اتحاد المثقفين: منع الفنانين والمثقفين من عبور “معبر فيشخابور” انتهاك لحريتهم بالتنقل 

5

 

أعرب اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة عن استيائه من منع إدارة “معبر فيشخابور” فناني ومثقفي روجآفاي كردستان من العبور للمشاركة في مهرجان سقز المسرحي الكردي الدولي بدورته العشرين في روجهلاتي كردستان، مطالبا الجهات المعنية بإعادة النظر في إجراءات العبور ، واصفاً إياها بأنها “انتهاك” لحرية التنقل.

وقال اتحاد المثقفين في البيان: “تابع اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة، وببالغ القلق والاستياء، ما جرى من منع لكوكبة من الفنانين والفنانات من العبور للمشاركة في مهرجان سقز المسرحي الكردي الدولي في دورته العشرين، عند معبر فيشخابور، وذلك بعد عبورهم معبر سيمالكا بكل انسيابية، الأمر الذي حال دون وصول أعمالهم المسرحية إلى خشبة المهرجان، وحرم الجمهور من لقاء كان منتظراً ومستحقاً.

وقال الاتحاد: “يوجه الاتحاد خطابه إلى الأصدقاء والصديقات، مع حفظ الألقاب: وليد عمر، نجبير غانم، دلجان أوسو، محمد العمر، رومت، … وجميع العاملين والعاملات في مونودراما بارانويا ومونودراما شهناز، وفي مؤسسات الثقافة والفن في روج آفا، فإنه يؤكد أن ما حدث لا يمس أفراداً بعينهم فحسب، بل يطال جوهر الفعل الثقافي والفني، ويشكل انتهاكاً صريحاً لحق الفنان في التنقل، وحق الثقافة في الوصول إلى جمهورها الطبيعي.

وأكد أن “منع الفنانين والمثقفين من العبور، بمختلف صفاتهم الإبداعية والإدارية والتقنية، ليس حادثة معزولة، ونأمل ألا يتكرر، وأن تكون هذه الواقعة هي الأخيرة، ولا سيما أن المنع جاء بذريعة حجج واهية وإجراءات بيروقراطية أمنية مجحفة، تتناقض مع القيم التي قامت عليها الفنون عموماً، والمسرح على وجه الخصوص، بوصفه فضاء للحوار الإنساني، وجسراً بين الشعوب، ومساحة تتجاوز الحدود السياسية والاعتبارات الضيقة. فالفن لا يختزل بإجراء إداري، ولا تصادر رسالته عند معبر”.

ووأضاف: “يؤكد الاتحاد أن مشاركة بارانويا وشهناز في مهرجان سقز لم تكن مشاركة شكلية أو عابرة، بل حضورا فنياً وثقافياً ضرورياً، يندرج ضمن مسار التفاعل المسرحي الكردي المشترك. وإن الغياب القسري لهذه العروض يشكل خسارة حقيقية لهذه الدورة، وجرحاً في ذاكرة المهرجان، الذي كان من المفترض أن يرفع فيه الستار على حكاية مسرح عانى المنع طوال عقود، وأن يتنفس على الخشبة، لا أن تتوقف رحلته عند معابر الحدود”.

وتابع: “يحيي اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة إدارة مهرجان سقز المسرحي الكردي الدولي في روجهلات كردستان، هذا المنبر الثقافي الذي راكم، عبر عشرين دورة، تجربة راسخة في جمع المسرحيين الكرد من مختلف أجزاء كردستان، وترسيخ المسرح بوصفه فعلا ثقافياً جامعاً، ورداً إبداعياً على التشرذم الذي فرضته السياسات والحدود”.

وأكد الاتحاد دعمه الكامل لاستمرارية هذا المهرجان، متمنياً له مزيداً من الاستقلالية، والالتصاق بروح المسرح، والابتعاد عن كل ما يقيد حرية الإبداع والتبادل الثقافي.

و انطلاقاً من مسؤوليته الثقافية والأخلاقية، طالب اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرةالجهات المعنية كافة بإعادة النظر الجدية في إجراءات العبور والتنقل، والتعامل مع الفنانين والمثقفين بوصفهم جسور تواصل لا عوائق أمنية، وبوصف الثقافة رافعة للاستقرار والتقارب، لا مصدراً للقلق، ولا سيما في ظل كونفرانس السادس والعشرين من نيسان، وزيارة الجنرال مظلوم عبدي إلى دهوك، ومجمل التغيرات السياسية التي تدعو إلى التآلف ووحدة المصير.

ولفت إلى أن فتح الطرق أمام الفن، وتسهيل حركة المثقفين، هو استثمار في الإنسان، وفي الذاكرة المشتركة، وفي مستقبل أكثر انفتاحاً وعدالة. وسيظل اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة منحازاً لحرية الإبداع، ومدافعاً عن قضايا الفن والأدب مهما كانت الظروف، وبعيداً عن أي ملفات سياسية.

 

التعليقات مغلقة.