فنان من هذا الزمان

30

هو ا460      محمود نوري أسعد  ‫(1)‬ ‫‬لفنان محمود نوري أسعد الذي جار عليه الزمان والمكان, ابن مدينة عامودا, ذو الثلاث وثلاثين عاماً, وأب لطفلتين هما عليا وغادة. أصيب في سن الثالثة بحمّى أصابته ليلاً وكان الوالد في الخدمة الإلزاميّة, ولأنه لم يكن ملقحاً ضدّ شلل الأطفال, ولم يجد جسده الناعم إلى حقنة الطبيب سبيلاً فقد نسي نعمة المشي منذ ذلك اليوم المشؤوم كما يصفه هو. يقوم بتدبير وضعه الآن من بيع كمية الخبز الذي يحصل عليها من الفرن عن طريق ورقة رسمية من “الإدارة الذاتيّة”.
يقول عن مشواره الفنيّ: بدأت أغني بحرفيّة بعد سن الخامسة عشرة أغان لبعض الفنانين الكبار, وكان أصدقائي يدعونني للحفلات التي تقام. وفي تلك السن هاجرت إلى دمشق, وبدأت أعمل على بيع بعض القطع على بسطة بسطتها في سوق الحميديّة, واستأجرنا – أنا وأخي –  بيتاً في القابون, وبقيت في دمشق لعشرة سنين.
يكيل المدح لزوجته كثيراً, وهي التي أحبّته ووعدته على رعايته وحمله وخدمته كطفل صغير ووفّت بالوعد.. ويصف حفلة زواجه التي أحياها في دمشق في رمضان 2006 بالرائعة وحضرها الكثير من الأهل والأصدقاء.
بعدما زواجه أصبح يغني في الحفلات بمقابل مادّي, يغني باللغة الكرديّ, والعربيّة, والتركية أيضاً, ليست لديه أية كاسيتات مسجّلة بسبب وضعه الماديّ, لكن الفنانان شيدا وصفقان وعداه أن يسجّلا له كاسيتاً, جهزوا له الموسيقى وأضافوا صوته, لكن الكاسيت لم يوزّع, وكذلك وعده مركز الثقافة والفن بالمساعدة , لكن لم يقدّموا له شيئاً حتى الآن.
يسكن في بيت أجرة في حيّ ميسلون الشعبيّ, جيرانه في الحيّ مقصّرون معه نوعاً ما  في الدخول والخروج من المنزل, لأن يداه لا تساعدانه في النهوض, إحداها مشلولة لا حراك فيها, والأخرى لا تفي بالغرض وحدها, وزوجته تساعده في هذه المهمّة, لكنه يرجأ – ضاحكاً- سبب تقصير الجيران إلى وزنه الثقيل.
حلمه بالسفر إلى بلاد الأحلام لم يكتب له النجاح, وهو متفرّغ الآن لكتابة كلمات أغانيه وتلحينها, وغنائها, لديه الآن حوالي 25 أغنية من تأليفيه وتلحينه, عدا ذلك يغني لبعض الفنانين المشهورين.
يضحك محمود حتى يكاد أن يسقط عن الكرسي وهو يصارحنا بحقيقة تأخر حلاقة شعره دوماً: “سأصارحكم القول بأني كنت أجول على كافة صالونات الحلاقة ليقوموا بحلاقة شعري وذقني, لكنهم كانوا يتحجّجون والسبب هو وزني الثقيل, وفي إحدى الأيام أوقفت دراجتي النارية المعدّلة ذي العجلات الثلاث أمام صالون “حمادة”,  شرحت له وضعي وطلبت  منه حلاقة شعري ففعل, وردّا لجميله غنيت له أغنية كرديّة, وغدونا أصدقاءً”.
يتمنى أن يعطيه أحد الشعراء قصيدة قوميّة, يمجّد فيها قوميته الكرديّة التي يعتزّ بها, فهو كما يصف نفسه: ” ضائع ومغمور من قبل المجتمع,  لذا أقوم ببيع الخبز في سبيل تأمين قوتي اليوميّ, لوكان لديّ رأسمال بسيط لمارست تجارة أخرى عدا بيع الحبز”.

التعليقات مغلقة.