تخفيف التوتر بين تركيا وامريكا تجاه الدولة الاسلامية لكن الخلافات ما زالت قائمة

46

11_25_07_58_هدأت تركيا والولايات المتحدة بعض الخلافات المتعلقة بالحرب على تنظيم الدولة الإسلامية خلال زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لأنقرة في مطلع الأسبوع لكن المحادثات لم تحرز تقدما يذكر في مجال تعزيز التعاون العسكري بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي.
وتحجم تركيا عن الانضمام للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية إذ ترفض القيام بدور عسكري على جبهة القتال رغم حدودها التي تمتد لمسافة 1200 كيلومتر مع العراق وسوريا . وأدى ذلك إلى زيادة مخاوف الغرب من أن تكون تركيا حلقة ضعيفة في القتال ضد المتشددين.
واختتم بايدن اجتماعات استمرت لمدة يومين في اسطنبول دون أي ضمان على أن تركيا ستكثف تعاونها العسكري بالسماح -على سبيل المثال- باستخدام المجال الجوي التركي أو استخدام التحالف لقاعدة أمريكية في مدينة انجرليك الجنوبية التركية لتنفيذ ضربات جوية.
ولم يتلق الزعماء الأتراك أي إشارة على تحقيق مطالبهم بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أو إقامة واشنطن منطقة لحظر الطيران في سوريا.
لكن المسؤولين في الجانبين قالوا إن الخلافات تتمحور حول الإستراتيجية وليس الأهداف وإن الاجتماعات التي شملت نقاشا استمر اربع ساعات بين بايدن والرئيس التركي طيب اردوغان كانت فرصة لتنقية الأجواء ووضع علاقة اتسمت احيانا بالحدة على أساس اكثر رسوخا.
وقال مسؤول أمريكي كبير في أعقاب المحادثات “لم يجلسوا هناك ويوقعوا بأسمائهم على مجموعة من الاتفاقيات. ولكنني اعتقد اننا توصلنا في حقيقة الأمر إلى رؤية اكثر وضوحا بشأن ما نحتاج إليه لإحراز تقدم.”
وأضاف المسؤول أن أنقرة وواشنطن على “اتفاق تام” بشأن الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية وأيضا الحاجة إلى نشر قوة برية فعالة في سوريا للعمل بالتنسيق مع الضربات الجوية وصد المسلحين والاستفادة من التقدم الذي أحرز في العراق.
وقال مسؤول في الوزارة الخارجية التركية إن قوات تركية وأمريكية ستقوم بتدريب 2000 من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في قاعدة بمدينة كيرشهر بوسط تركيا في إطار الخطة.
ودربت القوات التركية بالفعل نحو 230 من مقاتلي البشمركة الكردية في شمال العراق وستقدم مساعدة مماثلة لوحدة جديدة بالجيش الوطنى في بغداد لدعم جهود الحكومة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال سينان أولجن رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في اسطنبول “تتقارب بشدة وجهات نظر أنقرة واشنطن. تظل المشكلة بخصوص سوريا حيث انهما تريدان نفس الشيء من الناحية الإستراتيجية وهو نظام جديد بدون الأسد لكنهما ما زالا يختلفان من ناحية الأساليب العملية.”
وتتركز تلك الخلافات حول مدى إلحاح الحاجة إلى إزاحة الأسد.
وتقول تركيا إنه لا يمكن تحقيق السلام في ظل بقائه في السلطة وإن قواته ستسد الفراغ الناجم بعدما تصد الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول واشنطن إن الأسد فقد شرعيته ويتعين أن يترك السلطة في نهاية المطاف لكن الأولوية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول محللون إن المخاوف من إفساد المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي تزيد من إحجام واشنطن عن مواجهة الأسد المدعوم من طهران.
لذا فإن اقتراح تركيا باقامة منطقة عازلة داخل سوريا والمتعلقة بتوفير ملاذ آمن للاجئين من خلال إقامة منطقة لحظر الطيران لن يحظى على الأرجح بكثير من التأييد اذ انه سيضع التحالف في مواجهة مباشرة مع الأسد.
ومن المرجح أن يتركز التعاون التركي الأمريكي بدلا من ذلك على تقوية المعارضة السورية المعتدلة ومن المتوقع وصول أول مجموعة من المقاتلين للبدء في التدريب في كيرشهر خلال أشهر.
وتثور خلافات أيضا بشأن أهداف التدريب فتركيا تصر على ضرورة أن يتصدى المقاتلون لقوات الأسد وللمتشددين أيضا في حين تريد واشنطن أن يظل التركيز على الدولة الإسلامية مباشرة.
لكن المسؤول الأمريكي أشار إلى إاحراز تقدم في العراق وفي بلدة كوباني الحدودية السورية حيث استفاد مقاتلو البشمركة الكردية ومقاتلو المعارضة السورية من الضربات الجوية الأمريكية للحد تدريجيا من الحصار الذي تفرضه الدولة الإسلامية.
وقال المسؤول الأمريكي “بدأنا نرى  الجانب العراقي على وجه الخصوص وأيضا إلى حد ما في كوباني انه عندما تكون لدينا قوات محلية منظمة جيدا…وتدعمها قوة جوية أمريكية فانها تستطيع حقا أن تلحق أضرارا حقيقة بتنظيم الدولة الإسلامية.”

رويترز

التعليقات مغلقة.