خرج فريق برشلونة وعشاقه منتصرين من ملحمة الكلاسيكو بعد أن تفوق نجوم البلوغرانا بهدفين مقابل هدف على ملعب كامب نو، فوز كان متوقعاً قبل بداية المباراة بالنظر إلى الفوارق الكبيرة بين حالة الفريقين خلال الأشهر الماضية .
وجاءت الخسارة لتعمق من جراح النادي الملكي وتضاعف من معاناته الشديدة بعد أن أصبح بلا أي أنياب في جميع مبارياته الأخيرة، ولكن يتمثل الجانب المشرق في افلات تشكيلة أنشيلوتي من هزيمة تاريخية وهو ما يستوجب قيام إدارة النادي بتوجيه خطاب شكر عميق إلى الجناح البرازيلي نيمار لاعب برشلونة على إهداره العديد من الأهداف المحققة .
انريكي يستخدم أسلحة أنشيلوتي
اخطأ انريكي في الإفراط في استخدام سلاح المرتدات طوال الشوط الاول وترك الفرصة للاعبي المرينغي ليفرضوا سيطرتهم على وسط الملعب، وهو ما دفع ثمنه غالياً عندما استفاق لاعبو أنشيلوتي بعد اهتزاز شباكهم وتناقلوا الكرة بأريحية تامة فارضين حصاراً على دفاعات برشلونة أمام منطقة الجزاء .
ولكن كان لمرتدات انريكي الفضل في ظهور البرسا بمظهر أكثر من رائع في بداية المباراة وتمكنوا من التقدم بهدف وأضاعوا العديد من الفرص كان أغربها فرصة نيمار التي ارتدت على مرمى فريقه بهدف .
وفي الشوط الثاني أفلحت مرتدات انريكي اخيرا في تسجيل الهدف الثاني الذي جاء بتوقيع لويزيتو سواريز الذي احتفل بهدفه الأول في مباريات الكلاسيكو، ووضح نهج انريكي في الاعتماد على التمريرات الطولية العميقة والارتداد السريع لضرب دفاعات أنشيلوتي بعد أن قام بتثبيت نيمار وسواريز في المناطق الامامية ومن خلفهما ميسي بأمتار قليلة مع تمركز باقي الفريق بالكامل خلف خط المنتصف .
دفاع ريال مدريد يترنح .. وكاسياس يعود
إذا ما اراد أحدهم شرح الحالة المتدنية التي يمر بها دفاع النادي الملكي لن يجد أفضل من لقطة هدف جيريمي ماثيو .. تمركز كارثي في منطقة الجزاء لحظة تنفيذ الركلة الركنية رغم إلمامهم التام بإجادة البلوغرانا في تنفيذ مثل هذه الكرات، أما أن يأتي الهدف عن طريق ماثيو فهو ما كان أبرز الفواصل الكوميدية في المباراة .
ولكن في الشوط الثاني تألق القائد سيرجيو راموس وأوقف العدديد من هجمات البلوغرانا، ولولا تألق راموس والعملاق كاسياس لخرج النادي الملكي بهزيمة ثقيلة .
خدعة أنشيلوتي
ربما أحسن أنشيلوتي صنعاً عندما قرر نقل رونالدو إلى الجبهة اليمنى مع ميل كبير داخل منطقة الجزاء ليرافق رأس الحربة كريم بنزيمه وهو ما نتج عنه الهدف الأول لفريقه عندما شاهدنا رونالدو في مركز المهاجم الصريح، ولكن خلال الفترة التي تلت الهدف وضح احتياج الفريق إلى رونالدو في مركز الجناح على خط التماس لإستغلال المساحات الشاسعة التي خلقها تقدم لاعبو برشلونة الجنوني في محاولتهم لإعادة التقدم، ووضح ذلك في أحد الهجمات التي انطلق بها توني كروس ولوكا مودريتش ولم يجدوا أحداً في المكان المناسب نظراً لإبتعاد رونالدو في عمق دفاعات البلوغرانا .
اما في شوط المباراة الثاني فلم نشاهد أي تواجد لثلاثي بي بي سي تقريباً بعد أن فشل لاعبو خط الوسط في تمويلهم بأي تمريرات مفتاحية من شأنها ضرب دفاعات أنريكي التي صنعت جداراً حديدياً أمام المرمى في ظل تواجد القائد الارجنتيني ماسكيرانو الذي وضحت لمساته عندما يتواجد في وسط الملعب بعد أن عاد أخيراً لمركزه المفضل .
حتى لاعب الوسط ايسكو لم يفعل الشئ الكثير وكان أحد أسوأ اللاعبين على أرض الملعب وفشل تماماً في التفوق أمام الظهير البرازيلي داني الفيس ولم يمرر الكثير من التمريرات حتى ولو كانت للخلف !
لاعبون بالملايين .. والمحصلة صفر !
في جميع مباريات النادي الملكي هذا الموسم يتكرر نفس السؤال تقريباً … أين غاريث بيل ؟ متى يتألق الجناح الويلزي؟ متى يثبت للجميع قدراته واستحقاقه لأن يكون اللاعب الأغلى على مر التاريخ ؟!
شبح هزيل ترنح في مناطق مختلفة متنقلاً بين أحضان دفاعات الخصوم وعندما تتاح أمامه الفرصة السهلة يهدرها بغرابة شديدة !
وعلى الجانب الآخر تفنن الجناح البرازيلي نيمار في إهدار حفنة من الأهداف مما أثار حنق زملائه خاصة ماسكيرانو وميسي اللذان التقطتهما الكاميرات وهما يوبخان اللاعب على هذه الفرص السهلة التي كانت كفيلة بتحقيق فوزاً عريضاً في فرصة لا تأتي كثيراً .
غياب الأوراق الرابحة
عندما يقدم جميع لاعبي فريقك اسوأ ما لديهم في مباراة هامة ومصيرية فلن تجد أمامك سوى الإستعانه بمخزونك الاستراتيجي المتواجد على دكة البدلاء، ولكن عندما تكون هذه الدكة خاويه تماماً فعليك الاستسلام إلى مصيرك الأسود ومشاهدة ما يجري على أرض الملعب في صمت تام .
نظر أنشيلوتي إلى دكة بدلائه ليشاهد المأساة ماثلة أمامه .. على أي من هؤلاء سأعلق آمالي في العودة ؟! الإجابة كانت قاسية بكل تأكيد .
تشيشاريتو أم لوكاس سيلفا أم خيسيه أم اياراميندي ؟!!
حقيقة مؤلمة لقنت المدرب المحنك درساً قاسياً وأظهرت عجزه التام وعدم قدرته على تغيير مسار مباراة بأنصاف لاعبين وأشباح تركض على أرض الملعب لا تجيد حتى التمرير الصحيح .
عودة النادي الملكي إلى مساره الصحيح مرهونة بالعديد من العوامل أهمها هي أن يضع أنشيلوتي يديه على عورات فريقه أولاً من أجل ايجاد العلاج المناسب الذي يعيده إلى طريق التألق مرة أخرى .
التعليقات مغلقة.