حنان عبدي- خاص “Bûyerpress” قامشلو
قامشلو – أقامت هيئة البيئة والسياحة والآثار بمناسبة عيد الشهداء الذي يصادف اليوم الاثنين 18/5/2015معرضاً تصويرياً لأهم المعالم الأثرية في حوض الخابور, وذلك في مركز محمد شيخو للثقافة والفن, تحت عنوان ” صرخة حجر” وبحضور بعض ممثلي هيئات الإدارة الذاتية وشخصيات سياسية ولفيف من الجمهور العام من المهتمين بالأثار.
وتضمن المعرض كمّاً كبيراً من اللوحات التصويرية معرّفة باللغات الثلاثة لمكونات المنطقة ” الكردية, العربية, والسريانية”.
وجاء المعرض كمبادرة جديّة من قبل هيئة البيئة والسياحة والآثار في الإدارة الذاتية, لتعريف الجيل بتراثهم وتعزيز ارتباطهم بأرضهم وإرثهم الحضاري والتاريخي.
وفي سياق هذا المعرض تحدّث لقمان أحمي رئيس هيئة البيئة والسياحة والآثار في “مقاطعة الجزيرة” لموقع صحيفة “Bûyerpress” قائلاً ” لقد كانت فكرة المعرض موجودة من قبل, وارتأينا أن نفتتحه بمناسبة عيد الشهداء الذي يصادف 18-5- 2015, ليكون عربون وفاء لدماء الشهداء الذين يريدون إظهار الحقائق التاريخية في الشرق الأوسط ونحن من طرفنا أردنا توثيق هذه الحقائق التاريخية إعلانها للمواطنين في كانتون الجزيرة”.
وعن أهمية هذه المعالم أضاف أحمي : ” هذه منطقة تاريخية, والثورة الزراعية بدأت في منطقة الشرق الأوسط ” ميزوبوتاميا , جبال زاغروس, طوروس, وجبال كردستان” والمنطقة أغنت العالم بالثورة الزراعية, والآثار الموجودة فيها تدل على ذلك, حيث تل كرى حمو كركان مدينة يمتد تاريخها إلى الألف الخامس قبل الميلاد وهي أول مدينة في الشرق الأوسط وأقدمها, وليست المدن السومرية كما يذكر البعض”.
وعن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الهيئة لحماية هذه المواقع الأثرية من عمليات التخريب والنهب أوضح أحمي: ” المنطقة غنية بالآثار والتي تصل عددها إلى “1043” موقع أثري, هناك بعض المواقع ونحن كهيئة بيئة وسياحة نقوم بحمايتها والقسم الآخر يحميه الآساييش”.
ونوّه أحمى إلى تدخل الآساييش:” وبناء على المعلومات التي تأتينا عن طريق المواطنين تتدخل الآساييش في الأماكن التي تحدث فيها التخريب، وفي حالات السرقة يبعثون بالقطعة الأثرية إلى المخبر فاذا كانت أثرية يحكم السارق حسب القوانين”.
واختتم لقمان أحمي رئيس هيئة البيئة والسياحة والآثار في “مقاطعة الجزيرة” حديثه بالقول:” بأن هذا المعرض الأول الذي تقوم به هيئة البيئة والسياحة والآثار وهو عبارة عن معرض صوري للآثار المكتشفة وهو ما يقارب عشرين موقع أثري ومعرّفة باللغة العربية والكردية والسريانية لتبيان أهمية هذه المواقع وتأثيرها في تاريخ البشر”.
من جانبه قال رستم عبد السلام مدير المديرية العامة للآثار عن الهدف من هذا المعرض: ” هو عرض بعض المناطق الأثرية في منطقة حوض الخابور والإشارة إلى أهميتها من كافة النواحي كالسياحية, الحضارية, التاريخية, والاقتصادية, والتأكيد على عراقتها وقدمها وتنوعها”.
وعلـّق عبد السلام إلى اسم المعرض بأنه “صرخة” موجهة إلى المجتمع الدولي ومؤسساته العلمية المعنية والحريصة على التراث وحمايته وترميمه, كما أنه موجه أيضاً إلى البعثات التي عملت في مجال التنقيب في مدينة الحسكة للتعاون من أجل المحافظة على هذا التراث الحضاري و بأن ما يجري في بعض المواقع من الجزيرة هو تدمير ممنهج ويهدف إلى إزالة المعالم الحضارية والتاريخية لهذه المنطقة.
وأشار عبد السلام إلى بعض التجاوزات في بعض المناطق مثل تل حميس وتل براك عندما كانت تحت سيطرة قوات الدولة الإسلامية, وأنهم بصدد مشروع لتوثيق إجمالي المواقع الأثرية، وقال:” تم حتى الآن ضبط 3 تقارير في منطقة “قولدومان ” مثل الجرار الفخارية والتي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد, وفي “سرى كانيه” تم التعرّف على بعض القطع المزيفة التي كانت بحوزة بعض الأشخاص وضبطها”.
كما باركت همرين علي نائبة رئيس هيئة الرياضة والشباب في “مقاطعة الجزيرة هذا اليوم على جميع الكرد وعلى عوائل الشهداء وقالت :” نحن سعيدون جداً بهذا المعرض لأنه يبيّن تاريخ الكرد وميزوبوتاميا, ويجب التعلق أكتر بتاريخنا وحضارتنا لأن هناك حرب ضدنا من كافة الجهات, وعلينا أن ندرك مدى أهمية المنطقة، وبأن غالبية الشعب يجهل معنى هذا التراث فيهاجر. وأهنئ هذا اليوم على مقاومة قوات حماية الشعب وحماية المرأة في جبهات القتال من أجل حماية هذه المناطق, وهذا دليل إدراكهم التام لمعنى تراثهم وواجبهم تجاهه”.
التعليقات مغلقة.