي كانت تحاك ضدّ الحزب , إلا إنه وبإيمان راسخ نابع من قناعة لا يشوبها شائبة بنهجه القويم نهج البارزاني الخالد الذي تربّى عليه ونهل من معينه ما جعله أقوى وأمتن في وجه الأعاصير والزوابع . ففي هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة وتمر بها الحركة الكردية في سوريا , وجد البارتي لزاما” عليه الثبات في موقفه السياسي الواضح والصريح وبروح عصريّة وحضاريّة أن يعي موجباتها إزاء الذي جرى ويجري في المنطقة .
فجاء انعقاد المؤتمر الحادي عشر للحزب والذي تحطمّت عليه كل التوقعات من النفوس الضعيفة التي راهنت على فشله , إلا إنه جاء أقوى وأمضى من كل الإرهاصات والضغوطات التي تعرضّ لها ليثبت بجدارة وبفخر إنه ممثل النهج دون التبعية أو الذيلية لأحد وعلى قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي جزء من كردستان .
حيث جاء المؤتمر للعمل والنضال من أجل تحقيق الطموحات المشروعة والعادلة لشعبنا الكردي في سوريا وإيلاء الاهتمام الجدّي والإصغاء لمطالب شعبنا بدءا من المطالب اليومية الماسّة و انتهاءا بتثبيت الحقوق في القوانين والدساتير التي تخصّ قضيّتنا المشروعة والعادلة في أي معادلة وطنيّة ودوليّة تخصّ سوريا. عليه فمن استحقاقات المرحلة ضرورة الاهتمام والإصغاء لمطالب الشارع الكردي وجعلها من الأولويات في برنامجه السياسي والأخذ بعين الاعتبار معاناته من النواحي المعاشية والصحيّة والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك الأمر بضرورة العمل بجديّة بعيدا عن المصالح الضيّقة والأجندات المعهودة بتوحيد وتضافر الجهود لكافة أطراف الحركة دون إقضاء؛ لأحد ليلعب كل منهم دوره الإيجابي والجّاد في فهم واستيعاب الظروف التي تمرّ بها المنطقة والحركة واتخاذ القرارات وفق مصالح شعبنا وقضيّته وأن لاتكون هذه القرارات في خدمة أجندات ومصالح خاصّة تضّر بالحركة.
إذاً، البارتي استوعب ويستوعب بقدر عال من المسؤولية المهام الملقاة على عاتقه كحزب جماهيريّ ما هو مفيد وما هو المطلوب منه وفق نبض الشارع فقد عمل ولايزال يعمل بإخلاص وإنطلاقا” من نهجه ومبدأه وبقدر مستطاعه خدمة” هذا الهدف النبيل بشرف وإخلاص , وهنا لايسعني إلا أن أتوجه إلى كافة الرفاق آملين تطبيق الحالة المؤسساتية في الحزب وفق قرارات المؤتمر الحادي عشر والعمل على تثبيت أسس وقواعد هذه الحالة الحضاريّة والديمقراطية بشكله الراقي والأمثل الكل يلعب دوره يفيد الحزب ويستفيد منه والابتعاد عن الاتكالية قدر الممكن .
المرحلة حساسة ودقيقة ومصيرية فإن إتباع أية سياسة تهوريّة أو مزاجيّة أو وفق منظور حزبوي ضيّق قد تكون مبعث الويلات , عليه نؤكد بضرورة الحكمة والعقلانية والاتزان والموضوعية في اتخاذ أي قرار مصيري أو استراتيجي يخصّ شعبنا المغلوب على أمره وبخصوص حركتنا التي تعاني الكثير من القصور . إن استحقاقات المرحلة تملي علينا العمل بجديّة وشفافية وبصدق على الاستيعاب التام لضروراته والإحاطة بها من كافة الجوانب ليخلص بالنتيجة في اتخاذ ما هو مفيد وصحيح لشعبنا وقضيّته العادلة .
عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)
التعليقات مغلقة.