الذكرى الـ36 لرحيل القيادي الكردي والشاعر المرهف “عصمت سيدا”

38

توفي في مثل هذا اليوم 6 أيلول/ سبتمبر من عام 1989 السياسي والقيادي الكردي والشاعر المرهف عصمت سيدا في إحدى مشافي حلب وهو في ريعان شبابه، وذلك أثناء إجراء عملية له في الكلية، وشيع جثمانه في اليوم الثاني من مدينة قامشلو بمشاركة جماهيرية كبيرة إلى مدينة عامودا حيث وريَ الثرى في “مقبرة عامودا”.

وينحدر المناضل عصمت سيدا من عائلة وطنية، فعمه هو “عبيد الله” ووالده “ملا فتح الله سيدا”، من أهم علماء الدين المشهورين في الطريقة النقشبندية، في “باكورى كردستان”، وكانا من المشاركين في ثورة بدليس عام 1908.

 وفي عام 1944 انتقل الملا فتح الله سيدا والد “عصمت سيدا”، إلى قرية “سيحا” التابعة لناحية “تربه سبيه”، حيث ولد عصمت في تلك القرية، وفي عام 1945 عاد ملا فتح الله إلى عامودا التي كانت مزدهرة في تلك الفترة مقارنة مع مناطق الجزيرة الأخرى حيث نشأ عصمت وترعرع في تلك المدينة.

وعند تأسيس أول حزب سياسي كوردي في كوردستان سوريا باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني “البارتي” عام 1957، انتسب الشاب عصمت إلى “البارتي” كعضو خلية نظراً لصغر سنه، وبعد أن انقسم “البارتي” إلى قسمين عام 1965 إلى اليمين واليسار، وقف القيادي الشاب عصمت سيدا إلى جانب “اليسار الكردي” و أصبح عضواً قيادياً في الحزب اليساري عام 1969، وأميناً عاماً للحزب عام 1975، وبقي في منصبه إلى أن وافته المنية عام 1989.

 والجدير بالذكر أن القيادي الكردي عصمت سيدا كان يمتلك فكراً سياسياً قائماً على التحليل والتحميص فقد كان من أعضاء وفد اليسار في مؤتمر المصالحة بين “اليمين واليسار” الذي دعا إليه القائد الخالد” الملا مصطفى البارزاني” بغية توحيد الحزبين، وبحسب ما تم تداوله من قبل الحاضرين في الاجتماع بأن البارزاني الخالد أعجب بالقيادي الشاب لدقة ملاحظاته وآرائه.

وقد تنبأ بانهيار الاتحاد السوفياتي بعد عودته من هناك عام 1988 كنتيجة حتمية للتناقضات الداخلية والخارجية لسياسة قائدة المعسكر الاشتراكي آنذاك، كما أنه كان من أوائل اللذين دعوا لتوحيد الفصائل الكردية المتقاربة فكرياً، وهو أمر ممكن إذ من الصعب توحيد كل الفصائل الكردية في حزب واحد.

 وفي عام 1980، استقبل في منزله بمدينة قامشلو القائد الكردي عبدالله أوجلان ( آبو) قادماً من كوردستان الشمالية، وكان ذلك في بدايات عمل حزب العمال الكردستاني في سوريا، وبعد فترة من الزمن سافرا معاً إلى دمشق ولبنان حيث تعرف القائد الكردي “آبو” من خلاله بالمنظمات الفلسطينية كالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة “نايف حواتمة” وغيرها من التنظيمات الفلسطينية، وكانت هذه العلاقات بداية تحول في علاقات “حزب العمال الكردستاني” من الإطار المحلي الكردي إلى الإطار الخارجي ، لذا فقد كان للحزب اليساري في عهده دور فعال في الحركة الكردية، وكان من الأحزاب الطليعية في الحركة حيث مُنيَ الحزب بعد وفاته بخسارة كبيرة وتعرض لانتكاسات وانقسامات عدة.

وكان للقيادي والسياسي الكردي الراحل عصمت سيدا ملعباً آخر غير السياسة، فقد كان “سيدا” إنساناً مرهف الإحساس مولعاً منذ شبابه بالأدب والموسيقى، وكان يعزف على آلة البلور “ناي”، وإنساناً متواضعاً يجوب كثيراً في قرى المنطقة سيراً على الأقدام، و يتنقّل بدراجته الهوائية في أحياء مدينة قامشلو للقيام بواجباته الوطنية والاجتماعية.

 وكان شاعراً شعبياً ألف العديد من القصائد إذ له ديوان شعري مطبوع بعنوان Mistek Azar ” حفنة عذاب” ، إضافة إلى العديد من القصائد الأخرى الغزلية والاجتماعية والقومية لم يسمح له القدر بجمعها وإصدارها في ديوان شعري، ومن أجمل القصائد التي كتبها الراحل سيدا هي قصيدة: “Xwezî Yarê Tu Ya Min Ba”، والتي لحنها وغناها الفنان الراحل كانيوار.

مصدر المعلومات: جوان عصمت سيدا نجل الراحل عصمت سيدا.

التعليقات مغلقة.