اقتحام داعش لدمشق ينهي التنظيم والنظام معا

28

العرب اللندنية – Buyerpress

العاصمة العراقية بغداد ليست على رأس أولويات متشددي تنظيم ‘الدولة الإسلامية’.

بيروت – تخشى المعارضة من_53129_11 إمكانية تقدم تنظيم داعش المتشدد نحو العاصمة السورية دمشق عقب تحقيقه نجاحات عسكرية كان آخرها بسط سيطرته على مدينة تدمر التاريخية قبل ضم منفذ الوليد الحدودي بين سوريا والعراق.

لكن عناصر من الجماعات الأكثر اعتدالا تقول إن التنظيم أمام خيار الدخول بسهولة إلى منطقة الغوطة المحيطة بدمشق دون مواصلة التقدم نحو العاصمة.

وتخضع غوطة دمشق إلى حصار قوات النظام السوري منذ نحو عامين. ويعاني السكان المحليون من نقص الطعام والوقود والمياه إلى جانب القصف الجوي الذي لا يكاد يتوقف.

ولم يخفِ مقاتلون معارضون في المنطقة مخاوفهم من نوايا خلايا التنظيم النائمة داخل صفوف فصائل المعارضة التي لم تتمكن طوال الأعوام الماضية من كسر الحصار المفروض عليها من قبل قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال مقاتل في المعارضة عرف نفسه باسم خير الخاليدية “داعش لن يتجه مباشرة نحو العاصمة، سيحاول التقدم أولا تجاه الغوطة وكسر حصار النظام حتى يتمكن من ضمان دعم السكان المحليين هناك”.

وأضاف المعارض الذي يقاتل لسنوات ضد قوات الأسد في الغوطة “للأسف أعتقد أنهم سيتمكنون من فعل ذلك. لا يمكنك تخيل حالة اليأس التي تسيطر على الناس حينما يعانون من الجوع تحت الحصار”.

وبعد السيطرة على تدمر في سوريا وإحكام قبضته على الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية شكل سقوط منفذ الوليد الحدودي تقدما جديدا لتنظيم داعش الذي بات يربط بين البلدين دون أي عوائق.

ولم يعد الحديث عن فاعلية استراتيجية الضربات الجوية التي تتبناها الولايات المتحدة والدول المشاركة في التحالف الدولي للحرب على داعش يهيمن على الأحداث اليوم بقدر الخشية من اقتراب التنظيم المتشدد من العاصمتين بغداد ودمشق.

قال هادي البحرة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض لـ”العرب” إن “هناك معلومات عن وجود مخطط إيراني لإقناع العالم بأن داعش هو البديل الوحيد عن نظام الأسد، ووقع تسريب هذه المعلومات من قبل مصادر من داخل النظام، وهي جهات ممتعضة من السيطرة الإيرانية على مفاصل القرار لدى النظام وتتخوف من أن هذه الخطة ستؤدي إلى توريط ما تبقى من ميليشيات النظام وضباط جيشه ولا سيما العلويين في معركة كبيرة تستنزف ما تبقى منهم وتؤدي إلى جلب شبح مشروع التقسيم”.

وأضاف “تنفيذ هذا المخطط سيقتضي بأن يستمر داعش في تقدمه للسيطرة على طريق تدمر-حمص وريف حمص الشمالي ومن ثم ينتقل للتوجه نحو دمشق”.

وفي العراق، يسيطر التنظيم منذ يناير من العام الماضي على مدينة الفلوجة التي تبعد فقط نحو 70 كيلومترا عن العاصمة بغداد، وهي أقرب نقطة قد يتمكن من خلالها العبور نحو المدينة التي تتمركز فيها الحكومة.

ويقول مراقبون إن التنظيم لم يقدم منذ إحكام قبضته على الفلوجة على شن أي هجمات في اتجاه بغداد التي تحظى بتأمين عال وتتولى حمايتها قوات النخبة في الجيش العراقي. وإن حاول ذلك في المستقبل فسيواجه صعوبات كبيرة في دخول المدينة التي تحظى بأهمية قصوى لدى كل الطوائف في العراق، كما توليها الإدارة الأميركية أهمية كبيرة وتعول عليها كنقطة انطلاق للمصالحة التي تخطط لها الحكومة في المستقبل.

ولا يضع التنظيم السيطرة على دمشق ضمن أولوياته أيضا، وهو يعلم أن الهجوم عليها سيتركه في مرمى جميع القوى المحلية والإقليمية، وعلى رأسها المعارضة التي تمثل دمشق بالنسبة إليها مركز السلطة المستقبلية في مرحلة ما بعد الأسد.

ويمعن التنظيم في المقابل بالإسراع في السيطرة على أكبر قدر من المدن السنية في سوريا التي يدرك أن مرحلة التسوية على السلطة فيها باتت وشيكة مع اقتراب سقوط النظام السوري الذي يعاني من خسائر ميدانية غير مسبوقة.

كما يحاول التنظيم، الذي نجح في وضع نصف سوريا تحت سيطرته، تجنب الدخول في معارك مع العلويين في محافظتي طرطوس واللاذقية في الشمال.

ويرى دبلوماسيون ومحللون أن النظام السوري قد يجد نفسه أمام هذه التحركات مضطرا للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى الساحل السوري غربا.

ويحسب الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش، “يعيش ما بين 10 و15 في المئة من السكان في مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وما بين 20 و25 في المئة تحت سيطرة جبهة النصرة، وما بين 5 و10 في المئة تحت سيطرة الأكراد، فيما لا يزال ما بين 50 و60 في المئة من السكان يعيشون في مناطق تحت سيطرة النظام”.

ويقول مصدر سياسي قريب من دمشق “بات تقسيم سوريا خيارا لا مفر منه. يريد النظام السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتي حمص وحماة في وسط البلاد والعاصمة”.

ويتحدث عن “خطوط حمر وضعها النظام ولا يمكن تجاوزها وتتمثل في طريق دمشق بيروت الدولي وطريق دمشق حمص الدولي بالإضافة إلى مناطق الساحل كمدينتي طرطوس واللاذقية”.

التعليقات مغلقة.