هيئة الطاقة: إصلاح 95 بالمئة من محطات التحويل بجهود ذاتية رغم الحصار
وصف الرئيس المشترك لهيئة الطاقة في مقاطعة الجزيرة، أكرم سليمان حجم التدمير الذي طال أقسام الغاز والبترول والكهرباء بـ “المروّع”، مؤكدا أن نسبة الضرر في بعض المنشآت بلغت 90 بالمئة وفي أخرى 100 بالمئة.
وأكد سليمان أن ورش هيئة الطاقة تمكنت من إصلاح 95 بالمئة من محطات التحويل، باستثناء محطة الدرباسية التي ما زالت خارج الخدمة بسبب صعوبة تأمين القطع اللازمة، كما تم إصلاح 10 بالمئة من التوربينات.
وأشار إلى أن الحصار وإغلاق المعابر يعيقان إدخال المستلزمات والقطع الخاصة بالكهرباء والغاز والبترول، حيث تقتصر عمليات البيع على شركات محدودة مرتبطة بسياسات دول، ما يزيد من صعوبة الإصلاح، مؤكداً أن ما أُنجز من إصلاحات جرى بجهود ذاتية وإمكانات محلية.
ووفق سليمان، فإن أزمة الكهرباء مستمرة وتحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة، لافتا إلى أن محطة السويدية باتت خارج الخدمة بشكل كامل، وأن المنطقة تعتمد حاليا على الكهرباء المستجرّة من سد الفرات.
وأضاف أن هذه الكمية المحدودة تُوزع على المؤسسات الاستراتيجية مثل محطات المياه والمطاحن والأفران والمستشفيات، فيما لا تحصل المدن الكبرى مثل قامشلو والحسكة على أي تغذية كهربائية حاليا، نتيجة النقص الحاد بالوارد الكهربائي.
والجدير بالذكر، تعتمد مقاطعة الجزيرة على الغاز الطبيعي، والوقود السائل والطاقة الكهرومائية في توليد الكهرباء لكن نقص إمدادات الوقود وتدمير البنية التحتية للمرافق الخدمية بفعل هجمات جيش الاحتلال التركي أديا إلى حرمان المنطقة من الكهرباء.
ففي أواخر تشرين الأول 2023، عرضت الغارات الجوية وهجمات المسيرات التي شنها الاحتلال التركي على البنية التحتية المدنية الحيوية سبل العيش في إقليم شمال وشرق سوريا للخطر، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص، نتيجة قصف محطات المياه والكهرباء والمنشآت النفطية، إضافة إلى محطة الغاز المنزلي الوحيدة في المنطقة.
وتعرضت التوربينات في محطة السويدية، وهي المؤسسة الوحيدة لتوليد الكهرباء، لتدمير كامل بنسبة 100 بالمئة حيث تم استهداف 12 توربيناً بالصواريخ، كما تضررت محطات التحويل في مدن قامشلو، الدرباسية، تربه سبيه وعامودا بشكل كبير.
وأوضح سليمان أن السبب الرئيسي في تراجع القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية، يعود إلى حبس تركيا لمياه نهر الفرات، ما أدى إلى انخفاض كبير في كمية المياه المتدفقة نحو السدود.
وفي هذا السياق، تعمل هيئة الطاقة على تركيب عدادات إلكترونية مسبقة الدفع، بسعر 1 سنت للكيلو واط، وبدأ المشروع في عامودا، ثم انتقل إلى ديرك وتل كوجر، واليوم يطبق في كركي لكي وتل حميس، حيث وصلت نسبة الترشيد في بعض المدن إلى 60 بالمئة، وذلك في خطوة استراتيجية لتخفيف الضغط على الشبكة وتعزيز ثقافة الترشيد،
ولفت سليمان في حديثه إلى أن صيف هذا العام يعد الأصعب على صعيد تأمين الكهرباء في المنطقة، نتيجة تراكم عوامل التدمير، الحصار، وانخفاض الوارد المائي.
المصدر: الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة
التعليقات مغلقة.