الكاتب عباس موسى: داعش بين فكيّ الكماشة صورتان متناقضتان تجريان في ساحات المعارك

40

حول تحرير بلدة تل حميس اليوم من تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” Bûyerpress “ تُحاور كُتاب وشعراء، سياسييّن، آكاديمييّن ونشطاء من الحراك الشبابي.

 الكاتب والناشط الشبابي عباس موسى لـ موقع صحيفة “Bûyerpress”ععع

داعش بين فكيّ الكماشة صورتان متناقضتان تجريان في ساحات المعارك، ففي الوقت الذي تصدّر فيه داعش إرهابها وعنفها إلى العالم عبر الفيديوهات ومشاهد القتل المروّعة، بحيث يسبق صيتها في الإرهاب سلاحها، هذه الصورة التي ساهم في تضخيمها الإعلام العالمي. هذه الصورة الآن تنكسر أمام القوات الكردية، وتنكسر نمطية القوة التي تصنع الإرهاب بأيدي الكرد. إنّ الاحتفالات في المدن الكردية هي احتفالات للانتصار وحدها ولا تنطوي على حقد مبطن كما يبدو للمتابع، ومع أنّ هناك اسرافاً في إطلاق الرصاص، إلاّ أنّها من الناحية الاحتفالية تبدو مشروعة ومعبّرة عن الناحية النفسية للمتضررين جرّاء العنف الداعشي. وتبدو هذه الصورة حضارية أكثر إذا ما رجعنا بالذاكرة إلى ما قبل العام تقريباً حين دخلت تلك القوات تل حميس وأجزروا بالشباب الكرد، كتعبير عن نشوة همجيتهم وإرهابهم. إنّ الانتصارات في تل حميس ليست واحدة وإنّما تنتمي إلى مجموع انتصارات سابقة ولاحقة، يبدو في هذا الانتصار، أنّه ثمة استرتيجية في القتال، لا تبدو وكأنّها ردّات فعل، بحيث لا يتبقى لداعش أية ممرات تنفذ بها إلى المناطق الكردية، عن طريق قطع الطريق بين داعش والحدود التركية، وداعش والعراق. داعش الآن بين فكيّ الكماشة، لصالح التفوّق للقوات الكردية وستشهد الأيام القادمة تطورات مهمة على هذا الصعيد، وسنسمع كثيراً رشقات الرصاص ليس فقط في ساحات القتال لكن في ساحات المدن، رشقات النصر هذه المرة.

التعليقات مغلقة.