تعجّ مدينة قامشلو بمبدعين كبار وصغار, أبوا إلا أن يبقوا في مدينة الحب ولا يبارحوها سعياً وراء حياة أفضل, وربّما هجرة دائمة… جودي شريف طفل كرديّ دفعته – كغيره من أقرانه- ظروف العيش وما يشاهده من مناظر يوميّة معاشة إلى إحيائها وتوثيقها, ولكن بطريقة مغايرة, وهي ريشتيْه المبدعتين, ريشة الرسم وريشة الموسيقا, إنه أحد هؤلاء الذين أبوا الرحيل.
الفنان والرسام الصغير الذي يعيش في إحدى أحياء العنتريّة في قامشلو يحب ّالرسم, بل ويهواه حدّ العشق.. قال لصحيفة Bȗyerpress التي التقته في منزله المزيّن برسوماته والتي أحاطت بكل حدث لوحة:” أنا حالياً طالب في الصف الثامن, ومتفوّق منذ الصف الأوّل على مستوى المدرسة. وبالنسبة لموهبة الرسم التي أقضي وقتاً كثيراً في ممارستها لا تشغلني أبداً عن دراستي, بل العكس تماماً, أقوم أحيانا بمساعدة أصدقائي في رسوماتهم المدرسية”.
الفنان الصغير لم يخضع لأيّة دورات تدريبيّة بخصوص الرسم والألوان, وإنما مارسها بشكل عفويّ وذاتيّ, واكتشف الأهل هذه الموهبة قبل أكثر من سنتين حينما تردد أصدقائه على البيت بشكل ملفت وهم يطلبون مساعدته في رسم لوحاتهم المدرسيّة حسبما يقول والد جودي. ومنذ ذلك الحين أولاه الأهل الاهتمام المطلوب وذلك بشراء كل ما تتطلّبه هذه الموهبة من ألوان وكراتين ولوحات خشبية وغيرها. أغلب لوحات الفنان الصغير فحميّة إلا أنه يتطّلع للرسم بالألوان الزيتيّة وعلى القماش ايضاً حسب قوله.
أقام جودي في العام 2013أول معرض فردي ّ في قامشلو وعرض فيها حوالي 150 لوحة من لوحاته, كما شارك في الرابع من آذار المنصرم في معرض مشترك مع 50 فناناً من عموم “روجآفا” بلوحة تجسّد نضال المرأة, وكان الأصغر سناً بينهم حيث تمّ تكريمه إلى جانب الفنان محمد علي شاكر.
يمارس الفنان الصغير إلى جانب هواية الرسم, العزف على آلة “الطنبور”, ورغم أنه لم يخضع في هذا المجال أيضاً لأية دورات تدريبية لدى مختصّين في هذا المجال, إلا أنه اجتاز مراحل متقدّمة فيها, ويمارسها في أوقات فراغه كما يقول.
عدا ذلك هو من أوائل الأطفال الذين انضموا – إلى جانب إخوته- لدورات اللغة الكرديّة في قامشلو والتي كانت تجرى تحت إشراف مؤسسة اللغة الكرديّة, واجتاز المرحلتين الأولى والثانية بامتياز ويدرس الآن المرحلة الثالثة التي قاربت على الانتهاء أيضاً.
ودعا جودي في نهاية حديثه جميع أصدقائه إلى تعلّم اللغة الأم, لأنه حسبما يرى متاحة للجميع, وليست هناك أية أسباب تحول دون ذلك, وهي السبيل الوحيد لإحياءها في هذه الظروف المتاحة.
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 19 بتاريخ 2015/5/15
التعليقات مغلقة.