نتيجة تدهور الأوضاع في سوريا بعد اشتعال الثورة في جميع المناطق, وارتفاع الأسعار بشكل جنوني أصبح من الصعب الاكتفاء بالراتب الوظيفي الذي تمنحه الدولة، اذا أصبح معظم الموظفين يمارسون مهنة إضافية إلى جانب الوظيفة, ناهيك عن الذين سافروا إلى البلدان المجاورة نتيجة هذا الوضع.
المهندس صالح محمود من الذين يمارسون مهنة أخرى إلى جانب الوظيفة الأساسيّة, هو خريج المعهد الصناعي بالحسكة, ولم يكمل الدراسة في الجامعة بسبب ظروفه, وبحكم وظيفته عمل في الحسكة لفترة خمس سنين, وفي عفرين سنتين بعد نجاحه بالمرتبة الأولى على دفعته في مسابقة لتعيين معلمين, ثم داوم في تل كوجر, ومن ثم في تل براك أخيراً, لكن نتيجة الأوضاع السيئة فيها انتقل إلى قامشلو, وهو الآن معلم حرفة في ثانوية الخوارزمي في قامشلو.
يقول محمود:” كان راتبي بداية الوظيفة حوالي 7200 ل.س وكان يكفيني لآخر الشهر, والآن أصبح راتبي حوالي 28000 ل.س ولا يكفيني لمنتصف الشهر وهذاما دعاني لفتح محل لتصليح المولدات لأنه نفس المجال الذي درسته, ولأن الكهرباء في انقطاع دائم وتشغيل المولدات لمدة 24 ساعة يؤدي إلى تعطيلها وكذلك نوعيّة المازوت والبنزين الذي يستخدمه المواطن من الأسباب التي تؤدي إلى تعطيلها, ولا شك أن التجار أيضاً يأتون بمولدات صينية من النخب العاشر معرضة للتعطيل دائماً”.
ويضيف:” عملي من الناحية الماديّة أفضل من وظيفتي بكثير, ولو خيّرت بين وظيفتي وعملي لاخترت عملي إلا إذا قامت الدولة بتحسين الراتب. طبعاً وضعي لا بأس به مقارنةً مع غيري, لأن عائلتي مكونة من ثلاثة أشخاص فقط, لكن غيري لديهم عائلات كبيرة وليس بوسعهم إلا أن يمارسوا مهنة واحدة”.
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 19 بتاريخ 2015/5/15
التعليقات مغلقة.