“تنفرد صحيفة Bȗyerpress وعلى مدى أعدادها القادمة بنشر حوارات خاصّة مع زوجات قياديي الحركة الكرديّة في روجآفا ليتحدّثن عن تجاربهن مع أزواج سلكوا درب السياسة الشائك, والمعاناة التي تعرضن لها في تلك الأيام, بحلوها ومرّها, ومدى المساعدة التي قدمنها لأزواجهن طيلة تلك الفترة العصيبة, إضافة إلى بعض خفايا العلاقة بينهما وكيفيّة تعرّف كلّ منهما على الآخر, مع العديد من النقاط الأخرى التي ستكون محلّ اهتمام القرّاء”. وقفت المرأة الكردية في مرحلة الكفاح السياسي جنباً إلى جنب مع زوجها الذي آثر العمل السياسي – لأجل قضية شعبه – على حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية,فكانت رفيقة الدرب والكفاح؛ سيدات لم يقل نضالهن عن نضال أزواجهن. “أم هوشنك” سيدة سطع نجمها في سماء الحياة السياسيّة في عهد زوجها المناضل الثوري آبو أوصمان صبري؛ بصبرها؛ سيدة رصينة, صبورة, وأم وقور, تقاسمت مع زوجها ما عاناه, من تشرد وغربة وفقر خلال مسيرته الطويلة, ويحكى عنها أنها في الأخيرة – وهو ما جاء على لسان ابنها البكر هوشنك – أنها كانت تغلي الشاي كل صباح إلى درجة كبيرة حتى يقترب في لونه وسماكته من مادة القطران, الأمر الذي أثار فضول الطفل هوشنك ليستفسر عن السبب, فكان جوابها حتى لا ينال منكم الجوع. صورة بسيطة تشرح واقع حال سيدة لم تحمل السلاح ولم تلج أروقة العمل السياسي, لكنها حاربت الزمن الذي أشهر سلاح الفقر والغربة في وجهها ووجه عائلتها الصغيرة طيلة المسيرة النضاليّة لآبو أوصمان صبري, فأثبتت وبجدارة عظمة المرأة الكرديّة. وبعيداً عن الساحة السياسية, وعلى الساحة الثقافية, كانت للأميرة روشن بدرخان بصمة حاضرة في تاريخ المرأة الكردية, المرأة التي ساندت زوجها الأمير جلادت بدرخان في إصدار جريدتيْ “هاوار” و “روناهي” بهدف الحفاظ على الثقافة الكردية.
إعداد: فنصة تمو
السيدة سارة ابراهيم محمد حرم السيد عبد الكريم سكو” سكرتير البارتي الديمقراطيّ الكردستانيّ – سوريا”، من مواليد قرية “الحسانية” 1965, أم لـ سبعة أولاد ” جوان , هوزان , نسيم , سكفان, , همرين , نسيمة, آهين” تربطها صلة قرابة بزوجها السيّد عبدالكريم سكو” ابن خال” وكانت الخطبة التي تكللت بالزواج تقليديّة حسب المفاهيم والتقاليد السائدة آنذاك.
ترى أن العمل السياسي عمل نضالي ومهم, وواجب على كلّ كردي يعمل بضمير تجاه قضية شعبه وهو سبيل التقدم.
لم تشاطر زوجها العمل السياسي كعمل تنظيمي ولكنها كانت إلى جانبه دوماً, تسانده وتهيئ الجوّ المناسب لعمله, مثل الاجتماعات الحزبية والندوات وحتى المؤتمرات, ولم يحدث أن اشتكت أبداً من عمله كسياسي, لأنه واجب ولزام على كل كردي لخدمة القضية حسب ما تقول.
وعن أصعب المراحل التي عاشتها مع السيد عبد الكريم قالت: عانينا أنا والأولاد كثيراً نتيجة عمل والدهم السياسي, فقد كان يغيب لأيام دون أن نعلم مكان تواجده في مرحلة كان العمل السياسي فيها محفوفاً بالمخاطر, ونتيجة الظروف السرية التي كان يتم فيه هذا العمل, ولكن أصعب مرحلة عشناها جميعاً كانت عندما تعرض للاعتقال في ظروف غامضة عام 2005, واجهنا حينها ظروفاً صعبةً جداً, حيث لم نكن نعلم من قبل أي جهة تمّ اعتقاله, طرقنا أبواب كثيرة علّهم يعلموننا بمكان اعتقاله, ولكن عبثاً كانت تلك المحاولات. حينها وقف جميع إخوانه وأصدقائه إلى جانبنا, إلى أن جاءنا الخبر من شخص اتصل معنا وقال أنه كان معتقلاً معه في فرع فلسطين, حيث أعلمنا بأن أبو جوان معتقل هناك, وهو الذي اعطاه الرقم للاتصال بنا, حينها هان علينا الموضوع قليلاً وتمّ الإفراج عنه بعد ثلاثة أشهر.
السيدة سارة لم تندم البتة بزواجها من شخص سياسي وهي فخورة بعمله, لكنه لم ترغب في الانخراط بالعمل السياسي نتيجة مسؤولية البيت والأولاد وفضلت عملها كربة منزل تقوم بتربية أولادها, وتؤدي واجباتها تجاه بيتها وعائلتها على العمل السياسي.
وعن إيمانها بأفكار الحزب الذي يشغل فيه السيد عبد الكريم منصب السكرتير تقول أنه حزب له نهج وجهد مذ تأسيسه في الدفاع عن القضية الكردية, والمطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الكردي. وحول رأيها بعمل أحزاب الحركة الكردية في أهم مراحل الدفاع عن القضية الكردية ترى أن الجميع يحاول خدمة القضية الكردية, ولكن هناك من يترجم القول إلى فعل ويقدم الشهداء ويحرر, وهناك من يستكين إلى الخطابات والأقوال ولا يحاول تحويل أقواله إلى أفعال.
وعن تأثير عمل السيد عبد الكريم السياسي على حياتها العائلية والاجتماعية تابعت السيدة سارة: شيء طبيعي أن يحدث تأثير, فالشخص السياسي يرهن حياته لأجل عمله الذي يريد به حتما عمل شيء من أجل قضية شعبه, غيابه المستمر عن البيت كان له أثر, بالطبع على العائلة بشكل عام والأولاد بشكل خاص, فقلما كان عمله السياسي يمنحه المجال للجلوس معهم, وكان هناك خلل أيضاً بالنسبة لواجباته الاجتماعية, لأنه نادراً ما كان حاضراً في المناسبات الاجتماعية وزيارة المقربين إليه نتيجة انشغاله الدائم بعمله السياسي واجتماعاته الحزبية.
ونفت السيدة ابراهيم وجود أي رغبة لدى السيد عبد الكريم في حب النجومية والأضواء وقالت لم ألحظ وجود شيء اسمه حب النجومية أو الرغبة في الظهور أمام الأضواء فهو دائم الحرص على العمل كجندي مجهول ليرضي ضميره ككردي, وليس لديه هم سوى خدمة قضيته والعمل بأمانة وصدق, ولكنني ألومه أحياناً في هذا الموضوع .
وتختتم السيدة سارة ابراهيم محمد حرم السيد عبد الكريم سكو بأنها لم تنتقد عمل زوجها أبدا لأنه يتقن عمله كسياسي ويعرف تماماً ماذا يفعل, ولم يحدث انها انتقدت عملاً قام به في إطار عمله ضمن حزبه أو ضمن إطار الحركة الكردية بشكل عام .
التعليقات مغلقة.